تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية

Transcript

1 تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية االبتكار الخارق والنمو االقتصادي سلسلة اقتصاديات وإحصائيات الويبو 2015

2 تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية االبتكار الخارق والنمو االقتصادي سلسلة اقتصاديات واحصائيات الويبو 2015

3 2

4 تمهيد ال غنى للحكومات في جميع أنحاء العالم عن السياسات التي تحفز النمو االقتصادي. فالنمو المستدام يحسن مستويات المعيشة ويخلق فرص عمل جديدة ويساعد في التخفيف من حدة الفقر. ورغم أن النمو االقتصادي ليس دواء لكل داء إال أنه إذا ما ح س ن توجيهه فإنه من الممكن أن يصب في تحقيق االستقرار واألمن والصحة واالستدامة البيئية. ولكن هل يعد استمرار النمو االقتصادي أمر ا مسلم ا به هذا هو السؤال الذي يطرحه عدد متزايد من الخبراء وثمة سبب وجيه وراء ذلك. فقد شهدت الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية أسرع معدل نمو اقتصادي على اإلطالق. ولكن منذ األزمة المالية العالمية في 2008 صار النمو االقتصادي مخيب ا لآلمال عام ا بعد عام. ومن ثم هل لنا أن نفترض عودة النمو االقتصادي إلى وتيرته السريعة في نهاية المطاف أم هل سيصبح تراجع معدل النمو هو الوضع الطبيعي الجديد تعتمد اإلجابة جزئي ا على مدى استمرار االبتكار في ممارسة دوره في دفع عجلة النمو. فقد كانت اإلنجازات التكنولوجية التاريخية بمثابة نقطة االنطالق لتحقيق تحسينات مستدامة في النتائج االقتصادية. حيث أحدثت هذه اإلنجازات تغيير ا جذري ا في اإلنتاج. وصارت المجتمعات الزراعية أنظمة اقتصادية قائمة على الصناعة وقائمة على الخدمات بفضل تكنولوجيات لم تكن لتخطر على البال منذ 3 قرون. وازدهر االبتكار في نواح شتى بصورة غير مسبوقة في القرن الواحد والعشرين. ومع ذلك يبقى السؤال مفتوح ا إلى أي مدى سينشط النمو االقتصادي غد ا بفضل إنجازات اليوم إن الملكية الفكرية في قلب العالقة بين االبتكار والنمو. فقد ك تب الكثير عن أهمية حماية الملكية الفكرية للنمو االقتصادي. ولكن القنوات المحددة التي تستطيع الملكية الفكرية من خاللها أن تشكل مالمح النمو تتسم بالتعقيد وتختلف باختالف التكنولوجيات والصور المختلفة للملكية الفكرية. ومن ثم فقد ركزنا في تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية 2015 على موضوع االبتكار الخارق والنمو االقتصادي من أجل إلقاء المزيد من الضوء على هذه القنوات. وكدأب التقارير السابقة يهدف تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية 2015 إلى شرح الدور الذي يؤديه نظام الملكية الفكرية في اقتصاديات السوق وتوضيحه. حيث يبدأ التقرير باستعراض أنماط النمو االقتصادي عبر التاريخ واستكشاف الطرق المختلفة التي يؤثر بها االبتكار على النمو. ويبحث كيف تحدد األشكال المختلفة للملكية الفكرية نتائج نشر االبتكار والتكنولوجيا. ومن العناصر المستحدثة في تقرير هذا العام احتوائه على سلسلة من الدراسات اإلفرادية التي تستكشف الروابط الملموسة بين االبتكار والملكية الفكرية والنمو االقتصادي في 6 من مجاالت االبتكار الخارق. وتركز 3 دراسات إفرادية على االبتكارات التاريخية: الطائرات والمضادات الحيوية وأشباه الموصالت. بينما تتناول الدراسات الثالث األخرى االبتكارات الحالية التي ي توسم أن تصير ابتكارات خارقة: الطباعة المجس مة والنانوتكنولوجيا وعلم الروبوتات. غير أن الدراسات الست تنتهج نهج ا موحد ا فهي تبحث أوال في أصل االبتكار وإسهامه في النمو ثم تتناول النظام اإليكولوجي الذي أفرز االبتكار وأخير ا تنظر في الدور الذي يؤديه نظام الملكية الفكرية داخل هذا النظام اإليكولوجي. وينظر التقرير أيض ا في فرص النمو القائم على االبتكار في المستقبل. فهو ال يدعي توقع المستقبل ولكنه يستعرض الحجج المتنوعة التي تستشرف المستقبل إما بعين متفائلة أو بعين متشائمة. وبغض النظر عن منظورات النمو اليوم يؤكد التقرير على األهمية الحاسمة الستمرار استثمار الحكومات والشركات في االبتكار. حيث يتطلب نجاح االبتكار سواء على مستوى الشركة أو االقتصاد ككل قدر ا من المثابرة على األقل في فترات تراجع النمو عندما تكون ميزانيات االبتكار على المحك. ولما كان االبتكار الخارق والنمو االقتصادي موضوع ا متعدد األوجه لم يتسع المقام لإلجابة على كل سؤال متعلق به في هذا التقرير. فهو على سبيل المثال ال يناقش بالتفصيل كيف يغير النمو القائم على االبتكار الطلب على الوظائف ويشكل توزيع الدخل. وإذ يصف التقرير كيفية انتشار االبتكارات المختلفة في االقتصادات النامية فإنه يعرض على استحياء ما ي مكن أن يفسر أنماط هذا االنتشار وال يزال فهم كيف استطاع بعض االقتصادات النامية أن يصعد س لم التكنولوجيا بينما أخفق البعض اآلخر من األلغاز التي لم تحلها األبحاث االقتصادية بعد. نأمل أن يقدم هذا التقرير في الوقت المناسب منظور ا حول أهم التحديات التي تواجه واضعي السياسات اليوم وأن يسهم في إثراء المناقشات الجارية بين الدول األعضاء حول تحديد كيف يمكن أن يسهم نظام الملكية الفكرية على النحو األفضل في النمو القائم على االبتكار في جميع البلدان. فرانسس غري المدير العام 3

5 شكر وتقدير أعد هذا التقرير وفق ا للتوجيهات العامة للسيد فرانسس غري )المدير العام(. وأشرف على إعداده وتنسيقه فريق عمل بقيادة كارستن فينك )كبير الخبراء االقتصاديين( وعضوية إنتان حمدان - ليفرامنتو )خبير اقتصادي( وخوليو رافو )خبير اقتصادي أول( وساشا ونش- فينسنت )خبير اقتصادي أول( وجميعهم من العاملين في شعبة الويبو للشؤون االقتصادية واإلحصاءات. وخالل تواجدهما في الشعبة قدمت أنتانينا غاراناسفيلي عون ا بحثي ا مفيد ا وأسهمت فرانشيسكا غوادانيو في كتابة الفصلين الثاني والثالث. وتستند الدراسات اإلفرادية في الفصلين الثاني والثالث إلى بحوث مرجعية أجريت خصيص ا من أجل هذا التقرير. وتستند الدراسة اإلفرادية الخاصة بالطائرات تحديد ا إلى تقارير مرجعية أعدها ديفيد موري )جامعة كاليفورنيا بيركلي( ووتز بدراس )جامعة الرور في بوخوم(. وقدم جوشن ستريب تعليقات مكتوبة كما وردت تعليقات إضافية من بيتر ماير. وأسهم بافن سامبات )جامعة كولومبيا( بتقرير مرجعي في الدراسة اإلفرادية الخاصة بالمضادات الحيوية. وأعد لويجي أورسينيجو تعليقات كتابية حول هذا التقرير. وتستند الدراسة اإلفرادية الخاصة بأشباه الموصالت إلى تقرير مرجعي أعده توماس هورين )جامعة مونستر(. وأسهم ريتشارد بيرت بتعليقات كتابية ووردت بيانات من منظمة إحصاءات التجارة العالمية في أشباه الموصالت. أما الدراسة اإلفرادية المتعلقة بالطباعة المجسمة فاستندت إلى تقرير مرجعي أعده ستيفان بيكتولد )المعهد الفدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ(. وأعد دافين ديساي تعليقات كتابية ووردت تعليقات إضافية من نيكوال سيرل. وكتبت ليزا وليت )جامعة ستانفورد( التقرير المرجعي الخاص بالدراسة اإلفرادية حول النانوتكنولوجيا. وقدم ستيفان لويلري تعليقات كتابية حول هذا التقرير. أما الدراسة اإلفرادية الخاصة بعلم الروبوتات فتستند إلى تقرير مرجعي أعده س. أندرو كايشنر )ديفيس وغيلبرت المحدودة(. وقدم روالند سيجوارت تعليقات كتابية وق دمت تعليقات إضافية من ميركو بوهم وريمي غليزنر ووردت بيانات من االتحاد الدولي للروبوتات وفرانك طوبي من روبوت ريبورت. وقدم ريتشارد كوركن وكريستوفر هاريسون وماريان ليلينغتون من مكتب المملكة المتحدة للملكية الفكرية مدخالت وإرشادات عديدة حول عمليات رسم خرائط البراءات التي اضط لع بها في الدراسات اإلفرادية. وأسهم كل من غابرييل بيرليكي وغابرييل بيليغرينو وأنطوان شوين ومكتب فان دايك أيضا في عمليات رسم الخرائط هذه. واستفاد فريق عمل التقرير استفادة جم ة من المراجعات الخارجية لمسودات الفصول التي أجراها توني كاليتون وأوغو بانيتزا. ووردت مدخالت وتعليقات وبيانات إضافية من غابرييل كليرك ودييغو كومين وبول ديفيد وماركوس هوبيرغر وباولو النتيري وموشيه ليمبيرغ ولوتز ميالندر وماكسيم بينكوفسكي وجولين بينين وإدوارد شتينمويلر وفيكتور فاسكويز وجياشري واتال. وقدم كل من سامية دو كارمو فيغيريدو وكاترينا فاليس غالميز دعم ا إداري ا قيم ا. وأخير ا نتوجه بالشكر الواجب إلى الزمالء في شعبة االتصاالت خاصة توبي بويد إلسهامه في التحرير وستيفن ميتلر لتصميمه التقرير. وقد قدمت مكتبة الويبو دعم ا بحثي ا مفيد ا طوال فترة إعداد التقرير وقدمت وحدة الطباعة خدمات طباعة عالية الجودة. وجميعهم عمل بجد للوفاء بالمواعيد النهائية رغم ضيق الوقت. 4

6 بيان عدم المسؤولية تقع مسؤولية هذا التقرير وكل ما اشتمل عليه من آراء على أمانة منظمة الويبو فقط. وهي بذلك ال ترمي إلى عكس آراء أو وجهات نظر الدول األعضاء في الويبو. ويرغب واضعو هذا التقرير الرئيسيون أيضا في إعفاء أولئك الذين ساهموا وأدلوا بتعليقات على التقرير من أي مسؤولية عن أي سهو أو خطأ متضمن في هذا التقرير. ونرحب باستخدام المعلومات الواردة في هذا التقرير من قبل القراء وكل ما نطلبه هو أن تنسب تلك المعلومات إلى مصدرها: منظمة الويبو. 5

7

8 ملخص تنفيذي لطالما كان النمو االقتصادي قوة ال يستهان بها في الحد من الفقر وخلق فرص العمل وتحسين مستويات المعيشة العامة. ومع ذلك ال يمكن اعتباره أمر ا مسلم ا به. فقد شهد االقتصاد العالمي نمو ا ضئيال قبل القرن الثامن عشر وكان الفقر سائد ا ولم يكن ي تصور أي تحس ن كبير في مستويات المعيشة لمن هم خارج القلة المحظوظة. ومنذ ذلك الحين نما االقتصاد العالمي بوتيرة غير مسبوقة مما أدى إلى تحسن نوعية الحياة تحسن ا كبير ا وتحقق ازدهار مادي واسع النطاق. وبالرغم من ذلك شهد بعض االقتصادات الوطنية نمو ا أسرع وأكثر استدامة من غيره مما ترك تفاوتات كبيرة في ازدهار األمم اليوم. ومن الرؤى األساسية التي توصلت إليها البحوث العلمية أن استمرار النمو االقتصادي منوط باستمرار التقدم التكنولوجي. فقد شهدت القرون الثالثة األخيرة سلسلة من اإلنجازات االبتكارية في مختلف المجاالت التكنولوجية والتي أحدثت تغيير ا جذري ا في النشاط اإلنتاجي وحفزت نمو صناعات جديدة. ولكن كيف طرأت هذه االبتكارات الخارقة وكيف أدت إلى زيادة الناتج االقتصادي من المهم اإلجابة على هذين السؤالين في الوقت الذي يسعى فيه واضعو السياسات جاهدين نحو تحسين البيئة المواتية للنمو في المستقبل. فاالقتصاد العالمي ال يزال يترنح حتى بعد مرور 7 سنوات على األزمة المالية العالمية ولذلك ثمة نقاش جاد بشأن ما إذا كان االبتكار سيستمر في تحقيق معدالت نمو ت قارن بالمعدالت السابقة لألزمة. ويحاول هذا التقرير أن يقدم مدخالت تحليلية إلثراء هذا النقاش. فهو يستكشف القنوات التي يعزز االبتكار النمو من خاللها واألنظمة اإليكولوجية التي يترعرع فيها االبتكار. ومن ثم يركز التقرير تركيز ا خاص ا على دور نظام الملكية الفكرية الذي يرمي في صميمه إلى دعم النشاط االبتكاري. ويستعرض التقرير األنماط التاريخية للنمو ويضع تصور ا ألوجه االرتباط بين االبتكار والنمو ولكن اإلسهام التحليلي األساسي له هو الدراسات اإلفرادية الست حول االبتكارات الخارقة. حيث يلقي التقرير الضوء بشكل خاص على ثالثة ابتكارات تاريخية وثالثة ابتكارات حالية ي توسم أن تصير ابتكارات خارقة )انظر الجدول 1(. ومن خالل هذه الدراسات يمكن للمرء أن يستشف الطبيعة المختلفة لإلنجازات االبتكارية والسياق المتطور الذي يحدث فيه االبتكار. ورغم أن العديد من االستنتاجات يختص بالدراسات الست وقد ال يجوز تعميمه إال أن ما تقدمه الدراسات اإلفرادية من قواسم مشتركة واختالفات يدعو إلى التفكير في مسألة أي النهج السياسية يعد األفضل في ظروف بديلة. الجدول 1: االبتكارات الخارقة المدروسة في هذا التقرير االبتكارات التاريخية الطائرات من الطيران الشراعي للهواة في القرن التاسع عشر إلى وسيلة نقل موثوق بها في النصف األول من القرن العشرين. المضادات الحيوية منذ اكتشاف عقاقير السلفا في الثالثينات حتى ميالد صناعة المستحضرات الصيدالنية الحديثة أشباه الموصالت من تضخيم موجات الراديو لتحسين االتصال في مطلع القرن العشرين حتى رقائق الحواسيب األكثر فعالية من أي وقت مضى والتي هي وقود ثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت النمو االقتصادي عبر التاريخ انطلق النمو عند "المنحنى" في مطلع القرن التاسع عشر وتسارعت وتيرته في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية االبتكارات الحالية الطباعة المجسمة إنشاء مجسمات ثالثية األبعاد من خالل رص طبقات متتالية من مادة ما فوق بعضها البعض بفضل التكنولوجيا الرقمية النانوتكنولوجيا تكنولوجيا بمقياس واحد من البليون من المتر مع تطبيقات في مجاالت اإللكترونيات والصحة والمواد وغيرها علم الروبوتات من الروبوتات البدائية التي حفزت األتمتة الصناعية حتى آالت اليوم الذاتية التحكم بفضل الذكاء االصطناعي يستند الشكل 1 إلى أكثر التقديرات التاريخية المتاحة شموال وهو يصور تطور الناتج المحلي اإلجمالي للفرد الواحد عند المنحنى منذ ونقصد بالمنحنى هنا االقتصاد الذي ي ظهر أعلى ناتج اقتصادي للفرد الواحد في نقطة زمنية معينة. وهو ألغراض هذا التقرير اقتصاد إنجلترا وبريطانيا العظمى والمملكة المتحدة حتى 1900 والواليات المتحدة بعد ذلك. 7

9 ملخص تنفيذي الشكل 1: النمو عند المنحنى على مر 7 قرون الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي للفرد الواحد مقياس لوغاريتمي 50,000 انجلترا بريطانيا العظمى المملكة المتحدة الولايات المتحدة زاد تباين مسارات النمو من اتساع الفجوة بين أفقر البلدان وأغناها... تفاوت أداء النمو فيما يخص االقتصادات خارج مجموعة المنحنى. فبينما تمكنت مجموعة بعينها من االقتصادات التي كانت فقيرة يوم ا وال سيما في شرق آسيا من اللحاق بركب مجموعة المنحنى لم تحدث عملية تقارب عامة للدخول لكل فرد. وبناء عليه زاد انعدام المساواة في رخاء األمم منذ القرن التاسع عشر.... حتى وإن كان النمو السريع في الصين والهند قوة معادلة لتوزيع الدخول في العالم وأدى إلى انحسار الفقر المطلق 5, ما بعد الحرب العالمية الثانية ( ) النمو السنوي %2.08 ال تعني زيادة عدم المساواة في الدخول بين االقتصادات بالضرورة أن العالم صار مكان ا أكثر تفاوت ا. فتوزيع الدخول بين المواطنين حول العالم يقدم صورة أكثر تفاؤال وذلك إذا ما أخذنا في اعتبارنا حجم السكان في البلدان المختلفة بجانب عدم المساواة في الدخول بين البلدان. كما أن الدراسات التي ركزت على العقود األخيرة أظهرت أن الوتيرة السريعة لنمو االقتصادات اآلسيوية الفقيرة في البداية وذات الكثافة السكانية العالية وال سيما الصين والهند كانت بمنزلة قوة معادلة في توزيع الدخول في العالم. فضال عن ذلك سجلت هذه الدراسات على نحو موحد انخفاض ا كبير ا في مستويات الفقر المطلق مستعينة بعتبات فقر مختلفة. 50,000 الثورة الصناعية ( ) النمو السنوي %1.10 الرا سمالية التجارية ( ) النمو السنوي %0.21 5, انظر الشكل 1.1 كيف يحفز االبتكار النمو االقتصادي أظهرت البحوث العلمية المجراة على مر العقود الدور المحوري الذي يؤديه االبتكار في تحفيز النمو على األجل الطويل. ولكن من الصعوبة بمكان قياس مدى إسهام االبتكار من حيث تحديد أي االبتكارات تتسبب في أي مقدار تقدم خالل أي فترة زمنية. ويصور الشكل التوضيحي الوارد في نهاية هذا التقرير بعض ا من أهم اإلنجازات االبتكارية على مدار المائتي سنة الماضية مقارنة بمسار نمو المنحنى الظاهر في الشكل 1. وهو يعد شكال توضيحي ا واختيار التكنولوجيات كان بطريقة غير موضوعية. تقسم اللوحة السفلى للشكل القرون السبعة إلى 3 فترات نمو. حيث شهدت الفترة األولى حتى مطلع القرن التاسع عشر نمو ا ضئيال ومتقطع ا حوالي 0.2 بالمائة في المتوسط في السنة. ثم أدت بداية الثورة الصناعية إلى وثبة كبيرة في معدل النمو السنوي حيث وصل إلى 1.1 بالمائة. وأخير ا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية تسارعت وتيرة النمو حتى وصلت إلى 2.1 بالمائة في السنة مما يعني تضاعف الدخل كل 34 سنة. وبالنظر إلى تاريخ هذه القرون فإن أداء النمو منذ 1950 يعد مذهال واستثنائي ا. ورغم صعوبة قياس اإلسهام من الممكن نظري ا فهم القنوات التي من خاللها يحفز االبتكار النمو. 8

10 ملخص تنفيذي االبتكار يحفز تعميق رأس المال... تستثمر الشركات في معدات رأسمالية جديدة استناد ا إلى الدخول التي تتوقع أن تحققها هذه االستثمارات في المستقبل. ومن شأن استخدام تكنولوجيات جديدة أن يزيد عوائد االستثمار وي مكن الشركات من ضخ استثمارات جديدة. فمن الناحية التاريخية أدى استخدام تكنولوجيات خارقة كبرى إلى إطالق العنان الزدهار االستثمار وتحقيق تحسينات في النتائج االقتصادية. الشكل 2: كان للمضادات الحيوية تأثير ا كبير ا على صحة اإلنسان الوفيات بسبب األمراض المعدية وأمراض القلب والرئة حاالت الوفاة لكل نسمة وتبرز الدراسة اإلفرادية الخاصة بأشباه الموصالت على سبيل المثال أدلة ت ظهر أنه مع ازدهار تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في التسعينات سارعت الشركات في جميع أنحاء اقتصاد الواليات المتحدة بزيادة أسهم رأس مال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وال سيما بالمقارنة باألصول الرأسمالية الثابتة األخرى. فضال عن ذلك صارت استثمارات األصول غير الملموسة إنشاء عمليات تجارية وقواعد بيانات جديدة وغير ذلك من األنشطة القائمة على المعرفة مكون ا هام ا في االستثمارات العامة وهي ترتبط أيض ا بإدخال تكنولوجيات جديدة....يدعم القوة العاملة في نموها وتمتعها بصحة أفضل وتعليم أفضل "القلب والا وعية الدموية (المحور الا يمن)" "ا مراض معدية (المحور الا يسر)" لطالما كان االبتكار سبب ا رئيسي ا في تطور القوة العاملة. فقد أدت التطورات في مجالي الصحة والتكنولوجيا إلى زيادة كبيرة في متوسط العمر المتوقع. ففي سنة 1800 كان متوسط العمر المتوقع عند الوالدة أقل من 40 سنة في جميع البلدان المتقدمة وبحلول سنة 2011 ارتفع ليزيد عن 75 سنة وكان أعلى متوسط من نصيب اليابان حيث وصل إلى 83 سنة. ويوضح الشكل 2 الذي يستند إلى الدراسة اإلفرادية الخاصة بالمضادات الحيوية االنخفاض الكبير في معدل الوفيات منذ ظهور أدوية المضادات الحيوية أول مرة في الثالثينات. انظر الشكل 4.2 لطالما كان االبتكار أداة فعالة في تسهيل زيادة مشاركة الكبار في القوة العاملة. فعلى سبيل المثال أدى ظهور وسائل النقل الجماعي السريع إلى تقليل الحواجز الجغرافية في سوق العمل. كما عزز بالمثل الوصول إلى التعليم. وأدت التطورات في تكنولوجيا التعليم بدورها إلى تعميق اإلنجازات التعليمية مما أدى إلى قوة عاملة أفضل تعليم ا....يزيد من إنتاجية الشركات... يستطيع االبتكار أن يؤثر في إنتاجية الشركات من خالل عدد من القنوات. فاالبتكارات العملية والتنظيمية بوسعها أن تزيد من فعالية تحويل المدخالت خاصة العمل إلى مخرجات. ويؤدي تحسن اإلنتاجية الناتج عن ذلك إلى توفير موارد يمكن االستعانة بها في توسيع نطاق المخرجات سواء في نفس الشركة أو في نفس القطاع أو في أي مكان آخر في االقتصاد. 9

11 ملخص تنفيذي ويمكن البتكار المنتجات أن يكون له أثر هام على إنتاجية الشركة خاصة إذا اتخذ شكل مدخالت وسيطة قوية وجديدة أو محسنة. وتوفر الدراسات اإلفرادية الواردة في هذا التقرير العديد من األمثلة بشأن منتجات وخدمات أساسية جديدة غيرت طبيعة األنشطة اإلنتاجية بما في ذلك النقل الجوي والحواسيب والروبوتات الصناعية والطباعة المجسمة.... وتحول الهياكل االقتصادية يعد االبتكار غالب ا من أسباب التحول الهيكلي الجذري. وفي األجل المتوسط إلى الطويل يؤثر هذا التحول الهيكلي على إنتاجية االقتصاد من خالل مجموعة من القنوات: يمكن لالبتكار أن يغير طبيعة الصناعات مما يؤدي إلى خروج بعض الشركات ودخول أخرى. وفي العديد من الحاالت تحث هذه التغييرات على زيادة الفعالية على نحو يعزز النمو ويعيد توزيع عوامل اإلنتاج. ت طلق االبتكارات الخارقة عادة العنان إلعادة تنظيم سالسل اإلمداد حيث تكتسي الشركات خبرة فريدة وتتخصص في إنتاج بضائع وخدمات تخدم مجموعة متنوعة من الشركات سواء داخل الصناعات أو عبرها. كما حث االبتكار التكنولوجي أيض ا على عولمة سالسل اإلمداد مما عزز من المكاسب المتحققة من زيادة التخصص. عندما يؤدي االبتكار التكنولوجي إلى ظهور أنشطة اقتصادية جديدة فإنه يؤدي أيض ا إلى اضمحالل أنشطة أقدم. وقد يخلق هذا االضطراب التكنولوجي في األجل القريب إلى المتوسط صعوبات للعمال الذين أصبحت وظائفهم زائدة عن الحاجة. ولكن في األجل البعيد يمثل إعادة توزيع العمال في القطاعات االقتصادية النامية أحد أهم الوسائل التي يمكن لالبتكار من خاللها أن يحدث نمو ا في الناتج. ومن الناحية العملية أدى التقدم التكنولوجي إلى تحول كبير من الزراعة والصناعة إلى قطاع الخدمات. وقد أدى ذلك إلى معدالت تاريخية أسرع بدرجة كبيرة لنمو اإلنتاج في الزراعة والصناعة مقارنة بالخدمات الكثيفة العمالة. نشر مسائل االبتكارات... لكي تحفز اإلنجازات التكنولوجية النمو االقتصادي يتعين نشرها على نطاق واسع في جميع أنحاء االقتصاد. ويتعين على الشركات أن تتعلم كيف تستعين بتكنولوجيا جديدة وتضطلع باستثمارات رأسمالية وتعيد تنظيم العمليات التجارية وتدرب العمال. فمن شأن ظهور تكنولوجيات جديدة أن يحفز عادة االبتكارات التكميلية المتعلقة بالنماذج التنظيمية والتجارية والتي تعد في حد ذاتها مسئولة عن تحقيق مكاسب إنتاجية ك برى. وبوسع عوامل مثل الديناميات التنافسية والنفاذ إلى المال ووضع المعايير واللوائح التقنية من بين عوامل حاسمة أخرى أن تشكل مسار نشر التكنولوجيا بدرجة كبيرة....ويتفاوت بدرجة كبيرة عبر التكنولوجيات والبلدان المتلقية ما مدى سهولة نشر التكنولوجيا عبر االقتصادات خاصة األقل تقدم ا يعد هذا السؤال مهم ا. ونظر ا إلى أهمية االبتكار في دفع عجلة النمو في األجل الطويل قد يكون القصور في نشر التكنولوجيا من أسباب تباين مستويات الرخاء االقتصادي. وترسم أدلة حديثة حول أنماط نشر التكنولوجيا صورة مختلطة. فهي من ناحية تشير إلى أن االبتكارات التكنولوجية الحديثة نشرت على نحو أسرع في البلدان ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة )انظر اللوحة اليسرى في الشكل 3( ومن ناحية أخرى تشير إلى أن االبتكارات الحديثة شهدت فجوة أوسع في مدى استعانة االقتصادات بالتكنولوجيا على نحو كثيف )انظر اللوحة اليمنى في الشكل 3(. 10

12 ملخص تنفيذي الشكل 3: نشر التكنولوجيا على نحو أسرع ولكن أقل انتشارا التأخر في التبني منذ االختراع األول بالسنين البواخر والسفن مغازل الشحن بالسكك الحديدية المسافرون بالسكك الحديدية الفولاذ الجرار الكهرباء فرن القوس الكهرباي ي البريد السماد السيارات التلغراف ا لياف اصطناعية الشاحنات الشحن الجوي المحصدة المسافرون بالطيران الحواسيب الشخصية الهواتف جراحة القلب المحمولة الا نترنت الفارق في معدالت االختراق بالسجالت جراحة القلب الحواسيب الشخصية فرن القوس الكهرباي ي الشحن الجوي ا لياف اصطناعية البواخر والسفن مغازل الشحن بالسكك البريد الحديدية الفولاذ التلغراف المسافرون بالسكك الحديدية المسافرون بالطيران الكهرباء الهواتف -0.8 السماد المحمولة -1 الشاحنات الجرار الا نترنت السيارات المحصدة سنة الا ختراع سنة الا ختراع انظر الشكل 7.1 ولكي تستعين االقتصادات بالتكنولوجيات المبتكرة في الخارج على صعيد اإلنتاج يتعين عليها أن تمتلك قدرة استيعابية كافية بما في ذلك رأس المال البشري القادر على فهم التكنولوجيا وتطبيقها والدراية التنظيمية واإلدارية والمؤسسات التي تنسق الموارد وتحشدها لتبني التكنولوجيا. وفي العديد من الحاالت تستلزم القدرة االستيعابية أيض ا القدرة على االبتكار التكنولوجي والتنظيمي التدريجي من أجل تكييف التكنولوجيا لتالئم االحتياجات المحلية. األنظمة اإليكولوجية التي تفرز االبتكارات الخارقة ما نوع النظام اإليكولوجي الذي يدعم على النحو األفضل ازدهار االبتكار وتبني التكنولوجيات الجديدة تشير الدراسات اإلفرادية الست الواردة في هذا التقرير إلى عدد من عناصر النجاح المعروفة: كانت الحكومات المصدر األساسي لتمويل البحث العلمي الذي يعد في كثير من األحيان بالغ األهمية في اإلنجازات االبتكارية. وفي العديد من الحاالت أدت الحكومات أيض ا دور ا حاسم ا في إخراج التكنولوجيا الواعدة من المختبر إلى مرحلة اإلنتاج مبدئي ا مستندة في كثير من األحيان إلى دافع الدفاع الوطني ومصالح السياسات الصناعية. كانت قوى السوق التنافسية والجهود المبذولة من الشركات حاسمة على قدم المساواة وال سيما من ناحية تسويق األفكار الواعدة واالنخراط في متابعة االبتكار مما يسر توسيع نطاق اإلنتاج وتخفيض التكاليف وتبني التكنولوجيات الجديدة على نطاق واسع. كانت الروابط بين مختلف الجهات الفاعلة في االبتكار مهمة. وقد تراوحت من تبادل المعارف على نحو غير رسمي والشبكات المهنية وتحركات العمال إلى أطر الترخيص الرسمية بين الجامعات والصناعة والتعاون في البحث والتطوير. وكان من شأنها النهوض بتبادل المعارف بين الباحثين وتوصيل األنشطة النظرية األساسية باألنشطة النهائية مما ساعد في تحويل األفكار الواعدة إلى تكنولوجيات تجارية. أنشطة البراءات المرتبطة باالبتكارات الخارقة الستة كانت مركزة جغرافيا... تحدد الدراسات اإلفرادية البراءات المودعة حول العالم والتي ترتبط بكل من االبتكارات الخارقة الستة. وبينما ال توفر عمليات رسم خرائط البراءات الناتجة عنها أحسن صورة لمشهد االبتكار إال أنها تقدم معلومات وفيرة حول المنشأ الجغرافي والمؤسسي لالختراعات خاصة تلك التي يتحمل أن تستغل تجاري ا. وهي تظهر أنه عبر الدراسات اإلفرادية الست كان نشاط البراءات مركز ا جغرافي ا )انظر الشكلين 4 و 5 والجدول 2(. حيث تستأثر البلدان ذات الدخل المرتفع بأكثر من 80 بالمائة من اإليداعات في جميع الدراسات اإلفرادية الست. وحتى داخل البلدان ذات الدخول المرتفعة تعد إيداعات البراءات مركزة حيث تستأثر الواليات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وجمهورية كوريا بنسبة 75 بالمائة أو أكثر من اإليداعات األولى حول العالم. 11

13 ملخص تنفيذي الشكل 4: أنشطة البراءات كانت مركزة جغرافي ا 100 حصة إيداعات البراءات األولى في العالم إجماال الولايات المتحدة اليابان 75 ا لمانيا فرنسا المملكة المتحدة جمهورية كوريا 50 ا خرى ذات دخل مرتفع الصين ا خرى ذات دخل منخفض ومتوسط 25 0 علم الروبوتات النانوتكنولوجيا الطباعة المجسمة ا شباه الموصلات المضادات الحيوية الطاي رات ملحوظة: يعد الشكل ملخص ا لألشكال 3.2 و 5.2 و 8.2 و 2.3 و 7.3 و 12.3 حيث يشمل نفس الفترات الزمنية التي تتناولها هذه األشكال. ويرجى مالحظة أن الشرائط ال تشكل 100 بالمائة تمام ا فهي ت ظهر أن أقل من 1 بالمائة من إيداعات البراءات جاء من أصول غير معروفة. المصدر: الويبو استناد ا إلى قاعدة بيانات المكتب األوروبي للبراءات )انظر المالحظات الفنية(. الشكل 5: أي البلدان يحث على إيداع البراءات في مجاالت الطباعة المجسمة والنانوتكنولوجيا وعلم الروبوتات أعلى 20 منشأ إليداعات البراءات األولى و , الطباعة المجسمة ا على الجهات الا كاديمية والقطاع العام الطباعة المجسمة ا على 6 ا لى جمهورية كوريا اليابان ا لمانيا الصين الولايات المتحدة 20,000 15,000 10, النمسا سنغافورة الدانمرك فنلندا كندا ا يطاليا ا سراي يل بلجيكا السويد ا وكرانيا هولندا سويسرا فرنسا المملكة المتحدة الاتحاد الروسي النانوتكنولوجيا ا على 5 1,500 1,000 الجهات الا كاديمية والقطاع العام النانوتكنولوجيا ا على 6 ا لى 20 5, ا لمانيا جمهورية كوريا الصين اليابان الولايات المتحدة 15,000 10, ا سبانيا ا ستراليا الهند فنلندا بلجيكا السويد ا يطاليا ا سراي يل الاتحاد الروسي سنغافورة سويسرا كندا المملكة المتحدة فرنسا هولندا علم الروبوتات ا على 5 1, الجهات الا كاديمية والقطاع العام علم الروبوتات ا على 6 ا لى 20 5, فرنسا ا لمانيا الولايات المتحدة جمهورية كوريا الصين اليابان المملكة المتحدة كندا سويسرا ا يطاليا هولندا الاتحاد الروسي النمسا ا سبانيا ا وكرانيا ا سراي يل تركيا فنلندا المصدر: الويبو استناد ا إلى قاعدة بيانات المكتب األوروبي للبراءات )انظر المالحظات الفنية(. ا ستراليا السويد 12

14 ملخص تنفيذي الجدول 5 2: بلدان من بينها تستأثر بأعلى 10 مودعين لطلبات البراءات أعلى 10 مودعين لطلبات البراءات في مجاالت الطباعة المجسمة والنانوتكنولوجيا وعلم الروبوتات منذ 1995 الطباعة المجسمة المودع ثري دي سيستمز المنشأ الواليات المتحدة اإليداعات األولى النانوتكنولوجيا المودع سامسونغ إلكترونيكس المنشأ كوريا اإليداعات األولى علم الروبوتات المودع تويوتا سامسونغ هوندا نيسان بوش دنسو هيتاشي باناسونيك ياسكاوا سوني المنشأ اليابان كوريا اليابان اليابان ألمانيا اليابان اليابان اليابان اليابان اليابان اإليداعات األولى 4,189 3,085 2,231 1,910 1,710 1,646 1,546 1,315 1,124 1,057 2,578 1,490 1,360 1,298 1,162 1,100 1,055 1, ستراتاسيس سيمنز الواليات المتحدة ألمانيا نيبون ستيل آي بي إم اليابان الواليات المتحدة جنرال إليكتريك ميتسوبيشي الواليات المتحدة اليابان توشيبا كانون اليابان اليابان هيتاشي إم تي يو إيرو إنجنز اليابان ألمانيا هيتاشي جامعة كاليفورنيا اليابان الواليات المتحدة توشيبا إي أو إس اليابان ألمانيا باناسونيك هيوليت باكارد اليابان الواليات المتحدة يونايتد تكنولوجيز الواليات المتحدة تي دي كيه اليابان ملحوظة: كوريا = جمهورية كوريا الواليات المتحدة = الواليات المتحدة األمريكية انظر الجداول 3.3 و 3.7 و 3.10 الشكل 6: حصة البراءات األكاديمية أعلى فيما يخص ابتكارات اليوم حصة مودعي الطلبات من الجامعات ومنظمات البحث العامة في إيداعات البراءات األولى بالنسبة المئوية اليابان ا لمانيا 60 العالم الولايات المتحدة المملكة المتحدة فرنسا جمهورية كوريا الصين علم الروبوتات النانوتكنولوجيا الطباعة المجسمة ا شباه الموصلات المضادات الحيوية الطاي رات ملحوظة: يتضمن هذا الشكل نفس الفترات الزمنية الواردة في األشكال 3.2 و 5.2 و 8.2 و 2.3 و 7.3 و المصدر: الويبو استناد ا إلى قاعدة بيانات المكتب األوروبي للبراءات )انظر المالحظات الفنية(....رغم أن الصين برزت كمنشأ مهم ألنشطة البراءات في العهد الحديث إذا تناولنا التاريخ الحديث سنجد أن الصين برزت كمنشأ مهم للبراءات في مجاالت الطباعة المجسمة والنانوتكنولوجيا وعلم الروبوتات. وإذا نظرنا خاصة إلى إيداعات البراءات األولى منذ 2005 سنجد أن مودعي البراءات الصينيين يستأثرون بأكثر من ربع اإليداعات األولى حول العالم في حالة الطباعة المجسمة وعلم الروبوتات وهي أعلى حصة من بين جميع البلدان. وفي حالة إيداعات براءات النانوتكنولوجيا منذ 2005 يستأثر الصينيون بما يقرب من 15 بالمائة من اإليداعات حول العالم بما يعد ثالث أكبر منشأ للبراءات. يبدو االبتكار اليوم وكأنه مرتبط ارتباط ا وثيق ا بالعلوم أكثر من ذي قبل... من النتائج المهمة األخرى لعمليات رسم خرائط البراءات أن منظومة العلوم والروابط الرسمية بين المؤسسات العلمية والشركات بدت وكأنها أكثر أهمية اليوم من البارحة. فالشكل 6 يعرض 13

15 ملخص تنفيذي حصة مودعي الطلبات من الجامعات ومنظمات البحث العامة فيما يخص االبتكارات الستة المدروسة في التقرير. وهو يظهر حصص ا أعلى من البراءات األكاديمية المتعلقة بالطباعة المجسمة والنانوتكنولوجيا وعلم الروبوتات مقارنة بالحاالت التاريخية الثالث. وتتخذ النانوتكنولوجيا مكانة بارزة حيث يستأثر مودعو الطلبات األكاديميون بما يقرب من ربع البراءات حول العالم. ومن المثير لالهتمام أن حصة البراءات األكاديمية قد زادت في معظم البلدان منذ ظهور النانوتكنولوجيا في الثمانينات مما يعني أن القاعدة العلمية البتكارات النانوتكنولوجيا صارت أكثر أهمية في التاريخ الحديث. وقد ت عزى األهمية الكبرى للجامعات ومنظمات البحث العامة في أوضاع البراءات جزئي ا إلى الجهود السياسية الرامية إلى تحسين تسخير نتائج البحوث العلمية في التنمية التجارية. ومع ذلك ت درك هذه الجهود السياسية الدور الحاسم الذي تؤديه البحوث النظرية األساسية في التطور التكنولوجي النهائي....بينما تختلف حصة البراءات األكاديمية على نحو بارز عبر البلدان على الرغم من أن البراءات األكاديمية قد برزت بشدة عبر معظم المناشئ الكبرى للبراءات إال أن ثمة تفاوتات ملحوظة. ففي حالة اليابان ال تتجاوز حصة الجامعات ومنظمات البحث العامة أكثر من 10 بالمائة من إجمالي اإليداعات األولى. وعلى النقيض تستأثر الصين بوجه عام بأعلى حصص للبراءات األكاديمية حيث تجاوزت 70% للنانوتكنولوجيا و 50% لعلم الروبوتات. ومن جانب آخر قد يوضح ذلك محدودية قدرات البحث والتطوير في الشركات الصينية في المجاالت التكنولوجية المعنية وقد يلمح ذلك إلى انخفاض معدل االستغالل التجاري للتكنولوجيا. وعلى الناحية األخرى توضح الدراسات اإلفرادية التاريخية أن القاعدة العلمية المتينة قد تفرز في األجل الطويل شركات وصناعات جديدة فور حدوث الطفرات التكنولوجية. دور الملكية الفكرية المتنامي الملكية الفكرية تحفز االبتكار... أوضحت عمليات رسم خرائط البراءات أن المبتكرين قد استندوا في الدراسات الست كلها إلى نظام البراءات لحماية ثمار أنشطتهم االبتكارية. وقد فعلوا ذلك على نحو مكثف في بعض الحاالت خاصة أشباه الموصالت. وتعددت دوافعهم لفعل ذلك ولكن األدلة المتاحة تشير إلى أن الحماية الممنوحة بموجب الملكية الفكرية أسهمت على األقل جزئي ا في تمل ك البحث والتطوير ومن ثم فهي تشير إلى أن حقوق الملكية الفكرية كانت مهمة في تحفيز االبتكار....وتمكن أسواق التكنولوجيا توثق الدراسات اإلفرادية الست بنفس القدر من األهمية كيف ازدهر االبتكار كنتيجة لترتيبات تقاسم المعارف الضمنية أو الصريحة. على سبيل المثال لم تختلف األندية األولى لمخترعي الطائرات الهواة في القرن التاسع عشر في طريقة عملها عن مجتمعات المصدر المفتوح التي تسهم اليوم في أبحاث الطباعة المجسمة وعلم الروبوتات. وفي حالة أشباه الموصالت كانت اتفاقات الترخيص المتبادل مهمة لالستغالل التجاري للتكنولوجيات الجديدة ومتابعة االبتكار. واليوم يتبنى العديد من الشركات التي تجري أبحاث ا عن الطباعة المجسمة والنانوتكنولوجيا وعلم الروبوتات نهج االبتكار المفتوح. فقد أدركت أنها قد تكون أكثر قدرة على االبتكار حينما تتعاون مع اآلخرين حتى لو تضمن ذلك تبادل المعارف المملوكة. وفي العديد من الحاالت يس ر نظام الملكية الفكرية تبادل المعلومات عن طريق التشجيع على الكشف وتوفير أداة مرنة للمبتكرين لتحديد أي تكنولوجيات يمكن تقاسمها ومع من وعلى أي أساس. غير أن الدراسات اإلفرادية تبرز أيض ا أهمية المعايير االجتماعية في دعم تقاسم التكنولوجيا ودور التدخل الحكومي في التشجيع على تقاسم المعارف حينما يصب ذلك في المصلحة العامة. وإذا كانت أسواق التكنولوجيا مهمة في تطوير الطائرات في مطلع القرن العشرين فإنها تكتسي أهمية أكبر اليوم. فلدفع عجلة التكنولوجيا يستلزم األمر تجاوز تحديات تكنولوجية معقدة. ويعد الدور البارز للبحوث النظرية األساسية من سبل مواجهة هذا التحدي )انظر أدناه(. فضال عن ذلك تشير الدراسات اإلفرادية إلى أن الشركات تتخصص على نحو متزايد مدركة أنها قد تكون أكثر قدرة على االبتكار وأكثر فعالية حينما تركز على مجموعة بعينها من مهام البحث أو التطوير أو التصنيع أو التسويق. وتوفر الملكية الفكرية أساس ا مرن ا للترخيص مما يجعل التخصص ممكن ا ويجعلها في مكانة محورية في أسواق التكنولوجيا الحديثة. 14

16 ملخص تنفيذي ومن بواعث القلق المحتملة فيما يتعلق باألنظمة اإليكولوجية لالبتكار اليوم العدد الكبير إليداعات البراءات والذي أدى إلى تكدس البراءات على نحو قد يعرقل أسواق التكنولوجيا بدال من أن يمكنها. فضال عن ذلك ثمة بواعث قلق بشأن ما إذا كان تسجيل البراءات على نطاق واسع قد يعوق تقاسم المعارف. ومع ذلك ت شير األدلة المقدمة في الدراسات اإلفرادية المتعلقة بالطباعة المجسمة والنانوتكنولوجيا وعلم الروبوتات أنه حتى اآلن لم تتحقق المخاوف المتعلقة بتكدس البراءات وبدا نظام الملكية الفكرية وكأنه استوعب آليات مختلفة لتبادل المعارف. ولكن من المهم أال يغيب عن نظرنا أن العديد من التكنولوجيات التي نوقشت في هذه الدراسات اإلفرادية ال يزال بشكل أو بآخر في مراحل التطوير البدائية وبعضه لم يستغل تجاري ا على أي نحو. وقد تظهر صراعات أكبر فيما يتعلق بالملكية الفكرية في المستقبل. يسعى مودعو طلبات البراءات في األساس إلى الحماية في األسواق ذات الدخل المرتفع تشير الدراسات اإلفرادية الست على نحو موحد إلى أن أغلب المبتكرين سعى نحو الحصول على حماية البراءات الختراعاته في البلدان ذات الدخول المرتفعة بجانب الصين )انظر الجدول 3 فيما يخص مجاالت االبتكار الثالثة الحالية(. وقد يعزى ذلك إلى أحجام السوق الكبيرة في هذه البلدان فضال عن وجود منافسين ذوي قدرات تكنولوجية رائدة. الجدول 3: يسعى مودعو طلبات البراءات في األساس إلى الحماية في األسواق ذات الدخل المرتفع حصة أسر البراءات حول العالم والتي سعى مودعو الطلبات إلى حمايتها في بلدان بعينها الطباعة المجسمة 46.6 الواليات المتحدة 33.6 اليابان 37.7 ألمانيا 32.4 فرنسا 32.9 المملكة المتحدة 11.8 جمهورية كوريا 16.4 بلدان أخرى مرتفعة الدخول 38.3 الصين بلدان أخرى منخفضة الدخول 2.8 ومتوسطة الدخول النانوتكنولوجيا ملحوظة: يعرض هذا الجدول ملخص ا لألشكال 3.5 و 3.10 و 3.14 وهو يتناول البراءات المودعة أوال في 1995 أو بعد ذلك والتي منح مكتب براءات واحد على األقل براءة بشأنها. وتمثل قيم "بلدان أخرى ذات دخول مرتفعة" و"بلدان أخرى ذات دخول منخفضة ومتوسطة" المتوسطات المرجحة للناتج المحلي اإلجمالي )المتوسطات غير المرجحة مماثلة في المقدار(. المصدر: الويبو استناد ا إلى قاعدة بيانات المكتب األوروبي للبراءات )انظر المالحظات الفنية(. علم الروبوتات فقط حصة صغيرة من إيداعات البراءات األولى في المجاالت التكنولوجية الوجيهة كان لها براءات مكافئة في البلدان ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة بخالف الصين. ويشير ذلك إلى أن البراءات لم تكن مفيدة في نشر التكنولوجيا في هذه البلدان عندما حدث ذلك ولم تكن مضرة للنشر عندما لم يحدث. بل هي ت شير إلى أن وجود القدرة االستيعابية أو غيابها هو العامل األساسي الذي يوضح مدى نشر التكنولوجيا. ومع ذلك من األهمية بمكان أن نضع في االعتبار أن هذا االستنتاج مستند إلى أنماط إيداع طلبات البراءات اإلجمالية وبالنظر إلى التوزيع المختل بشدة لقيم البراءات قد يؤثر بعض األنماط الفردية تأثير ا غير متناسب في مجاالت تكنولوجية بعينها. فضال عن ذلك ال يتعدى االستنتاج التكنولوجيات الست محل النظر. التكنولوجيا في حد ذاتها تشكل تطور نظام الملكية الفكرية لطالما تسببت التكنولوجيات الناشئة حديث ا في قضايا صعبة فيما يخص وضع سياسات الملكية الفكرية على مر التاريخ. حيث واجهت مكاتب البراءات والمحاكم أحيان ا مسائل صعبة فيما يتعلق باستحقاق االختراعات المؤسسة للبراءات. فضال عن ذلك وثقت الدراسات اإلفرادية التاريخية كيف أدت قرارات المحاكم والقوانين الجديدة والتدخالت الحكومية المستهدفة إلى التكيف المستمر ومعايرة سياسات الملكية الفكرية. والبد لهذا التطور أن يستمر. وقد سلطت الدراسات اإلفرادية المتعلقة بابتكارات اليوم الخارقة الضوء على العديد من االعتبارات الجديدة التي ستشكل حتم ا مستقبل سياسات الملكية الفكرية: تزداد أهمية حق المؤلف لالبتكار التكنولوجي يوم ا بعد يوم. وقد حدث هذا أول مرة مع إدراج البرامج الحاسوبية في نطاق المواضيع القابلة للحماية بموجب حق المؤلف. فبعد أن صارت البرامج الحاسوبية خصيصة ال غنى عنها في العديد من التكنولوجيات الجديدة بما في ذلك الطباعة المجسمة وعلم الروبوتات تشعب دور حق المؤلف. فضال عن ذلك من الممكن لحق المؤلف أن يحمي أي نوع من أشكال التعبير الرقمي بما في ذلك التصاميم المجس مة وتصاميم رقائق الحواسيب. ولكن ال يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التوجه يعني مجرد تحول في استخدام أشكال الملكية الفكرية المختلفة أو ما إذا كان سيثير تحديات سياسية جديدة تمام ا. من الممكن أن ي سه ل ظهور الطباعة المجسمة المنخفضة التكلفة استنساخ أي شيء محمي بحقوق النماذج الصناعية وربما حقوق ملكية فكرية أخرى. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان هذا التطور سيصع ب مهمة إنفاذ هذه الحقوق على غرار التحدي الذي أحدثته التكنولوجيا الرقمية فيما يخص الكتب والموسيقى واألفالم وغير ذلك من أشكال التعبير اإلبداعية المحمية بحق المؤلف. وقد يكون هذا السيناريو ال يزال بعيد الحدوث كما أن ثمة فوارق هامة بين الطباعة المجسمة ونسخ المحتوى الرقمي. ولكن تجربة صناعة المحتوى الرقمي قد تتضمن دروس ا قيمة بشأن كيفية التعامل مع هذا السيناريو على النحو األفضل

17 ملخص تنفيذي لطالما كانت األسرار التجارية شكال هام ا من أشكال حماية الملكية الفكرية غير أنها قد ال تكون ظاهرة بوضوح. ورغم أن الدراسات اإلفرادية الثالث توفر أدلة رمزية فقط ثمة أسباب تدعو إلى االعتقاد بأن سياسات األسرار التجارية صارت أكثر أهمية. والسبب األساسي هو زيادة تنقل عمال المعارف. فرغم سهولة توفر المعارف المقننة ال يزال يعد دور األشخاص حاسم ا في االستخدام الفعال لهذه المعارف. وتنظم قوانين األسرار التجارية كيف يمكن للمعارف أن تتدفق من خالل األشخاص ومن ثم فهي تحدد نتائج نشر االبتكار والتكنولوجيا. اآلفاق المستقبلية للنمو القائم على االبتكار كما أوضحنا أعاله تشير البيانات التاريخية المتعلقة بالناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي للفرد الواحد عند المنحنى إلى نمو مذهل واستثنائي في الحقبة التالية للحرب العالمية الثانية. ومع ذلك لم يكن النمو منذ بداية األزمة المالية العالمية في 2008 مذهال على اإلطالق. ويوضح الشكل 7 تطور الناتج المحلي اإلجمالي للفرد في البلدان ذات الدخول المرتفعة منذ منتصف الثمانينات. فقبل األزمة كان متوسط النمو 2.1 بالمائة في السنة. ولم تتسبب األزمة في هبوط حاد في الناتج االقتصادي وحسب بل تناقص متوسط النمو السنوي منذ 2010 إلى 0.9 بالمائة أيض ا. الشكل 7: نهاية النمو المذهل في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي للفرد في بلدان منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ذات الدخول المرتفعة يتوقع المتفائلون استئناف النمو بمعدل أسرع... هل أذنت األزمة المالية ببداية عصر جديد من النمو البطيء هل نفد وقود محرك النمو القائم على االبتكار يرى المتفائلون أن اقتصاد العالم ال يزال يعاني من تراكم ديون ما بعد األزمة العالمية. وفي النهاية من المتوقع أن تقود قوى السوق النمو االقتصادي حتى يعود إلى مساره الطويل األجل استناد ا إلى القدرات اإلنتاجية األساسية لالقتصادات. فضال عن ذلك إذا ما بحثنا في قدرة االبتكار على الحفاظ على استمرارية النمو في المستقبل ثمة أسباب تدعو إلى التفاؤل: لم يستثمر العالم من قبل هذا الكم الكبير من الموارد في رفع السقف العالمي للمعرفة. وبينما تركت األزمة العالمية أثر ا في بعض البلدان كان تأثر اإلنفاق على البحث والتطوير طفيف ا مقارنة بتأثر الناتج االقتصادي. كما أن بروز الصين كجهة ابتكار بجانب النمو السريع لإلنفاق على البحث والتطوير في جمهورية كوريا أدى إلى زيادة تنوع المشهد االبتكاري العالمي. ال تزال لدى االبتكار إمكانية كبيرة أن يحقق مكاسب إنتاجية ويحول الهياكل االقتصادية. فقد أسهمت تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بالفعل إسهام ا عظيم ا في النمو. ولكن كما علمنا التاريخ ثمة المزيد في المستقبل. فإسهام اإلنجازات التكنولوجية الكبرى في النمو حدث فقط بعد التأخر لعقود. ويعد الجيل الجديد من ابتكارات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت المرتكزة على الذكاء االصطناعي واعد ا للغاية. ثمة مجاالت أخرى عديدة لالبتكار لديها إمكانية تحفيز النمو في المستقبل. وهي تشمل 3 مجاالت نوقشت في هذا التقرير. على سبيل المثال سيحث االستخدام المتنامي للطباعة المجسمة والروبوتات الذكية على إعادة تنظيم سالسل اإلمداد في قطاعات عديدة ويحتمل أن يؤثر ذلك على النمو على نحو كبير. ومن مجاالت االبتكار األخرى التي بدت واعدة إلى حد كبير الهندسة الوراثية والمواد الجديدة ومختلف أشكال الطاقة المتجددة. وقد حسنت التكنولوجيات الجديدة إلى حد كبير أدوات البحث التي تدفع عجلة االكتشاف العلمي. وقد فتحت التقنيات القائمة على تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مثل أدوات تحليل البيانات الكبيرة وأساليب المحاكاة المعقدة أبواب ا جديدة للتقدم البحثي عبر مجاالت تكنولوجية عديدة. فالمتفائلين يرون أن التفاعل بين العلوم والتكنولوجيا يولد ديناميكية ذاتية التعزيز وغير محدودة. 40,000 36,000 32,000 28,000 24,000 قبل األزمة ( ) Pre-crisis ) ( النمو annual growth السنوي 2.1% %2.1 بعد األزمة ( ) Post-crisis ) ( النمو growth السنوي % % annual 20, انظر الشكل

18 ملخص تنفيذي...ولكن الشكوك ال تزال قائمة فعلى النقيض من الرؤى المتفائلة أعرب بعض االقتصاديين عن شكوك بشأن ما إذا كان النمو عند المنحنى في العقود القادمة سيصل إلى مستوى ما بعد الحرب العالمية الثانية. وهم يقدمون حجج ا عديدة: تسببت التحوالت الديموغرافية وعوامل أخرى في دخول االقتصادات المتقدمة في حالة من "الركود المزمن" حيث تخفق االقتصادات باستمرار في تحقيق النمو المتوسم فيها. وبينما سي سهم االبتكار في دفع عجلة النمو في المستقبل إال أن ضعف النمو على نحو مستمر قد يصير محقق ا لذاته: فالشركات قد تتجنب فرص االستثمار التي تخلقها التكنولوجيا الجديدة وقد تعني نوبات البطالة الطويلة فقدان العمال للمهارات أو عدم اكتسابها وقد يؤدي تناقص عدد الشركات الناشئة والشركات المتوسعة إلى تباطؤ التحول الهيكلي لالقتصاد. ت ظهر تقديرات نمو إنتاج االقتصادات هبوط ا بدأ قبل بداية األزمة بفترة. وقد شهد اقتصاد الواليات المتحدة بشكل رئيسي تحسن ا كبير ا في نمو اإلنتاج في الفترة من 1995 إلى 2003 ويعزى ذلك في األساس إلى تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ولكن نمو اإلنتاج منذ ذلك الحين صار أبطأ بشكل ملحوظ. وبوجه عام ت ظهر األبحاث أن إمكانات النمو لدى االقتصادات المتقدمة بدأت تتهاوى في مطلع األلفينات ويعزى ذلك في األساس إلى انخفاض نمو اإلنتاج. يرى المتشائمون أن إسهام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في النمو قد تحقق بشكل كبير وال يلوح في األفق أي ابتكار يقارن بذلك. وقد يكون من الصعب مجاراة االبتكارات السابقة فيما يتعلق بسرعة النقل ومتوسط العمر المتوقع واالتصال الطويل المسافة. كما أنه ال يوجد متسع كبير لالبتكار لزيادة مشاركة القوة العاملة فالتحوالت الديموغرافية في االقتصادات المتقدمة ستؤدي إلى انحسار المشاركة. ويمكن للمرء أن يشكك في إنتاج األنشطة االبتكارية في المستقبل. فرفع سقف المعارف يزداد صعوبة يوم ا بعد يوم بعد أن التقطت "الثمرة المتدلية". وأخير ا يتساءل بعض الخبراء االقتصاديون بشأن ما إذا كان إطار قياس الناتج المحلي اإلجمالي يغفل التأثير الحقيقي للتكنولوجيا الجديدة. وهذه الحجة لها وجهان. األول أن أدوات خبراء اإلحصاء تخفق على نحو متزايد في حساب التحسن في الجودة واألشكال الجديدة للناتج االقتصادي. والثاني أن مفهوم الناتج المحلي اإلجمالي غير مالئم لحساب مكاسب الرفاه االجتماعي المرتبطة بابتكارات اليوم. فعلى وجه الخصوص يعد تطوير العديد من التكنولوجيات الجديدة باهظ الثمن للغاية ولكن فور تطويره يعد إنتاجه رخيص ا أو يمكن حتى نسخه مجان ا. وعلى هذا األساس فإنها تسهم بالقليل في الناتج االقتصادي ولكنها قد تعزز الرفاه االجتماعي على نحو غير متناسب. ومع ذلك يرى خبراء اقتصاديون آخرون أن القصور في قياس الناتج المحلي اإلجمالي ليس ظاهرة جديدة وليس ثمة أدلة مقنعة بأنه اليوم أسوأ من ذي قبل. الخالصة الوقت وحده هو الذي سيظهر أداء النمو المقبل عند المنحنى مقارنة بمسار النمو بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن سيظل االستثمار المستمر في االبتكار أمر ا ملح ا لواضعي السياسات والشركات على حد سواء. فقد أوضحت الدراسات اإلفرادية المتضمنة في التقرير الوقت الكبير الذي ي ستغرق في تحويل األفكار الواعدة إلى تكنولوجيات قابلة للتطبيق وتنقيح هذه التكنولوجيات وتبني الشركات والمستهلكين لها. فنجاح االبتكار يتطلب سواء على مستوى الشركة أو االقتصاد ككل قدر ا من المثابرة على األقل في فترات تراجع النمو عندما تكون ميزانيات االبتكار على المحك. وسيتعين على واضعي السياسات أيض ا التأكد من أن نظام الملكية الفكرية ي سهم في خلق نظام إيكولوجي يفضي إلى إنجازات ابتكارية. ومنذ مطلع الثورة الصناعية ونظام الملكية الفكرية يتكيف باستمرار مع متطلبات التكنولوجيات الناشئة حديث ا وتحدياتها. وسيستمر هذا المسار ويمكن توجيهه على النحو األفضل من خالل فحص األدلة المتاحة فحص ا دقيق ا واالنفتاح على توجه التغييرات التكنولوجية. 17

19

20 قائمة المحتويات الفصل 21 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي 1.1 النمو االقتصادي عبر التاريخ كيف يحفز االبتكار النمو االقتصادي االبتكارات المتطورة وانتشارها االبتكار وحقوق الملكية الفكرية اآلفاق المستقبلية للنمو القائم على االبتكار 39 الفصل 49 2 ابتكارات خارقة تاريخية 1.2 الطائرات تطوير الطائرة التجارية ومساهمتها االقتصادية منظومة ابتكار الطائرات الطائرات ونظام الملكية الفكرية المضادات الحيوية اكتشاف المضادات الحيوية وتطويرها ومساهمتها االقتصادية منظومة ابتكار المضادات الحيوية المضادات الحيوية ونظام الملكية الفكرية أشباه الموصالت تطور أشباه الموصالت ومساهمتها االقتصادية منظومة ابتكار أشباه الموصالت أشباه الموصالت ونظام الملكية الفكرية 83 الفصل 95 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم 1.3 الطباعة الثالثية األبعاد تطور الطباعة الثالثية األبعاد وأهميتها االقتصادية المنظومة االبتكارية للطباعة الثالثية األبعاد الطباعة الثالثية األبعاد ونظام الملكية الفكرية النانوتكنولوجيا تطور النانوتكنولوجيا وأهميتها االقتصادية منظومة االبتكار في مجال النانوتكنولوجيا النانوتكنولوجيا ونظام الملكية الفكرية اإلنساالت تطور اإلنساالت وأهميتها االقتصادية منظومة االبتكار الخاصة بعلم اإلنساالت اإلنساالت ونظام الملكية الفكرية االستنتاجات 133 المختصرات 141 مالحظات فنية االستنتاجات 88 19

21 XXX XXX 20

22 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي شك ل النمو االقتصادي قوة ال ي ستهان بها لكسر حدة الفقر وإيجاد فرص عمل وتحسين مستويات المعيشة العامة بيد أن ذلك ليس بالمسل م به. فقبل القرن الثامن عشر شهد االقتصاد العالمي نموا محدودا. وانتشر الفقر على نطاق واسع وأي تحسن ملموس في مستويات معيشة عامة الناس باستثناء القلة ذات الحظوة كان بعيد المنال. ومنذ ذلك الحين شهد االقتصاد العالمي نموا بوتيرة غير مسبوقة - مما أدى إلى تحسن كبير في جودة الحياة وول د ازدهارا ماديا واسع النطاق. ومع ذلك شهدت بعض االقتصادات الوطنية نموا أكثر سرعة واستدامة من غيرها مما أسفر عن مظاهر تفاوت واسعة في االزدهار الذي تشهده البلدان اليوم. بم ي علل التفاوت الم الحظ في النمو عبر التاريخ لطالما تحير العلماء بهذا الشأن. لقد حفز بدء النمو المتسارع تدريجيا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ظهور أولى نظريات النمو االقتصادي - التي طرحها على سبيل المثال آدم سميث وديفيد ريكاردو توماس مالتوس وجون ستيوارت ميل. 1 ومنذ ذلك الحين ظهرت آراء مهمة. وثمة رأي بالغ األهمية يرى أن النمو االقتصادي الدائم يعتمد على التقدم التكنولوجي المستمر. والواقع أن القرون الثالثة الماضية شهدت سلسلة من اإلنجازات االبتكارية في مختلف مجاالت التكنولوجيا أحدثت تحوال عميقا في النشاط اإلنتاجي وحفزت نمو صناعات جديدة. وانطالقا من هذه الخلفية يطرح هذا التقرير سؤاال بشأن الدور الذي يؤديه نظام الملكية الفكرية في عملية النمو وذلك في جزأين. األول يستعرض طبيعة النمو االقتصادي عبر التاريخ ويستكشف القنوات التي من خاللها تؤثر حقوق الملكية الفكرية المختلفة على نتائج النمو - وهي المهمة التي يؤديها هذا الفصل االفتتاحي. أما الجزء الثاني فيتناول دراسة دور الملكية الفكرية بصورة أكثر تحديدا في حالة ثالثة إنجازات ابتكارية تاريخية- هي الطائرات والمضادات الحيوية وأشباه الموصالت - فضال عن ثالثة ابتكارات حالية تبشر بآفاق نجاح كبيرة: الطباعة الثالثية األبعاد وتكنولوجيا النانو وعلم الروبوتات. وستشكل هذه الحاالت اإلفرادية الجزء األساسي من الفصلين 2 و 3 على التوالي. وي لقي هذا الفصل االفتتاحي نظرة داخل محرك النمو االقتصادي حيث يبدأ بإرساء حقائق أساسية هامة عن النمو االقتصادي على مر التاريخ )القسم 1.1( ثم يتطرق إلى استطالع القنوات التي من خاللها يحفز االبتكار النمو الطويل األجل )القسم 2.1(. ويمضي في ضوء هذه المعلومات األساسية ليلقي نظرة فاحصة على عملية االبتكار مستكشفا الكيفية التي تحدث بها االبتكارات المتطورة وسبل انتشارها داخل وعبر االقتصادات )القسم 3.1(. وعقب إرساء هذه اللبنات األساسية تنتقل المناقشة لتتناول الطرائق المختلفة التي تؤثر بها حقوق الملكية الفكرية المختلفة على نشر نتائج االبتكار والمعرفة )القسم 4.1(. أما القسم األخير في معن النظر في آفاق النمو التي قد يحملها المستقبل عقب األزمة المالية األخيرة )القسم 5.1(. 1.1 النمو االقتصادي عبر التاريخ عبر الشق األعظم من تاريخ البشرية كان مفهوم النمو االقتصادي ببساطة غير معروف. وكانت الظروف المعيشية بمقاييس اليوم مزرية وظلت دون تغيير إلى حد كبير من جيل للذي يليه إلى أن بدأ هذا الوضع يتغير تدريجيا منذ نحو 200 سنة مع انطالق الثورة الصناعية األولى مستمدا الزخم من ظهور المحركات البخارية وغزل القطن والسكك الحديدية. 2 ومنذ ذلك الحين أصبح النمو االقتصادي المطرد هو الوضع الطبيعي الجديد بالرغم من عدم انتشاره بصورة متسقة عبر الزمان والمكان. ويهدف هذا القسم إلى تمهيد السبيل من خالل استعراض أداء النمو على مدى القرنين الماضيين. وبخاصة استعراض تحليل دقيق للبيانات والدراسات التاريخية المتاحة. ويشير التحليل إلى أربعة حقائق أساسية: 1 انطلق 1. النمو في االقتصادات الصاعدة في مطلع القرن التاسع عشر وتسارعت وتيرته في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. 2 أدى 2. النمو االقتصادي إلى أن تحل الخدمات محل الزراعة بوصفها النشاط االقتصادي الرئيسي كما حفز زيادة التوسع الحضري. 3 أدى 3. التباين في أداء النمو إلى اتساع الفجوة بين أشد االقتصادات فقرا وأكثرها غنى. 4 على 4. مدار العقود الماضية اقترن النمو االقتصادي بزيادة عدم المساواة داخل البلدان غير أن النمو السريع الذي شهدته الصين والهند كان بمثابة قوة معادلة في توزيع الدخل في العالم وساهم في انحسار الفقر المطلق. 2. انظر غوردون )2012(. 1. لالطالع على االستعراض انظر صمويلسون )1978(. 21

23 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي وتعرض المناقشة التالية بالتفصيل هذه الحقائق األربعة األساسية على الترتيب. الحقيقة األساسية رقم 1: انطلق النمو في االقتصادات الصاعدة في أوائل القرن التاسع عشر وتسارعت وتيرته في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. تنطوي دراسة أداء النمو لعدة قرون خلت على تحديات. ولم تشرع االقتصادات المتقدمة في تجميع الحسابات القومية التي ت مك ن من قياس الناتج المحلي اإلجمالي إال في النصف األول من القرن العشرين. ولم تلحق بها معظم االقتصادات النامية إال بعد ذلك بوقت طويل. واستند المؤرخون االقتصاديون في تقدير قيم الناتج المحلي اإلجمالي لفترة ما قبل توافر البيانات الرسمية إلى سجالت البيانات التاريخية لإلنتاج واألجور والضرائب وغيرها لذلك توجد القتصادات محددة تقديرات للناتج االقتصادي تعود الى قرنين ماضيين أو أكثر غير أن هذه التقديرات أبعد ما تكون عن الكمال. وكلما ازداد التوغل في الماضي البعيد كلما تعاظم هامش خطأ هذه البيانات. إضافة إلى ذلك كما سيوضح القسم 2.1 فإن مقارنة قيم الناتج المحلي اإلجمالي عبر الزمن تثير أسئلة صعبة حول كيفية حساب التغيرات في طبيعة السلع والخدمات المنتجة وجودتها. وفي أغلب االحتماالت البد للمقارنات بين قيم الناتج المحلي اإلجمالي على المدى الطويل أن تقلل إلى حد كبير من التحسينات التي طرأت على المستوى المادي للمعيشة نظرا لعدم تعبيرها بصورة 3 وافية عن الفوائد المتأتية من ظهور تكنولوجيا الجديدة. ورغم هذه المشكالت ي عد عمل المؤرخين االقتصاديين المصدر الوحيد للمعلومات التجريبية عن أداء النمو على المدى الطويل وعلى هذا يتعين النظر فيه بتمعن. واستنادا إلى أشمل مجموعة من التقديرات التاريخية المتاحة وهي المجموعة الناتجة عن مشروع ماديسون - يصور الشكل 1.1 تطور الناتج المحلي اإلجمالي للفرد في االقتصادات الصاعدة منذ عام وي عبر عنها باالقتصاد الذي ي ظهر أعلى ناتج اقتصادي للفرد عند نقطة زمنية معينة. ولغرض الشكل 1.1 اختيرت اقتصادات انجلترا وبريطانيا العظمى والمملكة 5 المتحدة حتى عام 1900 ثم اقتصاد الواليات المتحدة بعد ذلك. الشكل 1.1: نمو االقتصادات الصاعدة على مدى أكثر من سبعة قرون الناتج المحلي اإلجمالي الفعلي للفرد مقياس لوغاريتمي انجلترا بريطانيا العظمى المملكة المتحدة الولايات المتحدة 50,000 5, ما بعد الحرب العالمية الثانية ( ) النمو السنوي %2.08 الثورة الصناعية ( ) النمو السنوي %1.10 الرا سمالية التجارية ( ) النمو السنوي % ,000 5, ملحوظة: ت قدر قيم الناتج المحلي اإلجمالي في عام 1990 بالدوالرات الدولية معد لة بما يراعي الفروق في القوة الشرائية في مختلف البلدان. بالنسبة "إلنجلترا وبريطانيا العظمى والمملكة المتحدة" تنطبق التقديرات على إنجلترا حتى عام 1700 وعلى بريطانيا العظمى في الفترة من وعلى المملكة المتحدة منذ 1851 فصاعدا. ويعبر انحدار خطوط االتجاه اللوغاريتمية عن معدالت النمو السنوية للفترات الثالث. المصدر: مشروع ماديسون maddison-project/home.htm نسخة.2013 انظر ديلونغ )1998( وكويل )2014(. 3. انظر بولت وفان زاندن (2014(. 4. يتفق هذا النهج مع غوردون )2012(

24 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي ويقس م الرسم البياني أدنى الشكل 1.1 القرون السبعة إلى ثالث فترات نمو وت بين خطوط االتجاه متوسط النمو في الناتج المحلي االجمالي للفرد خالل هذه الفترات. ولم تشهد الفترة األولى التي أ طلق عليها "الرأسمالية التجارية" استرشادا بالمصطلح األصلي الذي أطلقه كوزنتس) 1967 ( سوى معدالت نمو ضئيلة ومتقطعة بلغت في المتوسط حوالي 0.21 في المائة سنويا. 6 وقد أدى اندالع الثورة الصناعية آنذاك إلى زيادة حادة في معدل النمو السنوي ليصل إلى 1.10 في المائة. 7 وإلبراز أهمية هذه الزيادة في النمو فإن تحقق نمو سنوي بمعدل 0.21 في المائة يعني مضاعفة الدخل كل 331 سنة بينما تحقيق نمو بمعدل 1.10 في المائة يعني مضاعفة الدخل كل 64 سنة. وأخيرا تسارعت وتيرة النمو في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية بوتيرة أكبر ليصل إلى 2.08 في المائة في السنة - مما يعني مضاعفة الدخل كل 34 عاما. واسترشادا بالتطورات التي شهدتها قرون من التاريخ فإن أداء النمو منذ عام 1950 يبرز باعتباره مذهال واستثنائيا. الشكل 2.1: صعود قطاع الخدمات حصص العمالة في مختلف القطاعات في الواليات المتحدة من بالنسب المئوية الخدمات الصناعة الزراعة الحقيقة األساسية رقم 2: أدى النمو االقتصادي إلى أن تحل الخدمات محل الزراعة بوصفها النشاط االقتصادي الرئيسي كما حفز زيادة التوسع الحضري. كانت الزراعة في مجتمعات القرون الوسطى محور النشاط االقتصادي إال أن انطالق النمو االقتصادي بوتيرة أسرع في مستهل القرن التاسع عشر أدى إلى تحول تدريجي في الناتج االقتصادي. في البداية بعيدا عن الزراعة نحو الصناعة والخدمات ثم االتجاه كلية - في مرحلة الحقة نحو الخدمات. ويوضح الشكل 2.1 هذا التحول في الواليات المتحدة من خالل إلقاء نظرة على حصة العمالة في القطاعات االقتصادية الرئيسية الثالثة منذ منتصف القرن التاسع عشر. ففي عام 1869 استأثرت الزراعة بما يقرب من نصف إجمالي العمالة بينما بلغت حصة الصناعة والخدمات حوالي الربع لكل منهما. 8 وعلى مدى السنوات 131 التي تلت ذلك فقدت الزراعة هيمنتها. وبحلول عام 2000 لم تحصل الزراعة سوى على 2.4 في المائة من إجمالي العمالة بينما ارتفعت حصة الصناعة لتصل إلى الذروة في البداية بنسبة 34.4 في المائة في عام 1953 ثم تهاوت بعد ذلك لتصل إلى 20.4 في المائة عام أما قطاع الخدمات فقد سجل أكبر نمو دينامي ففي عام 1934 استقطب بالفعل أكثر من نصف إجمالي العمالة وبحلول عام 2000 كان قد حصل ما يزيد على ثالثة أرباعها. وتبرز صورة مماثلة عند النظر في نسبة القيمة التي يضيفها كل قطاع إلى الناتج المحلي اإلجمالي. وفي عام 2010 بلغت حصة الخدمات 73.6 في المائة من الناتج االقتصادي في البلدان ذات الدخل المرتفع بينما أسهمت الصناعة بحصة 25.0 في المائة والزراعة بحصة 1.4 في المائة. 9 باختصار حو ل النمو االقتصادي المجتمعات التي كانت زراعية قبل بضعة قرون إلى االقتصادات الحالية القائمة على الخدمات ملحوظة: يشمل مصطلح "الزراعة": الزراعة والغابات وصيد األسماك ويشمل مصطلح "الصناعة": التصنيع والتعدين والبناء بينما يشمل مصطلح "الخدمات": النقل والمرافق العامة وتجارة الجملة وتجارة التجزئة والتمويل والتأمين والعقارات والحكومة عالوة على فئة "خدمات" مكتب التحليل االقتصادي. وتشير بيانات عام 1929 وما قبله إلى تقديرات كندريك على النحو المبين في بيانات مكتب الواليات المتحدة للتعداد )1975(. المصدر: مكتب التحليل االقتصادي الدخل القومي وحسابات المنتج الجدول 8.6 باء ومكتب الواليات المتحدة للتعداد )1975(. 6. عزا برودبري وآخرون )2011( الزيادة في الناتج المحلي اإلجمالي للفرد في القرن الرابع عشر إلى انخفاض عدد السكان جر اء الموت األسود. وعلى نحو مماثل تزامن النمو في النصف الثاني من القرن السابع عشر مع انخفاض عدد السكان. 7. يتفق الشكل 1.1 مع ماديسون )2001( في اعتبار عام 1820 العام الذي يخلد ذكرى االنتقال من حقبة "الرأسمالية التجارية" إلى حقبة "الثورة الصناعية". 8. يشير اختيار سنة 1869 كسنة االبتداء في الشكل 1.1 ببساطة إلى توافر البيانات. وتشير الدراسات التاريخية إلى أن التحول الهيكلي نحو الصناعة والخدمات بدأ قبل ذلك بوقت كبير. على سبيل المثال تشير تقديرات برودبري وآخرين )2011( إلى أن حصة الزراعة في الناتج المحلي اإلجمالي اإلنجليزي انخفضت من 49.1 في المائة عام 1381 إلى 26.8 في المائة عام 1700 في حين ارتفعت حصة الخدمات من 23.1 في المائة إلى 34.0 في المائة خالل الفترة نفسها. 9. كما ورد في قاعدة بيانات مؤشرات التنمية العالمية البنك الدولي. 23

25 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي وكان لهذا التحول الهيكلي أثر عميق على الجغرافيا االقتصادية فقد تجمعت العمالة المسر حة من القطاع الزراعي في المناطق الحضرية التي لم توفر فرص العمل فحسب وإنما أتاحت أيضا الحصول على الصحة والتعليم وأسواق التجزئة والنقل والترفيه وغيرها من متطلبات العيش. وقد تسارعت وتيرة االمتداد الحضري بشكل ملحوظ مع اندالع الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر. وشهدت المملكة المتحدة - االقتصاد الرائد في القرن التاسع عشر - ارتفاعا في حصة إجمالي عدد السكان الذين يعيشون في مدن كثافتها 5000 نسمة أو أكثر من الخ مس في عام 1800 إلى الثلثين في عام وبدت لندن وكأنها أكبر مدن العالم حيث بلغت مليون نسمة في حوالي 1800 وازدادت إلى 5.6 مليون نسمة بحلول عام وبالمقارنة مع ذلك لم تبلغ باريس خط المليون نسمة إال في منتصف القرن التاسع عشر ونيويورك في عام 1871 وبرلين في عام والواقع أن التحول إلى الحضر استغرق وقتا أطول في اقتصادات أخرى متقدمة. ففي الواليات المتحدة كانت نسبة سكان المناطق الحضرية متواضعة نسبيا إذ بلغت 31.3 في المائة عام 1900 ولم تتجاوز عتبة الثلثين إال في النصف الثاني من القرن العشرين. 13 وبحلول عام 2010 ال يزال ما يقرب من أربعة أخماس السكان في جميع البلدان ذات الدخل 14 المرتفع يعيشون في المناطق الحضرية. الحقيقة األساسية رقم 3: أدت مسارات النمو المتباينة إلى اتساع الفجوة بين أشد البلدان فقرا وأكثرها غنى هل انتشر النمو االقتصادي بصورة متكافئة في جميع أنحاء العالم وبصورة خاصة كيف كان أداء االقتصادات خارج المجموعة الصاعدة منذ أن بدأ النمو في التسارع في القرن التاسع عشر الجواب المختصر هو أنه كان هناك "تباينا ووقتا طويال" - كما أشار بريتشت في مقولته الشهيرة )1997(. ففي عام أول سنة تتوافر فيها بيانات طائفة واسعة من االقتصادات - بلغ الناتج المحلي اإلجمالي للفرد في أغنى اقتصاد حوالي 10 أضعاف الناتج المحلي اإلجمالي للفرد في أفقر اقتصاد وبحلول عام 2008 اتسعت الفجوة إلى معامل ومع أن بعض االقتصادات التي ص نفت ذات مرة بأنها فقيرة - تحديدا في شرق آسيا - تمكنت من اللحاق بالمجموعة الصاعدة فإن عملية التقارب العامة هذه لم تحدث في جميع أنحاء العالم. ويوضح الشكل 3.1 هذه النقطة من خالل التسجيل البياني للدخل األول مقابل النمو الالحق لجميع االقتصادات بقدر ما تسمح به البيانات المتوفرة. وإذا حدث تقارب بين مستويات الدخل قد يتوقع المرء أن ت ظهر نقاط الرسم البياني المتناثرة ارتباطا سلبيا مما يشير إلى نمو أسرع في االقتصادات التي كانت أكثر فقرا في البداية. ومع ذلك ال يوجد هذا االرتباط السلبي - ال أثناء الفترة من بأكملها وال خالل الفترة األقصر التي أعقبت الحرب 16 العالمية الثانية. وقد أدى النمو المستدام الذي شهدته االقتصادات الصاعدة وعجز االقتصادات األخرى عن اللحاق بها إلى مظاهر تفاوت حادة في مستويات الدخل المطلقة في جميع أنحاء العالم. ولتوضيح هذه النقطة انظر مليا في تجربة ألمانيا وإكوادور. في عام 1870 كان نصيب الفرد من الدخل في ألمانيا بالدوالر األمريكي ) 1839 دوالرا( بالمقارنة مع الدخل في االكوادور 411 دوالرا أمريكيا بفارق قدره 1428 دوالرا أمريكيا. وفي الفترة من عام 1870 إلى عام 2008 كان متوسط النمو السنوي في كال االقتصادين متماثال إلى حد كبير نحو 8.1 في المائة. ونتيجة لذلك ارتفع دخل الفرد في ألمانيا إلى دوالر أمريكي في عام 2008 كما ارتفع في إكوادور الى دوالر أمريكي. وفي المقابل تضاعف الفرق المطلق في 17 مستويات الدخل أحد عشر مرة ليصل إلى دوالرا أمريكيا. 10. انظر بيروك وجويتز )1986(. 11. على النحو المستمد من بيانات التعداد التاريخية للندن وهي متاحة من خالل الرابط: data.london.gov. uk/dataset/historic-census-population. 12. انظر واطسون )1993(. 13. على النحو المستمد من بيانات المكتب االمريكي لبيانات التعداد وهي متاحة من خالل الرابط: www/censusdata/files/table-4.pdf باستخدام عتبة المدن ذات الكثافة البالغة 2500 نسمة أو أكثر. بلغت حصة السكان في المناطق الحضرية 63.1 في المائة في عام كما ورد في قاعدة بيانات مؤشرات التنمية العالمية البنك الدولي. 15. تستند هذه التقديرات إلى قاعدة بيانات مشروع ماديسون )انظر أيضا الشكل 3.1(. ووفقا لقاعدة البيانات تلك كانت استراليا في عام 1870 أغنى بلد وجمهورية كوريا أفقر بلد بينما في عام 2008 أصبحت الواليات المتحدة أغنى بلد وجمهورية الكونغو الديمقراطية أفقر بلد. 16. المالحظ أن انحدار خطوط االرتداد الخطية المبين في الشكل 3.1 ال يختلف إحصائيا عن الصفر. الحظ أنه حدث مع ذلك تقارب بين مستويات الدخل على المدى الطويل بين االقتصادات ذات الدخل المرتفع )بريتشت 1997(. 17. جميع األرقام الواردة في هذا المثال هي بسعر الدوالر الدولي لعام 1990 ومستمدة من قاعدة بيانات مشروع ماديسون. 24

26 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي الشكل: 3.1 لم تحقق االقتصادات الفقيرة معدالت نمو أعلى من معدالت االقتصادات الغنية الدخل األولي مقابل النمو الالحق % 5.0% 4.0% 3.0% 2.0% 1.0% 0.0% -1.0% -2.0% 200 2,000 20,000 الناتج المحلي الا جمالي للفرد في عام 1950 مقياس لوغاريتمي متوسط النمو السنوي في الناتج المحلي الا جمالي للفرد متوسط النمو السنوي في الناتج المحلي الا جمالي للفرد % 3.0% 2.5% 2.0% 1.5% 1.0% 0.5% 300 3,000 الناتج المحلي الا جمالي للفرد في عام 1870 مقياس لوغاريتمي ملحوظة: تقدر قيم الناتج المحلي اإلجمالي بسعر الدوالر الدولي عام 1990 معدلة وفقا للفروقات في القوة الشرائية في مختلف البلدان. يتضمن الشكل 3.1 إلى اليمين 67 اقتصادا تتوفر عنها جميعا تقديرات للناتج المحلي اإلجمالي للفرد لعام 1870 في قاعدة بيانات مشروع ماديسون. بينما يمثل الشكل إلى اليسار 138 اقتصادا تتوفر عنها بيانات الناتج المحلي اإلجمالي للفرد عام 1950 باستثناء ثالثة اقتصادات صغيرة منتجة للنفط وهي غينيا االستوائية والكويت وقطر التي تأثر أداء نموها تأثرا كبيرا بالعوامل الدورية إما في بداية الفترة من أو في نهايتها. المصدر: مشروع ماديسون نسخة وإضافة إلى ذلك استمرت إلى حد كبير مظاهر التفاوت األولية في متوسط نصيب الفرد من الدخل عبر الوقت. وال تزال ثمانية من أغنى عشرة اقتصادات عام 1870 بين أغنى عشرة اقتصادات عام ولم تتمكن سوى هونغ كونغ وسنغافورة من اقتحام المراكز العشرة األولى. 18 وتوخيا للوضوح شهدت أيضا معظم االقتصادات خارج المجموعة الصاعدة نموا اقتصاديا مستداما واستطاعت أن تدفع المستويات المعيشية لمواطنيها إلى مستوى أفضل بكثير مما كانت عليه في القرن التاسع عشر. ومع ذلك لم تسهم أنماط النمو التي شهدتها مختلف مناطق العالم في تقليص مظاهر التفاوت في مستويات ازدهار األمم بل زادت من حدتها. الحقيقة األساسية رقم 4: على مدار العقود الماضية اقترن النمو االقتصادي بزيادة عدم المساواة داخل البلدان غير أن النمو السريع الذي شهدته الصين والهند كان بمثابة قوة معادلة في توزيع الدخل في العالم وساهم في انحسار الفقر المطلق. إذا تباين دخل األمم فهل هذا يعني أن العالم أصبح مكانا غير متكافئ بقدر أكبر ليس بالضرورة وذلك لسببين. األول أن التحليل أعاله يتناول كل بلد من المنظور نفسه متجاهال أن بعض البلدان أكثر اكتظاظا بالسكان من غيرها. الثاني ال يأخذ التحليل في الحسبان التغييرات التي تطرأ على توزيع الدخل في البلدان وتؤثر على رخاء المواطن العادي. 18. كما أشرنا من قبل تستند هذه المقارنات إلى أرقام الناتج المحلي اإلجمالي للفرد المستمدة من قاعدة بيانات مشروع ماديسون. 25

27 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي ولتقييم مدى التكافؤ في العالم اليوم ال بد من تحليل الكيفية التي تطور بها توزيع الدخل بين جميع المواطنين في العالم بدال من البلدان عبر الوقت. وهذا هو على وجه التحديد التحليل الذي أجراه ساال إي مارتن )2006( مستعينا ببيانات توزيع الناتج المحلي اإلجمالي للفرد والدخل القومي في 138 بلدا. وضعت الدراسة تقديرات لتوزيع الدخل في العالم تعود إلى عام وتوصلت إلى ثالثة استنتاجات. األول أن معظم البلدان شهدت تفاوتا في الدخل بصورة متنامية بين مواطنيها. الثاني أنه رغم هذا ورغم تنامي مظاهر التفاوت في الدخل عبر البلدان فقد انخفضت أوجه عدم المساواة في الدخل في العالم. وقد يبدو هذا االستنتاج غير بديهي للوهلة األولى. ومع ذلك يمكن تعليله بالنمو السريع القتصادات آسيا الكثيفة السكان التي كانت فقيرة في البداية وبخاصة الصين والهند اللتين حققتا دخال مقاربا لدخل االقتصادات المتقدمة. لكن بحوثا أجريت الحقا استنادا إلى بيانات مختلفة وإلى ن هج تقدير بديلة كانت أكثر حذرا بشأن استنتاج انخفاض أوجه التفاوت في العالم عموما. 20 بيد أنها أكدت القوة المعادلة التي أحدثها نمو االقتصادات اآلسيوية الكبيرة في توزيع الدخل على الصعيد العالمي. الشكل 4.1: ساهم النمو في تراجع معدالت الفقر المدقع ماليين من سكان العالم دولار ا مريكي/يوم , ,000 الدخل الحقيقي/مقياس لوغاريتمي ملحوظة: توضح الخطوط توزيع الدخل في العالم في سنوات مختلفة حيث تمثل المنطقة الواقعة تحت كل خط وفوق المحور األفقي سكان العالم في أي سنة معينة. ي قاس الدخل الحقيقي بمبلغ 2000 دوالر دولي معد لة وفقا للتباين في القوة الشرائية في مختلف البلدان. المصدر: بينكوفيسكي وساال- آي مارتن )2009(. والثالث أن النمو االقتصادي أسهم إسهاما كبيرا في تراجع مستويات الفقر المدقع كما يتضح من الدخل البالغ دوالرا واحدا في اليوم أو أقل. ويبين الشكل 4.1 استنادا إلى تحديث لتقديرات ساال- آي مارتن - توزيع الدخل في العالم منذ عام 1970 فضال عن عتبة الدوالر الواحد في اليوم. كما يوضح كيف أدى النمو االقتصادي إلى تحول توزيع الدخل العالمي نحو اليمين. وبخاصة كيف حو ل النمو السريع الذي شهدته االقتصادات اآلسيوية الكبيرة التي كانت فقيرة في البداية شكله إلى توزع وحيد القمة. وفي هذه العملية تراجعت عدد الفقراء المدقعين من 403 مليون عام 1970 إلى 152 مليون عام إضافة إلى ذلك في عام 1970 كان معظم الفقراء يعيشون في آسيا أما في عام 2006 أصبح معظمهم يعيش في أفريقيا. وتوصلت دراسات أخرى تستخدم أحيانا عتبات مختلفة للفقر إلى تقديرات مختلفة لمستويات الفقر 21 بيد أنها توثق بشكل متسق تراجعا ملحوظا في الفقر المدقع وتحوله الجغرافي. 2.1 كيف يحفز االبتكار النمو االقتصادي لماذا تباين أداء نمو االقتصادات تباينا كبيرا مع مرور الوقت في شتى أنحاء العالم ما الذي يدفع محرك النمو االقتصادي بضعة أسئلة في مجال االقتصاد ولد ت قدرا هائال من البحوث. ويستعرض هذا القسم المحركات الرئيسية للنمو االقتصادي سعيا إلى تحديد على وجه الخصوص القنوات الرئيسية التي من خاللها يولد االبتكار النمو. كما يركز على المحددات الطويلة األجل للنمو االقتصادي متجاهال تقلبات الدورة التجارية التي تدفع اقتصاد ما إلى االنحراف مؤقتا عن مسار النمو األساسي المحدد له )انظر القسم 5.1 لمزيد من المناقشات(. و"العامل" األكثر شيوعا الذي يستخدمه االقتصاديون لفصل مصادر النمو الطويل األجل هو ما ي طلق عليه اإلطار المحاسبي للنمو ي نسب في الغالب إلى االقتصادي الحائز على جائزة نوبل روبرت سولو. 22 يحلل هذا اإلطار نمو الناتج إلى عنصرين: األول عنصر يمكن عزوه إلى تراكم عوامل اإلنتاج غالبا رأس المال والعمل ثم يتسع الحقا ليشمل رأس المال البشري. والثاني عنصر يبين نمو اإلنتاجية الكلية القتصاد ما ي شار إليه أيضا بنمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج. 19. ي قدر ساال أي مارتن )2006( نقاط البيانات المفقودة عن طريق تنبؤ االقتصاد القياسي واستنادا إلى بيانات البلدان المجاورة. 20. استخدم النكر وميالنوفيتش )2013( على سبيل المثال بيانات دراسة استقصائية لرصد متوسط دخل البلدان بدال من بيانات الحسابات القومية التي استخدمها ساال-أي مارتن )2006( وقدرا معامل جيني بأعلى مما قدره ساال- أي مارتن ومن غير المحتمل أن ينخفض هذا المعامل مع مرور الوقت. انظر أيضا بينكوفسيكي )2013(. انظر على سبيل المثال تشين ورافاليون )2004(. 21. انظر سولو ) (

28 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي ويسهم اإلطار المحاسبي للنمو إلى حد ما في تفسير سبب تحقيق بعض البلدان معدالت نمو أسرع من غيرها. على سبيل المثال 23 أشارت الدراسات التجريبية إلى ارتفاع معدالت االستثمار وإلى استيعاب فائض العمالة الريفية في قوة العمل الرسمية باعتبارهما سببان رئيسيان للنمو السريع الذي شهدته العديد من اقتصادات شرق آسيا على مدى العقود الماضية. ومع ذلك 24 في إطار محاولة فهم الكيفية التي ي حفز بها االبتكار التكنولوجي النمو يواجه اإلطار المحاسبي للنمو قيدين مهمين. األول رغم أن االبتكار التكنولوجي ي عتبر في الغالب محددا رئيسيا لنمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج قد تكون له أيضا آثار بعيدة المدى على تراكم عوامل اإلنتاج وسيرد أدناه المزيد من الشرح. الثاني عادة ما تصف الدراسات التجريبية نمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج بأنه النمو المتبقي بعد أخذ تأثير عوامل اإلنتاج في الحسبان. وعلى هذا ال يمكنها أن تقديم أية أفكار مهمة بشأن القوى المحددة التي تقود االقتصادات إلى مزيد من إنتاجية. وي عد الحصول على مثل هذه األفكار المهمة السببية عملية معقدة. ذلك أن االبتكار التكنولوجي له آثار معقدة على سلوك الشركات والعمال وهيكل االقتصادات. ومع ذلك يمكن التمييز بشكل عام بين أربع قنوات لتحويل الهياكل االقتصادية - كما هو موضح في الشكل والتي سيتم تناولها بالتفصيل في هذا القسم. الشكل 5.1: يحفز االبتكار النمو من خالل قنوات مختلفة الابتكار تعميق رأس المال تستثمر الشركات في معدات رأسمالية جديدة بناء على الدخل المتوقع تحصيله من هذه االستثمارات في المستقبل. ومن شأن إدخال تكنولوجيات جديدة أن يرفع عائدات االستثمار ويدفع الشركات إلى االضطالع باستثمارات جديدة. وعلى نحو مماثل تؤثر التكنولوجيات الجديدة على قرارات الحكومات باالستثمار في السلع العامة ال سيما توفير البنية التحتية لالقتصاد. والواقع أن نظرية النمو الكالسيكية الجديدة تتوقع أنه من دون أي تقدم التكنولوجي ستبدأ العائدات على االستثمارات الرأسمالية في 26 االنكماش وسيقترب النمو االقتصادي من الصفر. ومن الناحية التاريخية لطالما أسهمت اإلنجازات التكنولوجية الكبيرة في إطالق العنان الزدهار االستثمار وتحفيز التوسع في الناتج االقتصادي. على سبيل المثال أدى ظهور التكنولوجيا في مجال النقل بالسكك الحديدية في القرن التاسع عشر إلى ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية التي أحدثت في حد ذاتها تقلبات كبيرة في الناتج. 27 وفي اآلونة األخيرة ومع انطالق تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في التسعينات تشير الدراسات إلى أن الشركات األمريكية قامت في جميع قطاعات االقتصاد بزيادة سريعة في مخزون رأس المال لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وبخاصة إذا ما قورن بأصول رأسمالية أخرى ثابتة. 28 وإضافة إلى ذلك أصبحت االستثمارات في األصول غير الملموسة - وإنشاء عمليات تجارية وقواعد بيانات جديدة وغيرها من األنشطة القائمة على المعرفة - عنصرا هاما في االستثمارات عموما فضال عن ارتباطها بظهور تكنولوجيات جديدة. زيادة القوى العاملة ورأس المال البشري تحول الهياكل الاقتصادية نمو ا نتاجية الشركات زيادة القوى العاملة ورا س المال البشري النمو الاقتصادي الطويل الا جل تعميق را س المال من الناحية التاريخية كان االبتكار التكنولوجي دافعا رئيسيا لزيادة القوى العاملة. أوال وقبل كل شيء أدى التقدم في مجال تكنولوجيا الصحة إلى زيادة كبيرة في متوسط العمر المتوقع. على سبيل المثال في عام 1800 بلغ متوسط العمر المتوقع عند الوالدة أقل من 40 سنة في جميع االقتصادات المتقدمة وبحلول عام 2011 تجاوز هذا المتوسط إلى ما فوق 75 سنة وتحظى اليابان بأعلى متوسط 83 عاما. 29 ومن خالل تقليص عبء األمراض المزمنة والعجز ساهمت التكنولوجيا أيضا في وجود قوى عاملة تتمتع بصحة أفضل على نحو متزايد وبالتالي أكثر إنتاجية من الناحية االقتصادية. 23. انظر على سبيل المثال مانكيو وآخرين )1992( لالطالع على أدلة االقتصاد القياسي. 24. انظر يونغ ) ( رغم أن نيلسون وباك )1999( أشارا إلى أن ارتفاع معدالت االستثمار ما كان ليحدث لوال أن اقتصادات شرق آسيا الناجحة تلك تعلمت كيف تستخدم التكنولوجيات الجديدة على نحو فعال. 25. يقدم ماديسون )1997( تصنيفا مماثال. انظر سولو )1926(. 26. انظر الفصل 5 في دراسة أوبرين )1977(. 27. انظر على سبيل المثال ستيرو )2002(. 28. انظر روزر )2015(

29 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي وساهم االبتكار في تيسير زيادة مشاركة كبار السن في القوى العاملة. على سبيل المثال أدى ظهور التبريد والسباكة الداخلية والغساالت والمتاجر الكبرى وغيرها من االبتكارات إلى تخفيف العبء عن أفراد األسرة - السيما النساء فيما يتعلق بالمهام االعتيادية للبيوت وتمكينهن من االلتحاق بوظيفة رسمية. وعلى نحو مماثل أدى انتشار وسائل النقل الجماعي السريعة إلى تقليص الحواجز الجغرافية في سوق العمل. وعززت هذه العوامل أيضا فرص الحصول على التعليم واالرتقاء بنوعية القوى العاملة. كما أسهم التقدم في تكنولوجيا التعليم بدوره في توسيع نطاق اإلنجازات التعليمية وتعميقها وزيادة تعزيز قاعدة رأس المال البشرية لالقتصاد. نمو إنتاجية الشركات قد يؤثر االبتكار على إنتاجية الشركات من خالل قنوات مختلفة. وقد تؤدي االبتكارات في عملية اإلنتاج إلى زيادة الكفاءة التي تتحول بها المدخالت - وبخاصة العمل- إلى مخرجات. و في كثير من األحيان تتحقق هذه الكفاءات نتيجة توزيع معدات إنتاج جديدة على النحو الموضح أعاله. وقد تؤدي التحسينات التي أ دخلت على اإلنتاجية إلى توفير موارد يمكن توجيهها للتوسع في الناتج سواء على مستوى الشركة نفسها أو القطاع نفسه أو في أي قطاع آخر من قطاعات االقتصاد. وبالمثل تؤدي االبتكارات في عملية اإلنتاج التي تمك ن الشركات من جني المزيد من الوفورات في الحجم إلى زيادة أكبر في الناتج بنفس مستوى المدخالت من رأس المال والعمل. وكان البتكار المنتجات آثار أكثر تنوعا على اإلنتاجية. ومن أشكال هذه االبتكارات رفع مستوى جودة المنتجات القائمة - على سبيل المثال إدخال حواسيب أقوى وبطاريات أطول أمدا وثالجات أكثر توفيرا للطاقة. إذا تمكنت الشركات من تحقيق مستوى االنتاج نفسه بالمدخالت بنفسها لكن بجودة أعلى يكون ابتكار المنتجات قد ساهم مباشرة في تحسين إنتاجية الشركة. ومع أن هذا األمر واضح من الناحية النظرية فإن قياس التحسينات التي تطرأ على الجودة في اقتصاد واسع اإلنتاج يشكل تحديا كبيرا كما هو موضح في اإلطار 1.1. وثمة شكل آخر من أشكال ابتكارات االنتاج يتمثل في تقديم منتجات جديدة لم تكن موجودة من قبل. وهذه المنتجات قد تكون إما أصنافا متميزة بدرجة كفاية عن المنتجات القائمة مثل طراز سيارة جديد - أو إنجازا جوهريا بدرجة أكبر مثل أول حاسوب لوحي. ولما كانت الشركة تطرح منتجا جديدا لم يسبق لها إنتاجه فإنه يتعذر تقييم التأثير المباشر لهذه االبتكارات على إنتاجيتها. وعلى غرار الحال مع تحسينات الجودة قد يتسم قياس نمو الناتج االقتصادي بصورة سليمة عند ظهور منتجات جديدة في السوق بالصعوبة البالغة )انظر اإلطار 1.1(. وفي نهاية األمر تتوقف اآلثار اإلنتاجية للمنتجات الجديدة بصورة حاسمة على كون مشترو المنتجات الجديدة مستهلكين نهائيين أم أن شركات أخرى تستخدم هذه المنتجات كمدخالت لإلنتاج. في الحالة األولى سي عدل مستهلكو المنتجات الجديدة دون شك بنود استهالكهم مما يؤدي إلى إدخال تغييرات في تكوين الناتج. ومع أن تحديد مدى تأثير هذه التغييرات على اإلنتاجية أمر غير مؤكد فإن مستوى رفاهية المستهلكين الذين يشترون المنتجات المتاحة حديثا طوعا سيرتفع ال محالة. وقد تؤدي المنتجات الجديدة التي تستخدمها شركات أخرى كمدخالت وسيطة إلى زيادة مكاسب إنتاجية مهمة. والواقع 30 أن ظهور الكهرباء وإمكانية السفر لمسافات طويلة بتكلفة ميسورة واالتصاالت عن بعد والحوسبة والعديد من السلع والخدمات األخرى قد أدى من الناحية التاريخية إلى تحقيق مكاسب إنتاجية ضخمة للشركات في مجموعة واسعة من القطاعات. وأخيرا مثلما يمكن لالبتكارات في عملية اإلنتاج وفي المنتجات أن ترفع أداء إنتاجية الشركة يمكنها أن تجعل وظائف الحكومة أكثر كفاءة. وفي التاريخ الحديث على سبيل المثال أدى استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تقديم الخدمات الحكومية غالبا ما تسمى "الحكومة اإللكترونية" - إلى تحسن ملحوظ في 31 جودة هذه الخدمات وفعاليتها من حيث تكلفة. 30. صاغ غروسمان وهلمان )1991( هذه المكاسب اإلنتاجية كزيادة في تنوع المدخالت الوسيطة. 31. قامت الحكومة األسترالية بنشر دراسة شاملة تصف المكاسب المتحققة من الحكومة اإللكترونية من حيث الجودة والكفاءة تتاح الدراسة من خالل الرابط: archive/ data/assets/file/0012/16032/benefits.pdf. 28

30 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي اإلطار 1.1: رصد السلع والخدمات الجديدة في إحصاءات الناتج المحلي اإلجمالي يعتمد قياس النمو االقتصادي على جهود الخبراء اإلحصائيين لقياس كمية الناتج االقتصادي اإلجمالي. ولما كان من العبث جمع كميات من البرتقال إلى كميات من التفاح ناهيك عن جمع كميات من الحواسيب اللوحية إلى عدد مرات ركوب سيارات األجرة وإلى زيارات الطبيب. اعتمد االحصائيون على تحديد القيمة السوقية لهذه الكميات وذلك بضرب الكميات المنتجة في سعر كل سلعة أو خدمة وجمع القيم الناتجة معا للحصول على الناتج المحلي اإلجمالي القتصاد ما. ومع أن حساب ما يسمى بقيم الناتج المحلي اإلجمالي االسمي ألي سنة أمر يسير نسبيا فإن الصعوبات تنشأ عند محاولة تتبع الناتج االقتصادي عبر الزمن. في البداية قد تعكس التغيرات التي تطرأ على الناتج المحلي اإلجمالي االسمي التغيرات في الكميات األساسية وفي األسعار أو في كليهما. على سبيل المثال قد يؤدي معدل تضخم مرتفع إلى زيادة كبيرة في الناتج المحلي اإلجمالي االسمي حتى وإن ظلت الكميات دون تغيير. لهذا السبب استحدث الخبراء اإلحصائيون مفهوم الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي الذي يقيس الكمية الفعلية من الناتج االقتصادي باستخدام أسعار سنة األساس. وت عد سلسلة الترجيح وأساليب المنفعة أدوات مهمة الستيعاب ابتكار 35 المنتجات عند قياس الناتج المحلي اإلجمالي. بيد أنها ال تتسم بالكمال. فهي قبل كل شيء تعتمد على قدرة المكاتب اإلحصائية على قياس كمية البيانات المتعلقة بمجموعة كبيرة من خصائص جودة السلع والخدمات وجمعها. إال أنه حتى المكاتب المزودة بأفضل الموارد تكتفي بإجراء تعديالت المنفعة لمجموعة محدودة من السلع والخدمات عالوة على أن بعض مكاسب الجودة ال يتيسر قياسها كميا- مثل االبتكارات التي تؤدي إلى تحسين السالمة واألمن واالستدامة وجودة الحياة عموما. وأخيرا من األهمية بمكان أن نشير إلى أن نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي ال يسجل مكاسب الرفاه المتأتية من ابتكار المنتجات إال بصورة جزئية. وي عزى هذا جزئيا إلى القياسات غير الدقيقة كما و صفت للتو. األهم من ذلك أن نمو الناتج المحلي اإلجمالي يسعى فقط إلى قياس كيفية تطور االنتاج عبر الزمن ال الكيفية التي ي قدر بها المستهلكون - والمجتمع ككل - أي توسع في االنتاج. ومع أنه توجد أسباب وجيهة لتوق ع ارتباط بين االنتاج والرفاه إال أنهما مفهومان يختلفان اختالفا جوهريا. المصادر: الندفلد وباركر )1997( الندفلد وجريم )2000( واألمم المتحدة )2009(. ومع ذلك تنشأ مشكلة يصعب حلها نتيجة ابتكار منتجات تروج لدخول سلع وخدمات جديدة إلى السوق. فإذا لم يكن ثمة ارتباط بين هذه السلع والخدمات الجديدة وأي سلع أو خدمات سابقة لن تكون هناك أسعار لسنة األساس السابقة. والطريقة الوحيدة إلدراجها في حسابات الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي هو تحديث سنة األساس ولكن من غير الواضح أي سنة يجري اختيارها إذ غالبا ما تشهد السلع والخدمات الجديدة في السنة األولى من طرحها انخفاضا كبيرا في األسعار وزيادة سريعة في الكمية. ومن ثم فإن اختيار سنة أساس قديمة قد يؤدي إلى المبالغة في تقدير الزيادة في الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي. لهذا السبب وألسباب أخرى استحدثت المكاتب اإلحصائية في العديد من البلدان ما يسمى ن هج السلسلة المرجحة لقياس الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي وتبعا لهذه الن هج ت حد ث سنة األساس ضمنيا كل عام. وإذا كانت السلع والخدمات الجديدة تعكس التحسينات في جودة السلع والخدمات القائمة بالفعل ستكون هناك أسعار من سنة األساس السابقة. 32 ومع ذلك قد تكون المقارنة بين الكميات المنتجة من السلع والخدمات الجديدة والكميات المنتجة من السلع والخدمات القديمة مضللة. على سبيل المثال إذا ع بر عن الكميات بصناديق من الفراولة من الطبيعي أن يعد ل المرء المقارنة وفقا للتغيير في وزن الصناديق من سنة ألخرى. وبالمثل إذا أردنا أن نحصي صناديق تحتوي على حواسيب ينبغي تعديل المقارنة لتشمل الزيادة في القدرة الحاسوبية لكل صندوق من سنة ألخرى. 33 وقد استنبط الخبراء اإلحصائيون طرائق لحساب هذه التعديالت في الجودة فباستخدام ما يسمى النموذج المطابق وأساليب المنفعة يمكن للمرء أن ي قدر مؤشرات أسعار افتراضية ترصد التغيرات في أسعار سلع وخدمات لكي تحتفظ بخصائص جودتها دون تغيير. ثم ت ستخدم مؤشرات األسعار هذه في خفض قيم الناتج المحلي اإلجمالي االسمي مما ي نتج مقياسا للناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي يعبر عن 34 التحسينات التي أ دخلت على الجودة. 32. في الممارسة العملية قد يكون التمييز بين سلعة جديدة وسلعة ذات جودة عالية مبهما. على سبيل المثال قد ي عتبر استحداث وظيفة جديدة في منتج ما تحسينا في الجودة ومع ذلك إذا كانت الوظيفة الجديدة مهمة بدرجة كافية وتؤدي إلى استخدامات جديدة للمنتج قد ت عتبر منتجا جديدا تماما. ومن شأن هذا اللبس أن يزيد من تعقيد جهود القياس. انظر منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي )2001(. 33. هذا المثال مقتبس من الندفيلد وجريم )2000(. 34. من التحديات األخرى المهمة التي تواجه عملية القياس تحديد أنواع أنشطة الشركات اإلبداعية واالبتكارية التي ينبغي اعتبارها استهالكا وسيطا واألنواع التي ينبغي اعتبارها استثمارات تتعلق باألصول. على سبيل المثال يسجل نظام الحسابات القومية عام 2008 اإلنفاق على أنشطة البحث والتطوير والبرمجيات بوصفه استثمارات في أصول ثابتة )انظر الرابط: unstats..)un.org/unsd/nationalaccount/sna2008.asp وقد نتناول استثمارات أخرى في أصول غير ملموسة في المستقبل. 35. الستعراض االنتقادات المنهجية انظر هالتن )2003). 29

31 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي تحول الهياكل االقتصادية لالبتكار آثار بعيدة المدى على أداء نمو الشركات. وبنفس القدر من األهمية إن لم يكن أكثر قد تكون التكنولوجيات الجديدة في الغالب سببا جذريا للتحول الهيكلي العميق. ويؤثر هذا التحول الهيكلي على المدى المتوسط والمدى الطويل على أداء إنتاجية االقتصاد من خالل مجموعة متنوعة من القنوات. أوال يمكن للتكنولوجيات الجديدة أن تغير معالم الصناعات وتؤدي إلى خروج بعض الشركات ودخول أخرى. إضافة إلى ذلك قد تتغير شدة المنافسة. وقد تعزز هذه التغييرات في كثير من الحاالت المكاسب المتأتية من الكفاءة المعززة للنمو وإعادة توزيع عوامل اإلنتاج. ومع أن المنافسة الحيوية يمكنها أن تحفز نشر التكنولوجيا واالبتكار المستقبلي 36 فإن هذه النتيجة غير مؤكدة فقد تؤدي التكنولوجيا أيضا إلى زيادة تركز الهياكل لصناعية بل وقد تكون 37 أحيانا سببا لقلق سلطات المنافسة وتدخلها. ثانيا في كثير من األحيان يتسبب االبتكار التكنولوجي في فتح الباب على مصرعيه إلعادة تنظيم سالسل التوريد. وعادة ما ينطوي ذلك على قدر كبير من التخصص واكتساب الشركات خبرات فريدة أو إنتاج مدخالت متخصصة تستخدمها مجموعة متنوعة من الشركات داخل الصناعات وفيما بينها. وقد ي سهم تزايد التخصص في توليد كفاءات مهمة ت ترجم إلى مكاسب في اإلنتاجية على مستوى االقتصاد بأكمله. كما ييسر االبتكار التكنولوجي عولمة سالسل التوريد. فضال عن أن مشاركة طائفة أوسع وأكثر تنوعا من الموردين الدوليين أدت إلى تعزيز المكاسب اإلنتاجية المرتبطة بالمزيد من التخصص. ثالثا ومع أن االبتكار التكنولوجي يؤدى إلى ظهور أنشطة اقتصادية جديدة فإنه يفضي إلى تدهور األنشطة األقدم. على سبيل المثال أدى ظهور السيارات إلى االستعاضة بها عن السفر بالخيول مما ألغي الحاجة إلى أعداد كبيرة من العمال لتنظيف الشوارع من فضالت الخيول. وعلى نحو مماثل مك ن ظهور تكنولوجيا الهاتف من إجراء االتصاالت بصورة مباشرة مما نفي الحاجة إلى مشغلي لوحة التحويالت الهاتفية اليدوية. وقد يؤدي هذا االنفتاح التكنولوجي غير المسبوق في المدى القصير إلى المدى المتوسط إلى مشاق يتحملها أولئك الذين أصبحت أعمالهم زائدة عن الحاجة إال أنه على المدى الطويل ت عد إعادة توزيع العمال في قطاعات االقتصاد النامية واحدة من أهم السبل التي يمكن من خاللها أن يحقق االبتكار نموا في الناتج. وكما هو مبين في الشكل 2.1 أدى التقدم التكنولوجي في الممارسة العملية إلى تحول كبير بعيدا عن الزراعة والصناعة نحو قطاع الخدمات. تجس د هذا إلى حد بعيد في نمو اإلنتاجية بمعدالت تاريخية أسرع كثيرا في مجاالت الزراعة والصناعة بالمقارنة مع الخدمات الكثيفة االعتماد على العمالة. 38 لذلك إن كانت الزراعة والصناعة قد سر حت عكس ما هو متوقع إلى حد ما عماال حصلوا على فرص عمل في قطاع الخدمات المتنامي. فمن هذا المنظور 39 ليس من الضروري أن يكون تقلص حصة الصناعة في الناتج مؤشر مقلق على "تقويض الصناعة" - كما ي زعم في بعض األحيان إنما هو ناتج ثانوي طبيعي للتقدم التكنولوجي. 3.1 االبتكارات المتطورة وانتشارها يتضح من المناقشة أعاله الدور المحوري لالبتكار في دفع عجلة النمو على المدى الطويل. ولكن أي االبتكارات يمكن أن ي نسب إليها تحديدا قدر معين من النمو يصور الرسم المعلوماتي الوارد في آخر هذا التقرير بعض أهم اإلنجازات التكنولوجية على مدى المائتي سنة الماضية على طول مسار النمو االقتصادات الصاعدة المبين في الشكل 1.1. والغرض من هذا الرسم هو التوضيح ومن الجلي أنه جرى اختيار أنواع التكنولوجيا على أساس غير موضوعي. 36. استطلع أغيون وآخرون )2005( رسميا سبل التفاعل بين المنافسة واالبتكار. انظر أيضا المناقشة حول النمو الداخلي في القسم ومن األمثلة على الصناعات التي شكلتها التكنولوجيات الجديدة وخضعت للتمحيص الدقيق من جانب سلطات المنافسة: االتصاالت السلكية والالسلكية )T )AT & ونظم تشغيل الحاسوب )مايكروسوفت( والبحث على االنترنت )جوجل(. 38. انظر بومول )1967( وبومول وآخرين )1985( ومع أن المقالة األخيرة تشير أيضا إلى وجود تباين في قطاع الخدمات فإن بعض أنشطة الخدمات مثل االتصاالت والبث اإلذاعي شهدت نموا سريعا في اإلنتاجية. 39. إضافة إلى التكنولوجيا يمكن القول إن بروز قطاع الخدمات يعكس أيضا الطلب المتزايد على الخدمات - مثل التعليم والصحة والسفر وخدمات الترفيه - مع زيادة ثراء االقتصادات. 30

32 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي اإلطار 2.1: القياس الكمي ألثر االبتكارات القديمة على النمو اعتمدت الدراسات التي تسعى إلى قياس كمية أثر ابتكارات محددة على النمو في الغالب على اإلطار المحاسبي المشار إليه في القسم 2.1. وتبين هذه الدراسات بصفة خاصة المساهمة في النمو من خالل عنصرين هما: "1" تعميق رأس المال المقاس بنمو المدخالت الرأسمالية المرتبطة بابتكار معين و" 2 " نمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج في القطاع المنتج للسلع محل االبتكار. والدراستان اللتان اعتمدتا هذا اإلطار هما الدراسة التي أجراها كرافت )2004( حول تأثير تكنولوجيا البخار على نمو االقتصاد البريطاني في أواخر القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. والدراسة التي أجراها أولينر وسيشل )2003( حول تأثير تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت على النمو في الواليات المتحدة في الربع األخير من القرن العشرين. ويعرض الجدول 1 التقديرات التي توصلت إليها الدراستان والتي ت عرض في شكل نسب مئوية سنوية للمساهمات في نمو إنتاجية العمل. تتناول الدراسة التي أجراها كرافت تعميق رأس المال من خالل الزيادة في القدرة الحصانية المرتبطة بتكنولوجيا البخار. ورغم أن المحرك البخاري لجيمس وات حصل على البراءة عام 1769 فإن التقديرات التي توصل إليها كرافت تشير إلى أن مساهمته في نمو إنتاجية العمل لم تتجاوز 0.02 في المائة سنويا حتى عام 1830 ثم ارتفعت النسبة إلى 0.04 في المائة في الفترة من ) ( ثم إلى 0.12 في المائة في الفترة من ) ( وإلى في الفترة من ) (. وتبين هذه التقديرات التأثير المتأخر والطويل األمد للمحرك البخاري. وتقيس الدراسة التي أجراها أولينر وسيشل تعميق رأس المال من خالل زيادة رأس المال المستثمر في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت أجهزة الحاسوب والبرمجيات ومعدات االتصاالت. وتشير التقديرات التي توصال إليها إلى ارتفاع المساهمة الكلية لتكنولوجيا المعلومات في النمو بالمقارنة مع تكنولوجيا البخار وبخاصة في النصف الثاني من التسعينات. إضافة إلى ذلك ت عزى معظم المساهمات في النمو إلى تعميق رأس المال وزيادة استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في جميع مجاالت االقتصاد. وعلى غرار ما حدث مع المحرك البخاري استغرق تأثير تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت على النمو وقتا لكي يتحقق رغم أن فترة التأخير كانت بالمقارنة أقصر بكثير. والبد للتقديرات المذكورة أعاله أن تقلل من زخم النمو الحقيقي المتأتي من التكنولوجيات الجديدة. بادئ ذي بدء لم يسجل نهج التقدير المتبع سوى نمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج في القطاعات المنتجة للتكنولوجيا وتجاهل اآلثار غير المباشرة المحتملة لإلنتاجية في قطاعات أخرى من االقتصاد. أما في حالة تكنولوجيا البخار فيرى كرافت أن هذه اآلثار غير المباشرة قد تكون ذات مغزى بعد عام وفي الوقت نفسه قد تؤدي اآلثار الدورية إلى تحريف التقديرات الواردة في الجدول 1 كما أنها قد تؤدي على وجه الخصوص إلى المبالغة في تقدير مساهمة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في النصف الثاني من التسعينات )غوردون 2000(. الجدول 1: مساهمات تكنولوجيا البخار وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في النمو تعميق رأس المال نمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج إجمالي المساهمة المصدر: أولينر وسيشل )2003( وكرافت )2004(. تكنولوجيا البخار في بريطانيا تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في الواليات المتحدة ومما يدعو إلى األسف أنه يصعب الربط بصورة محددة بين أداء النمو من الناحية التاريخية واالبتكارات المختلفة وذلك لسببين على األقل. أوال تعدد وتعقد طرائق التحول المبينة في القسم 2.1 كما أن تزامن أثر التكنولوجيات المختلفة جعل من الصعب فصل مساهمة ابتكار بمفرده. ثانيا يستغرق اعتماد التكنولوجيات وقتا طويال كما أن التكنولوجيات ذاتها تتطور مما يجعل أي محاولة لتحديد العالقة السببية أمرا معضال. وبالرغم من هذه الصعوبات تمكنت بعض الدراسات بصورة جزئية على األقل من القياس الكمي إلسهامات ابتكارات تاريخية مختارة في النمو في بعض البلدان )انظر اإلطار 2.1(. وبشكل أعم استخلص االقتصاديون آراء سديدة بشأن سؤالين بالغي األهمية في فهم العالقة بين االبتكار والنمو: كيف يحدث االبتكار الرائد كيف تنتشر التكنولوجيات في جميع قطاعات االقتصاد ويلخص هذا القسم آراء سديدة مهمة ظهرت بشأن الرد على هذين السؤالين. كيف يتحقق االبتكار الرائد في مطلع القرن التاسع عشر كان االبتكار التكنولوجي يحدث إلى حد كبير على يد مخترعين أفراد وأصحاب المشاريع الصغيرة. وبحلول القرن العشرين ظهرت نظم االبتكار الحديثة حيث قامت مجموعة متنوعة من المنظمات بشكل جماعي بدفع حدود المعرفة - بما في ذلك المؤسسات العلمية مراكز البحث والتطوير الكبرى الشركات والمنشآت الناشئة الكثيفة االعتماد على البحث والتطوير. وقد نشأت اإلنجازات التكنولوجية إلى حد بعيد جر اء قوى ثالث. أوال ساهمت االكتشافات العلمية في توفير األسس لالبتكارات التجارية. على سبيل المثال ال الحصر اعتمد تطوير شاشات البلور السائل على التقدم العلمي في مجال الكيمياء العضوية. ثانيا كانت احتياجات الحكومة وبخاصة في مجال الدفاع حافزا رئيسيا لتطوير العديد من التكنولوجيات التي وجدت طريقها فيما بعد إلى التطبيق في جميع قطاعات االقتصاد. وأخيرا دفعت احتياجات السوق وقوى السوق التنافسية الشركات إلى االستثمار في تطوير تكنولوجيا جديدة بغية التفوق على منافسيها. 31

33 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي اإلطار : 3.1 االستثمارات في األصول غير الملموسة تؤكد نظرية النمو الداخلي أهمية االستثمار في األصول غير الملموسة في الصناعات الكثيفة االعتماد على المعارف بيد أن قياس هذه االستثمارات كميا ومقارنتها باالستثمارات في األصول الملموسة ما انفك يمثل تحديا. وظلت البيانات المالية للشركة والحسابات القومية تتناول على نحو تقليدي األنشطة غير الملموسة كمدخالت وسيطة ال كاستثمار. وتركز التدابير التقليدية لالستثمارات التجارية على األصول الملموسة مثل المنشآت والمعدات والمباني والمركبات. ولرسم صورة أكثر اكتماال لالستثمار التجاري استحدث الباحثون إطارا جديدا للقياس يصنف األصول غير الملموسة إلي الفئات التالية )كورادو وآخرون :) المعلومات المحوسبة البرمجيات قواعد البيانات 2. خاصية االبتكار استكشاف المعادن البحث والتطوير العلمي الترفيه واألعمال الفنية األصلية منتجات/ نظم جديدة في الخدمات المالية التصميم ومنتجات/ نظم أخرى جديدة 3. الكفاءات االقتصادية قيمة العالمة التجارية )اإلعالن أبحاث السوق( الموارد الخاصة بالشركات )التدريب الذي يوفره صاحب العمل الهيكل التنظيمي( وتتاح اآلن تقديرات االستثمارات في األصول غير الملموسة لعدد كبير من االقتصادات المتقدمة التي تستند إلى هذا اإلطار )انظر الشكل 6.1(. وتوضح التقديرات أن األصول غير الملموسة تمثل بصورة منتظمة حصة كبيرة من إجمالي االستثمارات التجارية - تتجاوز 50 في المائة في الدانمارك فنلندا فرنسا هولندا المملكة المتحدة والواليات المتحدة. الشكل 6.1: تمثل االستثمارات في األصول غير الملموسة نسبة كبيرة من إجمالي االستثمارات التجارية االستثمار كنسبة مئوية من القيمة المضافة خاصية الابتكار الا صول الملموسة الكفاءات الاقتصادية المعلومات المحوسبة ا يرلندا لكسمبرغ ا سبانيا هولندا فنلندا اليابان الولايات المتحدة المملكة المتحدة ا يطاليا البرتغال النمسا الدانمرك اليابان ا ستراليا فرنسا السويد سلوفينيا بلجيكا كندا الجمهورية التشيكية جمهورية كوريا ملحوظة: تعود التقديرات المتعلقة بكندا واليابان وجمهورية كوريا إلى عام المصدر: منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي )2013( الشكل

34 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي وشكلت األسباب التي تدفع االقتصادات إلى االستثمار في مجال االبتكار وآثار هذه االستثمارات على مسار نمو االقتصاد ميدانا خصبا للبحث في مجال االقتصاد. ومن المثير لالهتمام أن نظرية النمو الكالسيكي الجديد التي كانت ضمن أولى المحاوالت الرامية إلى وضع نموذج رسمي لعملية النمو - لم تبحث كيفية حدوث التقدم التكنولوجي. وإنما اكتفت باإلشارة إلى أن النمو سيتوقف تماما دون هذا التقدم. وكانت نقطة الضعف هذه حافزا لظهور نظرية النمو الداخلي التي أدرجت بشكل صريح حوافز االبتكار في نماذج النمو االقتصادي. ووفقا للنماذج الرسمية للنمو الداخلي تستثمر الشركات بصورة خاصة في مجال البحث والتطوير لتوليد أرباح في المستقبل وللحيلولة دون تخطي المنافسين لها أساسا من خالل طرح منتجات جديدة ذات جودة أفضل. ومن ثم ت فضي المنافسة بين الشركات إلى سباق ابتكار ديناميكي مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في اإلنتاجية. وتوضح هذه النماذج سمة أساسية للصناعات الكثيفة االعتماد على المعارف في الوقت الراهن: وهي أن الشركات تستثمر في األصول غير الملموسة ال في مجال البحث والتطوير فحسب وإنما أيضا في مجاالت التصميم والبرمجيات ومهارات العمال والدراية الفنية التنظيمية كما أنها تطرح في كثير من األحيان منتجات جديدة تحل محل المنتجات القديمة. والواقع أن البيانات المتاحة تشدد على أهمية االستثمارات في األصول غير الملموسة بوصفها نسبة من إجمالي االستثمارات التجارية )انظر اإلطار 3.1(. ومع ذلك انتقد بعض االقتصاديين نظرية النمو الداخلي باعتبارها آلية أكثر مما يجب. 40 وبصفة خاصة ومع التسليم بأن ثمار النشاط االبتكاري غير مؤكدة تفترض نماذج النمو الداخلي أن هذه الثمار تقع ضمن نطاق توزيع االحتماالت المحدد سلفا غير أن العديد من اإلنجازات االبتكارية ذات األهمية البعيدة األثر كانت عارضة بطبيعتها مما يعني أنها ال تقع ضمن مجموعة النتائج المعروفة مسبقا. وكان هذا االنتقاد باعثا على ظهور خط ثان من مؤلفات النمو االقتصادي تؤكد على مراعاة الظروف التاريخية المحددة للنشاط االبتكاري ومدى تعقد العالقات المتبادلة مع تغير اآلليات السببية عبر الوقت. 41 ووفقا لهذه النظرية ال يمكن للشركات أن تتوقع جميع االحتماالت التكنولوجية وتلجأ إلى "القواعد المتبعة" عند الدخول إلى ميدان االبتكار كما أن مسار التقدم التكنولوجي يتحدد من خالل عملية االختيار التي تؤدي فيها قوى السوق والمؤسسات االقتصادية األخرى دورا رئيسيا. ووفقا للنهج التطوري يتطور االبتكار بصورة تراكمية. وال يتضح اتجاه التغيير إال بعد مرور الوقت. ورغم لحظات " "يوريكا" التي تحدث من حين آلخر والخطوات الهامة التي ات خذت للمضي قدما فإن اإلنجازات التاريخية الرئيسية استغرقت سنوات وعقودا لتتطور واحتاجت إلى العديد من الخطوات التدريجية. إضافة إلى ذلك ت عول هذه اإلنجازات في تأثيرها على االقتصاد ككل على مدى تعل م الشركات كيفية استخدام التكنولوجيا الجديدة واالضطالع باستثمارات رأسمالية وإعادة تنظيم العمليات التجارية. والواقع أن ظهور تكنولوجيات جديدة عادة ما يحفز ابتكار نماذج تجارية وتنظيمية تولد في حد ذاتها مكاسب إنتاجية ضخمة. ويدرج الرسم المعلوماتي الوارد في آخر هذا التقرير التصنيع في اآلجال المحددة والترميز العمودي كمثالين على االبتكارات الهامة التي تنتمي لهذه الفئة. وي عد االبتكار التراكمي ذو أهمية بالغة أيضا الزدهار ما يسمى بالتكنولوجيات ذات األغراض العامة. 42 ومع أنه ال يوجد تعريف موحد لهذه التكنولوجيات فإنها تشير بصفة عامة إلى التكنولوجيات التي تغطي مجموعة كبيرة من االستخدامات وت طبق في طائفة واسعة من القطاعات االقتصادية وت ظهر جوانب تكامل قوية مع التكنولوجيات الجديدة القائمة أو المحتملة وتهيئ أرضية خصبة البتكارات الحقة. ومن األمثلة الرئيسية على تطبيقات هذه التكنولوجيات المحرك البخاري والسكك الحديدية والمركبات اآللية والكهرباء وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت. 43 وقد أشارت الدراسات التاريخية إلى أهمية هذه التكنولوجيات في تحفيز النمو لكنها بي نت أيضا أن هذا التحفيز يحدث في كثير من األحيان بعد تأخر يدوم لفترات طويلة - ت قدر على سبيل المثال بنحو 80 عاما للمحرك البخاري )انظر اإلطار 2.1( و 40 عاما للكهرباء. 44 وربطت أبحاث أ جريت مؤخرا عن النمو الداخلي بين ظهور هذه التكنولوجيات واعتمادها وبين دورات النمو االقتصادي الطويلة األجل وذلك في إطار تفسيرها لتسارع النمو وتباطئه الم الحظ على مر التاريخ. ومن المثير لالهتمام أن التنبؤ بدورات النمو يعكس بدقة مفهوم "الموجات الطويلة" التي ت سمى أيضا موجات كوندراتييف - وقد وردت في الن هج التطورية المبكرة السيما في أعمال جوزيف 45 شومبيتر. 40. انظر نيلسون ووينتر )1982( لالطالع على مساهمة أساسية. انظر فيرسباغن )2004( الستعراض المؤلفات المنشورة. 41. انظر فيرسباغن )2004(. 42. استحدث بريسناهان وتراجتنبرغ )1995( مصطلح " تكنولوجيات ذات أغراض عامة " رغم تشابهه مع مفهومي "االبتكار األساسي" و"النموذج التكنولوجي" المستخدمي ن في مؤلفات النمو التطوري )فيرسباغن 2004(. 43. ومع ذلك ليس هناك إجماع حتى على هذه التكنولوجيات الخمس. على سبيل المثال يثير كرافت وميلز )2004( الشكوك في إمكانية اعتبار المحرك البخاري من التكنولوجيات ذات األغراض العامة. 44. انظر كرافت) 2004 ( للمحرك البخاري وديفيد )1990( للكهرباء. 45. انظر شومبيتر )1939(. والواقع أن شومبيتر هو الذي صاغ مصطلح "موجة كوندراتييف" على اسم االقتصادي السوفيتي نيكوالي كوندراتييف الذي كان أول من لفت االنتباه إلى تقلبات الناتج االقتصادي على المدى الطويل. 33

35 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي الشكل 7.1: انتشار التكنولوجيا بصورة أسرع لكن على نطاق أقل التأخر في اعتماد التكنولوجيا منذ أول اختراع بالسنوات التباين في معدالت انتشار التكنولوجيا في السجالت البواخر والسفن مغازل الشحن بالسكك الحديدية المسافرون بالسكك الحديدية الفولاذ الجرار الكهرباء فرن القوس الكهرباي ي البريد السماد السيارات التلغراف ا لياف اصطناعية الشاحنات الشحن الجوي المحصدة المسافرون بالطيران الحواسيب الشخصية الهواتف جراحة القلب المحمولة الا نترنت جراحة القلب الحواسيب الشخصية فرن القوس الكهرباي ي الشحن الجوي ا لياف اصطناعية البواخر والسفن مغازل الشحن بالسكك البريد الحديدية الفولاذ التلغراف المسافرون بالسكك الحديدية المسافرون بالطيران الكهرباء الهواتف -0.8 السماد المحمولة 40 الشاحنات الجرار الا نترنت السيارات المحصدة سنة الا ختراع سنة الا ختراع ملحوظة: يشير التأخر في اعتماد التكنولوجيا منذ أول اختراع متوسط التأخر في اعتماد تكنولوجيا معينة في جميع البلدان. أما التباين في معدالت االنتشار فيشير إلى متوسط التباين ذي الصلة بمتوسط االنتشار في مجموعة كومين وميستياري من "البلدان الغربية". وألغراض العرض جرى حذف العديد من التكنولوجيات من الشكلين البيانيين. المصدر: كومين وميستياري )2013(. ومع أن التركيز األحدث على التكنولوجيات ذات األغراض العامة يشير إلى بعض التقارب بين نظريتي النمو الداخلي والنمو التطوري فال 46 يزال هذان النهجان مختلفين حول الطبيعة األساسية لعملية النمو. ترى نظرية النمو الداخلي أن عملية النمو عملية حتمية تظل مسقرة في جوهرها عبر الوقت. أما النظرية التطورية فتراها عملية ترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة التكنولوجيا ومن ثم تتغير مع مرور الوقت. وكان لهذا االختالف تداعيات هامة على رسم السياسات الرامية إلى تعزيز النمو. وفي حين أن نماذج النمو الداخلي يمكنها صياغة توصيات بشأن السياسات العامة تستند إلى المبادئ األساسية فإن الن هج التطورية ت حذ ر من أن السياسات المناسبة لنموذج تكنولوجي معين قد ال تكون مناسبة لنموذج آخر. كيف تنتشر التكنولوجيات بين االقتصادات حتى اآلن انصبت المناقشة على إسهامات االبتكارات الرائدة دون النظر إلى منشئها. على أية حال نادرا ما تكون االبتكارات محلية المنشأ بالكامل. وتشير تقديرات إيتون وكورتوم )1994( استنادا إلى بيانات تسجيل البراءات الدولية إلى أن األفكار تنتقل بدرجة كبيرة بين االقتصادات المتقدمة. وتوصال إلى أنه حتى في اقتصاد كبير مثل اقتصاد الواليات المتحدة نتج نصف نمو اإلنتاجية تقريبا من تكنولوجيا أجنبية. ولكن ما مدى سهولة انتشار التكنولوجيا حقا بين االقتصادات وبخاصة بين االقتصادات األقل نموا ويكتسي هذا السؤال أهمية. فكما هو موضح في القسم 1.1 شهدت المئتا سنة األخيرة مستويات متباينة من الرخاء االقتصادي في جميع أنحاء العالم. وبالنظر إلى أهمية التكنولوجيات الجديدة في دفع عجلة النمو على المدى الطويل هل يمكن أن يكون انتشار التكنولوجيا المشوبة بالقصور سببا من أسباب التفاوت االقتصادي وترسم األدلة الحديثة ألنماط انتشار التكنولوجيا صورة متباينة المالمح. فمن جهة تشير إلى انتشار المزيد من االبتكارات التكنولوجية الحديثة بسرعة أكبر في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. وقد قام كومين وميستياري )2013( بجمع بيانات تغطي 25 إنجازا تكنولوجيا منذ أواخر القرن الثامن عشر واعتمادها في ما يصل الى 132 بلدا. وتوصال إلى أن متوسط التأخر في اعتماد تلك التكنولوجيات انخفض بشكل ملحوظ خالل 200 سنة الماضية )انظر الشكل 7.1 إلى اليسار(. األكثر من ذلك أن التكنولوجيات الحديثة مثل الهواتف المحمولة واإلنترنت وصلت إلى االقتصادات النامية في غضون بضع سنوات من بدء استخدامها في االقتصادات المتقدمة. 46. انظر فيرسباغن )2004(. 34

36 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي ومن جهة أخرى بحث كومين وميستياري أيضا مدى كثافة استخدام االقتصادات المختلفة للتكنولوجيات الجديدة بمجرد ظهورها. وبصفة خاصة وضعا تقديرات لمعدالت انتشار مجموعة التكنولوجيات نفسها على المدى البعيد وكيف تطور التباين في هذه المعدالت مع مرور الوقت. واستنادا إلى هذا المقياس توصال إلى أن االبتكارات األكثر حداثة شهدت فجوة أكبر في االستخدام بين االقتصادات المتقدمة والنامية )انظر الشكل 7.1 إلى اليمين(. قد يبدو هذا االستنتاج للوهلة األولى مثيرا للدهشة بالنظر على سبيل المثال إلى التوسع في استخدام الهواتف المحمولة واإلنترنت بشكل ملحوظ في معظم االقتصادات النامية. لكن تبين أن حتى هذه التكنولوجيات است خدمت في مجاالت أكثر في االقتصادات المتقدمة كما تبين أن الفجوة في االستخدام بالمقارنة 47 مع التكنولوجيات السابقة أكثر اتساعا. ورغم هذه األنماط العامة فإن معدالت انتشار التكنولوجيا تتباين إلى حد كبير سواء بين التكنولوجيات أم بين البلدان المتلقية لها. أوال هناك مجموعة متنوعة من قنوات نقل التكنولوجيا ال سيما التجارة الدولية واالستثمار األجنبي المباشر وترخيص التكنولوجيا المباشر وهجرة العمال المهرة وتدفق المعلومات عبر الحدود. بعض هذه القنوات أكثر "مرونة" من غيرها. وعندما ت دمج التكنولوجيا بصورة مباشرة في السلع والخدمات فإن استيراد هذه السلع والخدمات يقطع شوطا كبيرا نحو جني فوائد التكنولوجيا الجديدة. على سبيل المثال ساعدت تكنولوجيات الصحة المهمة- مثل اللقاحات والمضادات الحيوية والناموسيات التي جرى اعتمادها على نطاق واسع في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل في إدخال تحسينات جوهرية في جودة الحياة حتى في البلدان الفقيرة التي 48 شهدت نموا اقتصاديا محدودا. ومع ذلك ثمة عنصر بالغ األهمية في نجاح نشر التكنولوجيا في هذه الحاالت وهو عدم حاجة متلقي هذه التكنولوجيا إلى فهمها فهما كامال من أجل تطبيقها لكن هذا الفهم قد يكون ضروريا للعديد من التكنولوجيات األخرى التي قد يتطلب تطبيقها بنجاح دراية فنية تنظيمية كبيرة واستثمارات في المعدات والبنية التحتية التكميلية لذلك أكد االقتصاديون على الدور البالغ األهمية للقدرة االستيعابية في نجاح نشر التكنولوجيا. وتعتمد القدرة االستيعابية الفعالة على رأس مال بشري قادر على فهم التكنولوجيا وتطبيقها وعلى دراية فنية تنظيمية وإدارية ومؤسسات تنسق الموارد الالزمة العتماد التكنولوجيا وتحشدها. وفي كثير من الحاالت تستلزم القدرة االستيعابية أيضا القدرة على االضطالع باالبتكار التكنولوجي والتنظيمي التراكمي من أجل مواءمة التكنولوجيا مع االحتياجات المحلية. والواقع أن الفرق بين القدرة االستيعابية والقدرة على االبتكار في النهاية غير واضح. ونجحت بعض الدول أكثر من غيرها في إنشاء القدرة االستيعابية. وأشار اقتصاديون بصفة خاصة إلى أن جزءا على األقل من النجاح الذي حققته بلدان شرق آسيا السريعة النمو يكمن في قدرتها على إذكاء عملية التعلم واالستيعاب التكنولوجي التي وضعت األساس للحاق بالركب االقتصادي. 49 ومع ذلك ال يزال المزيج الدقيق من السياسات التي تهيئ أفضل الظروف لتطوير القدرة االستيعابية موضع نقاش مستفيض. وعلى وجه الخصوص تبين أن العديد من السياسات التي حققت نجاحا في شرق آسيا - مثل حماية التجارة واإلقراض الموجه من الدولة ومتطلبات نقل التكنولوجيا في عقود االستثمار األجنبي المباشر - لم تحقق نجاحا مماثال عند تطبيقها في اقتصادات أخرى نامية ال سيما العديد من اقتصادات أفريقيا وأمريكا الالتينية. ويدل هذا على أن مزيج السياسات الناجح قد يعتمد بشكل كبير على السياق االقتصادي والمؤسسي لالقتصاد النامي قيد النظر وعلى نموذج التكنولوجيا المعاصرة كما يعكس الحذر من تعميم السياسة الذي أعربت عنه نظرية النمو التطوري 50 )انظر أعاله(. 47. استمر كومين وميستياري )2013( في إثبات أن تقديراتهما ألنماط نشر التكنولوجيا يمكن أن تفسر 80 من التباين في الدخل بين البلدان الفقيرة والبلدان الغنية منذ عام انظر كيني )2011( والقسم 2.2 بشأن تأثير المضادات الحيوية على الصحة العامة. انظر نيلسون وباك )1999(. 49. الستعراض المناقشة حول السياسات الناجحة للحاق 50. بركب النمو انظر فيجربرج وغودينهو )2004(. 35

37 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي 4.1 االبتكار وحقوق الملكية الفكرية كما ورد في القسم السابق شكل المخترعون األفراد وأصحاب المشاريع الصغيرة القوة المحركة لالبتكار في بداية الثورة الصناعية ومن ثم لم يكن أمام الكتابات االقتصادية المبكرة إال حيزا ضيقا لتحري ظروف النشاط االبتكاري. على سبيل المثال الحظ آدم سميث في دراسته الشهيرة حول ثروة األمم أن "]أ[ جزءا كبيرا من اآلالت ]...[ كانت في األصل اختراعات لعمال عاديين يؤدي كل منهم أعماال بسيطة للغاية توجهت أفكارهم بصورة طبيعية نحو 51 إيجاد أساليب أسهل وأكثر استعدادا ألداء ذلك العمل". وساهم ظهور المزيد من نظم االبتكار الرسمية في القرن العشرين في تحفيز الفكر العلمي بشأن طبيعة عملية االبتكار ودور الحكومات في دعم األنشطة االبتكارية في االقتصادات القائمة على السوق. وي نسب إلى كينيث أرو االقتصادي الحائز على جائزة نوبل رأيين 52 سديدين حول عملية النشاط االبتكاري المعززة للفكر االقتصادي: النشاط االبتكاري محفوف بالمخاطر. ومن غير المؤكد أن تنتهي عملية حل المشكالت إلى إيجاد حل. تتسم المعلومات المتعلقة بكيفية حل مشكلة ما بخصائص ما ي طلق عليه خبراء االقتصاد الصالح العام: والتي يمكن للعديد من الناس استخدامها في آن واحد ويتعذر على القائم بحل المشكلة أن يحول في كثير من األحيان دون استنساخ المعلومات. وت عرف هذه الخاصية أيضا بحق تملك النشاط االبتكاري. وفي مواجهة هاتين العقبتين األساسيتين خل ص أرو إلى أن ترك األسواق دون تدخل سيجعلها تحجم عن ضخ االستثمار الكافي في النشاط االبتكاري الذي قد يكون مرغوبا اجتماعيا. ولتجنب هدر الموارد في حالة فشل الجهود الرامية إلى حل مشكلة ما قد تتخلى الشركات العاملة في أسواق تنافسية عن فرص ابتكارية. وإذا تمكن المنافسون من االستفادة على الفور دون عناء من حل ناجح لن تجني الشركة المخترعة فوائد مالية ت ذكر. وقد مهد هذا اإلخفاق السوقي الطريق لظهور أشكال مختلفة من التدخل الحكومي الذي شك ل معالم نظم االبتكار الحديثة. تنتمي هذه التدخالت عموما إلى فئات ثالث. 53 أوال دعم الحكومة لألبحاث الممولة من األموال العامة في الجامعات و المنظمات العامة للبحوث وتعمل هذه المؤسسات عادة في البحوث األساسية التي تدفع حدود المعرفة العلمية والتي قد ال تكون التطبيقات التجارية دائما ضمن أهدافها المباشرة. ثانيا تمول الحكومة أنشطة البحث والتطوير للشركات الخاصة عن طريق عقود المشتريات العامة وإعانات البحث والتطوير والخصومات الضريبية والجوائز والقروض الميسرة واآلليات ذات الصلة. وتستهدف بعض أشكال الدعم مجاالت تكنولوجية معينة وبخاصة في مجال الدفاع الوطني بينما تكون أشكال أخرى من الدعم محايدة تكنولوجيا ويسير اتجاه البحث والتطوير وفقا لما تقرره الشركات. وأخيرا تمنح الحكومة حقوق الملكية الفكرية كوسيلة لحشد التمويل الخاص ألنشطة البحث والتطوير التي يضطلع بها القطاع الخاص. وسي لقي هذا القسم نظرة فاحصة على الكيفية التي تشكل بها حقوق الملكية الفكرية المختلفة معالم النشاط االبتكاري مستعينا بالتقارير العالمية السابقة للملكية الفكرية التي تعرض مناقشة أكثر 54 عمقا للعديد من االعتبارات المبينة أدناه. حقوق الملكية الفكرية وحوافز االبتكار تمك ن قوانين الملكية الفكرية األفراد والمنظمات من الحصول على الحقوق الحصرية لمنتج ابتكاري وإبداعي. ومن شأن تملك األصول الفكرية أن يقيد إمكانية استفادة المنافسين من هذه األصول بالمجان وي مك ن الشركات من جني ثمار جهودها االبتكارية وي عالج مشكلة تملك االبتكار من جذورها. ومن أكثر أشكال الملكية الفكرية مالءمة لمعالجة مشاكل التملك هي براءات االختراع ونماذج المنفعة والتصاميم الصناعية وحقوق األصناف النباتية وحق 55 المؤلف واألسرار التجارية. 53. انظر الجدول 2.2 في الويبو )2011(. 54. انظر الويبو )2011( والويبو )2013(. 55. يربط جودريدج وآخرون )2014( بين األشكال المختلفة من الملكية الفكرية وإطار االستثمار في األصول غير الملموسة الموضح في اإلطار 3.1. وتوصلوا إلى أن نصف استثمارات المملكة المتحدة في المعارف في عام 2011 كانت محمية بموجب حقوق الملكية الفكرية ال سيما حق المؤلف والعالمات التجارية وحقوق التصميم غير المسجلة. انظر سميث )1776(. 51. انظر أرو )1962(

38 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي وتؤكد أدلة توصلت إليها دراسة استقصائية أن العديد من الشركات تعتبر الملكية الفكرية مهمة لتأمين عائدات االستثمار في أنشطة البحث والتطوير. إال أن أهميتها تتفاوت تفاوتا ملحوظا بين الصناعات. ففي بعض الصناعات - ال سيما المستحضرات الصيدالنية والمواد الكيميائية - ت عد حقوق الملكية الفكرية ذات أهمية محورية لنماذج أعمال الشركات. بينما تعتمد الشركات في صناعات أخرى على آليات بديلة لالستفادة من أنشطة البحث والتطوير وبخاصة من خالل طرح منتجات بمعدل أسرع من المنافسين وترك انطباع طيب لدى المستهلك تجاه العالمات التجارية. والواقع أن أهمية العالمات التجارية ت بر ز الدور غير المباشر الذي تؤديه أشكال أخرى من الملكية الفكرية وتحديدا العالمات التجارية في تشجيع االبتكار. من خالل الحماية التي تكفلها العالمات التجارية تتولد الثقة لدى المستهلكين بأنهم يشترون المنتج الراغبين في شرائه وهو شرط أساسي لحمالت التوسيم الفعالة. وتحفز حقوق الملكية الفكرية قوى السوق لتوجيه النشاط االبتكاري. كما تسمح باتخاذ القرارات بطريقة ال مركزية بشأن الفرص المبتكرة التي يجب اغتنامها. وبالقدر الذي يكفل لألفراد والشركات الذين يتصدرون مجال التقدم التكنولوجي االطالع بصورة أفضل على احتمال نجاح المشاريع االبتكارية يعزز نظام الملكية الفكرية فعالية تخصيص موارد للنشاط االبتكاري. ومع أن هذا أصبح بصورة تقليدية مبررا اقتصاديا أساسيا لحماية حقوق الملكية الفكرية فإن هناك العديد من الطرائق األخرى التي يمكن أن تحدد بها حقوق الملكية الفكرية نتائج االبتكار. أوال مع أن حقوق الملكية الفكرية ال تحل مشكلة المخاطر المرتبطة بالنشاط االبتكاري بصورة مباشرة إال أنه يمكنها تحس ي ن أداء األسواق المالية فيما يتعلق بحشد الموارد لالبتكارات المحفوفة بالمخاطر. وتشير األدلة بصورة خاصة إلى أن منح البراءة في مرحلة مبكرة من عملية االبتكار يمكن أن يسهم في طمأنة المستثمرين أن الشركة الناشئة 56 في وضع يمك نها من توليد أرباح إذا تم تسويق االبتكار بنجاح. وإضافة إلى ذلك ومع أن الغرض من االختراع يكون أحيانا إيجاد حلول لمشكالت قائمة بذاتها فإنه في كثير من األحيان يأتي جر اء عملية تراكمية يعتمد فيها الباحثون على المعرفة القائمة لتطوير تكنولوجيات أو منتجات جديدة. وتؤدي حقوق الملكية الفكرية وبخاصة البراءات دورا هاما في عملية االبتكار التراكمي. ويجب على مودعي طلبات البراءة اإلفصاح عن المعلومات المتعلقة بحل المشكالت في أي اختراع فمن شأن هذا أن يعزز اإلفصاح في الوقت المناسب عن المعرفة التكنولوجية الجديدة ويتيح الفرصة 57 لمخترعين الحقين لالستفادة من تلك المعرفة. وفي الوقت نفسه قد تشكل البراءات في ظروف معينة عائقا أمام مواصلة االبتكار. ففي بعض األحيان يتطلب تسويق ابتكار ما استخدام تكنولوجيا مملوكة لطرف ثالث. وقد يرفض هذا الطرف الثالث ترخيص هذه التكنولوجيا أو قد يطلب إتاوات تجعل االبتكار غير مربح - مما يؤدي إلى ما يسمى بمشكالت عرقلة االبتكار. حتى وإن أبدى هذا الطرف استعدادا للترخيص فإن تكلفة تنسيق مشاركة عدد كبير من أصحاب الحقوق تكون كبيرة للغاية. وأخيرا من شأن الحصول على حقوق الملكية الفكرية الحصرية أن يمنح الشركات القوة السوقية التي تعني من وجهة نظر االقتصاديين القدرة على تحديد األسعار بأعلى من تكاليف اإلنتاج الهامشية. وفي كثير من الحاالت ت قيد القوة السوقية بسبب منافسة تكنولوجيات أو منتجات بديلة. إال أن القوة السوقية قد تكون بالغة األهمية لالبتكارات الجوهرية. وت عد قدرة الشركات على توليد أرباح أعلى من المستويات التنافسية جزءا من المنطق االقتصادي لنظام الملكية الفكرية لكنها تعني كذلك وجود خلل في تخصيص الموارد حيث تتحرك األسواق بعيدا عن المث ل االقتصادية للمنافسة الكاملة. أيضا قد يؤدي التسعير بأعلى من التكلفة الهامشية إلى بطء انتشار التكنولوجيات )انظر أدناه(. مع العلم بأن حدة هذا الخلل تقل عند وضع السياسات العامة ألن معظم الحماية التي تكفلها الملكية الفكرية محددة زمنيا وبمجرد انقضاء مدتها 58 تزول القيود التي تفرضها حقوق الملكية الفكرية على المنافسة. حقوق الملكية الفكرية أسواق التكنولوجيا وانتشارها من شأن حقوق الملكية الفكرية أن تمك ن من ترخيص األصول الفكرية أو نقلها وهو جانب يكتسي أهمية متزايدة في نظم االبتكار الحديثة. وتشجع أسواق التكنولوجيا التخصص في عملية االبتكار. ويمكن للشركات أن تصبح أكثر ابتكارا وأكثر كفاءة في آن واحد من خالل التركيز على بحوث مختارة أو على التطوير أو على التصنيع أو على مهام التسويق. على سبيل المثال قد تكون إحدى الشركات متميزة بصورة خاصة في مجال إطالة عمر البطاريات بينما قد تكون شركات أخرى أفضل في تحويل االختراعات األساسية إلى مكونات لمنتجات الكترونية مختلفة. وعلى نحو مماثل قد تتميز شركة ما بمعرفة أفضل السبل لتسويق منتج مبتكر في سوقه المحلية لكنها تفضل الدخول في شراكة مع شركة أخرى في سوق 59 خارجي غير مألوف. 56. انظر جراهام وآخرين )2009(. 57. تشير األدلة من المملكة المتحدة والواليات المتحدة إلى أن ترخيص التكنولوجيا يمثل ما بين 40 إلى 44 في المائة من إجمالي إنفاق المؤسسات التجارية على البحث والتطوير. انظر أرورا وآخرين )2013(. 58. يعكس المبررات المنطقية المختلفة للحماية ال توجد حدود زمنية للحماية التي تكفلها العالمات التجارية طالما جدد أصحابها تسجيالت العالمات التجارية. 59. يعكس هذا النقاش الجدل بشأن التخصص على مستوى االقتصاد بأكمله الوارد في القسم

39 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي وتيسر الملكية الفكرية أداء أسواق التكنولوجيا بعدة طرائق فلوال حقوق الملكية الفكرية ستحجم الشركات عن الكشف لشركات أخرى عن التكنولوجيات السرية السهلة النسخ عند التفاوض بشأن عقود الترخيص. ويمكن من حيث المبدأ نقل أصول الملكية الفكرية من خالل عقود خاصة مستقلة عن أي حق من حقوق الملكية الفكرية ومع ذلك تقوم سندات الملكية الفكرية بتحديد هذه األصول مقترنة بضمان بالحق االستئثاري في التسويق وعلى هذا تنقل حقوق 60 الملكية الفكرية معلومات مهمة أكثر بالمقارنة مع إعداد العقود. وتقع أسواق التكنولوجيا أيضا في صميم ما يسمى باستراتيجيات االبتكار المفتوح. وفي العديد من الصناعات تفاضل الشركات بين الحماية وتبادل المعرفة. فمن جهة تحتاج الشركات إلى تحقيق عائد على استثماراتها في أنشطة البحث والتطوير وهو ما يدعو إلى الحيلولة دون تسرب المعرفة إلى المنافسين. ومن جهة أخرى قد ال تصب الحماية المطلقة لجميع األفكار دائما في مصلحة الشركات فقد تصبح أفضل حاال في مجال االبتكار من خالل التعاون مع شركات أخرى حتى وإن انطوي ذلك على تقاسم بعض المعارف المملوكة. إضافة إلى ذلك قد يساعد تقاسم التكنولوجيا أيضا في تطوير أسواق ناشئة لمنتجات جديدة. وتأتي حقوق الملكية الفكرية في صلب المفاضلة بين الحماية وتبادل المعرفة إذ تتيح للشركات التحكم بمرونة في نوع التكنولوجيات التي تتقاسمها ومع من وبأية شروط. ومن الوظائف األخرى المهمة ألسواق التكنولوجيا تسهيل التسويق التجاري لالختراعات التي تخرج من المختبرات العلمية إذ إن االستفادة من اإلمكانيات التجارية لهذه االختراعات تتسم في كثير من األحيان بدرجة عالية من عدم التيقن كما أنها تتطلب المزيد من االستثمارات الضخمة لتحويلها إلى تكنولوجيات قابلة للتسويق. وليس لدى الجامعات وال المنظمات العامة للبحوث الموارد وال الخبرة الالزمة لالضطالع بهذا االستثمار. بيد أنه يمكنها إيداع طلبات براءات بشأن اختراعاتها وترخيصها أو نقلها إلى الشركات التي تستطيع ذلك. أسرار التجارة وتنقل العمال كثيرا ما ت غفل الصلة بين نظام الملكية الفكرية وأداء االبتكار من خالل تنقل العاملين في مجال المعرفة. وفي كثير من األحيان يعتمد نشر المعرفة الرفيعة التخصص غير المقننة على العمال الذين ينتقلون من شركة إلى أخرى. مع ذلك إلى أي مدى ي سمح لهؤالء العمال باستخدام المعرفة التي اكتسبوها كموظفين سابقين إذا كانت هذه المعرفة السرية تكمن اإلجابة القانونية على هذا السؤال في ما يسمى بشروط عدم المنافسة المدرجة في عقود العمل. ت قي د هذه الشروط الموظف فيما يتعلق باستخدام المعلومات المكتسبة خالل العمل في أنشطة تجارية الحقا على األقل لفترة زمنية معينة. ومع ذلك يخضع إدراج شروط عدم المنافسة ومضمونها للنظم 61 المعمول بها وتختلف الن هج المتبعة باختالف الواليات القضائية. ويواجه واضعو السياسات عملية مفاضلة عند وضع القواعد األساسية لشروط عدم المنافسة. فمن شأن منح العمال قدرا كبيرا من الحرية في نقل المعرفة من شركة إلى أخرى أن يشجع نشر المعرفة ويحفز نظام االبتكار ويعزز اعتماد التكنولوجيا. 62 وفي الوقت نفسه قد يدفع الشركات إلى التخلي عن األنشطة االبتكارية خوفا من أن يجني أحد المنافسين ثمار هذه األنشطة في المستقبل. وتشير األدلة التجريبية إلى أن قواعد عدم المنافسة مسألة ذات أهمية لدرجة تنقل العمال ال سيما المخترعين ذوي المهارات الخاصة 63 بالشركات والمتخصصين في المجاالت التقنية الضيقة النطاق. ومع ذلك فإن أهمية هذه القواعد على مستوى االقتصاد بأكمله لم ت ستوعب تماما بعد. وال تشمل هذه القواعد المعرفة التكنولوجية فحسب بل الدراية الفنية التنظيمية والممارسات التجارية أيضا لذا ال تقتصر أهميتها على الشركات الكثيفة االعتماد على التكنولوجيا بل تشمل على سبيل المثال الشركات العاملة في قطاع الخدمات الذي يمثل النصيب األكبر من الناتج االقتصادي في االقتصادات ذات الدخل المرتفع )انظر القسم 1.1(. وأخيرا تؤثر حقوق الملكية الفكرية في الكيفية التي تنتشر بها التكنولوجيات داخل البلدان وعبر حدودها. فمن جهة قد تعوق الحقوق الحصرية بحكم طبيعتها نشر التكنولوجيات الجديدة - على األقل في البلدان المعمول فيها بهذه الحقوق. ومن جهة أخرى قد ت مك ن حقوق الملكية الفكرية من نشر التكنولوجيا مثلما تمك ن أسواق التكنولوجيا بصورة أعم. وعلى هذا يعتمد الدور النهائي لحقوق الملكية الفكرية على طبيعة التكنولوجيا قيد النظر السيما درجة استخدامها ألغراض الهندسة العكسية وعلى القدرة االستيعابية للبلد المتلقي )انظر القسم 3.1(. 60. لالطالع على األدلة التجريبية انظر جانز وآخرين )2008(. 61. انظر كانيجم )2013(. 62. يرى جيلسون )1999( أن عدم إنفاذ بنود عدم المنافسة بعد انتهاء الخدمة في والية كاليفورنيا كان من العوامل المهمة في تحفيز االبتكار في شركات سيليكون فالي. 63. انظر ماركس وآخرين )2009(. 38

40 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي 5.1 اآلفاق المستقبلية للنمو القائم على االبتكار تصف الحقيقة األساسية األولى في القسم 1.1 أداء النمو في االقتصادات الصاعدة بعد الحرب العالمية الثانية بالمذهل واالستثنائي. بيد أن النمو ال يبدو منذ بدء األزمة المالية العالمية عام 2008 مذهال بأي حال من األحوال. ويوضح الشكل 8.1 تطور نصيب الفرد في الناتج المحلي اإلجمالي في البلدان ذات الدخل المرتفع منذ منتصف الثمانينات. قبل األزمة المالية بلغ متوسط النمو 2.1 في المائة سنويا أي ما يعادل معدل نمو االقتصادات الصاعدة بعد الحرب الموضح في الشكل 1.1. ولم تؤد األزمة إلى تراجع حاد في الناتج االقتصادي فحسب وإنما أدت إلى تراجع متوسط النمو منذ عام 2010 إلى 0.9 في المائة. فهل األزمة المالية بداية حقبة جديدة من النمو المتدني هل فقد النمو القائم على االبتكار قوته الدافعة ومع أن الزمن هو الوحيد الذي سيقدم إجابة شافية فقد شهدت السنوات القليلة الماضية مناقشات علمية نشطة بشأن آفاق النمو التي قد يحملها المستقبل. ويعرض هذا القسم األخير بعض الحجج الرئيسية التي ط رحت. ويبدأ بعرض "وجهة نظر المتفائلين" ومفادها أن تراجع النمو مؤخرا هو وضع مؤقت وأن النمو سيعود بمعدل أسرع ثم ينتقل إلى "وجهة نظر المتشائمين" التي ت علل انخفاض النمو بصورة مستدامة في السنوات والعقود القادمة. الشكل 8.1: نهاية النمو المذهل الذي شهدته فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية الناتج المحلي اإلجمالي الفعلي للفرد في دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي ذات الدخل المرتفع وجهة نظر المتفائلين قد يكمن السبب الرئيسي النخفاض النمو بصورة مؤقتة في السبب الجذري لألزمة فقد اندلعت األزمة بصفة خاصة جر اء انفجار فقاعة األصول الممولة بالديون التي خلفت ميزانيات الشركات واألسر في ع سر شديد. 64 وأدت الرغبة في إصالح الميزانيات العمومية من خالل تحقيق وفورات أكبر إلى حدوث عجز مستمر في الطلب الكلي مما أدى إلى فجوات شاسعة بين الناتج الفعلي والناتج المحتمل. ومع بلوغ أسعار فائدة حدا أدنى يقارب الصفر واجهت البنوك المركزية صعوبة في سد هذه الفجوة في االنتاج من خالل األدوات التقليدية للسياسة النقدية. وهكذا فرض عبء الديون المفرطة بعد األزمة المالية عائقا مستمرا على النمو االقتصادي في 65 االقتصادات المتقدمة. وسيؤكد المتفائل أن قوى السوق ستتغلب في نهاية المطاف على ثغرات االنتاج المستمرة وأن معدل النمو االقتصادي سيعود إلى مساره الطويل األجل الذي حددته القدرات اإلنتاجية األساسية لالقتصادات. وسيقول إن التاريخ االقتصادي شهد بالفعل حاالت ركود طويلة من قبل مما حدا بالعلماء إلى التنبؤ بنهاية النمو. فعلى سبيل المثال أبدى جون ماينارد كينز عام 1931 مالحظة مفادها: "إننا نعاني للتو من هجمة سيئة من التشاؤم االقتصادي. ]...[ وإن الكساد العالمي السائد وحاالت البطالة الهائلة غير المألوفة في عالم مليء باالحتياجات ]...[ تحجبنا عما يدور تحت السطح وعن الفهم 66 الصحيح التجاه األمور." وفي السياق الراهن ال يزال التركيز على اتجاه النمو الطويل األجل الموضح في الشكل بدال من التركيز على "االنحراف" الناجم عن األزمة المالية - يرسم صورة إيجابية للغاية للنمو في المستقبل. إضافة إلى أن النظر إلى اإلمكانية التي يمكن أن يساند بها االبتكار النمو بصورة مستمرة في المستقبل تبعث على للتفاؤل. 40,000 36,000 32,000 ما بعد الا زمة ( ) نمو سنوي %0.9 ما قبل الا زمة ( ) نمو سنوي %2.1 28,000 24,000 20, ملحوظة: قيم الناتج المحلي اإلجمالي بالدوالرات الثابتة لعام ي عبر انحدار خطوط االتجاه اللوغاريتمي عن معدالت النمو السنوية للفترتين. المصدر: البنك الدولي مؤشرات التنمية العالمية. انظر كو )2014(. 64. انظر لو وروغوف )2015(. 65. انظر كينز )1931(

41 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي وبادئ ذي بدء لم يسبق للعالم أن استثمر هذا الكم الهائل من الموارد في دفع حدود المعرفة العالمية. ويبين الشكل 9.1 اتجاهات اإلنفاق في أنشطة البحث والتطوير في العالم وفي البلدان الستة األكثر إنفاقا على أنشطة البحث والتطوير. ي ظهر الشكل اتجاها تصاعديا ثابتا منذ منتصف التسعينات. ومع أن األزمة المالية تركت بصمتها على بعض البلدان فإن اإلنفاق على أنشطة البحث والتطوير كان أقل تأثرا بكثير من الناتج االقتصادي. وعالوة على ذلك انطلقت الصين ذات اإلنفاق المحدود نسبيا على أنشطة البحث والتطوير في مطلع التسعينات لتتجاوز اليابان في عام 2009 وتصبح ثاني أكبر بلد ينفق على أنشطة البحث والتطوير بعد الواليات المتحدة. وساعد بزوغ الصين كبلد ابتكاري - جنبا إلى جنب مع الزيادة السريعة في اإلنفاق على أنشطة البحث والتطوير في جمهورية كوريا على زيادة تنوع مشهد االبتكار العالمي. ويبدو أنه ال تزال هناك أيضا إمكانية كبيرة أن يحقق االبتكار مكاسب إنتاجية ويحو ل الهياكل االقتصادية. وقد أسهمت بالفعل تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت إسهاما كبيرا في النمو )انظر اإلطار 2.1 والقسم 3.2(. ومع ذلك إذا كان لنا في التاريخ عبرة ال يزال هناك المزيد إذ لم تتحقق اسهامات التكنولوجيات ذات األغراض العامة الماضية في النمو إال بعد تأخر دام لعقود )انظر القسم 3.1(. 67 والواقع أن الجيل القادم من ابتكارات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت الذي يتمحور حول الذكاء االصطناعي يحمل في طياته الكثير من الوعود. على سبيل المثال وصف برينغولفسون ومكافي )2014( أثر االبتكار الرقمي كنمو آخذ في التزايد ضاربين المثل بتضاعف المكافآت على نحو متتابع على رقعة الشطرنج بينما معظم الدور الثاني لم يؤت ثماره بعد. ويمكن لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت أن تزيد ضمن اعتبارات أخرى اإلنتاجية في 68 قطاع الخدمات الذي جرى العرف على اعتباره عامال معوقا للنمو. وتشير األدلة من اقتصاد الواليات المتحدة على سبيل المثال إلى نمو سريع في اإلنتاجية بصورة خاصة في خدمات التوزيع - وهي 69 صناعة كثيفة االعتماد على تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت. وإضافة إلى ذلك هناك العديد من المجاالت األخرى لالبتكار تحمل في طياتها إمكانات واعدة لتحفيز النمو في المستقبل من بينها المجاالت الثالثة التي نوقشت في الفصل 3 الطباعة الثالثية األبعاد وتكنولوجيا النانو والروبوتات فضال عن الهندسة الوراثية والمواد الجديدة وأشكال شتى من الطاقة المتجددة. كما أدخلت التكنولوجيات الجديدة تحسينات هائلة على أدوات البحث التي تقوم عليها عملية االكتشاف العلمي. السيما التقنيات القائمة على تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مثل تحليل البيانات الضخمة والمحاكاة المعقدة مما فتح آفاقا جديدة لتقدم األبحاث في العديد من مجاالت التكنولوجيا. ومن وجهة نظر المتفائلين يولد التفاعل بين العلم والتكنولوجيا ديناميكية ذاتية الدعم تبدو كأن 70 ال حدود لها. وثمة حجة مختلفة بعض الشيء ساقها معسكر المتفائلين في إطار الرد بصورة جزئية على ضعف أداء اإلنتاجية في التاريخ الحديث كما هو موضح أدناه مفادها أن إطار قياس الناتج المحلي اإلجمالي الحالي يتجاهل التأثير الحقيقي للتكنولوجيا الجديدة. تبر ز هذه الحجة في صورتين األولى القصور المتزايد الذي يشوب األدوات التي يستخدمها الخبراء اإلحصائيون في رصد التحسينات التي تطرأ على 71 الجودة واألشكال الجديدة للناتج االقتصادي )انظر اإلطار 1.1(. والثانية أن مفهوم الناتج المحلي اإلجمالي نفسه غير مناسب لوصف مكاسب الرفاه المجتمعية المرتبطة باالبتكار في الوقت الراهن. وبصفة خاصة تحتاج العديد من التكنولوجيات الجديدة إلى تكلفة عالية لتطويرها لكن ما إن ت طور تصبح تكلفة إنتاجها رخيصة نسبيا بل ويمكن إنتاج نسخة مطابقة منها مجانا. وعلى هذا ت سهم هذه التكنولوجيات بقدر محدود في الناتج االقتصادي 72 لكنها قد تؤدي إلى رفع مستويات الرفاة بدرجات متفاوتة. 67. انظر ديفيد )1990(. 68. ونظرا ألن نمو اإلنتاجية في قطاع الخدمات من الناحية التاريخية أبطأ بالمقارنة مع قطاع التصنيع وصف ماديسون )1997( حصة الخدمات المتنامية في الناتج االقتصادي بأنها "عائق هيكلي كبير". 69. انظر جورجينسون وتيمر )2011(. وبشكل أعم توصل تريبليت وبوسورث )2003( إلى أن اإلنتاجية في قطاع الخدمات حققت منذ 1995 نموا معادال لنمو اإلنتاجية على مستوى االقتصاد ككل في الواليات المتحدة. 70. انظر موكير )2014(. 71. توصل ماكجوكين وستيرو) 2001( إلى أن مشاكل القياس في صناعات خدمية معينة كثيفة االعتماد على تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت - مثل التمويل والخدمات التجارية وتجارة الجملة تشير إلى تحيز كبير بالنقص في تقديرات نمو اإلنتاجية في الواليات المتحدة. 72. انظر موكير )2014( وجليزر )2014(. 40

42 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي الشكل : 9.1 يشير أداء االبتكار إلى اتجاهات متباينة اإلنفاق على أنشطة البحث والتطوير وأول طلبات البراءة المؤشر )2001= 100( العالم 150 العالم دون الصين 150 ا ول طلبات البراءة الا نفاق على ا نشطة البحث والتطوير 125 ا ول طلبات البراءة الا نفاق على ا نشطة البحث والتطوير الولايات المتحدة 1,750 الصين 1,500 ا ول طلبات البراءة الا نفاق على ا نشطة البحث والتطوير ا ول طلبات البراءة الا نفاق على ا نشطة البحث والتطوير 125 1, , اليابان 150 ا لمانيا ا ول طلبات البراءة الا نفاق على ا نشطة البحث والتطوير ا ول طلبات البراءة الا نفاق على ا نشطة البحث والتطوير

43 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي جمهورية كوريا 125 ا ول طلبات البراءة فرنسا الا نفاق على ا نشطة البحث والتطوير ا ول طلبات البراءة الا نفاق على ا نشطة البحث والتطوير ملحوظة: ت قدر نفقات البحث والتطوير بسعر الدوالر الثابت لعام وفي حالة اإلنفاق على أنشطة البحث والتطوير يشير إجمالي العالم إلى مجموعة من 33 بلدا تتوافر بياناتها لمعظم السنوات. وتضم المجموعة جميع البلدان الكبيرة في منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي إضافة إلى الصين وروسيا. تم استقراء نقاط البيانات المحددة. المصدر: منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي وقاعدة بيانات الويبو اإلحصائية. وجهة نظر المتشائمين يستهل المتشائمون رأيهم بإثارة الشكوك حول قدرة قوى السوق على القضاء على ثغرات الناتج التي خلفتها األزمة المالية. ويشير طول فترة الركود االقتصادي والفشل في اعادة تشغيل العمالة بالكامل في العديد من االقتصادات المتقدمة إلى حدوث تغيير جوهري. وقد أدت هذه الشكوك إلى ظهور نظريات حول ما يسمى "الركود المزمن" - وهو المصطلح الي استحدثه االقتصادي لورانس سمرز في عام أحد التعريفات التقنية للركود المزمن هو أن أسعار الفائدة الحقيقية السلبية هي فقط التي تعادل المدخرات واالستثمارات بعمالة كاملة. وفي ظل وجود معدالت تضخم منخفضة وسياسة أسعار فائدة أقرب إلى الصفر ستستمر الثغرات في االنتاج وتؤدي إلى نمو متعثر - يشار إليه أيضا باسم "النمو 74 المتدني الجديد". ويدور جدل مستفيض بين خبراء االقتصاد الكلي بشأن السبب وراء الركود المزمن. وأشار البعض إلى أن التحوالت الديموغرافية والتغيرات في هياكل األسواق المالية قد تكون من بين أسبابه المحتملة. والمثير لالهتمام أن بعض االقتصاديين أشاروا أيضا إلى التكنولوجيا كعامل تفسيري بحجة أن أحدث موجة من االبتكارات في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تطلبت استثمارات 75 ضئيلة نسبيا. وال تشكك المخاوف بشأن الركود المزمن في حد ذاتها في إمكانية مساهمة االبتكار في النمو في المستقبل. بيد أن ثغرات الناتج المستمرة قد تؤثر سلبا على القنوات التي من خاللها يولد االبتكار النمو. وبصورة خاصة قد يؤدي ضعف الطلب الكلي بالشركات إلى اإلعراض عن الفرص االستثمارية التي أتاحتها التكنولوجيا الجديدة كما أن الفترات الطويلة من البطالة قد تؤدي إلى فقدان أو عدم اكتساب العمال مهارات كما أن انخفاض عدد الشركات الناشئة و"الشركات الكبيرة" قد يؤدي إلى إبطاء التحول الهيكلي لالقتصاد. وإلى جانب المخاوف بشأن الركود المزمن يثير فريق المتشائمين أيضا شكوكا قوية بشأن قدرة االبتكار على دفع عجلة النمو في المستقبل. أحد دوافع هذا الشك هو االنخفاض الملحوظ في نمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج الذي بدأ قبل حدوث األزمة بوقت طويل السيما االقتصاد األمريكي الذي شهد جر اء تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت انتعاشا ملحوظا في نمو اإلنتاجية الكلية للعوامل في الفترة من )انظر اإلطار 2.1 ( إال أن معدل 76 نمو هذه العوامل انخفض منذ ذلك الحين بصورة ملحوظة. وبصورة أعم أكد تحليل أجراه صندوق النقد الدولي أن الناتج المحتمل بدأ في االنخفاض في مطلع األلفية الثانية في جميع 77 االقتصادات المتقدمة أساسا نتيجة تراجع نمو هذه العوامل. 73. انظر سامرز )2014(. 74. وي عزى مصطلح "المتوسط الجديد" إلى مديرة صندوق النقد الدولي كريستين الغارد. انظر external/np/speeches/2014/ htm. 75. لالطالع على الملخص انظر مجموعة مقاالت أعدها للنشر تيلينجز وبالدوين )2014(. انظر فرينالد )2014(. 76. انظر صندوق النقد الدولي )2015(

44 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي وهل يمكن أن تكون مساهمة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في النمو في المستقبل قد بلغت مداها إلى حد كبير وأنه دون أن يلوح في األفق أي ابتكار ذي أهمية مماثلة سيكون أداء النمو في المستقبل مخيبا لآلمال هذا هو على وجه التحديد الرأي الذي أدلى 78 به الخبير االقتصادي روبرت غوردون في مقاله المثير لالستفزاز. يرى غوردون أنه جرى اعتماد تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ومواصلة االبتكار بصورة أسرع بالمقارنة مع التكنولوجيات السابقة ذات األغراض العامة وأثمر ذلك عن فوائد إنتاجية مهمة من قبيل ما حدث بالفعل في السبعينات والثمانينات من استبدال األعمال الكتابية المملة والمتكررة بالحاسوب. ومع أن االبتكارات األحدث لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مثل أجهزة الترفيه واالتصاالت أقل حجما وأكثر ذكاء لكنها ال تحفز اإلنتاجية االقتصادية بصورة جوهرية. وأخيرا من الصعوبة بمكان تقييم االدعاء القائل بأن إحصاءات الناتج المحلي اإلجمالي أخفقت في رصد األثر الحقيقي لالبتكار. فقد ساهم استخدام أساليب المنفعة وغيرها من األساليب في تحسين قياس الناتج المحلي اإلجمالي في البلدان التي بها مكاتب إحصائية م عدة لذلك )انظر اإلطار 1.1(. ومن وجهة النظر هذه ينبغي أن تكون جودة إحصاءات اليوم أفضل مما كانت عليه منذ عقود. المسألة هي دون شك أن إحصاءات الناتج المحلي اإلجمالي ال تبي ن الفوائد الكاملة للرفاه التي توفرها االبتكارات الجديدة ولكن السؤال الرئيسي هو هل مشكلة القصور في القياس هي اليوم أسوأ مما كانت عليه في الماضي. ال يوجد أي دليل مقنع يشير إلى أن األمر كذلك بل 80 إن العثور على مثل هذا الدليل قد يكون مستحيال. وبصورة عامة يقول غوردون أنه سيكون من الصعب مجاراة اإلنجازات الناتجة عن االبتكارات السابقة على سبيل المثال ال يمكن أن تحدث التحسينات الكبيرة التي طرأت على سرعة السفر والعمر المتوقع واالتصاالت عن بعد إال مرة واحدة وأن التحسينات في المستقبل ستكون دون شك ثانوية بالمقارنة. وعلى نحو مماثل ثمة فرصة ضئيلة للغاية أن يزيد االبتكار من مشاركة القوى العاملة بل إن التحوالت الديموغرافية في االقتصادات المتقدمة تؤدي في الغالب إلى انخفاض معدل مشاركة هذه القوى. وإضافة إلى ذلك قد تكون إنتاجية النشاط االبتكاري في المستقبل موضع تساؤل. فقد أصبح دفع حدود المعرفة إلى أبعد من ذلك أمرا يتسم بالصعوبة المتزايدة نظرا لجني ثمار" أيسر األنشطة". ويبين الشكل 9.1 إضافة إلى اإلنفاق الحقيقي على أنشطة البحث والتطوير اتجاهات إيداع أول طلبات البراءة وقياس البراءات الذي يقترب بدرجة كبيرة من مفهوم االختراع الفريد من نوعه. وفيما عدا الصين شهدت معظم البلدان منذ منتصف العقد الماضي نموا متسارعا في اإلنفاق على أنشطة البحث والتطوير مقارنة بإيداع أول طلبات البراءة مما أدى إلى انخفاض عائدات أنشطة البحث والتطوير. وينبغي عدم المبالغة في تفسير هذه االتجاهات فقد تعكس اتجاهات طلبات البراءة التحوالت في استراتيجيات تسجيل البراءات. ومع ذلك على النقيض مما حدث في الثمانينات والنصف الثاني من التسعينات ال تشير اتجاهات تسجيل البراءات إلى حدوث 79 تحسن في إنتاجية أنشطة البحث والتطوير في التاريخ األحدث. 80. انظر ديلونغ )1998(. 78. انظر غوردون )2012(. 79. انظر فينك وآخرين )2015( لمناقشة أعمق في اتجاهات تسجيل البراءات على المدى الطويل. وقد توصلوا إلى أن التدويل على نطاق أوسع يمثل تحوال هاما في استراتيجيات تسجيل البراءات. 43

45 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي قائمة المراجع Aghion, P., Bloom, N., Blundell, R., Griffith, R., & Howitt, P. (2005). Competition and Innovation: An Inverted-U Relationship. Quarterly Journal of Economics, 120(2), Aghion, P. & Howitt, P. (1992). A Model of Growth Through Creative Destruction. Econometrica, 60(2), Arora, A., Athreye, S., & Huang, C. (2013). Innovation, Patenting and Licensing in the UK: Evidence from the SIPU Survey. Research commissioned by the UK Intellectual Property Office. Arrow, K.J. (1962). Economic Welfare and the Allocation of Resources for Invention. In R.R. Nelson (Ed.), The Rate and Direction of Inventive Activity: Economic and Social Factors (pp ). Princeton: Princeton University Press. Baumol, W.J. (1967). Macroeconomics of Unbalanced Growth: The Anatomy of Urban Crises. American Economic Review, 57(3), Baumol, W.J., Blackman, S.A.B., & Wolff, E.N. (1985). Unbalanced Growth Revisited: Asymptotic Stagnancy and New Evidence. American Economic Review, 75(4), Bairoch, P. & Goertz, G. (1986). Factors of Urbanisation in the Nineteenth Century Developed Countries: A Descriptive and Econometric Analysis. Urban Studies, 23(4), Bolt, J. & van Zanden, J.L. (2014). The Maddison Project: Collaborative Research on Historical National Accounts. The Economic History Review, 67(3), Bresnahan, T. & Trajtenberg, M. (1995). General Purpose Technologies: Engines of Growth? Journal of Econometrics, 65(1), Broadberry, S.N., Campbell, B., Klein, A., Overton, M., & van Leeuwen, B. (2011). British Economic Growth, School of Economics Discussion Paper No. 1203, University of Kent. Brynjolfsson, E. & McAffee, A. (2014). The Second Machine Age: Work, Progress, and Prosperity in a Time of Brilliant Technologies. New York, NY: W.W. Norton & Company. Caenegem, W.v. (2013). Employee Know-How, Non-compete Clauses and Job Mobility across Civil and Common Law Systems. International Journal of Comparative Labour Law and Industrial Relations, (29)2, Chen, S. & Ravallion, M. (2004). How Did the World s Poorest Fare since the Early 1980s? The World Bank s Research Observer, 19(2), Comin, D. & Mestieri, M. (2013). If Technology Has Arrived Everywhere, Why has Income Diverged? National Bureau of Economic Research Working Paper, No Corrado, C., Haskel, J., Jona-Lasinio, C. & Iommi, M. (2012). Intangible Capital and Growth in Advanced Economies: Measurement Methods and Comparative Results. Working Paper, available at www. intan-invest.net. Coyle, D. (2014). GDP: A Brief But Affectionate History. Princeton: Princeton University Press. Crafts, N. (2004). Steam as a General Purpose Technology: a Growth Accounting Perspective. The Economic Journal, 114(495), Crafts, N. & Mills, T.C. (2004). Was 19 th Century British Growth Steam-Powered? The Climacteric Revisited. Explorations in Economic History, 41(2), David, P. (1990). The Dynamo and the Computer: An Historical Perspective on the Modern Productivity Paradox. American Economic Review, AEA Papers and Proceedings, 80(2), DeLong, J.B. (1998). How Fast is Modern Economic Growth? Federal Reserve Bank of San Francisco Economic Letter, Eaton, J. & Kortum, S. (1994). International Patenting and Technology Diffusion. National Bureau of Economic Research Working Paper, No Fagerberg, J. & Godinho, M.M. (2004). Innovation and Catching-Up. In J. Fagerberg, D.C.Mowery, & R.R. Nelson (Eds.), The Oxford Handbook of Innovation (pp ). Oxford: Oxford University Press. Fernald, J. (2014). Productivity and Potential Output Before, During, and After the Great Recession. National Bureau of Economic Research Working Paper, No Fink, C., Khan, M. & Zhou, H. (2015). Exploring the Worldwide Patent Surge. Economics of Innovation and Technology, (forthcoming). Gans, J.S., Hsu, D.H. & Stern, S. (2008). The Impact of Uncertain Intellectual Property Rights on the Market for Ideas: Evidence from Patent Grant Delays. Management Science, 54 (5), Gilson, R. J. (1999). The Legal Infrastructure of High Technology Industrial Districts: Silicon Valley, Route 128, and Covenants not to Compete. New York University Law Review, 74(4), Glaeser, E.L. (2014). Secular joblessness. In C. Teulings & R. Baldwin (Eds.), Secular Stagnation: Facts, Causes and Cures (pp ). London: CEPR Press. Goodridge, P., Haskel, J. & Wallis, G. (2014). Estimating UK Investment in Intangible Assets and Intellectual Property Rights. Research commissioned by the UK Intellectual Property Office. Gordon, R.J. (2000). Does the New Economy Measure Up to the Great Inventions of the Past? Journal of Economic Perspectives, 14(4), Gordon, R.J. (2012). Is U.S. Economic Growth Over? Faltering Innovation Confronts the Six Headwinds. National Bureau of Economic Research Working Paper, No Graham, S.J.H., Merges, R.P., Samuelson, P., & Sichelman, T. (2009). Entrepreneurs and the Patent System. Berkeley Technology Law Journal, 24(4), Grossman, G.M. & Helpman, E. (1991). Innovation and Growth in the Global Economy. Cambridge: Massachusetts Institute of Technology Press. Hulten, C.R. (2003). Price Hedonics: A Critical Review. Economic Policy Review, 9(3), IMF. (2015). World Economic Outlook April Washington, DC: IMF. 44

46 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي Jorgenson, D.W. & Timmer, M.P. (2011). Structural Change in Advanced Nations: A New Set of Stylised Facts. Scandinavian Journal of Economics, 113(1), Kenny, C. (2011). Getting Better: Why Global Development Is Succeeding And How We Can Improve the World Even More. New York, NY: Basic Books. Keynes, J.M. (1931). Economic Possibilities for Our Grandchildren. In J.M. Keynes (Ed.), Essays in Persuasion (pp ). London: The MacMillan Press. Koo, R.C. (2014). Balance Sheet Recession Is the Reason for Secular Stagnation. In C. Teulings & R. Baldwin (Eds.), Secular Stagnation: Facts, Causes and Cures (pp ). London: CEPR Press. Kuznets, S. (1966). Modern Economic Growth: Rate, Structure, and Speed. New Haven, CT: Yale University Press. Landefeld, J.S. & Parker, R.P. (1997). BEA s Chain Index, Time Series, and Measures of Long-Term Economic Growth. Survey of Current Business, 77(5), Landefeld, J.S. & Grimm, B.T. (2000). A Note on the Impact of Hedonics and Computers on Real GDP. Survey of Current Business, 82(12), Lakner, C. & Milanovic, B. (2013). Global Income Distribution: from the Fall of the Berlin Wall to the Great Recession. World Bank Policy Research Working Paper, Lo, S. & Rogoff, K. (2015). Secular Stagnation, Debt Overhang and Other Rationales for Sluggish Growth, Six Years On. Bank for International Settlements Working Paper, No Maddison, A. (1997). Causal Influences on Productivity Performance : A Global Perspective. Journal of Productivity Analysis, 8(4), Maddison, A. (2001). The World Economy: A Millennial Perspective. Paris: Development Centre of the OECD. Mankiw, N.G., Romer, D. & Weil, D.N. (1992). A Contribution to the Empirics of Economic Growth. Quarterly Journal of Economics, 107(2), Marx, M., Strumsky, C., & Flemming, L. (2009). Mobility, Skills, and the Michigan Non-Compete Experiment. Management Science, 55(6), McGuckin, R.H. & Stiroh, K.J. (2001). Do Computers Make Output Harder to Measure? The Journal of Technology Transfer, 26(4), Mokyr, J. (2014). Secular Stagnation? Not in Your Life. In C. Teulings & R. Baldwin (Eds.), Secular Stagnation: Facts, Causes and Cures (pp ). London: CEPR Press. Nelson, R.R. & Pack, H. (1999). The Asian Miracle and Modern Growth Theory. The Economic Journal, 109(457), Nelson, R.R. & Winter, S.G. (1982). An Evolutionary Theory of Economic Change. Cambridge, MA: Harvard University Press. OECD. (2001). Measuring Productivity. Paris: OECD. OECD. (2013). OECD Science, Technology and Industry Scoreboard Paris: OECD. O Brien, P. (1977). The New Economic History of Railways. New York, NY: Routledge. Oliner, S.D. & Sichel, D.E. (2003). Information Technology and Productivity: Where Are We Now and Where Are We Going? Journal of Policy Modeling, 25(5), Pinkovskiy, M. (2013). World Welfare is Rising: Estimation Using Nonparametric Bounds on Welfare Measures. Journal of Public Economics, 97, Pinkovskiy, M. & Sala-i-Martin, X. (2009). Parametric Estimations of the World Distribution of Income. National Bureau of Economic Research Working Paper, No Pritchett, L. (1997). Divergence, Big Time. Journal of Economic Perspectives, 11(3), Romer, P.M. (1986). Increasing Returns and Long-Run Growth. Journal of Political Economy, 94(5), Romer, P.M. (1990). Endogenous Technological Change. Journal of Political Economy, 98(5), Roser, M. (2015). Life Expectancy. Published online at OurWorldInData. org. Retrieved September 22, 2015, from population-growth-vital-statistics/lifeexpectancy. Sala-i-Martin, X. (2006). The World Distribution of Income: Falling Poverty and Convergence, Period. Quarterly Journal of Economics, 121(2), Samuelson, P. (1978). The Canonical Classical Model of Political Economy. Journal of Economic Literature, 16(4), Schumpeter, J. (1939). Business Cycles: A Theoretical, Historical and Statistical Analysis of the Capitalist Process. New York, Toronto, London: McGraw-Hill Book Company. Smith, A. (1776). An Inquiry into the Nature and Causes of the Wealth of Nations. London: W. Strahan and T. Cadell. Solow, R. (1956). A Contribution to the Theory of Economic Growth. Quarterly Journal of Economics, 70(1), Solow, R. (1957). Technical Change and the Aggregate Production Function. Review of Economics and Statistics, 39(3), Stiroh, K.J. (2002). Information Technology and the U.S. Productivity Revival: What Do Industry Data Say? American Economic Review, 92(5), Summers, L.H. (2014). Reflections on the New Secular Stagnation Hypothesis. In C. Teulings & R. Baldwin (Eds.), Secular Stagnation: Facts, Causes and Cures (pp ). London: CEPR Press. Teulings, C. & Baldwin, R. (2014). Secular Stagnation: Facts, Causes and Cures. London: CEPR Press. Triplett, J.E. & Bosworth, B.P. (2003). Productivity Measurement Issues in Services Industries: Baumol s Disease Has Been Cured. Economic Policy Review, 9(3),

47 الفصل 1 نظرة داخل محرك النمو االقتصادي United Nations. (2009). System of National Accounts New York, NY: United Nations. US Bureau of the Census. (1975). Historical Statistics of the United States, Bicentennial Edition, Part 2. Washington, DC: US Bureau of the Census. Verspagen, B. (2004). Innovation and Economic Growth. In J. Fagerberg, D.C.Mowery, & R.R. Nelson (Eds.), The Oxford Handbook of Innovation (pp ), Oxford: Oxford University Press. Watson, C. (1993). Trends in World Urbanization. In K.B. Wildey & W.H. Robinson (Eds.), Proceedings of the First International Conference on Urban Pests. Cambridge, England. WIPO. (2011). World Intellectual Property Report 2011: The Changing Face of Innovation. Geneva: World Intellectual Property Organization. WIPO. (2013). World Intellectual Property Report 2013: Brands Reputation and Image in the Global Marketplace. Geneva: World Intellectual Property Organization. Young, A. (1995). The Tyranny of Numbers: Confronting the Statistical Realities of the East Asian Growth Experience. The Quarterly Journal of Economics, 110(3), Young, A. (2003). Gold into Base Metals: Productivity Growth in the People s Republic of China during the Reform Period. Journal of Political Economy, 111(6),

48

49 XXX XXX 48

50 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية أوضح الجزء األول من هذا التقرير أهمية االبتكار الخارق في استمرار النمو على المدى الطويل. وقد قرنت البحوث االقتصادية الحديثة كما ن وقش في الفصل األول هذه االبتكارات الخارقة بالتكنولوجيات ذات األغراض العامة أي التكنولوجيات التي لها طائفة متنوعة من االستخدامات وت طب ق في كثير من القطاعات. ومع ذلك لم يظهر أي توافق في اآلراء بشأن تحديد التكنولوجيات التي تندرج ضمن 1 التعاريف الرسمية المتباينة للتكنولوجيات ذات األغراض العامة. وعلى الرغم من هذا الغموض الذي يكتنف التعاريف فإن دراسة ابتكارات خارقة م حد دة وتأثيرها في النمو ت بش ر بنجاح كبير. فتنو ع الظروف التي تزدهر فيها االبتكارات وتباين طبيعة التكنولوجيا واختالف القنوات التي تؤثر التكنولوجيا الجديدة من خاللها في النشاط االقتصادي كثيرا ما يحول دون استخالص استنتاجات عامة بشأن سبب حدوث االبتكار وكيفية تحفيز االبتكار للنمو وتحديد السياسات التي تدعم النشاط االبتكاري على أفضل وجه. ولذلك فإن الجزء الثاني من التقرير يستعرض الروابط القائمة بين االبتكار والملكية الفكرية ومعد الت النمو بصورة ح س ي ة أكبر من خالل دراسات إفرادية البتكارات خارقة مختلفة. ويركز هذا الفصل بصفة خاصة على ثالثة ابتكارات تاريخية كبرى أال وهي الطائرات والمضادات الحيوية وأشباه الموصالت في حين أن الفصل الثالث يستعرض ثالثة ابتكارات لها مستقبل واعد. وت عر ض الدراسات اإلفرادية الثالث في القسم 2.1 )الطائرات( والقسم 2.2 )المضادات الحيوية( والقسم 2.3 )أشباه الموصالت( وتحذو بدقة حذو اإلطار المفاهيمي الم قد م في الفصل األول. وتنقسم كل دراسة إفرادية إلى ثالثة أجزاء. يصف الجزء األول األصل التاريخي لالبتكار وكيف تطو ر من االختراع إلى االستغالل التجاري على نطاق واسع وطرق تحويله للنشاط االقتصادي وإسهامه في النمو. وينظر الجزء الثاني في المنظومة التي ازدهر فيها االبتكار في حد د الجهات الفاعلة الرئيسية في االبتكار وكيف كان ترابطها وكيف حد دت السياسات العامة مسار االبتكار. ويدرس الجزء الثالث دور نظام الملكية الفكرية م ستفسرا على وجه الخصوص عن مدى مساعدة شتى حقوق الملكية الفكرية على تحقيق عوائد من االستثمار في البحث والتطوير وكيفية تسهيل تلك الحقوق ألسواق التكنولوجيا ونشر التكنولوجيات الجديدة. ويصف أيضا كيف تأقلم نظام الملكية الفكرية مع الطبيعة المتطورة للتكنولوجيا واحتياجات السوق. وأخيرا يسعى القسم 4.2 إلى استخالص بعض الدروس الرئيسية المستفادة من الحاالت التاريخية الثالث ومن ثم يضع أساسا لمقارنتها باالبتكارات الخارقة في أيامنا هذه التي يناقشها الفصل الثالث. ويعتبر اختيار الطائرات والمضادات الحيوية وأشباه الموصالت لت جرى لها دراسات إفرادية تاريخية اختيارا عشوائيا إلى حد ما. إال أنها ت ع د بال شك ابتكارات كبرى من حيث مساهماتها التكنولوجية وأثرها االقتصادي التحويلي على حد سواء. وت وص ف هذه االبتكارات في العديد من القوائم والتقارير األكاديمية بأنها من أهم ابتكارات القرن العشرين. 2 عالوة على أنها تعرض شتى السياقات التي يحدث فيها االبتكار وتتقاطع مع مختلف مجاالت التكنولوجيا. وباختصار ت عتب ر الطائرة منتجا مصنوعا من مجموعة متنوعة من التكنولوجيات الهندسية وتمثل المضادات الحيوية فئة من المنتجات التي انبثقت عن مجموعة محدودة من االكتشافات العلمية وت ع د أشباه الموصالت التكنولوجيا األساسية التي يقوم عليها العديد من منتجات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت. 1. لالطالع على مناقشة أ جريت مؤخرا بشأن ذلك انظر (2014) Solomou.Ristuccia and 2. انظر على سبيل المثال قائمة مشهورة وضعتها مجلة األطلسي Atlantic( )The وتضم أفضل االبتكارات. archive/2013/11/innovations-list/

51 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية 1.2 الطائرات "اختراع طائرة شيء ال ي ذك ر. وتصنيعها شيء ي ذك ر. أما الطيران فهو أهم ما ي ذك ر". أوتو ليلينتال رائد الطيران األلماني حل قت الطائرة في بداية القرن العشرين في تحد صريح لتنبؤات القرن التاسع عشر التي تقول إن "تحليق اآلالت الطائرة األثقل من الهواء أمر مستحيل". 3 وبحلول نهاية القرن العشرين أصبح السفر جوا تجربة شائعة نسبيا وكان النقل الجوي قد أحدث ثورة في التجارة العالمية. ونتيجة لذلك أصبح العالم مكانا أصغر. وتت سم قصة ابتكار الطائرة بشد ة ثرائها بدءا من المخترعين األبطال الذي ضح وا بحياتهم في سبيل تحقيق المجد وصوال إلى مآثر الهندسة الرائعة التي انتهجت سياسة التجربة والخطأ واسترشدت بأحدث 4 ما توص ل إليه فكر العلماء تطوير الطائرة التجارية ومساهمتها االقتصادية في مطلع القرن العشرين استحدث المخترعان األمريكيان "أورڤل رايت" و "و ل بر رايت" ا ن ف تال الجناح وهيكل دف ة الطائرة اللذين من شأنهما أن يوف را استقرار الطائرة الجانبي وأودعا طلبا للحصول على براءة أمريكية لهذا االختراع في 23 مارس وقد ثبت أن االستقرار الجانبي الذي نتج عن الجمع بين الجناح والد ف ة كان خطوة خارقة مهمة في السنوات األولي لتطوير الطائرة فقد جعل طائرة األخوين رايت المسماة "فالير" ترتفع من سطح مستو وتحل ق لمدة 59 ثانية قطعت خاللها مسافة 260 مترا. ولعل طائرة 6 األخوين رايت كانت أول آلة أثقل من الهواء تنجح في التحليق. وبحلول عام 1905 كانا يستطيعان بسهولة توجيه الطائرة "فالير 3" وهي نسخة م حس نة تحس نا كبيرا من طائرتهما األولى لتدور وتغي ر اتجاهها واستطاعت الطائرة أن تحل ق ألكثر من 30 دقيقة 7 في كل مرة. وفي الوقت الذي أعلن فيه و ل بر رايت للناس عن الطائرة "فالير 3" في عام 1908 كان هناك العديد من النماذج الم ناف سة. فكان ألبرتو سانتوس-دومونت )1906( البرازيلي والفرنسيون غابرييل فويسن )1907( وهنري فارمان )1909( ولويس باليريو )1909( من بين الكثيرين الذين قد موا طائرات ناجحة ذات درجات متفاوتة 8 من حيث السرعة والمدى والموثوقية الهيكلية. ولكن التصاميم األولى للطائرات مثل تصميم األخوين رايت لم تكن صالحة لنقل الركاب على اإلطالق. فقد كانت عبارة عن مركبات صغيرة ذات م ح ر ك كب اسي واحد يعمل بالنفط الخام وتتراوح قوته من 25 إلى 100 حصان. وكانت سرعتها التشغيلية تبلغ 40 ميال في الساعة تقريبا وكانت أقصى مدة للرحلة تتراوح من ساعتين إلى 9 ثالث ساعات وكانت تستطيع أن تحمل شخصين فقط. وبعد مرور نحو عشر سنوات على اختراع األخوين رايت أصبحت الطائرة ت عتبر وسيلة نقل بديلة قابلة لالستخدام. تطبيق المعرفة العلمية على الطيران استطاع األخوان رايت ومعاصروهم أن يحل قوا دون معرفة األسس العلمية التي تفس ر قدرتهم على القيام بذلك. وحدثت الخطوة الخارقة الثانية في تطوير الطائرة حينما قد م العلم تفسيرا إلمكانية تحليق اآلالت األثقل من الهواء في الجو. وعلى وجه الخصوص أوضح التقدم الذي شهدته الرياضيات والفيزياء كيفية دوران الهواء حول سطح انس ياب هوائي راف ع وقد م العامل الحاسم في تفسير وتقدير كيفية تأثير الهواء في رفع الطائرة 10 ومقاومتها للهواء. 3. يرجع تاريخ هذا النص الم قتب س إلى عام 1895 وي نس ب إلى عالم الرياضيات والفيزياء األسكتلندي ويليام طومسون لورد كلفن. 4. هذا القسم مستمد من (2015) Mowery و( 2015 ).Budrass 5. أ ود عت البراءة األمريكية رقم المعروفة باسم "البراءة رقم 393" في 23 مارس 1903 وم نحت في 22 مايو كانت الطائرة خالل السنوات األولى للطيران أحد عدة بدائل ممكنة للتحليق في الجو فكان هناك خيار آخر ملحوظ هو المنطاد وهو طائرة أخف من الهواء ويمكن السيطرة عليها وتعمل بماكينة أيضا. Gibbs-Smith (2003) في عام 1906 كانت طائرة ألبرتو سانتوس-دومونت المسماة "14-bis" أول طائرة يعتمدها نادي الطيران الفرنسي واتحاد الطيران الدولي بوصفها آلة طائرة أثقل من الهواء تعمل بمحرك. وأدى التعاون بين هنري فارمان وغابرييل فويسن إلى اختراع الطائرة فويسن-فرمان التي حصلت على جائزة من نادي الطيران الفرنسي في عام 1907 عن كونها أول آلة طائرة تحل ق على ارتفاع 150 مترا لمسافة 771 مترا. Brooks (1967) وضع كل من ويلهلم كوتا وكان عالم رياضيات في جامعة ميونيخ ونيكوالي جوكوفسكي وكان عالما روسيا في الديناميكا الهوائي ة نفس النظرية الخاصة بالدوران حول سطح انسياب رافع كل منهما بمعزل عن اآلخر وذلك بين عامي 1902 و 1911 بالنسبة لكوتا وبين عامي 1902 و 1909 بالنسبة لجوكوفسكي. وفي عام 1904 نشر لودفيغ برانتل وكان فيزيائيا في جامعة غوتنغن تفسيرا ألصل الدو امات في السوائل المتحركة. 50

52 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وطب ق هوغو يونكرز وهو أستاذ ألماني في علم الديناميكا الحرارية هذه النظرية واخترع الجناح الكابولي السميك الذي أودع له براءة اختراع في مكتب البراءات األلماني في عام 1910 وفي المكتب 11 األمريكي للبراءات والعالمات التجارية )USPTO( في عام وعلى نقيض األجنحة الرفيعة في تصميمات الطائرات السابقة التي كانت مدعومة بدعامات وأسالك تكتيف عز ز سطح االنس ياب الراف ع السميك هيكل الطائرة من خالل بنية جناحي الطائرة وجسمها. ولزيادة تحسين بنية هيكل الطائرة استعاض يونكرز عن المواد الشائعة االستخدام المصنوعة من الخشب الرقائقي والقماش وخشب الت ن وب بسبيكة الديورالومين وهي سبيكة ألمونيوم شديدة المتانة. وقد م أول طائرة مصنوعة بالكامل من المعادن في عام 1915 ولكن قيل إنها كانت غير عملية. 12 وواصل يونكرز تطوير هذا التصميم وقد م في عام 1917 أول طائرة عسكرية مصنوعة بالكامل من المعادن أال وهي الطائرة 9-/7-J. وبناء على هذا التصميم العسكري قد م يونكرز في عام 1919 أول طائرة ركاب صغيرة مصنوعة بالكامل من المعادن أال وهي الطائرة 13-F. ساعد فهم نظرية الديناميكا الهوائية وتطبيقها في تصميم الطائرات على تحسين هيكل الطائرة وأدائها. وفيما يلي بعض التحسينات العديدة )انظر أيضا الجدول 2.1(: تصميم جناح طائرة ذي عارضة أساسية واحدة وإنشاء م ج ه د الغ شاء مما يؤدي إلى وضع وزن الطائرة اإلنشائي على جناحيها و"غشاء" جسمها )1918 Rohrbach, Adolf وحس نه Herbert 1925, Wagner ( إضافة ق ال بات األجنحة لتجنب االنهيار في الجو )اخترعها األلماني غوستاف الشمان وشركة هاندلي بيج البريطانية كل على حدة في عام 1923 تقريبا ( شكل انسيابي مثالي للطائرة من شأنه أن ي حس ن رفع الطائرة وي قل ل مقاومة الهواء )1927 Jones, Bennett ( Melvill إدخال جهاز هبوط وإقالع قابل للطي وأصبح ذلك ممكنا عن طريق تقليل الروافد والعوارض األساسية في جناح الطائرة واعتماد إنشاء م ج ه د الغ شاء محر ك نصف ق طري م غطى مما سمح بتبريد المحرك مع الحفاظ على هيكل الطائرة )ف رد وايك في اللجنة الوطنية االستشارية للمالحة الجوية بناء على اقتراح قدمه إتش سي إتش تونيند في عام 1928(. وبحلول ثالثينيات القرن العشرين كان معظم التصميمات لطائرات أحادية السطح مصنوعة بالكامل من المعادن وتتضم ن االبتكارات اإلضافية المذكورة آنفا. وزادت المساحة الداخلية الستيعاب الركاب والبضائع والمحركات والخزانات واألجهزة بفضل زيادة استقرار الطائرة الناتج عما حدث من تغييرات في سمك الجناح وصنع الطائرات بالكامل من المعادن واإلنشاء الم ج ه د الغ شاء لهيكل الطائرة. وتجس دت هذه التغييرات في صنع طائرات من طراز بوينج 247 ومن دوغالس دي سي 1 - إلى دوغالس دي سي 3 - وطائرة لوكهيد لنقل الركاب. واألهم من ذلك هو أن هذه الطائرات كانت أمتن وأجدر بالثقة من سابقاتها. وكانت الخطوة المهمة التالية في تطوير الطائرات هي استخدام المحركات النف اثة. وقد ولدت فكرة استخدام المحر ك النف اث في أوائل القرن العشرين لكنها لم تصبح قابلة للتطبيق العملي إال مع التطور التدريجي لنظريات الديناميكا الهوائية وتطبيقها على تصميم هيكل الطائرة. ولم تكن هناك حاجة م لح ة إلى المحر ك النف اث في البداية ألن المحر كات التي تعمل بالمكابس قد مت للطائرة في أثناء خدمتها مستوى من األداء عاليا بما فيه الكفاية. عالوة على أن إدخال مزيد من التحسين على المحر ك النف اث مثل تصميم توربينات وضاغطات فائقة السرعة للمحركات الت ربينية النف اثة وتطوير أجنحة م ر ت د ة كان أمرا ضروريا لتمكين الكفاءات التشغيلية الالزمة من إدراج تكنولوجيا المحركات النف اثة في الطائرة. ثالثا كان هناك تطو ران جديدان دفعا بالمحر ك النف اث إلى الطائرات التجارية هما الحاجة إلى زيادة الحمولة الكلية من الركاب واستحداث تصاميم جديدة لهيكل الطائرة من شأنها أن تستوعب محر كات نف اثة متعد دة. ولم تظهر أول طائرة تجارية تعمل بمحرك نف اث إال في عام 1952 وهي الطائرة دي هافيالند كوميت. وبحلول أوائل سبعينيات القرن العشرين ظهرت الطائرات التجارية العريضة الهيكل مثل بوينج 747 وماكدونيل دوغالس دي سي- 10 ولوكهيد إل وأبدت هذه الطائرات تحسينات هائلة في األداء ال سيما الزيادات الكبيرة في عدد الركاب والكفاءة التشغيلية غير المسبوقة من محركاتها التوربينية المروحية. 11. أ ود عت البراءة DE في 1 فبراير 1910 في مكتب البراءات األلماني في حين أن البراءة األمريكية رقم أ ود عت في 26 يناير 1911 في المكتب األمريكي للبراءات والعالمات التجارية. 12. زعمت السلطات األلمانية أن الطائرة 1-J كانت ثقيلة جدا )2003.)Gibbs-Smith, 51

53 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية العام الجدول 1.2: ن خبة من الشخصيات المهمة في مجال الطيران من 1850 إلى 1935 رو اد الطيران* 1866 سبعينيات القرن التاسع عشر تسعينيات القرن التاسع عشر تسعينيات القرن التاسع عشر المخترع/ الم جر ب فرانسيس وينهام ألفونس بينو أوتو ليلينتال لورانس هارغريفز كليمان آدر أورڤل وو ل بر رايت البلد بريطانيا العظمى فرنسا ألمانيا نظريات الديناميكا الهوائية وتطبيقها على بناء هيكل الطائرة تطور المحر ك النف اث لودفيغ برانتل هوغو يونكرز تيودور فون كارمان أرماند ديبردوسين أدولف رورباك هربرت فاغنر بينيت م. جونز إتش سي إتش تونيند ماكسيم غيوم فرانك ويتل إرنست هنكل هانز ج. ب. فون أوهين أستراليا فرنسا الواليات المتحدة ألمانيا ألمانيا هنغاريا بلجيكا ألمانيا ألمانيا الواليات المتحدة األمريكية بريطانيا العظمى فرنسا بريطانيا العظمى ألمانيا ألمانيا * تواريخ اختراعات المخترعين أو المجر بين الرو اد تقريبية. الوصف قد م فكرة استخدام أجنحة م تراكبة في آلة طائرة وحصل على براءة اختراع في عام وأوضح أهمية الطائرة المتعد دة األجنحة ذات الن سبة الباع ي ة الكبيرة في بحثه الم عنون "التن ق ل الجوي" الذي ن شر في عام ويعتبر هذا التصميم أساس الطائرات الثنائية الجناح والطائرات الثالثية الجناح والطائرات المتعد دة األجنحة. أول م ن وضع نموذج طائرة ثابتة الجناحين وكانت مستقرة نسبيا أال وهو نموذج طائرة تعمل بالسيور المطاطية الملتوية ولها جناحان ودف ة مائلة. كما صم م طائرة كاملة مزودة بنظام تحكم. أجرى وسج ل تجارب ميدانية باستخدام طائرات شراعية. وما قام به من تجارب الطيران الشراعي شج ع كثيرين على الطيران. استحدث تصميما مربعا يشبه الطائرة الورقية أدى إلى زيادة استقرار الطائرة. وفي عام 1893 عرض نتائج بحثه في المؤتمر الدولي للمالحة الجوية الذي ع قد في مدينة شيكاغو بالواليات المتحدة. أقلع من غير مساعدة بطائرة تعمل بالطاقة البخارية تسمى إييول )Éole( في آرمانڤ ل ييه وحل ق في الجو لمسافة 50 مترا تقريبا. وكانت أول رحلة ت قل ع دون مساعدة ولكن الطائرة كانت خارج السيطرة في الجو. استحدثا ا ن ف تال الجناح وهيكل دف ة لتوفير االستقرار الجانبي للطائرة. وأودعا طلبا للحصول على براءة اختراع في عام 1903 وم نحت براءة االختراع في عام وضع نظرية توضح كيفية تكو ن الدو امات في السوائل المتحركة. وشكلت هذه النظرية إلى جانب نظرية كوتا وجوكوفسكي أساس إحدى نظريات الديناميكا الهوائية لسطح االنسياب الهوائي الراف ع في عام ونق حها فيما بعد زمياله ألبرت بيتز وماكس مونك. تقد م للحصول على براءة عن "تصميم هيكلي ألسطح االنسياب الهوائي الرافع" في عام صاحب نظرية شارع الدو امات التي فسرت سبب انفصال تيار هواء عن سطح االنسياب الهوائي الرافع عند زاوية هبوب كبيرة. وأوضح سبب احتمال انهيار الطائرات. حصل على براءة اختراع عن المحاولة األولى لتصميم جسم طائرة وحيد الغالف أو أحادي القشرة. استحدث اإلنشاء الم ج هد الغ شاء في تصميمه لطائرة ركاب رباعية المحركات أال وهي الطائرة 4.E.20/Staaken هو زميل أدولف رورباك وقد وضع إطارا نظريا بشأن مجاالت الش د الق طري لحساب تصميم م ج ه د الغ شاء. وأد ى بحثه إلى تحسين خصائص األغشية المجهدة في جسم الطائرة وجناحيها إلى أقصى حد ممكن. وضع تصو را للشكل االنسيابي األمثل للطائرة الذي يضع وزن الطائرة على هيكلها بدال من وضعه على جناحيها فقط. وأدى الشكل األمثل لجسم الطائرة من حيث الديناميكية الهوائية إلى تقليل كل من مقاومة الهواء للطائرة واستهالكها للوقود. وهذه الفكرة مهدت الطريق لوجود طيران مدني م رب ح. اقترح وضع حلقة حول محرك نصف ق طري من أجل تجنب حدوث اضطراب من االسطوانات. حصل على أول براءة ت من ح لمحر ك نف اث يستخدم ش ح ان ت ربيني. أودع براءة بشأن نموذج أولي مبكر لنفاثة ت ربينية ولم ت جد د البراءة في عام 1935 بسبب االفتقار إلى التمويل. قد م طائرة م حس نة من حيث الديناميكية الهوائية أال وهي الطائرة إتش إي 70. اشترك في تصميم محرك طائرة وقدم أيضا دعما ماليا لعمل فون أوهين بشأن المحر ك النف اث. تقد م بطلب للحصول على براءة اختراع عن تصميم محركه النف اث. وكانت أول طائرة بمحر ك نف اث قابلة للتشغيل. المصدر: (2000) Crouch و( 2003 ) Gibbs-Smith و( 2003 ) Heilbron و( 2013 ) Meyer و( 2015 ) Budrass و( 2015 ).Mowery زيادة االعتماد على النقل الجوي ساعدت التحسينات التي شهدتها موثوقية الطائرة ومتانتها على جعل النقل الجوي إحدى وسائل النقل القابلة لالستخدام منافسا وسائل النقل السطحي مثل السكك الحديدية والنقل البحري. وقل ل الوقت الالزم للسفر لمسافات طويلة. وبحلول عام 1930 كان الركاب يستطيعون التنق ل بين المدن األوروبية مثل برلين ولندن وباريس وفيينا والعودة في اليوم نفسه مما جعل من السفر الجوي منافسا قويا للنقل بالسكك الحديدية. وإضافة إلى ذلك أدى استحداث المحرك النف اث وزيادة عدد الركاب الذين تستطيع الطائرة حملهم إلى حدوث انخفاض كبير في تكاليف تشغيل الطائرات. وأدى هذا بدوره إلى ظهور درجة "السفر االقتصادي" في عام 1958 وأتاح إمكانية السفر جوا لنسبة أكبر من السكان. وفي العام نفسه الذي ظهرت فيه الدرجة االقتصادية انخفض عدد المسافرين بحرا عبر شمال المحيط األطلسي انخفاضا كبيرا. 13 ويبين الجدول 2.2 التحسينات التي شهدها أداء الطائرة وعدد الركاب على مر الزمن حسب طراز الطائرة. كما ساهم انخفاض التكاليف أيضا في زيادة نسبة البضائع التي ت نق ل عن طريق الجو فقد انخفض متوسط اإليرادات لكل طن كيلومتر من البضائع المنقولة بنسبة 92 في المائة بين عامي و منظمة الطيران المدني الدولي )1960(. 13. Hummels (2007)

54 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الجدول 2.2: زيادة أداء الطائرة وسعتها التحميلية من الرك اب من 1936 إلى 1974 نوع الطائرة محرك مكبسي دوغالس دي سي- 3 دوغالس دي سي- 4 بوينغ ستراتوكروزر دوغالس دي سي 6 - بي لوكهيد إل سوبر كونستليشن دوغالس دي سي- 7 محرك تربيني مروحي فيكرز فيكونت 700 بريستول بريتانيا 300 لوكهيد الكترا محرك تربيني نف اث سنة دخولها الخدمة عدد الركاب متوسط سرعة الطيران المطرد )ميل في الساعة( اإلنتاجية في الساعة )السعة/ عدد األطنان لكل ميل في الساعة( الكمية المصنوعة 13,500 2, *208 *87 1, ,000 2,300 1,950 2,800 2,700 1,200 4,300 3,200 10, * بوينغ 707 دوغالس دي سي- 8 سود أفياسيون كارافيل 9,500 3,000 30, بوينغ 747 إيرباص إيه 300 بي * يشير ذلك إلى الطرازات المبكرة فقط المصدر: (2003).Staniland 6,000 5,000 4,000 3,000 2,000 وأخيرا ساعد السفر الجوي على ربط المناطق النائية بالمناطق الحضرية. وبحلول ثالثينيات القرن العشرين كانت شركات الطيران الصغيرة التي يديرها القطاع الخاص تخدم الرحالت الجوية الكندية بين الشمال والجنوب. وكانت هناك رحالت جوية منتظمة من الواليات المتحدة وفرنسا وألمانيا إلى مدن أمريكا الوسطى والجنوبية. وكان هناك ركاب من خارج أوروبا والواليات المتحدة يعتمدون بشكل متزايد على الطائرات بوصفها وسيلة نقل قابلة لالستخدام )انظر الشكل 1.2(. وتأسست في عشرينيات القرن العشرين كثير من شركات النقل الجوي الوطنية األوروبية وقام بعضها بربط المدن األوروبية بمستعمراتها في أجزاء من آسيا والشرق األوسط وأمريكا 15 الالتينية وأوقيانوسيا. الشكل 1.2: زاد عدد الركاب الذين يستخدمون النقل الجوي في أمريكا الالتينية وآسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا زيادة كبيرة بين عامي 1940 و 1961 عدد األميال التي قطعها الركاب بالماليين ا مريكا اللاتينية ا وقيانوسيا ا سيا ا فريقيا 1, المصدر: (1964).Davies Brooks (1967)

55 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وبحلول منتصف سبعينيات القرن العشرين كانت هناك بلدان من خارج أوروبا والواليات المتحدة تشتري أيضا طائرات لشركات الطيران الوطنية الخاصة بها )انظر الشكل 2.2 أدناه(. الشكل 2.2: مقارنة لحصة مبيعات طائرة بوينغ )بما في ذلك ماكدونيل دوغالس( حسب المنطقة عام 1968 مقابل عام 1978 Total Boeing deliveries, 1968 ا مريكا الشمالية ا وروبا ا مريكا اللاتينية والكاريبي ا سيا الشرق الا وسط ا وقيانوسيا ا فريقيا ا مريكا الشمالية 73% أداء دور مهم في النمو االقتصادي كان للطائرة تأثير كبير على النمو االقتصادي منذ ظهورها. أوال : أسهمت إسهاما مهما في النمو االقتصادي االستثمارات الرأسمالية الكبيرة الالزمة إلنشاء شركة طيران وطنية وإقامة البنية التحتية الالزمة لدعم السفر الجوي مثل مجم عات المطارات ومدارج الطائرات ومراقبة الحركة الجوية واألنشطة الخدمية ذات الصلة. فقد كشفت دراسة أ جريت في عام 2006 ونشرتها منظمة الطيران المدني الدولي عن أن الطيران المدني أسهم بشكل مباشر في االقتصاد العالمي في عام 1998 بمبلغ 370 مليار دوالر أمريكي وبتوفير ما يقرب من ستة ماليين وظيفة. 16 وذكرت دراسة أخرى أن صناعة النقل الجوي وف رت ما يتراوح من 11.3 مليار دوالر أمريكي إلى 410 مليار دوالر أمريكي من الناتج المحلي اإلجمالي في مناطق 17 مختلفة في عام وإضافة إلى ذلك ي حدث هذا االستثمار تأثيرا مضاعفا فهو يؤدي إلى كثير من األنشطة االقتصادية األخرى التي تتعلق بالنمو. وقد جاء في التقرير نفسه الصادر عن منظمة الطيران المدني الدولي أنه "في االقتصاد العالمي كل 100 دوالر تنتج عن النقل الجوي وكل 100 فرصة عمل يوفرها النقل الجوي تؤديان إلى وجود طلب إضافي 18 لما يقرب من 325 دوالرا و 610 فرص عمل في صناعات أخرى". ا وروبا 17% 2% 1% 3% 1% 3% Total Boeing deliveries, 1978 ا مريكا الشمالية ا وروبا ا مريكا اللاتينية والكاريبي ا سيا الشرق الا وسط ثانيا : أدى وجود سفر جوي موثوق به مع ق ص ر وقت السفر وانخفاض تكاليفه إلى تسهيل العولمة. فيمكن نقل األشخاص والبضائع كليهما لمسافات أطول في وقت أقل مما يسه ل حركة كل من السلع والخدمات عبر الحدود. وبين عامي 1951 و 2004 بلغ متوسط زيادة البضائع المنقولة جوا 11.7% مقابل معدل نمو يبلغ 4.4 في المائة في الشحن البحري. 19 وإضافة إلى ذلك 20 ازدهرت السياحة. ا سيا 9% 6% 2% 5% 5% ا وروبا 17% ا وقيانوسيا ا فريقيا ا مريكا الشمالية 56% وزيادة االعتماد على النقل الجوي قد أسهمت بدورها في إعادة تنظيم سلسلة إمدادات التصنيع وأد ت إلى إيجاد نماذج تجارية جديدة وكلها تستغل المزايا المقارنة النسبية للبلدان. المصدر: (2015).Boeing 16. منظمة الطيران المدني الدولي )2006( مليار دوالر أمريكي )أفريقيا( و 148 مليار دوالر أمريكي )آسيا والمحيط الهادئ( و 274 مليار دوالر أمريكي )أوروبا( و 20.6 مليار دوالر أمريكي )أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي( و 16.1 مليار دوالر أمريكي )الشرق األوسط( و 410 مليار دوالر أمريكي )الواليات المتحدة( )مجموعة عمل النقل الجوي.))ATAG( وتوجد تقديرات أحدث لعام 2014 على موقع مجموعة عمل النقل الجوي. 18. منظمة الطيران المدني الدولي )2006(. Hummels (2007) سافر 40 في المائة من السياح عن طريق الجو في عام

56 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية منظومة ابتكار الطائرات إن تطو ر الطيران بدءا من إنجاز األخوين رايت الخارق المتمثل في التحليق الم و ج ه دون مساعدة لمدة 56 ثانية باستخدام م حرك آلي في عام 1903 وصوال إلى النقل الجوي الموثوق به لمسافات طويلة في سبعينيات القرن العشرين نتيجة ناجمة عن كثير من االبتكارات والتحسينات التراكمية من مجاالت تكنولوجية مختلفة. وكانت هذه االبتكارات نتيجة للتفاعالت التي حدثت بين كثير من عناصر منظومة ابتكار الطائرات التي تشمل دور المخترع والمؤسسات األكاديمية والحكومات والبيئة االقتصادية التي حدث فيها االبتكار. وهناك ثالثة عوامل بارزة أثرت في ديناميكيات ابتكار الطائرات. أوال حدث تحو ل ملحوظ في التفاعل بين المخترعين منذ أن كانت محاوالت الطيران ال تزال في مرحلة التجارب إلى أن ظهرت في أواخر العقد األول من القرن العشرين صناعة م كر سة لإلنتاج التجاري لهياكل الطائرات والمحركات وبيعها من أجل االستخدام المدني والعسكري. ففي المرحلة التجريبية كان المخترعون يتشاركون ويتعاونون ولكن هذا التعاون تضاءل حينما بدأت تتشكل صناعة الطائرات. ثانيا ازداد تعق د ابتكار الطائرات مع ارتقاء التقدم في مجال الطيران من التطبيق التجريبي المحض للهندسة الميكانيكية األساسية إلى االعتماد الكبير على المعرفة العلمية لدوران الهواء وارتقائه أخيرا إلى تحقيق األداء األمثل للطائرات في الوقت الحالي من خالل دمج أنظمة فرعية معقدة ي طب ق فيها علم اإللكتروني ات وعلم حركة السوائل وتكنولوجيا المواد. وفي كل مرحلة من مراحل تطور الطيران كان يلزم اكتساب مهارات وخبرات مختلفة لتقديم منتج ناجح. وإضافة إلى ذلك مع اندماج المزيد والمزيد من األنظمة في نماذج الطائرات األحدث أصبح االستثمار المطلوب في االبتكار أعلى تكلفة وأصبح النشاط مرتبطا بدرجة أعلى من عدم اليقين. وعلى وجه الخصوص كان نجاح أي منتج طائرة جديدة يعتمد على االستفادة المثلى من التصميم لدمج أنظمة معقدة ولكن غالبا ما يصعب التنبؤ بالكيفية التي ستتفاعل بها هذه األنظمة. ثالثا زاد اهتمام الحكومات بتطوير الطائرات ألن التقد م في مجال الطيران بدأ ي ظه ر آفاقا واعدة الستخدام الطائرات ال سيما ألغراض الدفاع الوطني. وعلى مدار هذه الديناميكيات المتغيرة في منظومة ابتكار الطائرات هناك عنصر واحد يبدو أنه ظل ثابتا من عام 1900 إلى عام 1970: وهو أن األنشطة االبتكارية الرئيسية في مجال الطيران كانت م رك زة جغرافيا في الواليات المتحدة وأوروبا ال سيما فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإن كانت بمستويات مختلفة من األهمية بين هذه الدول على مر الزمن. واالتجاهات العالمية إليداع البراءات خالل تلك الفترة ت ثبت هذا األمر. ويرسم الشكل 3.2 خطا بيانيا لإليداعات األولى للبراءات المتعلقة بالطيران حسب مقر إقامة الم ود ع األول بين عامي 1900 و وقد بلغت إيداعات البراءات العالمية ذروتين بارزتين في عام 1910 وعام ومن الصعب تحديد األسباب الدقيقة لهاتين الزيادتين في اإليداعات. إال أن التاريخ األول يتطابق مع الفترة من 1905 إلى 1910 حينما كانت التصميمات الجديدة للطائرات ت قد م وت عر ض في معارض في جميع أنحاء أوروبا في حين أن التاريخ الثاني يتزامن مع استحداث تصاميم موثوق بها لطائرات الركاب مثل طائرة 21 دوغالس دي سي أوضحنا آنفا أن تصاميم الطائرات خالل ثالثينيات القرن العشرين تضم نت كثيرا من االبتكارات التراكمية التي أدت إلى زيادة أداء الطائرات وموثوقيتها. 55

57 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الشكل 3.2: كانت إيداعات البراءات المتعلقة بالطيران في الفترة من 1900 إلى 1970 تميل إلى التمركز في الواليات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة اإليداعات األولى للبراءات حسب المنشأ من 1900 إلى 2011 أول طائرة بمحرك مروحي نفاث أول طائرة تجارية نهاية الحرب العالمية الثانية اندالع الحرب العالمية الثانية كاثرة هيندنبرغ الكساد الكبير ليندبرغ يعبر األطلسي نهاية الحرب العالمية األولى إنشاء مجموعة براءات MAA اندالع الحرب العالمية األولى أول طائرة بمحرك نف اث شركة رايت شورت برادرز سانتوس دومون 14 )ثانيا( طائرة رايت فالير أول منطاد زيبيلن دوغالس DC-3 أخرى ألمانيا السنة المملكة المتحدة المصدر: الويبو بناء على قاعدة بيانات المكتب األوربي للبراءات )PATSTAT( )انظر المالحظات التقنية(. فرنسا الواليات المتحدة األمريكية الديناميكية المتغيرة للتعاون في السنوات األولى للطيران من عام 1890 إلى عام 1905 تقريبا كان لألفراد وليس الحكومات أو المؤسسات دور حاسم في دفع عجلة االبتكار في هذا المجال. وكان هؤالء المخترعون من الهواة والمتحم سين للتحليق في الجو الذين كان دافعهم األساسي هو الفضول وكان بعضهم يسعى أيضا إلى الشهرة ولكن لم يتوقع أحد منهم على األقل في البداية تحقيق أي مكاسب مالية. وفي الواقع كان كثيرون منهم أغنياء نسبيا جمعوا ماال في مجاالت أخرى قبل البدء في تجاربهم مع الطيران. وفي هذه المرحلة المبكرة كان بإمكان المنخرطين حديثا أن يشاركوا بسهولة في مجتمع الطيران. وكان من أسباب ذلك أن التطورات المحرزة في مجال الطيران كانت ميكانيكية في أغلبها وكان من الممكن تقليدها بسهولة. فكان بإمكان المخترع أن يتعلم من التجارب السابقة وي دخل تغييرا طفيفا على تصميمه للطائرة ثم يختبرها. وعالوة على ذلك كان أعضاء مجتمع الطيران يتشاركون علنا أحدث التطورات التقنية والدراية العملية مما كان يسمح للم جر بين باالستفادة من القاعدة المعرفية القائمة. 22 وكانت توجد نواد وجمعيات معنية "بالمالحة الجوية" ومقصورة على األعضاء في برلين ولندن وباريس. ون ظ مت معارض ومؤتمرات لعرض أحدث التطورات في المالحة الجوية كان أولها معرض أقامته جمعية بريطانيا العظمى للمالحة الجوية في عام 1868 في كريستال باالس في لندن. وبحلول عام 1909 كان هناك 21 مجلة دورية معنية بالطيران تنشر أحدث المعلومات المتعلقة بالطيران. وكانت أهم تلك المجالت هي المجلة التي كان يصدرها الفرنسي أوكتاف تشانوت. وفي عام 1894 جمع تشانوت جميع التجارب المتعلقة بالطيران ونتائجها ونش ر ها في كتاب له بعنوان "التقدم الم حر ز في اآلالت الطائرة" مما جعل هذه المعرفة في متناول عامة الناس. وكان أوكتاف تشانوت أيضا هو حلقة الوصل بين المخترعين فكان يتبادل معهم الرسائل ويقد م لهم أفكاره. وفي بعض األحيان مو ل تشانوت بعض المخترعين الذين مر وا بضائقة مالية لمساعدتهم 23 على مواصلة عملهم التجريبي. Meyer (2013).. 22 ساعد من بين أمور أخرى على تمويل تجارب 23. لويس مويالرد مع الطائرات الشراعية. 56

58 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وقبل أن يبتكر األخوان رايت تصميم األجنحة المنفتلة تبادال الرسائل مع هذا المجتمع الذي كان يضم المولعين بالطيران وشاركا فيه. وكان الدعم الحكومي خالل هذه الفترة أقل ما يكون. وما إن بدأ حلم اآللة الطائرة يصبح حقيقة واقعة حتى تضاءل الطابع التعاوني لالبتكار في مجال الطيران. 24 وكانت البداية بإخفاء األخوين رايت الختراعهما إلى أن حصال على براءة االختراع في عام وبعد أن منح مكتب الواليات المتحدة األمريكية للبراءات والعالمات التجارية تلك البراءة بعامين أعلن و ل بر عن نموذج 26 طائرتهما في فرنسا. وبدأت االستثمارات تتدف ق على صناعة الطائرات من كال القطاعين الخاص والعام. فقام هنري دويتش دو ال مورث أحد رو اد صناعة النفط األوروبية بتمويل بحوث تطوير السيارات والطائرات في فرنسا حتى وفاته في عام ومو ل هوغو يونكرز بحوث الطيران الخاصة به بل وذهب إلى أبعد من ذلك فشي د مرافق نفقين هوائيين لمعهده البحثي الخاص. وأس س مخترعو الطائرة أمثال األخوين رايت )1908( وغابرييل فويسن )1910( وجلين كيرتس )1916( شركاتهم الخاصة لالستفادة من جهودهم. وبين عامي 1903 و 1913 ق د م ما يقرب من 200 نموذج أولي للطائرة ولكن لم ي صن ع منها سوى عدد قليل. 27 وبيع معظمها بغرض االستخدام الحكومي. نحو ابتكار قائم على العلم تحس نت موثوقية الطائرات وأداؤها تحسنا كبيرا حينما بدأ المبتكرون يفهمون كيف تحل ق الطائرة. وما حدث من تحسينات في تصميم الطائرة من خالل تطبيق نظرية الديناميكا الهوائية على إنشاء هياكل الطائرات أعطى للبلد الذي كان قادرا على االبتكار في هذا المجال أال وهو ألمانيا ميزة تنافسية تكنولوجية تفو ق بها على البلدان األخرى مثل بريطانيا وفرنسا والواليات المتحدة. وكانت هناك عدة عناصر في ألمانيا سه لت هذا التفوق التكنولوجي. أوال كان جميع مخترعي الطائرات تقريبا إما علماء أو مهندسين واستطاعوا تطبيق نظريات الديناميكا الهوائية إلنتاج طائرات متطورة. 28 بل إن بعض الطيارين كانوا حاصلين على شهادات جامعية في الهندسة وكان بوسعهم المساعدة على حساب أداء الطائرة وقياسه واختباره. ثانيا كان العديد من هؤالء المخترعين أساتذة جامعيين أيضا واستفادوا من تقارب بعضهم من بعض. فقد جاءت فكرة الصلب الم م و ج المصنوع من سبيكة الدي ورالومين من هانز رايسنر زميل يونكرز حينما كانا من أساتذة الجامعة التقنية في آخن. ثالثا استفاد التقدم في تصميم الطائرات من تجربة ألمانيا مع منطاد ز ب لين. فقد عمل كل من كلود دورنير وأدولف روربا على منطاد ز ب لين قبل التحول إلى الطائرات. واألنفاق الهوائية التي صم مها برانتل في عام 1908 لتحسين شكل طائرة الزبلين است خدمت الختبار نظرية برانتل وبيتز ومونك الخاصة بسطح االنسياب الهوائي الرافع حتى نهاية الحرب العالمية األولى. واستند تصميم الطائرات وبناؤها في السنوات الالحقة إلى نتائج هذه االختبارات. ولكن حينما أصبحت التحسينات التي شهدها تصميم الطائرات ذات طابع علمي أكبر زادت تكلفة االبتكار في صناعة الطائرات. وتتطلب األمر االستثمار في مرافق البحث والتجريب الكبيرة مثل األنفاق الهوائية من أجل اختبار تصاميم الطائرات. وشيد غوستاف إيفل في عام 1917 نفقا هوائيا قادرا على اختبار تصاميم الطائرات في مدينة أوتيل بفرنسا ولكن أدى عدم وجود تمويل لبحوث الطيران إلى تقليل إمكاناته واستخدامه. وبعد ذلك بقليل حدثت فجوة متزايدة بين الدول في قاعدة معارف الطيران. 29 فكان المخترعون في بلدان أخرى غالبا ما يفتقرون إلى ما يلزم من مهارات أو تعليم لتقليد أو تحسين تصاميم الطائرات القائمة على أساس علمي التي توصل إليها منافسوهم األلمان. على سبيل المثال استنسخ بشغف المصممون الفرنسيون والبريطانيون مثل األخوين شورت في عام 1922 طائرة الدوراليومين األلمانية ألنها كانت شائعة ولكنهم لم يدخلوا عليها أي تحسين. 24. ال يقتصر هذا التحو ل على صناعة الطائرات. 25. كان األخوان قد أعلنا أنهما نجحا في الطيران في خطاب أرساله إلى المخترع الفرنسي فرديناند فيربير في 9 أكتوبر عام 1905 وفي مقال فرنسي روى بالتفصيل إنجازاتهما على أساس طلبهما الم قد م للحصول على البراءة األمريكية. ولكن مجتمع الطيران األوروبي لم يكترث بهذا اإلعالن ولعل ذلك كان سهوا )2003.)Gibbs-Smith, 26. أجرى األخوان رايت بضعة عروض عملية في الواليات المتحدة لكنها فشلت في جذب اهتمام الحكومة االتحادية. Zhegu (2007) (1998).Budrass كان هنريك فوك أحد رواد الطائرات المروحية وكان هانز كليم متخصصا في الطائرات الخفيفة الوزن وكان مسرسكهميت وهنكل وأرادو متخصصين في تهيئة ثورة الديناميكا الهوائية لتطبيقها على هياكل الطائرات..Crouch (2002) Constant II (1980).29 57

59 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وإضافة إلى ذلك كان هناك الحاجز اللغوي: فن ق ل معارف الطيران عبر الحدود اعتمد في الغالب على الترجمة. والدور الرائد الذي قام به هانز رايسنر في استيراد المعارف الفرنسية بشأن تصميم الطائرات إلى ألمانيا كان يرجع جزئيا إلى إتقانه للغة الفرنسية وقام عالم بريطاني من أصل ألماني واسمه هيرمان غلورت بإعداد أول ترجمة إلى اللغة اإلنجليزية لنظرية برانتل الخاصة بسطح االنسياب الهوائي الرافع. وعالوة على ذلك ترجمت المجلة الهندسية البريطانية "إنجينيرنغ" مقتطفات من مساهمة برانتل وعرضت كل تفاصيلها لقر ائها الناطقين باإلنكليزية. ورغم أن أحدث المعارف العلمية الكامنة وراء التقدم في الطائرات األلمانية قد ن شرت في جميع أنحاء المجتمع العلمي من خالل المنشورات والمؤتمرات البحثية لم يكن هذا كافيا دائما لتسهيل لحاق الدول المتأخرة بركب التطور التكنولوجي. وفي الواقع كانت إحدى القنوات الرئيسية لنقل المعرفة األلمانية تتمثل في هجرة العلماء ومصادرة ما كانت تمتلكه ألمانيا من دراية عملية في مجال الطيران بعد الحرب العالمية الثانية )انظر اإلطار 1.2(. اإلطار 1.2: مصادرة ما كانت تمتلكه ألمانيا من دراية عملية في مجال الطيران بعد الحرب العالمية الثانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم ي سم ح لأللمان بممارسة أي نشاط في المالحة الجوية حتى عام وإضافة إلى ذلك صودرت براءاتهم في الخارج وأصبحت متاحة لالستخدام العام. وأصدر الرئيس األمريكي ترومان قرارا تنفيذيا ينص على "النشر الفوري العمومي المجاني العام لمعلومات العدو العلمية والصناعية". 30 وهكذا اعت برت البراءات األلمانية من الممتلكات العامة التي يمكن أن يستخدمها مواطنو دول الحلفاء. وفي مناطق االحتالل في ألمانيا استولت قوات الحلفاء على كمية هائلة من الوثائق والمعد ات فجمعت ما يقرب من 1200 طن من التقارير التقنية والوثائق والبراءات حتى عام 1946 فضال عن المعد ات البحثية. وألنه كان ي حظ ر على األلمان ممارسة أي نشاط مالحي جوي في ألمانيا هاجر جزء كبير من نخبتهم العلمية إلى بلدان الحلفاء. فانتقل نحو 1000 عالم ألماني إلى الواليات المتحدة كان 40 في المائة منهم ي عتبرون متخص صين في مجال بحوث الطائرات. الحث على تطوير الطائرات بمبادرة من الحكومة كان للحكومات دور مهم في تطور الطائرات وقد قامت الحكومات بهذا الدور ألغراض الدفاع الوطني في المقام األول. فكانت الحكومات عامال حاسما في تسهيل تطور الطائرات ونشر المعارف داخل كل بلد ومن ألمانيا بوصفها الرائد التكنولوجي وإلى بقية العالم. وعالوة على ذلك أصبحت الحكومات الممول الرئيسي لتطوير الطائرات. وفيما يلي بعض التدخالت الحكومية الرئيسية: دعم بحوث الطيران عن طريق إنشاء منظمات بحوث عامة مكرسة لدراسات الطيران وتمويل هذه المنظمات كما كان الحال في فرنسا )1908( والمملكة المتحدة )1909( وألمانيا )1912( والواليات المتحدة )1915( وإيطاليا ) 1935 ( رعاية المعارض الدولية المرموقة لتسليط الضوء على أحدث التطورات في مجال الطيران مثل "المعرض الدولي للطيران والفضاء" في باريس-لو بورجيه بفرنسا )1909( و"معرض سالح الجو الملكي للطيران" في هندن بالمملكة المتحدة )1912( ومعرض Luftschiffahrt- Internationale Ausstellung في ألمانيا ) 1912 ( تجميع أحدث تطورات الطيران وتوزيعها على الباحثين والم صن عين: حظر الجيش األلماني المنشورات المتعلقة بالطيران خالل الحرب العالمية األولى ولكنه نشر أحدث التطورات في التقارير التقنية Flugzeugmeisterei" "Berichte der بغرض االستخدام الداخلي وفي الواليات المتحدة نشرت اللجنة االستشارية الوطنية للمالحة الجوية )NACA( على نحو منتظم ترجمات للبحوث المهمة المتعلقة بالطيران إلمداد باحثيها بأحدث المعارف األوروبية الخاصة بالمالحة الجوية شراء الطائرات وتقديم الدعم المالي لشركات الطيران الوطنية )انظر الجدول 2.3 أدناه(. الجدول 3.2: النسبة المئوية للدخل الذي حصلت عليه شركات الطيران من اإلعانات المالية الحكومية بلجيكا فرنسا ألمانيا هولندا السويد سويسرا المملكة المتحدة المصدر: (1968) Sawers.Miller and المصدر: (2015).Budrass 30. األمر التنفيذي 9604 الذي ينص على إتاحة المعلومات العلمية. 58

60 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية تميزت حكومتا دولتين ومنظومتا االبتكار فيهما في تيسير تطوير الطائرات: أال وهما ألمانيا والواليات المتحدة. ألمانيا بذلت الحكومة األلمانية جهودا كبيرة قبل الحربين العالميتين وفي أثنائهما وبعدهما لإلسراع في صنع الطائرات الحربية األلمانية وإنتاجها. فقامت أوال بإنشاء وتمويل مؤسسات من شأنها أن تضطلع بأحدث التطورات التكنولوجية المتعلقة بالطيران وتجمعها وتنشرها للصانعين األلمان. 31 وكان صانع الطائرات أنتوني فوكر أحد المستفيدين من هذا الدعم وكان أول م ن استخدم أسطح االنسياب الهوائي السميكة التي ص نعت وح ل لت في جامعة غوتنغن خالل الحرب العالمية األولى. وكانت الطائرات الناتجة ذات معدل 32 صعود أكبر وذات قدرة أكبر على المناورة من جميع طائرات الحلفاء. ثانيا أنشأت الحكومة رابطة حربية لمنتجي الطائرات ضم ت جميع م صن عي وم بتكري الطائرات األلمان. وكان أعضاء الرابطة يتبادلون فيما بينهم كل ما يمتلكون من تكنولوجيات ودراية عملية مما عاد بالنفع الكبير على م ن كانوا متأخرين تكنولوجيا. ثالثا شج عت الشركات الصغيرة لتصنيع الطائرات على إقامة مشروعات مشتركة لتسهيل االنتشار األسرع للطائرات الحربية التي تتضم ن تكنولوجيات جديدة. فعلى سبيل المثال بدأت الحكومة مشروعا مشتركا بين فوكر ويونكرز خالل الحرب العالمية األولى سعيا إلى الجمع بين خبرة فوكر في اإلنتاج الضخم وأحدث 33 ابتكارات يونكرز. وأخيرا كانت الحكومة األلمانية هي المشتري الرئيسي للطائرات مما أوجد طلبا مستمرا على الطائرات. واستفاد يونكرز من هذا الطلب ومو لت الحكومة األلمانية عددا من مشروعاته البحثية التي ت طب ق أحدث مبادئ الديناميكية الهوائية على بناء هيكل الطائرة. وبحلول الحرب العالمية الثانية كانت الترتيبات بين يونكرز والحكومة األلمانية أشبه بااللتزام بالشراء المسبق. الواليات المتحدة األمريكية كانت صناعة الطائرات األمريكية خالل الحرب العالمية األولى شديدة الت خل ف من الناحية التكنولوجية فكانت معظم الطائرات الحربية التي تمتلكها الواليات المتحدة ذات تصميم أوروبي. ولتصحيح ذلك الوضع استثمرت الحكومة أمواال طائلة لتسهيل نقل التكنولوجيا من أوروبا وطو رت قدرتها البحثية في مجال الديناميكا الهوائية. أوال أ نشئت في عام 1915 منظمة بحثية اتحادية هي اللجنة االستشارية الوطنية للمالحة الجوية )NACA( بهدف االضطالع بأنشطة البحث والتطوير المتعلقة بتكنولوجيات الدفع وهياكل الطائرات وتمويل هذه األنشطة من أجل االستخدامين العسكري والمدني على حد سواء. وضمت أول نفق هوائي كبير يمكن أن يستوعب هياكل الطائرات كاملة وقد أ قيم هذا النفق الهوائي في عام وحدث تحسن كبير في تصميم هيكل الطائرة أال وهو الغطاء الذي استحدثته اللجنة االستشارية للمحركات الكب اسي ة نصف القطرية الم ب ر دة بالهواء وأ دمج بعد ذلك في تصميم الطائرة دوغالس دي سي- 3. ثانيا مو لت الحكومة حصة كبيرة من استثمارات البحث والتطوير لهياكل الطائرات العسكرية والمحركات والمكونات ذات الصلة من خالل اإلنفاق على الدفاع العسكري. وعلى النقيض من ذلك مو لت الصناعة أقل من 20 في المائة من استثمارات البحث والتطوير في الفترة من عام 1945 حتى عام واستفاد االبتكار في محركات الطائرات التجارية استفادة كبيرة من اإلنفاق العسكري على المشتريات والبحث والتطوير. وكان تطوير أول محر ك نف اث في الواليات المتحدة م مو ال بالكامل من الجيش األمريكي خالل الحرب العالمية الثانية. وإضافة إلى ذلك كان انتقال اآلثار غير المباشرة للتكنولوجيا من التطبيقات العسكرية إلى التطبيقات المدنية مصدرا مهما لالبتكار في الطائرات التجارية رغم أن اإلنفاق العسكري على البحث والتطوير لم يسع إلى تحفيز ابتكار الطائرات التجارية. ثالثا أ نشئت رابطة م صنعي الطائرات )MAA( في عام 1919 بضغط من الحكومة األمريكية لتسريع تطوير الطائرات وإنتاجها. وكانت رابطة مصنعي الطائرات مجم ع براءات يتبادل أعضاؤه فيما بينهم جميع البراءات ذات الصلة المتعلقة بتصاميم الطائرات )يناقش القسم الفرعي رابطة مصنعي الطائرات بمزيد من التفصيل(. رابعا سه لت الحكومة تدف ق المعرفة العلمية في مجال الديناميكا الهوائية إلى الواليات المتحدة عن طريق توظيف علماء ألمان مهمين مثل ماكس مونك وتيودور كارمان في اللجنة الوطنية االستشارية للمالحة الجوية والجامعات األمريكية لتنمية قدراتها البحثية. وإضافة إلى ذلك تلقى لودفيغ برانتل عقدا كبيرا من اللجنة الوطنية االستشارية للمالحة الجوية لتقديم تقرير يستعرض آخر التطورات في مجال الديناميكا الهوائية )انظر الجدول 1.2 لمعرفة المزيد عن 34 مساهمات مونك وكارمان وبرانتل في مجال الطيران(..Anderson (1997) و Hansen (1987) و Hanle (1982) مثل Auskunfts- und Verteilungsstelle für flugwissenschaftliche Arbeiten der Flugzeugmeisterei وSegelflug Deutsches Forschungsinstitut für و Forschungsinstitut für Kraftfahrwesen und.fahrzeugmotoren وأنشأت الحكومة األلمانية أيضا إدارات بحثية في عدد من الجامعات في آخن وبرلين ودارمشتات وشتوتغارت )1992.)Trischler, Anderson (1997).. 32.Budrass و( 1998 ) Anderson (1997)

61 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الطائرات ونظام الملكية الفكرية ي ولي معظم العلماء الذين يدرسون تاريخ الطائرة أهمية ضئيلة للبراءات بوصفها أدوات االستراتيجية التنافسية أو التقنية. ومن الواضح أن حاجة الحكومات إلى إنتاج كميات كبيرة من الطائرات وتدخل الحكومات في صناعة الطائرات نظرا للظروف في ذلك الوقت كان له دور حاسم في تطوير هذه الصناعة. وأظهرت هذه الحاجة األهمية العسكرية للطائرات وجعلت الطيران من الصناعات الفريدة تماما من نوعها بين الصناعات الكثيفة المعارف في القرن العشرين. ومن الصعب أن نعرف هل ما حدث من تطورات في سوق الطائرات خالل أوقات الحرب العصيبة والتهديد بالحرب كان سيحدث أيضا في ظل الظروف "العادية" أم ال إذا تصورنا سيرا افتراضيا لألحداث. وعالوة على ذلك ال يكاد يوجد دليل على وجود براءات "م عرق لة" أساسية في االبتكارات الفار قة للطائرات في ثالثينيات أو خمسينيات القرن العشرين. 35 ويرجع هذا في بعض وجوهه إلى طبيعة ابتكار الطائرات الذي ينطوي على تحقيق االستفادة المثلى من دمج نظام فرعي معقد من التكنولوجيات مختلف كاختالف علم اإللكترونيات وتكنولوجيا المواد. ومع ذلك كان لمنح البراءات دور في تطوير صناعة الطائرات في السنوات األولى رغم أن من الصعب تقييم مدى أهميته. فالبراءات قد ساعدت المخترعين األوائل إلى حد ما على تحقيق عوائد من استثماراتهم وشج عت على نقل التكنولوجيات إلى بلدان أخرى. تحقيق عوائد من االستثمار ساعد منح البراءات المخترعين األوائل على تحقيق عوائد من استثماراتهم. فقد تقد م السب اقون في اختراع الطائرات بطلبات للحصول على براءات الختراعاتهم وأقاموا شركاتهم التجارية على أساس هذه البراءات. وحالت البراءات دون انتفاع اآلخرين مجانا باستثمارات المخترعين وساعدت على تعزيز قدرتهم التنافسية. فعلى سبيل المثال منع يونكرز استيراد طائرات فورد الثالثية المحركات إلى ألمانيا بحج ة أن تصميم طائرات فورد ينتهك بعض 36 عناصر تكنولوجيته المشمولة ببراءة. وكان المخترعون قادرين أيضا على تحقيق أرباح من ترخيص اختراعاتهم. فقد منح رورباك على سبيل المثال الشركات البريطانية واليابانية واإليطالية رخصة استخدام اإلنشاء الم جه د الغشاء حتى ثالثينيات القرن العشرين. 37 وقام الطيار األلماني السابق الشمان وشركة هاندلي بيج البريطانية ببيع اختراع الجناح المشقوب للحكومات بمبلغ قدره 3.75 مليون دوالر أمريكي تقريبا. 38 وكان يونكرز قادرا على أن يدعم جزئيا استثماراته في البحث والتطوير من خالل عوائد الترخيص الممنوح لشركة ويليام دوكسفورد وأوالده 39 الهندسية اإلنجليزية بشأن اختراع سطح االنسياب الراف ع السميك. وحصل يونكرز أيضا على ما يقرب من مليوني مارك من الحكومة األلمانية نظير استخدام اختراع سطح االنسياب الراف ع المشمول 40 ببراءة خالل الحرب العالمية األولى. وإضافة إلى ذلك سه ل منح البراءات نشر التكنولوجيات المسجلة الملكية من خالل الترخيص. فقد حصل كل من يونكرز وكيرتس رايت على ترخيص باستخدام تكنولوجيات مروحة الخطوات التي 41 است حدثت في أماكن أخرى بدال من اختراع تكنولوجياتهما الخاصة. وفي عام 1923 حصل مصنع كاوازاكي للطائرات في اليابان على ترخيص لتصنيع تصميم طائرة دورنير. ومع ذلك ال يبدو أن عنصر الكشف عن وثائق البراءات قد ثبتت أهميته في نشر االبتكارات. فقد نشرت مجلة "اليروفيل" )L'Aérophile( الفرنسية المعنية بالطيران نصا غير كامل للبراءة رقم 393 التي حصل عليها األخوان رايت في شهر يناير من عام ووصفت بشيء من التفصيل كيف استطاع األخوان أن يحصال على التحكم الجانبي ولكن لم يكن لذلك تأثير ي ذكر على تطور الطيران في أوروبا. 42 وفي حالة أخرى توصلت شركتا الشمان وهاندلي بيج كل منهما بمعزل عن األخرى إلى حل لمشكلة انهيار الطائرات في الجو. ورغم أن شركة هاندلي بيج أودعت براءتها بعد شركة الشمان فقد شهدت بأنهم لم يكونوا على علم ببراءة االختراع الخاصة بشركة الشمان..Budrass (2015).37.Miller and Sawers (1968). 38.Byers (2002). 39.Budrass (1998). 40.Miller and Sawers (1968). 41.Gibbs-Smith (2003). 42 Mowery (2015).. 35 قيل إن طائرة فورد الثالثية المحركات كانت تتضمن 36. عناصر من تصميم يونكرز )2015.)Budrass, 60

62 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وقام العديد من هؤالء المخترعين بإنفاذ حقوق براءاتهم من خالل التقاضي حفاظا على قدراتهم التنافسية وكان ذلك في الغالب داخل البلد وليس في الخارج ألن التقاضي في الخارج كان م كل فا. فقام يونكرز على سبيل المثال بإنفاذ حقوق براءته ضد الشركات المنافسة له في مجال صناعة الطائرات مثل مسرسكهميت ورورباك ودورنير وشركات كثيرة غيرها. وتفاوضت كل من شركة مسرسكهميت وشركة رورباك بشأن تبادل جزئي للبراءات مع يونكرز وذلك كتسوية تتضمن حال وسطا ولتجنب المشاكل المالية. إال أن يونكرز امتنع عن إنفاذ براءاته في الواليات المتحدة واختار أن يبرم اتفاقات ترخيص مع فورد تريموتور حينما كانت شركته تمر بضائقة مالية. وسلك األخوان رايت طريق االحتكام للقضاء ونجحا في الدعاوى التي أقاماها ضد العديد من منافسيهما ال سيما الدعاوى التي أقامها في بلدهما. ويرجع ذلك إلى تفسير المحاكم األمريكية الفضفاض الختراعهما مما جعله يشمل "جميع الطرق المعروفة لتحقيق االستقرار الجانبي لطائرة." أما في أوروبا فكانت المحاكم األلمانية والفرنسية أكثر تشككا في اختراعهما وفس رت مطالباتهما 43 تفسيرا أضيق. تدابير استثنائية في أوقات الحرب إن جهود إنفاذ براءات كل من يونكرز واألخوين رايت تؤكد أمرين هما: أن التقاضي بشأن البراءات قد يكون م كل فا وأن إنفاذ البراءات قد يكون له تأثير ضار على تطور الطائرات. وكان هذا األمر الثاني هو المبر ر الذي است خدم إلنشاء مجم عات البراءات في الواليات المتحدة وإلرغام يونكرز على االنضمام إلى جمعية أشبه بمجم ع براءات. رابطة م صن عي الطائرات )MAA( كانت رابطة م صن عي الطائرات مجمع براءات أ نشئ في عام 1917 للتشجيع على إنتاج الطائرات العسكرية على نطاق واسع. وكان على جميع أعضاء الرابطة أن يمنحوا زمالءهم من األعضاء إمكانية النفاذ إلى براءاتهم المتعلقة بهيكل الطائرات ولكن ليس البراءات التي تشمل األجهزة والمحركات. وكان ي سم ح بترخيص البراءات لغير األعضاء ما دامت شروط التراخيص لم تكن أكثر تساهال من شروط التراخيص الممنوحة لألعضاء. وكان من الممكن لكل من األعضاء وغير األعضاء على حد سواء استخدام أي براءة تشمل تصميم الطائرة وتنتج عن بحوث م مو لة من الحكومة أو ما يتعلق بها من أنشطة دون دفع أي إتاوات. أما البراءات األخرى التي كانت تقع خارج نطاق الرابطة ولكنها نتجت عن مشروعات أ جريت للحكومة فكان يجب ترخيصها دون أي إتاوات للوكاالت الفيدرالية. وانحل ت رابطة م صن عي الطائرات في عام وكان لرابطة م صن عي الطائرات عدة آثار على صناعة الطائرات. أوال أقر ت الرابطة بأهمية البراءات التي يملكها األخوان رايت وكيرتس بمنح امتيازات مالية لكليهما. ثانيا أزالت الرابطة التهديد بالتقاضي من جانب شركة رايت أو شركة كيرتس ضد الشركات األخرى الم صن عة للطائرات. ثالثا أضعفت حق االستئثار بالبراءات داخل هذه الصناعة. وضمنت الرابطة بوجه عام أن أي شركة من شركات تصنيع الطائرات كان بإمكانها النفاذ إلى جميع التكنولوجيات المتوفرة في مجمع البراءات واستخدامها. ومن الصعب تقدير التأثير الذي أحدثته الرابطة في ابتكار الطائرات. فقد كانت هناك طفرة في إنتاج الطائرات في الواليات المتحدة من 328 وحدة في عام 1920 إلى 5856 وحدة في عام 1939 كان من ضمنها 256 وحدة و 2195 وحدة لالستخدام العسكري على التوالي. ولكن هذه الزيادة في عدد الطائرات األمريكية تزامنت أيضا مع زيادة االنفاق الحكومي على الجيش فضال عن مبادرات أخرى للحث على إنتاج كميات كبيرة من الطائرات إب ان الحرب. وتوصل ت دراسة أ جريت عام 1988 إلى أن 121 براءة تخص الفضاء الجوي قد أ ضيفت إلى مجمع البراءات في الفترة من عام 1968 إلى عام وال يمث ل هذا العدد سوى 7.8 في المائة من جميع البراءات التي كانت موجودة في فئة الفضاء الجوي العامة خالل الفترة نفسها ورغم أنه ربما ي هو ن من األنشطة االبتكارية في الصناعة االختراعات القابلة للحصول على براءة في مجال الطيران قد تظل ط ي الك تمان تحقيقا لمصالح وطنية فإنه يشير إلى أن مجمع البراءات لم يكن له تأثير ي ذكر في تسهيل حدوث مزيد من االبتكار في تصميم الطائرات. ولكن توجد حاجة إلى إجراء مزيد من البحث في هذا الشأن. 43. تقدم األخوان رايت بطلب للحصول على براءة في كل من مكتب البراءات الفرنسي ومكتب البراءات األلماني في مارس وأبطلت المحاكم األلمانية براءة األخوين رايت بحجة أنهما أفسدا حالة التقنية الصناعية السابقة عن طريق الكشف عن اختراعهما للجمهور قبل اإليداع )2000.)Crouch, وبدا أن المحاكم الفرنسية كانت في صالح طلب األخوين ولكن القرار النهائي تأخر إلى ما بعد انتهاء صالحية براءتهما.. 44 (1988).Bittlingmayer خص ص المكتب األمريكي للبراءات والعالمات التجارية رمز التصنيف المركزي للمنتجات 244 للفضاء الجوي. 61

63 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية اإلطار 2.2: انتقال تكنولوجيا الطيران بين المملكة المتحدة والواليات المتحدة خالل الحرب العالمية الثانية في عام 1941 وق عت المملكة المتحدة والواليات المتحدة اتفاق تبادل البراءات البريطانية واألمريكية لتسهيل تبادل التكنولوجيا. وس مح بموجب هذا االتفاق للشركات األمريكية والبريطانية المصن عة للطائرات باستخدام براءات الطيران من أي من البلدين دون رخصة إلى أن تنتهي الحرب. وكان الهدف من ذلك هو مساعدة قوات التحالف على تصنيع ما يلزم من الطائرات. وفي نهاية الحرب عادت كل براءة إلى أصحابها األصليين باإلضافة إلى جميع الحقوق واالمتيازات. المصدر: (1952).Eubank رابطة منتجي الطائرات األلمانية ب ذلت في ألمانيا محاوالت إلنشاء مجمع براءات لمنتجي الطائرات خالل الحرب العالمية األولى من خالل رابطة منتجي الطائرات األلمانية. وقد تأسست هذه الرابطة في عام 1917 بالتوازي مع مركز المعلومات والنشر في مجال بحوث الطيران Auskunfts-( und Verteilungsstelle für flugwissenschaftliche Arbeiten )der Flugzeugmeisterei لتسهيل تبادل التكنولوجيات ذات الصلة بالطيران بين منتجي الطائرات األلمانية. 45 وكان على منتجي الطائرات الذين يريدون استخدام مكتب التوزيع أن يتطو عوا بتكنولوجياتهم المسجلة الملكية ألعضاء الرابطة اآلخرين. وكان من المفترض أن ت نظ م الرابطة مجمع البراءات ولكنها كانت ضعيفة للغاية. وكان من عيوبها أنها لم تتمكن من إقناع يونكرز وهو أحد رواد الطائرات في ألمانيا باالنضمام ومشاركة براءاته. وفي عام 1933 أجبرت الحكومة النازية يونكرز على تقديم براءاته إلى الرابطة. ومنذ ذلك الحين فصاعدا كانت جميع البراءات الم ودعة في مجال الطيران تخضع للترخيص اإلجباري بحسب ما تقتضيه الضرورة. وع ي نت وزارة الطيران األلمانية بوصفها السلطة الوحيدة 46 المعنية بإصدار لوائح الترخيص والرسوم الالحقة. وفي حين أن مجمع البراءات هذا كان مفيدا في تبادل أحدث التطورات في مجال الطيران بين الشركات المصنعة األلمانية في الحرب العالمية األولى )انظر الدراسة اإلفرادية األلمانية في القسم الفرعي 2.1.2( فمن الصعب تحديد تأثيره في مواصلة االبتكار في ألمانيا. وبعد الحرب العالمية الثانية منعت قوات الحلفاء أي أنشطة تتعل ق بالطيران في ألمانيا وصادرت جميع الوثائق التقنية المتعلقة بالطيران. وصارت أي تقنية خاصة بالطيران ت عل ن للعامة ويمكن استخدامها بحرية )انظر اإلطار 1.2(. مكتب توزيع معلومات بحوث الطائرات. 45..Byers (2002) Budrass (1998)

64 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية 2.2 المضادات الحيوية "استطاع البشر في عام 1931 أن يحل قوا عبر المحيطات وأن يتواصلوا تواصال آنيا في جميع أنحاء العالم. لقد درسوا فيزياء الكم ومارسوا التحليل النفسي وعانوا التسويق الجماعي وعلقوا في االختناقات المرورية وتحد ثوا عبر الهاتف وشي دوا ناطحات سحاب وأزعجتهم زيادة أوزانهم. وفي الدول الغربية ات سم الناس بالتهك م والسخرية بالجشع واالنتشاء فرحا وسرورا بحب األفالم وموسيقى الجاز كانوا مغرمين بكل شيء جديد كانوا عصري ين تماما في معظم نواحي الحياة. إال أنهم كانوا ال يكادون يفوقون إنسان ما قبل التاريخ في جانب مهم واحد على األقل: كانوا بال حول وال قوة في مواجهة العدوى البكتيرية". توماس هاجر الشيطان تحت المجهر 2006 لقد أحدث اكتشاف المضادات الحيوية في ثالثينيات القرن العشرين ثورة بكل المقاييس في مجال الصحة والممارسات الس ريري ة والصناعة. 47 وأدى تطوير المضادات الحيوية إلى انخفاض حاد في معدل الوفيات وزيادة إجمالية في متوسط العمر المتوقع في غضون فترة زمنية قصيرة جدا. ومن الجدير بالمالحظة واإلعجاب انخفاض معدل الوفيات بسبب العديد من األمراض المعدية في مناطق مختلفة من العالم في أعقاب ثورة المضادات الحيوية. وعالوة على ذلك أسهم أيضا االنتشار العالمي لهذه العقاقير في 48 تقارب متوسط العمر المتوقع بين البلدان وداخلها اكتشاف المضادات الحيوية وتطويرها ومساهمتها االقتصادية في إطار التعريف الواسع للمضادات الحيوية بأنها مواد كيميائية ذات خصائص ميكروبية تبرز ثالثة مضادات حيوية بوصفها االبتكارات الرئيسية الخار قة حسب السرد التاريخي التالي ذكره 49 أال وهي عقاقير الس ل فا في ألمانيا في الثالثينيات والبنسلين في المملكة المتحدة في الثالثينيات ولكنه أ نتج بكمي ات كبيرة للمرة األولى فيما بعد في الواليات المتحدة واالست ر بتومايسين في الواليات المتحدة في األربعينيات. وال يكاد يشك أحد في أن عقارات الس ل فا والبنسلين واالستر بتومايسين كانت من االبتكارات الكبرى الخارقة في القرن العشرين. وقد م نحت نظير اكتشاف هذه العقاقير جوائز نوبل في الفسيولوجيا أو الطب إلى غيرهارد دوماك في عام 1939 وألكسندر فليمنغ وإرنست تشين وهوارد فلوري في عام 1945 وسلمان واكسمان في عام وعالوة على ذلك أسفرت هذه االبتكارات الباهرة عن سلسلة من االبتكارات التكميلية بما في ذلك البنسلين شبه االصطناعي والسيفال وسبورين ومجموعة من المضادات الحيوية الواسعة الط يف. الثالثينيات عقاقير الس ل فا: فجر ثورة المضادات الحيوية كان استحداث عقاقير الس ل فا رد فعل على الخسائر الفادحة في أرواح الجنود خالل الحرب العالمية األولى بسبب األمراض الم عدية. فقد تسببت األمراض الم عدية الناجمة عن العقدي ات على وجه الخصوص في العديد من الوفيات لدى جميع األطراف خالل الحرب 50 فضال عن كثير من األمراض التي أصابت المدنيين. وكان أول عالج فعال لألمراض المعدية الناجمة عن العقدي ات هو عقاقير الس ل ف وناميد المعروفة أيضا باسم عقاقير الس ل فا التي اكت شفت في ألمانيا بعد الحرب العالمية األولى. فمنذ أواخر القرن التاسع عشر كانت الشركات الكيميائية األلمانية قد شرعت في تنمية القدرات في مجال إنتاج ق ط ران الفحم وهو م نت ج ثانوي لعملية إنتاج الفحم وأصبح مصدرا مهما للمواد الكيميائية الجديدة وأساسا تقوم عليه صناعة األصباغ االصطناعية. وفي وقت سابق في عام 1910 كان الكيميائي األلماني بول إرليخ قد أثبت أنه يمكن استخدام مركبات من األصباغ لقتل البكتيريا. ورغم أنه قد ثبت أن هذه المركبات سامة وحل البنسلين محلها في آخر األمر فإن العمل الذي قام به إيرليخ قد أثبت أن المواد الكيميائية االصطناعية يمكن أن تعالج األمراض. وهذا ما دفع غيره من الباحثين من الجامعات األلمانية والصناعات الكيمائية إلى البحث عن مواد كيميائية لعالج األمراض المعدية. وعثر باحثون من شركة "باير" األلمانية بقيادة جيرهارد دوماك مدير قسم علم األمراض والجراثيم على مجموعة من األصباغ اآلزوي ة التي حققت قدرا من النجاح في قتل البكتيريا في أنابيب االختبار..Hager (2006).50.Mokyr (2002). 47 هذا القسم مستمد من (2015).Sampat 48..Bentley و( 2009 ) Bentley and Bennett (2003).49 63

65 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وبحلول عام 1932 كان علماء شركة "باير" قد تمكنوا من تخليق شكل مختلف من أحد األصباغ اآلزوي ة عن طريق إضافة سل فانيالم ي د واختباره على الفئران فوجدوا أن له تأثيرات قوية في عالج األمراض المعدية الناجمة عن العقدي ات. وفي العام نفسه كان عقار الس ل فا األول المسمى ستربتوزون يستخدمه المرضى بالفعل في المستشفيات المحلية. وفي عام 1935 أ عيدت تسمية هذا العقار باسم برونتوسيل بعد أن أظهرت معلومات مستقاة من اختبارات شركة "باير" أنه لم يكن فعاال في عالج األمراض المعدية الناجمة عن العقدي ات فحسب بل كان في عالج غيرها من األمراض بما فيها أمراض المكورات العنقودية وداء السيالن. وسرعان ما شرع باحثون في شتى أنحاء العالم في إجراء اختبارات م عملية وسريرية بشأن البرونتوسيل باستخدام عينات من شركة "باير". ومن الميزات المهمة لهذا التطور األصلي هو أنه أصبح أداة بحث أي منصة لالبتكار الالحق. وتمكن باحثو شركة "باير" من صنع أدوية جديدة مضادة للعدوى عن طريق إضافة الس ل فا إلى أحد األصباغ اآلزوي ة في المكان المناسب فكان ذلك إيذانا ببدء مجال دوائي ثري بدرجة 51 ال يصدقها عقل. وبحلول نهاية عام 1935 أنتج باحثون من معهد باستير في فرنسا تحت إشراف الكيميائي الطبي إرنست فورنيو نسخا مشابهة من البرونتوسيل واألهم من ذلك أنهم اكتشفوا أن السل فانيالم ي د النقي هو المسؤول عن التأثير العالجي. وفتح هذا االكتشاف الباب إلجراء بحوث بشأن السلفا في شتى أنحاء العالم فاكتشف العلماء بدائل جديدة لعالج مجموعة من األمراض المعدية. وقد أدى هذا بدوره إلى التطور السريع لألدوية المتعلقة بالسلفا. وبحلول نهاية عام 1937 كان السلفا النقي ي باع للمستهلكين دون وصفة طبية في الصيدليات المحلية بأكثر من 20 اسما تجاريا وبحلول عام كانت آالف من بدائل أدوية السلفا الجديدة متاحة أيضا. األربعينيات البنسلين: "الوصفة السحرية" يعتبر اكتشاف البنسلين من أكثر األمثلة التي ي ستشهد بها على االكتشافات العلمية التي حدثت "مصادفة ". ففي سياق دراسة أ جريت برعاية مجلس البحوث الطبية في المملكة المتحدة كان ألكسندر فليمنغ قد وضع طبقا من البكتيريا العنقودية التي أصبحت ملوثة بب و غ من فطر ع رف بعد ذلك باسم الم ك نسي ة الم عي نة. وخم ن فليمينغ أن المادة الف ط ر ي ة حالت دون نمو البكتيريا. وفي عام 1929 نشر بحثا عن آثار البنسلين. 53 ورغم أن هذا البحث لم ي ول اهتماما خاصا بالفائدة السريرية أو الطبية فإنه ذكر استخدامات طبية ممكنة. وفي السنوات التي تلت ذلك أجرى فليمنغ وزمالؤه في مستشفى سانت ماري في لندن عددا قليال من التجارب على البشر لكنها لم تحقق سوى نتائج مختلطة بسبب صعوبات إنتاج 54 ما يكفي من البنسلين النقي الختباره على نحو يفي بالغرض. وبدءا من منتصف ثالثينيات القرن العشرين كان أحد المختبرات الموجودة في أكسفورد بتمويل من مؤسسة روكفلر وبرئاسة هوارد فلوري وإرنست تشين يعمل على المضادات الحيوية م ستندا إلى حد ما على نجاحات عقاقير السلفا. 55 وفي عام 1940 كان اهتمام حكومة المملكة المتحدة بطرق العالج الجديدة للعدوى التي تنتشر في وقت الحرب مبعث تشجيع لفلوري وتشين ونورمان هيتلي فنجحوا في تنقية البنسلين للمرة األولى مما أتاح إمكانية إجراء اختبارات سريرية صحيحة أثبتت أن البنسلين ناج ع بشكل ال ي صد ق في عالج مجموعة كبيرة من األمراض المعدية. وبعد إجراء االختبارات األولية كان التحدي التالي يتمثل في إنتاج البنسلين على نطاق واسع. وفي عام 1941 تعاون فلوري وهيتلي مع أندرو موير وغيره من علماء وزارة الزراعة األمريكية واستحدثوا وسيلة إلنتاج كميات كبيرة من البنسلين. وبعد مرور عام أقنعت الحكومة األمريكية بعض الشركات بالمشاركة في اإلنتاج. ومع أن تلك المشاركة اقتصرت في البداية على عدد قليل من الشركات فإن الحكومة األمريكية في نهاية المطاف ستشتري البنسلين من أي شركة ذات قدرات مثبتة. وانضم العديد من الشركات األمريكية الكبرى إلى المشاركين في جهود إنتاج البنسلين إبان الحرب بما في ذلك شركات فايزر و"سكويب" و"ميرك". وحققت هذه الجهود التي ب ذلت إبان الحرب في األربعينيات نجاحا كبيرا مما جعل االنتقال من المختبر إلى إنتاج كميات كبيرة يحدث في فترة زمنية قصيرة بشكل مثير للدهشة وأدى إلى زيادة معدل اإلنتاج إلى مائة ضعف. ومن هذا الوقت فصاعدا استخدمت الشركات العاملة في مجال إنتاج البنسلين قدراتها المكتسبة حديثا الستكشاف فرص أخرى ال سيما البحث عن مضادات حيوية جديدة..A. Fleming, Br. J. Exp. Pathol. 10, 226 (1929).53.Kingston (2000) Wainwright (1990).54.Neushul (1993) انظر (2006) Hager ص 137 و 143 و.Bentley و( 2009 ) Lesch (2007).Hager (2006, p.196).52 64

66 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وتطو رت عقارات البنسلين الطبيعي خالل الحرب وبعد ذلك بوقت قصير كانت لها بعض العيوب منها صعوبة تناولها واقتصار تأثيرها على كائنات حية معينة ومقاومتها المتزايدة. وفي عام 1957 وضع جون شيهان وهو متخصص في الكيمياء العضوية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا )MIT( أول تركيب كيميائي نقي للبنسلين بدعم مالي من مختبرات بريستول. وهذه العملية خل قت أيضا الم رك ب الوسيط.6-APA وفي الوقت نفسه تقريبا توص ل تشين وعلماء بشركة بيتشام غروب البريطانية إلى طريقة لفصل المركب 6-APA عن مرق الت خم ر. وأتاح فصل الم رك ب 6-APA إمكانية تطوير أي هيكل بنسلين جديد يمكن تصوره. 56 وسرعان ما تعاونت شركة بريستول مع شركة بيتشام ألن بيتشام كانت تحتاج إلى طريقة شيهان لصنع عقاقير بنسلين أخرى من الم رك ب 6-APA وإلى القدرة التصنيعية التي تتمتع بها بريستول لزيادة قدرتها التصنيعية الخاصة بها. وأدى ذلك إلى إنتاج أول عقاقير بنسلين شبه اصطناعية بما في ذلك الفينيثيسيلين واألمبيسلين واألموكسيسيلين. وبفضل هذه التكنولوجيا استحدثت هاتان الشركتان وكثير من الشركات األخرى بدائل محسنة عديدة من البنسلين ال تزال ت ستخدم حتى اآلن. الخمسينيات والستينيات االستر بتومايسين وغيره من المضادات الحيوية الواسعة الطيف كان هناك علماء آخرون لديهم اعتقاد قديم بأن بكتيريا التربة قد تكون مفيدة في مواجهة الم كروبات األخرى حتى قبل أن ي طرح البنسلين في األسواق بنجاح. 57 وفي عام 1939 وق عت شركة "ميرك" اتفاقا بحثيا مع سلمان واكسمان كيميائي التربة بجامعة روتجرز الذي كان يفحص بالفعل نوعا محددا من بكتيريا التربة أال وهي الف طري ات الش عاعي ة. وأتاح هذا االتفاق لواكسمان الموارد الالزمة لفحص عينات من التربة وتقييم المضادات الحيوية الناتجة دوائي ا باإلضافة إلى الحصول على معدات واسعة النطاق إلنتاج أي اكتشافات واعدة. وفي عام 1943 عثر ألبرت كاتس أحد تالميذ واكسمان على بكتيريا من عينات التربة ومصادر أخرى وكانت هذه البكتريا فعالة في عالج مرض السل وأطلق عليها اسم االستر بتومايسين. وبعد تجربة هذا الدواء على الحيوانات والبشر في السنوات التالية أصبح متاحا في األسواق بحلول عام وكانت لالستر بتومايسين أهمية كبيرة لعدة أسباب. أوال لم يكن لعقاقير السلفا وال البنسلين تأثير ي ذكر في عالج مرض السل الذي كان ال يزال سببا رئيسيا من أسباب المرض والوفاة في الخمسينيات. وإضافة إلى ذلك ثبت أن االستر بتومايسين مفيد في عالج أمراض أخرى كثيرة منها الح م ى الت ي ف ي ة والطاعون الد ب ل ي والتهابات المسالك البولية. ولكن لعل األهم من ذلك هو أن اكتشاف االستر بتومايسين لم يكن مجرد اكتشاف دواء جديد فحسب بل كان أيضا اكتشافا ألداة بحثية جديدة مك نت العلماء من 58 دراسة عينات التربة والمصادر الطبيعية األخرى للمضادات الحيوية. وبعد اكتشاف االستر بتومايسين شرعت أيضا شركات أخرى في دراسة عينات التربة بحثا عن مضادات الميكروبات. وتحق قت بعض النجاحات المبكرة منها الكل ورت ت راس ك لين )1948( والكلورام فينيكول 59 )1948( واألوكسيتتراسيكلين )1950( والتتراسيكلين.)1955( وكان هناك صنف مهم آخر من األدوية التي اكت شفت مبكرا أال وهي أدوية السيفالوس بورين )1964( التي اعتمدت على الفطريات الرأ سي ة األ ب واغ الم ك م وم ة التي اكتشفها العالم اإليطالي جوزيبي بروتزو في بال وعة محلية. وكثير من هذه األدوية تشتهر بأن لها طيفا أوسع من طيف البنسلين وبفوائدها األخرى كذلك. وظلت ت ستحدث أصناف أخرى من مضادات الجراثيم في السنوات التي تلت ذلك مثل النترواميدازول والكلورامفينيكول والك ين ول ون وأحاديات الحلقة البيتاالكتامي ة وحمض أموكسيسيلين الكالفوالنيك واألميبينيم سيالستاتين. وفي أعقاب ثورة المضادات الحيوية تشكلت صناعة صيدالنية جديدة ات سمت باالبتكار في كثير من الوجوه بما في ذلك تطوير أصناف جديدة من األدوية وإيجاد أدوية جديدة فعالة في مواجهة أنواع مختلفة من البكتيريا أو لها آثار جانبية أفضل وتحسين طريقة تناول األدوية وتسهيل استخدامها..Temin (1980).58.Landau et al (1999).59.Mann (2004).56.Kingston (2004).57 65

67 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الشكل 4.2: كان للمضادات الحيوية تأثير كبير على صحة اإلنسان الوفيات الناجمة عن األمراض المعدية مقارنة بأمراض القلب واألوعية الدموية وفي مناطق جغرافية مختلفة هامبورغ روما باريس 200 هامبورغ روما باريس ا مستردام نيويورك لندن ا مستردام نيويورك لندن "ا مراض القلب والا وعية الدموية (المحور الا يمن)" "الا مراض المعدية (المحور الا يسر)" السل الالتهاب الري وي المصدر: (2006) al Cutler et و( 1993 ).Achilladelis المساهمة االقتصادية للمضادات الحيوية ال يكاد يشك أحد في أن المضادات الحيوية كان لها تأثير إيجابي قوي على صحة البشر. ففي الفترة من عام 1937 إلى عام 1943 أحدثت عقاقير السلفا انخفاضا حادا في معدل الوفيات الناجمة عن مجموعة من الظروف مثل وفيات األمهات وااللتهاب الرئوي والحمى القرمزية. 60 وارتفع متوسط العمر المتوقع بوجه عام في الواليات المتحدة إلى ما بين 8 و 16 في المائة خالل هذه الفترة. وأدى اكتشاف السلفا والبنسلين إلى حدوث انخفاض ملحوظ في معدل الوفاة بسبب األمراض المعدية في الواليات المتحدة فقد وصلت معدالت الوفيات الناجمة عن شتى األمراض المعدية إلى مستواها الحالي بحلول عام وتوجد أدلة أيضا على االنخفاض العالمي الحاد في معدل وفيات السل وااللتهاب الرئوي بعد ثورة المضادات الحيوية. 62 وال ريب أن هناك عوامل أخرى ساهمت أيضا في حدوث هذا التراجع منها تحسين التغذية والصحة العامة وغيرهما. ومن جهة أخرى أدت المضادات الحيوية إلى تسهيل أشكال أخرى من العالج مثل الجراحة أو عالج سرطان وهكذا ساعدت على إحراز تقدم في مواجهة أمراض أخرى أيضا. 63 وعلى أي حال يعتبر نزوع معدل الوفاة بسبب العديد من األمراض المعدية نحو االنخفاض في مناطق مختلفة من العالم بعد ثورة المضادات الحيوية أمرا الفتا للنظر )انظر الشكل 4.2(. وكانت أنماط االنتشار متفاوتة كحال كثير من التكنولوجيات الجديدة. ولكن االنتشار العالمي لهذه األدوية في نهاية المطاف ساعد على تقارب متوسط العمر المتوقع. 64 فقد انتشرت عقاقير السلفا على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا والواليات المتحدة األمريكية بعد اكتشاف هذه العقاقير بوقت قصير نسبيا. وكانت لكل من األمم المتحدة والحكومة األمريكية برامج لتوزيع البنسلين واالستربتومايسين على الصعيد العالمي. وكذلك مو لت األمم المتحدة إنشاء مصانع جديدة منها مصانع في الصين 65 وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وبولندا ويوغسالفيا وغيرها. ومن الصعب بوجه عام تحديد القيمة االقتصادية الدقيقة لمنافع التكنولوجيات الطبية الجديدة ولكن المساهمة االقتصادية للمضادات الحيوية في النصف األول من القرن العشرين كانت كبيرة بالتأكيد. وتشير بعض التقديرات إلى أن قيمة الزيادات التي حدثت في متوسط العمر المتوقع خالل هذا الوقت تساوي تقريبا مكاسب الرفاه المتحققة من نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي 66 اإلجمالي خالل الفترة نفسها..Acemoglu and Johnson (2007).64.FTC (1958).65.Nordhaus (2002).66.Jayachandran et al (2010).60.Cutler et al (2006).61.Achilladelis (1993).62.Le Fanu (2011).63 66

68 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وال شك أن األثر غير المسبوق الذي أحدثته المضادات الحيوية في صحة اإلنسان قد أث ر في النمو االقتصادي من خالل زيادة القوى العاملة وتراكم رأس المال البشري. وقد أث ر االنتشار العالمي للمضادات الحيوية كما ذكرنا في متوسط العمر المتوقع مما أدى إلى حدوث زيادة كبيرة في الحجم الكلي للقوى العاملة وربما أيضا في المشاركة في سوق العمل. 67 وإضافة إلى ذلك أث ر تحس ن الظروف الصحية في نوعية العمل. فتحس ن الظروف الصحية المرتبطة بالمضادات الحيوية أدى إلى زيادة توفر فرص العمل على المدى القصير مما أث ر بدوره في إنتاجية العمل. وال بد أن تحس ن صحة األطفال قد أث ر كذلك في الحضور المدرسي وفي قدرات 68 التعلم وكذلك في تحسين إنتاجية العمل على المدى الطويل. ومن النتائج المترتبة على االنتشار المتميز للمضادات الحيوية وأثرها االقتصادي تزايد القلق إزاء السالالت البكتيرية المقاومة فيما يتعلق باستخدامها المنهجي ليس فقط في مجال صحة اإلنسان منظومة ابتكار المضادات الحيوية كان لمنظومة االبتكار المحيطة بكل اكتشاف لمضاد حيوي دور رئيسي في الحث على االبتكارات. فجميع الروايات التاريخية تقول إن الجهود العلمية القوية السابقة التي بذلت معظمها المؤسسات األكاديمية العامة أرست أسس التطوير التجاري الالحق للمضادات الحيوية. وبالمثل أث رت العوامل الخارجية مثل الحرب تأثيرا كبيرا في حوافز االبتكار العامة والخاصة في هذه الصناعة. وعلى نحو مماثل حددت الثورة الشاملة للمضادات الحيوية اتجاه منظومة ابتكار المضادات الحيوية الالحقة واألدوية بوجه أعم. فلم تتأثر بيئة االبتكار باالكتشافات الجديدة ذاتها فحسب بل تأثرت أيضا بالتطوير التجاري لتلك االكتشافات مما وج ه كال من هيكل الصناعة واإلطار التنظيمي إلى ما نراه في أيامنا هذه. د فعة من العلم وتوقف الحرب في حالة المضادات الحيوية الثالثة جميعها استفادت االبتكارات الالحقة من العلوم الموجودة مسبقا مما يدل على وجود روابط قوية بين العلم والصناعة. وتنو عت القنوات التي أسهم األكاديمي ون من خاللها في االبتكار الصناعي بدءا "بمجرد" القيام بالبحوث األساسية مرورا باستحداث أفكار وليدة واصلت الصناعة تطويرها وصوال إلى العمل مع الدعم الصناعي لتطوير منتج محتمل. وتنو عت أيضا القنوات التي انتقلت من خاللها البحوث األكاديمية إلى الصناعة فكان من ضمنها النشر واالستشارات وتنق ل اليد العاملة. وم نحت الشركات بعض تراخيص البراءات ولكن بطريقة مختلفة تماما عما هو شائع اليوم. وكما هو حال العديد من االبتكارات الخارقة األخرى في التاريخ كان وقت توقف الحرب حافزا مهما للتغيير وكان للمشتريات العسكرية وأنشطة البحث والتطوير الدفاعية دور خاص في تطوير التكنولوجيات ذات األغراض العامة. 69 وكانت الحرب بطرق شتى عامال حاسما في تطوير العقاقير المتعلقة بكل من السلفا والبنسلين. ففي حالة السلفا فقدت شركة "باير" السيطرة على براءاتها وعالماتها التجارية األمريكية نتيجة الستيالء الحكومة األمريكية عليها مما دفعها بشكل غير مباشر إلى البحث عن منتجات كيميائية اصطناعية جديدة لتحل محل هذه الخسائر. 70 وفيما يخص البنسلين أدت الحكومة دورا أكثر مباشرة في تحفيز االبتكار بسبب الحاجة الملحة لعالج فع ال خالل الحرب العالمية الثانية مما أدى إلى برنامج هائل للتطوير واإلنتاج في الواليات المتحدة..Rosenberg (1969) and Ruttan (2000, 2006).69.Hager (2006).70.Acemoglu and Johnson (2007).67.Bhalotra and Venkataramani (2012).68 67

69 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الشكل 5.2: الوجه المتغير البتكار المضادات الحيوية اإليداعات األولى المتعلقة بعقاقير السلفا والبنسلين واالستربتومايسين حسب النوع والمنشأ الجغرافي لمودع الطلب من 1930 إلى 1970 الا يداعات الا ولى بحسب النوع النسبة المي وية السنة الا سواط الا كاديمية والقطاع العام الا فراد الشركات غير متاح الا يداعات الا ولى بحسب المنشا السنة الولايات المتحدة ا لمانيا سويسرا المملكة المتحدة ا خرى 1, المصدر: الويبو بناء على قاعدة بيانات المكتب األوربي للبراءات )PATSTAT( )انظر المالحظات التقنية(. والطريف في كلتا الحالتين هو أن وقت تعطل الحرب والضرورة الم لح ة ساهما بال شك في الحاجة إلى االبتكار إال أن كال االبتكارين اعتمدا على العلوم الموجودة مسبقا. بل على العكس ربما تكون الحرب قد حفزت على االستغالل األسرع للعلوم القائمة الممولة من القطاع العام. وليس من السهل بطبيعة الحال تحديد مقدار هذه "الد فعة العلمية" تحديدا دقيقا. إال أنه عند إلقاء نظرة على بيانات البراءات التاريخية يتضح أن بإمكان المرء أن يقرن ما يقرب من ثلث اختراعات المضادات الحيوية في أوائل ثالثينيات القرن العشرين بمخترعين من خارج الصناعة )انظر الشكل 5.2(. ومن المرجح أن يكون ذلك أقل من الواقع ألن االكتشافات العلمية ال تؤدي دائما إلى مخرجات قابلة للحصول على براءة كما هو الحال مع فليمنغ وحينما تسفر عن مخرجات قابلة للحصول على براءة فإن المؤسسات األكاديمية قد ال تكون قد ظهرت بصفة مودع الطلب ألن هذه الممارسة كانت أقل شيوعا عما هي عليه اليوم. من االكتشاف إلى اإلنتاج الواسع النطاق واالستغالل التجاري كان دور القطاع الخاص في جلب المضادات الحيوية إلى السوق كبيرا. فكانت الشركات الخاصة مسؤولة عن زيادة اإلنتاج وإنشاء قنوات تجارية لنشر العقاقير الجديدة. وهذا يشمل أيضا اإلنتاج الواسع النطاق والتوزيع في المرحلة التجريبية. وعالوة على ذلك قد مت هذه الشركات في كثير من الحاالت دعما ماليا لالكتشافات العلمية. والسلفا هي أوضح مثال على هذه المشاركة فقد تول ت 71 شركة "باير" رعاية البحوث ونف ذتها داخل مبانيها. ولم يقتصر دور القطاع الخاص على تطوير االكتشاف بل كان معنيا أيضا باالبتكار الالحق. على سبيل المثال كانت الجهات المعنية الرئيسية المستفيدة من منصة السلفا حتى من دون صبغ آزوي هي شركات الكيماويات التي كانت لديها خبرة في مواد الصباغة وأكثرها من ألمانيا وسويسرا. 72 ويوضح الشكل 5.2 نمطا متزايدا للبراءات المتعلقة بالسلفوناميد والبنسلين واالستربتومايسين التي كان م ود عوها من ألمانيا وسويسرا والواليات المتحدة في المقام األول ومعظمهم شركات خاصة حتى بعد عقود من االكتشافات األولية. ومع ذلك فإن البنسلين مثال على مدى الجهد الذي يمكن أن ي بذل ليجني المستخدمون النهائيون فوائد اكتشاف علمي. وكما ذكرنا آنفا كان أحد التحديات الرئيسية في تطوير أدوية ذات صلة يتمثل في إنتاج كميات كبيرة من البنسلين النقي بعائد مربح. ومن الطريف أنه بعد تخليق البنسلين النقي يبدو أن فلوري وتشين ناقشا الفكرة مع عدد من شركات األدوية البريطانية بما فيها شركة جالكسو وشركة إمبريال كيميكال إندستريز ولكن هذه الشركات لم تكن تمتلك القدرة على إنتاج كميات كبيرة من البنسلين وكان ذلك يرجع جزئيا إلى القصف بالقنابل في وقت الحرب ومخاوف بشأن غزو ألماني محتمل. 73 وواجهت الحكومة األمريكية صعوبة في إقناع شركات القطاع الخاص بالمشاركة في جهود اإلنتاج حتى بعد أن استحدث علماء وزارة الزراعة األمريكية عملية اإلنتاج الواسع النطاق. فمن أجل إقناعهم كان عليها أن تقوم بتنسيق االختبارات السريرية وتمويل نقل القدرات والمعد ات ودعم البحوث الجامعية التي تهدف إلى التغلب على العقبات التقنية 74 التي تحول دون زيادة اإلنتاج وتعزيز تبادل المعلومات التقنية..Achilladelis (1993).72.Wainwright (1990).73.Neushul (1993).74.Hager (2006).71 68

70 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وفي أعقاب التوسع في إنتاج البنسلين في وقت الحرب تغي رت صناعة المستحضرات الصيدالنية تغي را تاما بعد أن أصبحت الشركات ت جري عملية البحث والتطوير داخليا وأضفت عليها الطابع الرسمي. وتحولت الشركات إلى مؤسسات متكاملة رأسيا بها ش ع ب للبحوث والتصنيع والمبيعات وأصبحت ترك ز على اكتشاف العقاقير وصنعها واستغاللها تجاريا. وأصبحت البراءات والعالمات التجارية إلى جانب التسويق المكثف جوانب أساسية لنموذج األعمال التجارية. وكانت هناك أيضا وفورات كبيرة نتيجة التوسع في اإلنتاج مما شجع على الترك ز. 75 والدخول السريع للشركات بعد االبتكار األولي في البنسلين في أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها أعقبه دخول أبطأ بكثير بعد ذلك ثم خروج كثير من الشركات فيما بعد. 76 وكانت الشركات األولى التي دخلت هذه الصناعة ت نتج جزءا كبيرا من البنسلين في السبعينيات مما يشير إلى زيادة عائدات البحث والتطوير. وأدى تطوير عقاقير البنسلين االصطناعي إلى تسهيل دخول مجموعة جديدة من الشركات رغم أن أقوى الشركات كانت ال تزال مترب عة على عرش السوق. وكان ال يزال يوجد عدد كبير نسبيا من م ور دي االستربتومايسين ولكن األدوية التي أ دخ لت في وقت الحق لم يكن لها عادة سوى مور د أو بضع مور دين في كل سوق. االبتكارات الفارقة واإلطار التنظيمي في بداية تطوير المضادات الحيوية لم يكن يوجد بعد أي متطلبات لالختبارات الواسعة النطاق. وأدى حدوث سلسلة من الوفيات المرتبطة ببعض أدوية السلفا األولى في الواليات المتحدة إلى إقرار قانون الغذاء والدواء ومستحضرات التجميل لسنة 1938 الذي منح إدارة الغذاء والدواء األمريكية )FDA( سلطات لتنظيم مأمونية األدوية وفعاليتها. 77 وغي ر القانون أمورا عدة منها أن أسند إلى األطباء مهمة وصف األدوية التي يحتاجها المرضى بدال من بيعها دون وصفة طبية. وفي الخمسينيات والستينيات ساهمت تقارير العيوب الخل ق ي ة الناجمة عن عقار الثاليدوميد وازدياد التسويق المكثف في حدوث موجة جديدة من التنظيم. وكان أحد الشواغل الجديرة بالذكر في مجال المستحضرات الدوائية هو اإلفراط في وصف تركيبات ثابتة الجرعات من المضادات الحيوية الموجودة مثل البنسلين واالستربتومايسين. فقد كانت الشركات ت سو ق هذه التركيبات على نطاق واسع ولم يكد يوجد دليل على فعاليتها مما ساهم في المقاومة البكتيرية. 78 وكان التشريع يهدف من بين إصالحات أخرى إلى إيجاد معيار للفعالية في إدارة الغذاء والدواء األمريكية لضمان أن األدوية الجديدة تؤدي مفعولها ولزيادة المنافسة. 79 وفي عام 1962 ساعد القانون المعد ل الم سمى تعديل كافوفر هاريس على تحديث إدارة الغذاء والدواء من خالل فرض ضرورة إجراء تجارب سريرية عشوائية قبل الموافقة على الدواء. وقد عزز معظم البلدان األوروبية أيضا تنظيم الموافقة على منتجاتها منذ ستينيات القرن العشرين. وكان قانون األدوية البريطاني لسنة 1971 أقرب نظير للواليات المتحدة ولكن ظ ل التنظيم في أماكن أخرى في أوروبا أضعف مما كان عليه في الواليات المتحدة والمملكة المتحدة. ففي ألمانيا حتى في أعقاب مأساة الثاليدومايد كانت توجد معارضة قوية لتنظيم العقاقير وكان هناك اعتقاد بأن صناعة األدوية يمكن أن تنظم نفسها بنفسها. وكانت المتطلبات في فرنسا واليابان وإيطاليا أيضا أقل بكثير من نظيرتها في الواليات المتحدة. وكان هناك اختالف كبير في اللوائح الوطنية الم نظ مة لألدوية عبر 80 أوروبا حتى تسعينيات القرن العشرين على األقل. والتغييرات التنظيمية التي حدثت في أواخر الثالثينيات في الواليات المتحدة ساعدت بالتأكيد على إغالق كثير من متاجر التجزئة التي كانت تبيع عقاقير ذات جودة منخفضة وأد ت إلى البحث عن بدائل للسلفا تكون أكثر أمانا وأقل سم ية. واللوائح األكثر صرامة التي ط بقت في الستينيات والسبعينيات في الواليات المتحدة والمملكة المتحدة كان لها أيضا تأثير في هيكل الصناعة فقد أجبرت الشركات األضعف وذات الطابع الدولي األقل على الخروج من السوق. وأد ت هذه التغييرات إلى زيادة تكلفة تطوير األدوية والحصول على موافقة عليها وربما تسببت أيضا في عقاب الشركات األقل ابتكارا. وال شك أنها على أي حال غي رت استراتيجيات التسويق التي ات بعتها شركات األدوية في العقود التي تلت ذلك. وعالوة على ذلك تمث لت إحدى التبعات األخرى للوائح في تقوية العالقات بين الجامعات والقطاع الصناعي ألن التجارب السريرية المتطو رة المتزايدة االحتياجات 81 استلزمت النفاذ إلى مستشفيات قادرة على تصميمها وتنفيذها المضادات الحيوية ونظام الملكية الفكرية أد ت الملكية الفكرية أدوارا متنوعة في تاريخ شتى المضادات الحيوية ويوجد كثير من األدلة المبنية على نوادر شخصية التي تثبت إمكانات حماية الملكية الفكرية وحدودها. ويمكن للمرء أن يالحظ عدة حاالت م نحت فيها براءات اختراع الكتشافات علمية وأساليب إنتاج ولكن بإمكانه أيضا أن يالحظ الكثير من الحاالت األخرى التي لم ت من ح فيها براءات. وقد خضعت العالمات التجارية أيضا وال تزال تخضع النتفاع منهجي وغالبا ما تم تجاهلها ولم ت قد ر حق قدرها. عالوة على أن االبتكارات الفارقة في المضادات الحيوية قد أث رت في نظام الملكية الفكرية شأنها في ذلك شأن الجوانب التنظيمية األخرى على األقل بقدر ما حث النظام على االبتكار. McKelvey et وal Vogel (1988).80 (2004) و( 2014 ).Carpenter.McKelvey et al (2004).81.Temin (1979, 1980).75.Klepper and Simons (1997).76.Temin (1979, 1980).77.Podolsky (2015).78.Carpenter (2014).79 69

71 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية االستيالء على االبتكار من خالل البراءات يتمثل أحد أهداف نظام البراءات في تعزيز االبتكار عن طريق استمالك االختراعات. ويبدو أن ذلك قد قد م لشركة "باير" ما يلزم من حوافز لتطوير عقاقير السلفا. وفي 25 ديسمبر 1932 أودعت شركة "باير" البراءة األولى المتعلقة بأحد عقاقير السلفا بعنوان "عمليات إلنتاج مركبات آزوي ة" التي صدرت في عام ولم يشرع على الفور دوماك وغيره من العلماء في شركة "باير" في تسجيل براءة اختراع هذا المرك ب فحسب بل بدأوا أيضا في اكتشاف وتسجيل جميع المركبات ذات الصلة التي أدت مفعولها. وبحلول الستينيات كانوا قد أودعوا أكثر من 50 براءة جديدة تتعلق بعقاقير السلفا. وشاعت ممارسة تسجيل البراءات وانتشرت بالفعل على نطاق واسع في القطاع الكيميائي األلماني. ففي الفترة من عام 1905 إلى عام 1915 أودعت شركة هويشت األلمانية للكيماويات ما ال يقل عن 20 براءة على أساس بحوث إرليخ. وكان معظمها براءات طرق صنع ألن ألمانيا لم تكن تسمح مثل معظم البلدان األخرى في ذلك الوقت بتسجيل براءات للمنتجات في مجال المستحضرات الصيدالنية. 83 ومن الناحية العملية لم تحصل شركة "باير" على براءة للجزيء بل لمنصة البحوث التي تجمع بين األصباغ اآلزوي ة والسلفوناميدات التي أصبحت غير مهمة بعد االكتشاف الخاص بمعهد باستور. وعلى العكس من ذلك ي نظر عادة إلى قصة البنسلين على أنها إحدى القصص التي لم يكن للبراءات فيها دور تحفيزي كبير ألنه لم تكن توجد براءات الكتشاف البنسلين النقي أو تخليقه. 84 وقد أشار البعض إلى أن عدم قيام فليمينغ بتسجيل براءة اختراع للبنسلين كان أحد األسباب التي جعلت البنسلين يستغرق وقتا طويال كي ي ستغل تجاريا إال أن آخرين رفضوا هذا الزعم بحج ة أن نطاق ما ذكره فليمينغ في أبحاثه كان أضيق من أن ت من ح عنه براءة اختراع. وكذلك يذهب البعض إلى أنه حتى لو كان فريق أكسفورد قد طلب الحماية بموجب براءة فإن النتيجة كان ستكون غير مؤكدة ألسباب عديدة: منها أن فطر البنسلين كان منتجا طبيعيا وأن براءات المنتجات في مجال المستحضرات الدوائية لم تكن قد بدأت في المملكة المتحدة حتى عام 1949 وأن فريق البحث كان قد كشف عن عملية التخليق في منشور قبل أن يصبح الفريق راغبا في تسجيل براءة لها. وعلى أي حال لم توفر بعض البراءات الحماية لعملية إنتاج البنسلين بكميات كبيرة. وفي عام 1944 ت قد م موير وروبرت كاغهيل بطلب للحصول على براءة "لطريقة إنتاج كميات أكبر من البنسلين" وم نحت البراءة في عام 1947 وتم التنازل عنها لوزارة الزراعة األمريكية. 85 وعدم اإلقرار بفضل الم عاونين البريطانيين أصبح في نهاية المطاف مصدرا للجدل في المملكة المتحدة حيث زعم بعض الباحثين البريطانيين أيضا أن الباحثين األمريكيين قد خصخصوا اكتشافا عاما. وعلى أي حال فإن االعتقاد بأن المملكة المتحدة قد خسرت في معركة البنسلين قد دفع باحثين بريطانيين إلى أن يكونوا أميل إلى تسجيل براءات اكتشافات طبية أخرى في وقت الحق. 86 ومن الجدير بالذكر أيضا أنه في الوقت نفسه تقريبا تقدم كثير من الشركات البريطانية واألمريكية مثل شركة ماي آند بيكر وشركة جالكسو وشركة إيلي ليللي وشركة ميرك للحصول على براءات تتعل ق بعملية إنتاج البنسلين. أما أهمية البراءات في التحفيز على تطوير مضادات حيوية الحقة فهي أوضح. فالبحث عن هذه المضادات الحيوية كان يتعل ق صراحة بتطوير جزيئات حصرية جديدة في عصر أد ت فيه المنافسة السعرية على الجيل األول من المضادات الحيوية إلى جعل الصناعة غير م رب حة. وعلى وجه الخصوص أسفر هذا النهج الجديد عن اكتشاف االستربتومايسين رغم أن الملكية الفكرية المتعلقة به أصبحت في نهاية المطاف محمية بطريقة غير تقييدية نسبيا. فالبحث الذي أد ى إلى اكتشافه أ جري بموجب اتفاق أ برم بين ميرك وواكسمان بهدف اكتشاف مضادات حيوية من شأنها أن تحصل على براءة مقابل تقديم الدعم ألنشطة البحث والتطوير وللتجارب السريرية. وفي عام 1945 أودع واكسمان وكاتس أول براءة تتعلق باالستربتومايسين وتم التنازل عن البراءة لمؤسسة روتغرز للبحوث واألوقاف في عام وكان ذلك من الناحية العملية يعني أن جزيء االستربتومايسين كان محميا بموجب براءة وإن لم يكن من ق بل شركة ميرك في حين أن منصة البحوث ظل ت في الملك العام. ويذهب بعض العلماء إلى أن هذا الوضع كان ضروريا لتعزيز االبتكار الالحق. 88 فإمكانية منح براءات لمنتجات طبيعية إلى جانب الحرية في استخدام األساليب للبحث عنها أد تا إلى زيادة آفاق قابلية استصدار براءات لكثير من المضادات الحيوية التي تلت ذلك ليس 89 أمام ميرك وحده بل أمام الصناعة برم تها..82 البراءة.DE لم يتغير هذا القانون إال في عام 1968 في ألمانيا. وكذلك لم ي سمح ببراءات المنتجات في المملكة المتحدة إال في عام 1949 وفي فرنسا في عام 1967 وفي إيطاليا في عام انظر (2009).Dutfield.Bentley (2009). 84 البراءة.US 2,423, انظر (1990).Wainwright على سبيل المثال أودع فلوري 86. براءة في عام 1952 بشأن عملية إنتاج السيفالوسبورين التي كانت تستند إلى اكتشاف بروتزو )البراءة.)US 2,883,328 البراءة.US 2,449, Merges and Nelson و( 1990 ) Temin (1980). 88.Kingston (2001).89 70

72 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وتعكس حالة البنسلين االصطناعي أيضا تغير دور البراءات في صناعة المضادات الحيوية. فوفقا لرواية شيهان كان األمل المرجو من براءات البنسلين االصطناعي بعد الحرب أهم بكثير بالنسبة إلى شركات األدوية من األمل الذي كان مرجو ا من البنسلين الطبيعي خالل الحرب. وفي عام 1957 أودع شيهان الذي كان اسمه م در جا بالفعل ضمن المخترعين في أكثر من 10 طلبات براءات تتعل ق بالبنسلين واالستربتومايسين في شركة ميرك براءة في الواليات المتحدة بشأن البنسلين االصطناعي. وفي العام نفسه أودعت مجموعة بيتشام طلب براءة تتعلق بالبنسلين االصطناعي في المملكة المتحدة وم نحت هذه البراءة في عام وذكرت مجموعة بيتشام أنه لوال حوافز الحماية الممنوحة بموجب البراءات لما كان القرار األصلي بتوسيع نطاق بحوث األدوية ليشمل البنسلين شبه االصطناعي لي ت خذ وما كان العمل األساسي الذي أدى إلى 91 اكتشاف البنسلين الجديدة وتطويره ليحدث. العالمات التجارية وسائل االستمالك األخرى كانت شركة "باير" ال تزال تستطيع تحقيق عائدات كبيرة من أدوية السلفا حتى من دون براءات قابلة لإلنفاذ بعد االكتشاف الخاص بمعهد باستور. فقد ضمنت "باير" ميزتها التنافسية باستخدام وضعها الممتاز واسمها التجاري ومبيعاتها القوية. وقد ثبت أن شهرة اسمها التجاري الذي تحميه العالمات التجارية استراتيجية 92 مجزية لشركة باير على وجه الخصوص وللصناعة بوجه أعم. فقد سو قت شركة باير أدوية السلفا الخاصة بها في البداية باسم ستريبتوزون وبعد ذلك باسم برونتوسيل وبرونتيلين وبرونتالبين. وبدأت الشركات تستخدم العالمات التجارية بشراسة في محاولة لتعزيز مراكزها السوقية وإطالتها على نحو يشبه إلى حد بعيد ما قام به األلمان مع أدوية السلفا. وكان هذا األمر بالغ األهمية حينما كانت توجد داخل الفئة منافسة كبيرة تمارس ضغطا على أسعار المضادات الحيوية األولى. 93 وبحلول عام 1954 كان هناك أكثر من 100 مضاد حيوي مطروح في أسواق الواليات المتحدة بأكثر من 600 اسم تجاري ومن الواضح أن ذلك قد أحدث لبسا كبيرا لدى األطباء. 94 وفي هذا الصدد بدأت الشركات تستثمر في التسويق الذي يستهدف األطباء. فاستثمرت معظم الشركات الكبرى أمواال طائلة في توسيع أفرقة المبيعات بها. ونتيجة لذلك أصبح التسويق والمبيعات ال يقل أهمية عن البحث والتطوير بالنسبة إلى شركات األدوية. فقد أنفقت الشركات نحو ثلث إيرادات مبيعاتها في المتوسط على التسويق ولكنها أنفقت أقل من السدس على 95 أنشطة البحث والتطوير. اإلفصاح والتعاون والنشر يتمثل أحد األهداف األخرى ألي نظام براءات في تعزيز اإلفصاح. فتشير بعض روايات تطوير السلفا إلى أن شركة "باير" كانت لديها مخاوف بشأن عواقب اإلعالن عن االختراع مما جعلها تتأخر في التقدم للحصول على براءة حتى اكت شفت بدائل أخرى من السلفا. ولم تكن توجد أي وسيلة لحماية الموضوع إلى األبد ألن أعمالها السابقة أشارت بالفعل إلى أن أي عدد من مشتقات صبغ األزو يمكن أن يكون فعاال كاألدوية. ولم تكن شركة "باير" تستطيع تسجيل جميع تلك المشتقات ولكن تأخرها في تقديم الطلب منحها وقتا للعثور على أفضلها واستصدار براءة له. 96 وبعد صدور البراءة األولى نشر دوماك مقاال عن االكتشاف وأعلنت عنه شركة باير على نطاق أوسع من أجل إجراء التجارب بما في ذلك اإلعالن عنه للمستشفيات. 97 ومع ذلك يبدو أن شركة باير نظرا لمخاوفها بشأن الهندسة العكسية سعت جاهدة لتفادي اإلفصاح الكامل فيما كتبته عن البراءات. وأوضح نشر براءة السلفا الرئيسية كيفية استنساخ االستربتوزون على األقل بعبارات غامضة. 98 وبغض النظر عما إذا كان المصدر هو المنشور العلمي أو وثيقة البراءة فإن اإلفصاح مك ن في نهاية المطاف باحثين من معهد باستور من اختبار السلفانيالميد والتعر ف عليه وهو جزيء معروف بالفعل باعتباره العنصر الرئيسي. وال شك أن اإلفصاح واالبتكار الالحق المبني على البراءات القائمة قد حف زا على االكتشاف مما جعل براءات باير عديمة القيمة. وتوفير إطار لإلفصاح سه ل التعاون أيضا. فإن البراءات حسب روايات الباحثين الرواد أنفسهم سمحت لألوساط األكاديمية والصناعة بالتعاون إلنتاج بنسلين شبه اصطناعي مبكر. فكان أحد دوافع شيهان للحصول على براءة هو أن يكون قادرا على التعاون بحر ية أكبر مع مختبرات بريستول. 99 وبالمثل فإن الحماية الممنوحة بموجب البراءة سمحت لبيتشام بإقناع بريستول بأن يتبادال الدراية العملية في التصنيع. ولألسف توقف هذا الجهد التعاوني في نهاية المطاف وحدث نزاع قانوني طويل بشأن م ن له حق األولوية في المركب 6-APA شيهان أم مجموعة بيتشام. وتمت تسوية هذا النزاع لصالح شيهان في عام والتعاون البحثي بين روتغرز وميرك الذي أدى إلى اكتشاف االستربتومايسين كما سبق أن 100 ناقشنا كان مدعوما أيضا بحقوق البراءات..Hager (2006).96 G. Domagk (1935) in Dtsch. Med..97.Wochenschr, 61, p.573.hager (2006).98.Sheehan (1982) ومع ذلك كان هناك جدل بشأن م ن يستحق أن ي نس ب إليه الفضل في االكتشاف وأن يحصل على اإلتاوات أيضا أهو واكسمان أم كاتس. وانتهى هذا الجدل بحكم صدر عن محكمة أمريكية في عام 1950 لصالح كاتس. البراءة.GB 838, (1973) al Taylor et ص Dutfield (2009).92.Temin (1979, 1980).93.Welch (1954).94.Achilladelis (1993).95 71

73 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الشكل 6.2: ط لب توفير حماية محدودة للمضادات الحيوية بموجب البراءات خارج الواليات المتحدة والمملكة المتحدة نسبة أسر البراءات في جميع أنحاء العالم التي طلب مودعو الطلبات حمايتها في بلد معين قبل عام 1970 (%) أسر families البراءات )%( Patent or %60 more أو 60% أكثر % % % % % % % % 1% أقل than منless %1 السنة المصدر: الويبو بناء على قاعدة بيانات المكتب األوربي للبراءات )PATSTAT( )انظر المالحظات التقنية(. انتشرت جميع هذه االختراعات الخارقة بسرعة وبتكلفة منخفضة داخل البلدان الصناعية مما يوحي بأن البراءات لم تعترض طريقها. ولم يكن المركب األساسي لعقاقير السلفا قابال للحصول على براءة بعد االكتشاف الفرنسي كما ذكرنا ويبدو أن األمر نفسه ينطبق أيضا على البنسلين الذي اكتشفه فليمينغ. وعدم قابلية الحصول على براءة ساعد على تحفيز االنتشار الواسع النطاق. وفي حالة االستربتومايسين وافق ميرك على ترخيصه على نطاق واسع تحت ضغط من واكسمان وروتغرز. عالوة على أن براءات المنتجات لم تكن متوفرة على نطاق واسع حتى في البلدان المتقدمة قبل أواخر الستينيات ولم تسمح معظم البلدان النامية بمنح براءات للمنتجات الصيدالنية إال بعد اتفاق جوانب حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة )اتفاق تريبس( في عام وذكر العديد من العلماء أنه على الرغم من هذا استغرق انتشار المضادات الحيوية الخارقة في البلدان النامية وقتا طويال. 102 وعالوة على ذلك ال يزال كثير من األمراض المعدية التي تعالجها يمثل مشاكل حتى في أيامنا هذه حينما تكون البراءات قد انتهت صالحيتها بالتأكيد. وبإلقاء نظرة على التسلسل التاريخي لبراءات المضادات الحيوية يتضح أن هذا لم يكن حال البلدان النامية فقط )الشكل 6.2(. فإن نسبة كبيرة من البراءات المودعة قبل السبعينيات طلبت الحماية في المملكة المتحدة والواليات المتحدة فقط مما أتاح إمكانية الوصول إلى معظم االختراعات في واليات قضائية بها كثير من الشركات المتنافسة مثل ألمانيا وفرنسا وسويسرا واليابان. التطور المشترك لنظام البراءات مع العلم والصناعة إن ثورة المضادات الحيوية أوجدت صناعة األدوية في نواح كثيرة وأحدثت أيضا تغييرات جذرية في هذه الصناعة في السنوات التي تلت ذلك. فاالبتكارات الخارقة األولية كما أشرنا في معرض مناقشة المضادات الحيوية الواسعة الطيف آنفا قد أدر ت أرباحا وأوجدت قدرات است خدمت فيما بعد في البحث عن مضادات حيوية أخرى وغيرها من األدوية. وهذا البحث الالحق رك ز صراحة في جميع فئات األدوية على التوصل إلى اختراعات قابلة للحصول على براءات من أجل االستئثار بإنتاجها. وكان ذلك بدعم من شركات كبيرة متكاملة رأسيا ونشطة في مجال البحوث. وأصبح التقاضي بشأن البراءات والتسابق على البراءات أكثر شيوعا. وكانت األدوية ت سو ق تسويقا هائال فور حصول الشركات على البراءات. وحث هذا النمو الذي شهده التسويق إلى جانب المخاوف بشأن االستخدام غير المناسب وارتفاع األسعار على وضع لوائح دوائية جديدة ي عتقد أنها أد ت بدورها إلى زيادة تكاليف تطوير األدوية وربما أيضا زيادة أهمية الحماية بموجب البراءات..Deere (2008).101.Cutler et al (2006)

74 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية ومن الدروس المستفادة من االبتكارات الخارقة أن العلم والتكنولوجيا والقانون واستراتيجيات الشركات تتطور معا. وهذا يجعل من الصعب جدا استنباط ما للبراءات وحقوق الملكية الفكرية األخرى من دور سببي في االبتكار. فمن الصعب أن نحد د كيف كان تطور المضادات الحيوية الخارقة سيحدث في حالة وجودة براءات أضعف أو أقوى. ولكن األمر األوضح بكثير هو أن ثورة المضادات الحيوية ساعدت على إنشاء الصناعة الصيدالنية الحديثة التي تعتمد بشدة على البراءات من خالل إيجاد قدرات وأرباح نتج عنها االبتكار الالحق ومن خالل صياغة قوانين البراءات ومعايير البراءات واستراتيجيات البراءات الخاصة بالشركات. وكان االستربتومايسين أحد السوابق التي أدت إلى حدوث تغييرات في قانون البراءات األمريكي. ففيما مضى كان يلزم وجود "إشارة تدل على عبقرية خالقة" إلثبات قابلية استصدار براءة اختراع. وهذا المعيار من شأنه أن يحول دون منح براءات لكثير من المضادات الحيوية التي جرى تطويرها من خالل تقنيات معروفة. فحو ل قانون البراءات لسنة 1952 شرط "العبقرية الخالقة" إلى شرط "عدم البداهة" الذي ربما سه ل الحصول على براءات من جهود روتينية واسعة النطاق في البحث والتطوير. 103 وحذت بلدان أخرى حذوه فسن ت شرط عدم البداهة أو شرط "الخطوة االبتكارية" بما في ذلك اليابان في عام 1959 والسويد في عام 1967 وفرنسا في عام 1968 والمملكة المتحدة في عام وكان منح براءة لمادة مركبة سابقة مهمة في صناعة األدوية مثلما كان ظهور شرط عدم البداهة. وفي الوقت نفسه تقريبا أ دخلت تغييرات أخرى في التشريعات األمريكية بهدف وضع معيار للفعالية في اإلدارة األمريكية للغذاء والدواء من أجل ضمان أن األدوية الجديدة تؤدي مفعولها وللقضاء على ظاهرة منح براءات لألدوية الم قل دة واألدوية الم رك بة ذات الجرعات الثابتة. 105 واشتمل أيضا المشروع األصلي لقانون كافوفر الم عد ل على أحكام بشأن الترخيص اإلجباري مما سمح في المقام األول بدخول السوق في ثالث سنوات مقابل إتاوات معقولة. ولعل هذه التعديالت التي أ دخلت على اللوائح التنظيمية كان مرد ها مخاوف بشأن اآلثار السلبية الحتكار براءات المضادات الحيوية ولكنها من األسباب التي ي ستشهد بها كثيرا لتفسير اكتساب الحماية بموجب البراءات أهمية أكبر في قطاع المستحضرات الدوائية من القطاعات األخرى. فالتجارب تؤدي من جهة إلى حدوث زيادة كبيرة في تكاليف البحث والتطوير مما يحتم إطالة أمد البراءات من أجل استرداد االستثمارات. ومن الجهة األخرى تؤدي ضرورة إجراء التجارب إلى تصعيب التحايل على البراءة: فبإمكان المرء أن ي حد ث تغييرات بسيطة في ج زيء ما لتحسينه ولكن طرح هذا الج زيء الم عد ل في األسواق أمر م كل ف ألنه يتطلب إجراء تجارب جديدة باهظة الثمن. وكانت المؤسسات األكاديمية قبل سبعينيات القرن العشرين مترد دة في المشاركة بنشاط في أنشطة استصدار البراءات والترخيص ال سيما للتكنولوجيات المتعلقة بالصحة. 106 ففي جميع الحاالت التي نوقشت تقريبا كان األكاديميون تساورهم المخاوف إلى حد ما من استصدار براءات للتكنولوجيات المتعلقة بالصحة العامة. وكانت المؤسسات األكاديمية مترد دة في ذلك على نحو مماثل. على سبيل المثال لم تكن المؤسسة التي تنازل لها شيهان عن البراءة الخاصة بالبنسلين االصطناعي هي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بل "مؤسسة البحوث" وهي أحد وكالء نقل تكنولوجيات الغير وتأسست في عام 1912 التي تناولت براءات أكاديمية لكثير من المؤسسات في فترة ما بعد الحرب. ولم تكن المؤسسات األكاديمية مترد دة في االنخراط في ترخيص البراءات فحسب بل إنها حينما فعلت ذلك كما في حالة االستربتومايسين كانت تميل إلى تبني نهج واسع النطاق وتفضيل المنافسة األكبر. وفي الواليات المتحدة أصبحت المؤسسات األكاديمية أقل عزوفا عن المشاركة في استصدار براءات لالختراعات الطبية وترخيصها في العقود التي تلت ذلك. فمن خالل مجموعة من التطورات التي بلغت ذروتها بقانون بايه-دول لسنة 1980 أي دت السياسة االتحادية منح براءات وتراخيص استئثارية لنتائج البحوث الطبية العامة. وال يزال من غير الواضح ما إذا كان التركيز على منح البراءات والتراخيص قد أث ر في أنواع التفاعل األخرى بين الجامعات والصناعة وقنوات نقل التكنولوجيا التي كانت مهمة لالبتكارات الخارقة وكيفية 107 هذا التأثير. ويوجد قلق متزايد كما ذ كر في القسم الفرعي بشأن سالالت البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. ويرى البعض أن هذا سيؤثر بشكل كبير في حوافز تطوير مضادات حيوية جديدة وسيدفع إلى إدخال تغييرات على اإلطار المؤسسي والتنظيمي المتعلق بصناعة األدوية بما في ذلك احتمال إدخال تغييرات على نظام البراءات. 108 ولكن لم يتضح بعد كيف ستحدث هذه الديناميكيات..Mowery and Sampat (2001a, b).106.mowery et al (2004).107 So et وal Outterson et al (2007).108 (2011) و( 2015 ).Jaczynska et al.kingston و( 2004 ) Dutfield (2009).103.Kingston (2001).104.Carpenter (2014)

75 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية 3.2 أشباه الموصالت "ست سفر الدوائر المتكاملة عن عجائب مثل الحواسيب المنزلية... وأدوات التحكم اآللي في السيارات وأجهزة االتصال المحمولة الشخصية. وساعة اليد اإللكترونية ال ينقصها سوى شاشة لتكون قابلة للتنفيذ اليوم." غوردون مور المؤسس المشارك لشركة إنتل 1965 شبه الموصل هو مادة ال توصل الكهرباء إال في ظروف معينة. وهذه الخاصية تجعله وسيلة جيدة للتحكم في التيار الكهربائي وتسمح ألجهزة أشباه الموصالت بتبديل التيار الكهربائي وتضخيمه وتحويله. ويرجع أصل تطور صناعة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت واالقتصاد الرقمي الحالي إلى تكنولوجيا أشباه الموصالت. وأدى اختراع أشباه الموصالت إلى االنتشار السريع للحواسيب الكبيرة والحواسيب الشخصية الالحقة لها مما أدى بدوره إلى المعالجة اآللية لمعلومات صناعات بأكملها ومؤسسات مثل المستشفيات 109 والمدارس ووسائل النقل والمنازل تطور أشباه الموصالت ومساهمتها االقتصادية است خدمت عبارة "شبه موصل" ألول مرة من ق بل ألساندرو فولتا في عام 1782 حينما كان يجري تجارب بشأن الخصائص الكهربائية للمواد. واعتمدت الطفرة التكنولوجية التي أحدثتها أشباه الموصالت على سلسلة من االكتشافات العلمية واالختراعات التكنولوجية وبلغت ذروتها باختراع معالج البيانات الدقيق الذي يقع في صميم أي حاسوب شخصي أو جهاز ذي قوة معالجة. ويمكن تقسيم تاريخ أشباه الموصالت إلى أربع فترات تاريخية: الصمامات الم فر غة والترانزستورات والدوائر المتكاملة والم عال جات الدقيقة. والم عال جات الدقيقة تتكو ن ببساطة من عدد كبير من الدوائر المتكاملة التي ليست سوى مجموعات من الكثير من الترانزستورات المتصلة على شريحة رقيقة. الصمامات الم فر غة ) (: إرساء األسس العلمية ألشباه الموصالت بعد أكثر من قرن من البحث العلمي حصل جاغاديش بوس في عام 1904 على البراءة األولى لجهاز استغل خصائص أشباه الموصالت 110 في الكشف عن موجات كهرومغناطيسية الستخدامها في الراديو. وفي عام 1908 سج ل لي دي فورست براءة اختراع الصمام الثالثي األقطاب وهو جهاز الكتشاف اإلشارات الالسلكية الضعيفة وتضخيمها. 111 واست خدمت هذه األجهزة أيضا بوصفها م ق و مات لتحويل التيار المترد د إلى تيار مستمر. وقد مت الحرب العالمية األولى حافزا قويا على تطوير أجيال جديدة من أجهزة التضخيم وإنتاجها على نطاق واسع. وأدى تزايد حركة االتصاالت الهاتفية إلى وجود طلب إضافي على أجهزة التضخيم. 112 وبعد الحرب عز زت أجهزة التضخيم القائمة على الصم امات الم فر غة تطو ر الهاتف والراديو والحواسيب. إال أن الصم امات الم فر غة نتج عنها عدد من القضايا التقنية. فقد احترق المعدن الموجود في الصم امات وكانت الصم امات كبيرة جدا وال يمكن االعتماد عليها وكانت تستهلك كمية كبيرة من الطاقة. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية طالبت القوات العسكرية خاصة في الواليات المتحدة بكميات كبيرة من أجهزة االستقبال الراداري ذات الجودة الفائقة. وفي غضون ذلك في المملكة المتحدة أد ت االحتياجات والجهود العسكرية في حديقة بلتشلي إلى تطوير أول حاسوب إلكتروني قابل للبرمجة وكان اسمه كولوسوس. ورغم أن الصم امات الم فر غة كانت أكثر موثوقية وسمحت بتطبيقات أكثر مما سمحت بها التكنولوجيات السابقة فإن عيوبها ازدادت وضوحا مع اإلنتاج الصناعي مما شك ل تحديا بحثيا مهما. الترانزستورات )1945 الخمسينيات(: من اختراع بيل إلى االبتكار الذي قامت به شركات )منافسة( بعد الحرب أصبحت مختبرات بيل للهواتف وهي شركة تابعة للشركة األمريكية للهاتف والتلغراف )AT&T( إحدى القوى الرائدة لالبتكار المستقبلي في هذه الصناعة. وفي ديسمبر 1947 أعلن بيل عن اختراع الترانزستور م صادفة على يد فريق بحثي بقيادة ويليام شوكلي. وبعد ذلك بفترة وجيزة ترك شوكلي مختبرات بيل لينشئ شركته الخاصة مختبر شوكلي ألشباه الموصالت. وكان للترانزستورات دور حاسم في تطوير األجهزة اإللكترونية. فص غ ر حجم ها وانخفاض الحرارة المتولدة منها وارتفاع موثوقيتها وانخفاض احتياجاتها من الطاقة سمح بتصنيع دوائر كهربائية معق دة بالغة الصغر مثل التي تحتاجها الحواسيب..110 البراءة.US 755, البراءة.US 879,532.Levin (1982) هذا القسم مستمد من (2015a).Hoeren 74

76 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وكان الباحثون األوربيون والشركات األوروبية على قدر كاف من التقدم التكنولوجي جعلهم قادرين على تطوير الترانزستورات وإنتاجها. وفي أغسطس 1948 تقد م عالما الفيزياء األلمانيان هربرت ماتارى وهاينريش يلكر من شركة "فرن ايه سينيو وستنغهاوس" Westinghouse( )Freins et Signaux في فرنسا بطلب للحصول على براءة اختراع "الترانزستور". وكان بحثهما مستقال عن البحث الذي قامت به مختبرات بيل ومتزامنا معه. وبعد أسبوع واحد فقط من إعالن بيل أنتجت شركة فيليبس في هولندا ترانزستورا صالحا للعمل وسرعان ما لحقت بها شركة طومسون هيوستن من فرنسا وشركة جنرال إلكتريك وشركة ستاندرد تليفونز آند كيبولز 113 في المملكة المتحدة. وأدى تعاق ب المنتجات وطرائق الصنع الم بتك رة إلى تحسين الترانزستور األول مما أدى في النهاية إلى اختراع الترانزستور المستوي على يد جون هورني. وكان هورني قد غادر لتو ه مختبر شوكلي ألشباه الموصالت لي نشئ مختبر فيرتشايلد ألشباه الموصالت. الدوائر المتكاملة )الستينيات(: صعود الشركات الفردية الناشئة وقانون مور است حدثت الدوائر المتكاملة خليفة الترانزستور وس ج لت براءة اختراعها في عام 1959 على يد جاك كيلبي في شركة تكساس إنسترومنتس وروبرت نويس في شركة فيرتشايلد ألشباه الموصالت كل منهما بمعزل عن األ خرى. 114 وأ جري في أوروبا بحث مستقل كان يقود العلماء في اتجاه مماثل. وفي عام 1952 كان الفيزيائي البريطاني جيفري وليام أرنولد دامر يخامره نفس إحساس كيلبي. وبناء على فكرته أنتجت شركة بليسي البريطانية أول نموذج لدائرة متكاملة في العالم. وكان سعر الدائرة المتكاملة منافسا مقارنة بالترانزستورات المنفصلة مما كفل االنتشار السريع للتكنولوجيا وخصوصا استخدامها في وحدات المعالجة المركزية ألغراض عسكرية أو في الشركات الكبيرة واستخدامها بعد ذلك بفترة طويلة في الحواسيب الكبيرة في الشركات والمختبرات. وأصبح هدف صناعة أشباه الموصالت هو مواصلة تصغير حجم الدوائر المتكاملة وزيادة قدرتها الحسابية. وكان غوردون مور أحد مؤسسي شركة فيرتشايلد ألشباه الموصالت وشركة إنتل قد تنبأ في عام 1965 بأن يتضاعف عدد الترانزستورات الموجودة على الشريحة الواحدة كل 12 شهرا ثم عاد بعد ذلك وقال كل 24 شهرا وقد ثبتت صحة نبوءته بوجه عام في الع ق د الذي أعقب ذلك وهو ما ي عر ف حتى يومنا هذا بقانون مور. المعالجات الدقيقة )من السبعينيات إلى التسعينيات(: استخدام أشباه الموصالت في الحواسيب الشخصية أدت المعالجات الدقيقة إلى ظهور الحواسيب الشخصية فانتشر استخدام الحواسيب في المنازل والشركات الصغيرة. وكانت المعالجات الدقيقة أكثر تعقيدا بكثير من الدوائر المتكاملة. فقد كانت الشريحة الواحدة تتضمن أكثر من م كو ن وبوابة. وقد اد عت كل من شركة تكساس إنسترومنتس وشركة إنتل أنها صنعت أول معالج دقيق بين عامي 1970 و وابتداء من السبعينيات صنع المنتجون اليابانيون معالجات دقيقة وأنتجوا كميات كبيرة منها وهو ما أصبح يمثل تحديا مهما لشركة إنتل ومعظم الشركات األمريكية )انظر القسم 3.3.2(. وفي غضون ذلك أدت طرائق الصنع الم بتك رة واستحداث أدوات التصميم الم ح وس بة إلى انفصال مهمة تصميم منتجات الشرائح الدقيقة عن التصنيع. وهذه االبتكارات المهمة مك نت الشركات من أن تتخصص. وأتاحت أيضا فرصة سوقية خصوصا في آسيا لشركات جديدة تتولى إنتاج كميات كبيرة من الشرائح الرخيصة المستخدمة في أجهزة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في جميع أنحاء العالم. المساهمة االقتصادية ألشباه الموصالت كان ألشباه الموصالت تأثير اقتصادي كبير مستمر حتى وقتنا الحاضر. فقبل السبعينيات كانت ت ستخدم أجهزة أشباه الموصالت لتوليد التيار الكهربائي والتحكم فيه وللكشف عن اإلشارات الالسلكية. وبدأت صناعات شتى مثل النقل والكيماويات واأللمنيوم تستخدم أجهزة أشباه الموصالت فحققت مكاسب إنتاجية ضخمة. وفي وقت الحق أدت أشباه الموصالت إلى تطور صناعة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مما أدى أيضا إلى نمو كثير من الصناعات األخرى. وال تزال صناعة أشباه الموصالت نفسها تنمو منذ أكثر من أربعة عقود. وي قد ر حجم السوق العالمية ألشباه الموصالت بمبلغ 347 مليار دوالر أمريكي في عام 2015 بعد أن كان 3 مليارات دوالر أمريكي تقريبا في عام 1976 )انظر الشكل 7.2(. وكان نمو الطلب في البداية يأتي من الحواسيب واألجهزة اإللكترونية االستهالكية. أما في الوقت الحاضر فإن السيارات واألجهزة الالسلكية هي التي 115 تدفع النمو..WSTS (2015).115.Malerba (1985) فاز كيلبي بجائزة نوبل في الفيزياء عام 2005 عن اختراعه الخارق. 75

77 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الشكل 7.2: زادت مبيعات أشباه الموصالت العالمية زيادة سريعة مع وجود اختالفات كبيرة بين األقاليم مليار دوالر أمريكي األسعار الحالية الا مريكتان ا وروبا وا فريقيا والشرق الا وسط اليابان ا سيا والمحيط الهادي (باستثناء اليابان) * 2016* مالحظات: المناطق هنا حسب تعريف إحصاءات التجارة الدولية في أشباه الموصالت.)WSTS( *تقديرات. المصدر: الويبو بناء على تقرير الفواتير التاريخية وإحصاءات التجارة الدولية في أشباه الموصالت (2015).WSTS وحدث خالل هذه الفترة تحول جغرافي مهم في إنتاج أشباه الموصالت. ففي عام 1976 صدر ما يقرب من 70 في المائة من الشحنات عن الواليات المتحدة األمريكية و 20 في المائة عن أوروبا و 5 في المائة عن اليابان. وفي عام 1990 انخفضت حصة الواليات المتحدة إلى نحو 30 في المائة في حين أن حصة اليابان زادت إلى 40 في المائة. ومنذ ذلك الحين تراجعت حصص الواليات المتحدة وأوروبا واليابان جميعها وأصبحت منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمجملها وبشكل رئيسي تايوان )المقاطعة الصينية( وجمهورية كوريا تمثل ما يقرب من 60 في المائة من المبيعات في عام وأدى استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وشبكة اإلنترنت إلى تغيير شكل الصناعات القائمة وأوجد صناعات أخرى جديدة تماما بما في ذلك في مجال تجارة التجزئة والتوزيع والطاقة والمالية والنقل والصحة فإن تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تؤثر في طريقة تعلم الناس وسفرهم وعملهم وتفاعلهم االجتماعي. وقد عمل االقتصاديون على قياس المساهمة األوسع لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في النمو االقتصادي )انظر القسم 2.1 واإلطار 1.2 في الفصل السابق من هذا التقرير(. وحد دوا ثالث 116 قنوات نمو ظهرت بمرور الوقت. أوال يسهم االستثمار في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تعميق رأس المال اإلجمالي. 117 ثانيا يحفز التقدم التكنولوجي في صناعة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت على نمو اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج في الصناعات الم نت جة لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت. وتزداد جودة الشرائح وسرعتها باطراد بينما تنخفض تكلفتها مما يزيد انتشارها بشكل كبير. 118 ثالثا تؤدي زيادة استخدام الحواسيب في جميع قطاعات االقتصاد إلى زيادة اإلنتاجية الكلية لعوامل اإلنتاج على مستوى االقتصاد ككل بعد مرور وقت طويل وذلك على غرار التكنولوجيات األخرى ذات األغراض العامة. وتصبح الشركات والمعامالت أكثر كفاءة بفضل تأثيرات الربط الشبكي أيضا ما دامت استثمارات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مقرونة بابتكارات في التنظيم وطرائق الصنع. وتؤكد الدراسات التجريبية وجود جميع قنوات النمو الثالثة ولكن مع بعض المحاذير خصوصا فيما يتعلق بالقناة الثالثة. وهناك إجماع على أن قطاع إنتاج تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت قد أسهم منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين إسهاما كبيرا في نمو اإلنتاجية في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع. 119 وفي الواليات المتحدة كان إسهام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في نمو إنتاجية اليد العاملة واضحا بالفعل من منتصف سبعينيات القرن العشرين )انظر اإلطار 2.1(. وفي الواقع ظلت استثمارات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تؤثر إيجابيا في نمو القيمة 120 المضافة إلى أن حدثت األزمة االقتصادية األخيرة وما بعدها..Stiroh (2002).117.Jorgenson (2001) (2000) Stiroh Jorgenson and و.Colecchia and Schreyer (2002).Van Ark (2014).120.Van Ark and Inklaar و( 2005 ) OECD (2004)

78 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية وإضافة إلى ذلك تثبت معظم الدراسات التي أ جريت في العقد األول من القرن الحادي والعشرين في الواليات المتحدة وبعض البلدان األخرى ذات الدخل المرتفع وجود تأثير قوي لمكاسب الكفاءة في استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت م قارنة بالقطاعات المنتجة لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ال سيما 121 قطاع الخدمات. ولم تجن جميع البلدان بعد هذه الثمار التي نتجت عن استثمارات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت. وثمة قلق من أن الزيادة اإلنتاجية التي أسفرت عنها تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لم تحدث على نطاق واسع في أوروبا أو اليابان كما هو الحال في الواليات المتحدة. 122 ويشير بعض الدراسات أيضا إلى أن اآلثار اإلنتاجية المترتبة على تعميق رأس مال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في البلدان ذات الدخل المرتفع ربما تكون قد وصلت اآلن إلى 123 ذروتها )انظر القسم 5.1(. وقد بدأت أشباه الموصالت تنتشر في االقتصادات الناشئة انتشارا سريعا في بعض األحيان. فالصين في عام 2015 هي أكبر سوق 124 ألشباه الموصالت تليها الهند ثم االتحاد الروسي ثم البرازيل. وفي بعض االقتصادات المنخفضة والمتوسطة الدخل أيضا أحدثت بالفعل تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تأثيرات مهمة في زيادة كفاءة األسواق عن طريق إيجاد خدمات دفع جديدة أو التحفيز على مواصلة االبتكار مثال. وال شك أن هذه اإلمكانات الكامنة في االقتصادات النامية أبعد ما تكون عن النفاد. فمن حيث إنتاج أشباه الموصالت تحتضن اقتصادات مثل الصين وماليزيا وتايوان )المقاطعة الصينية( وعدد قليل من االقتصادات اآلسيوية األخرى بعضا من أكبر أنشطة التجميع والتصنيع. أما من حيث ابتكار أشباه الموصالت فإن معظم األنشطة ذات القيمة المضافة األكبر مثل تصميم الشرائح ال تزال تحدث في البلدان ذات الدخل المرتفع ما خال بضعة استثناءات منها الصين وبعض البلدان األخرى في آسيا وأمريكا الالتينية ال سيما األرجنتين والبرازيل وكوستاريكا منظومة ابتكار أشباه الموصالت تطو رت منظومة ابتكار أشباه الموصالت تطورا كبيرا على مر الزمن مما انعكس بوجه خاص على االنتقال من االبتكار المبكر واالستغالل التجاري األول إلى اإلنتاج الواسع النطاق واالنتشار. وكان لنظام االبتكار في كل منطقة من المناطق الجغرافية الرئيسية الثالث أال وهي الواليات المتحدة وأوروبا واليابان هيكل م تمي ز للغاية أضاف مساهمته الخاصة إلى االبتكار واالنتشار. وفي الواليات المتحدة هي أت مجموعة سيليكون فالي الظروف الالزمة لظهور الشركات المتخصصة واستمرارها إلى جانب الشركات الراسخة الكبيرة. وفي اليابان حققت الشركات الكبيرة التي قامت في األصل على تكنولوجيا مرخصة من الواليات المتحدة إنتاجا أرخص وواسع النطاق وأدخلت ابتكارات على المستويين التكنولوجي والتنظيمي على حد سواء. وفي أوروبا استطاعت الشركات أن تحقق مركزا تنافسيا قويا للصناعات االستهالكية في مجال أشباه الموصالت بفضل وجود نظام قوي للبحوث األساسية وهيمنة الشركات الكبرى والجهود السياسة الصناعية إلنشائها والحفاظ عليها والتركيز على األسواق االستهالكية. واعتمدت جميع مراحل ابتكار أشباه الموصالت ال سيما المرحلة المبكرة حتى ستينيات القرن العشرين اعتمادا كبيرا على المساهمات في العلوم األساسية والروابط بالبحوث العامة والجامعية. وإضافة إلى ذلك حث االنتشار السريع للمعرفة على االبتكار العالمي. واستفاد ابتكار أشباه الموصالت استفادة كبيرة من الدعم الحكومي والسياسات الحكومية في شكل طلب أجهزة أشباه الموصالت وشرائها ومن السياسات الصناعية والتجارية. الت رك ز المبكر في الواليات المتحدة وأوروبا واالنتشار في آسيا حدث معظم ابتكارات أشباه الموصالت في مجموعات تجارية قليلة. ففي الواليات المتحدة أصبحت مجموعة سليكون فالي في منطقة خليج سان فرانسيسكو مرادفة لريادة األعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ولحالة النشاط واالبتكار. وفي اليابان ظهرت طوكيو ومنطقة أوساكا-كوبي بوصفها مجموعات 125 تجارية مهمة في مجال أشباه الموصالت..Morris (1990).125 Pilat and Wölfl و( 2004 ) Jorgenson and Stiroh (2000).121 و( 2007 ) Bosworth and Triplett و( 2015 ).OECD وJorgenson Colecchia and Schreyer (2002).122.van Ark و( 2014 ) and Motohashi (2005).van Ark و( 2014 ) Gordon (2012).123.PwC (2014)

79 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الشكل 8.2: النمو السريع في تسجيل براءات أشباه الموصالت وخاصة في الواليات المتحدة واليابان إيداعات البراءات األولى حسب المنشأ Japan اليابان of Korea جمهورية Rep. كوريا China الصين الواليات US المتحدة Germany ألمانيا China) تايوان (Prov. of )محافظةTaiwan الصين( Other أخرى 80,000 60,000 40,000 20, Year السنة المصدر: الويبو بناء على قاعدة بيانات المكتب األوربي للبراءات )PATSTAT( )انظر المالحظات التقنية(. ويوضح الشكل 8.2 عدد إيداعات البراءات األولى على مستوى العالم في أشباه الموصالت من عام 1945 إلى عام وهذه الفترة تشمل وقت االختراع من الترانزستور في عام 1947 إلى المعالجات الدقيقة في عام 1971 والفترة الالحقة لالنتشار. وفي الفترة األولى كانت الواليات المتحدة واليابان تتزعم ان استصدار براءات أشباه الموصالت تليهما ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وهولندا. وحتى عام 1971 كان المخترعون األمريكيون قد أودعوا 40 في المائة في المتوسط من جميع البراءات في الصناعة سنويا. وحتى ستينيات القرن العشرين كان مخترعون من أصل ياباني قد أودعوا واحدا في المائة في المتوسط من جميع البراءات ولكن بحلول عام 1980 كانوا قد أودعوا 85 في المائة لتصل نسبة ما أودعوه إلى ذروتها البالغة 90 في المائة في عام وبالمثل كانت نسبة البراءات التي أودعها مخترعون من جمهورية كوريا تقارب الصفر حتى أواخر الثمانينيات ولكنها بلغت 20 في المائة بحلول عام وارتفاع نسبة البراءات ذات األصول اليابانية يرتبط إلى حد ما على األقل بممارسة اإلغراق بسيول من البراءات patent( )flooding حيث أودعت الشركات اليابانية كثيرا من البراءات مع إدخال تغييرات طفيفة على التكنولوجيات األساسية التي استصدرت لها الشركات األمريكية بالفعل براءات. وكانت سمات نظام البراءات 126 الياباني تسمح بهذه الممارسة. يصف الشكل 9.2 منشأ إيداعات البراءات األولى في فترة االختراع الممتدة من عام 1945 إلى عام 1975 )القمة( ويقارن ذلك بالفترة من 1976 إلى 2005 )القاع(. وكانت ثالثة بلدان تستحوذ على 89 في المائة من البراءات العالمية ألشباه الموصالت في كل فترة: فكانت هذه البلدان الثالثة بين عامي 1945 و 1975 هي اليابان والواليات المتحدة وألمانيا ولكن في الفترة الثانية كانت هذه البلدان الثالثة هي اليابان والواليات المتحدة وجمهورية كوريا. وفي الفترة الثانية انضم ت تايوان )المقاطعة الصينية( والصين إلى مجموعة أكبر ستة مودعين للبراءات. وشهدت أيضا اقتصادات أخرى مثل سنغافورة وإسرائيل واالتحاد الروسي والبلدان المتوسطة الدخل بما فيها ماليزيا والهند وجنوب أفريقيا نمو ا في تسجيل البراءات وإن كانت أعداد البراءات أقل بكثير انظر على سبيل المثال (1993).Wolfson 78

80 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الشكل 9.2: االنتشار من الواليات المتحدة وألمانيا واليابان وبلدان آسيوية أخرى إيداعات البراءات األولى حسب المنشأ ,000 10,000-40,000 10,000 10,000 5, ,000 5,000 5,000 2,000-5,000 2,000 2, , إيداعات البراءات األولى حسب المنشأ , , , , ,000 10, ,000-10,000 10,000 5,000-10,000-5,000 5,000 1,000-5,000 1,000 1, , المصدر: الويبو بناء على قاعدة بيانات المكتب األوربي للبراءات )PATSTAT( )انظر المالحظات التقنية(. تطور منظومة ابتكار أشباه الموصالت تطورت منظومة ابتكار أشباه الموصالت عبر المراحل التكنولوجية المختلفة الم وض حة في القسم الصمامات الم فر غة: شركات متكاملة كبيرة وحاجة ماسة إلى بحوث أساسية كانت الشركات المتكاملة الكبيرة خاصة شركات األنظمة الكهربائية واإللكترونية مثل ويسترن إلكتريك في الواليات المتحدة وفيليبس في هولندا وسيمنز في ألمانيا وشركة نيبون إلكتريك )NEC( في اليابان هي الشركات الرئيسية الم نت جة ألشباه الموصالت وكانت هذه القلة تحتكر السوق على نحو ثابت. واعتمدت الشركات األمريكية واألوروبية على وحداتها البحثية القوية وعلى البحوث التي ت جرى في الجامعات. وكان استيعاب التكنولوجيات األجنبية هو الذي يحر ك الجهود االبتكارية للشركات اليابانية في ذلك الوقت. 79

81 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الترانزستورات: التكتل والداخلون الجدد في الواليات المتحدة في ذلك العصر كان للتفاعالت بين المعارف العلمية والتكنولوجية دور حاسم في تطوير أجهزة أشباه موصالت جديدة. 127 وفي الواليات المتحدة كو نت جامعات مثل جامعة ستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كاليفورنيا في بيركلي تجم عا من العلماء والمهندسين ذوي المعرفة الغزيرة الذين اجتذبوا الشركات لتستقر في المنطقة نفسها. وكانت التفاعالت بين البحوث األساسية والتطبيقية على قدر كبير من األهمية مما جعل المؤسسات الكبيرة تقيم مختبر بحوث خاص بالمؤسسة مثل مختبرات بيل في حالة الشركة األمريكية للهاتف والتلغراف.)AT&T( وفي أوروبا واليابان كان المنتجون الرئيسيون ال يزالون شركات كبيرة متكاملة في تجارة المعدات الكهربائية وإن كانت الشركات الجديدة التي كان يحتمل أن تدخل المجال والتي دخلته بالفعل في اليابان مثل شركة سوني قد أحدثت قدرا من التنافس. وفي الواليات المتحدة تعايشت الشركات الكبيرة مع الشركات الوافدة الجديدة. وكانت هذه الشركات على نوعين: شركات كانت تعمل سابقا في صناعات أخرى مثل هيوز وتكساس إنسترومنتس وشركات أ نشئت لتصنيع أشباه الموصالت مثل شركة ترانسيترون. وكانت الشركات األمريكية تخدم في المقام األول هيئات عسكرية ولكن الشركات األوروبية واليابانية كانت تخدم السوق المدنية ال سيما بتصنيع أجهزة الراديو والتلفزيون. وكانت احتياجات هاتين السوقين مختلفة إلى حد كبير. ففي أوروبا واليابان أصبح التركيز الرئيسي للبحوث ينصب على التكاليف والموثوقية وزيادة القدرة على اكتشاف اإلشارات مما جعل الجرمانيوم هو المادة الم فض لة لصنع الترانزستور. أما في الواليات المتحدة فكان الحجم واستهالك الطاقة هدفين واضحين لألجهزة الجديدة مما جعل الم صن عين يفضلون السيليكون على الجرمانيوم. 128 وفي وقت الحق أصبح السيليكون المادة السائدة لصنع أشباه الموصالت المستخدمة في معظم التطبيقات. الدوائر المتكاملة: طفرة الشركات الناشئة في الواليات المتحدة رغم استمرار قلة النشاط في أوروبا واليابان اتسعت الفجوة بين المنظومة األمريكية والمنظومة األوروبية واليابانية. في الواليات المتحدة جذب القطاع السوقي الخاص بالدوائر المتكاملة اهتمام كثير من علماء ريادة األعمال الذين تركوا مؤسسات كبيرة من أجل إنشاء شركات دوائر متكاملة خاصة بهم. وشج ع على هذا االتجاه التنق ل الشخصي الذي سه له تكت ل المؤسسات وتوفر رأس مال المخاطرة. 129 وبحلول عام 1966 كان معظم المنتجين الرئيسيين ألشباه الموصالت في الواليات المتحدة شركات متخصصة في أشباه الموصالت تكساس إنسترومنتس فيرتشايلد موتوروال تليها شركات كهربائية كبيرة مثل ويست رن إلكتريك وجنرال إلكتريك. أما في أوروبا فقد ظل ت األسواق االستهالكية المستخدم الرئيسي ألشباه الموصالت. ونتيجة لذلك واصل المنتجان الرئيسيان فيليبس وسيمنس اللذان كانا قد اكتسبا خبرة كبيرة في استخدام الجرمانيوم إنتاج الترانزستورات على نطاق واسع وقاوما التحو ل إلى السيليكون والدوائر المتكاملة. وفي أوروبا تحولت إلى الدوائر المتكاملة الشركات األصغر مثل شركة بليسي وشركة فيرانتي في المملكة المتحدة وشركة كوسم )COSEM( في فرنسا وشركة ألجماينه إلكتريسيتيتس-جيسلشافت )AEG( تليفونكو في ألمانيا. ومع ذلك لم تتمكن من أن تنمو بما فيه الكفاية بسبب تأخر دخولها السوق ومحدودية مواردها المالية. وعالوة على ذلك دفعت األسواق االستهالكية شركات أوروبية إلى اختيار الدوائر المتكاملة التناظرية وليست الرقمية. وهذه الخيارات التكنولوجية صع بت األمر على الم نتجين األوروبيين ألن السيليكون والدوائر المتكاملة الرقمية أصبحا يهيمنان على الصناعة. ولذلك كان االستيراد من الواليات المتحدة أو من شركات تابعة لشركات أمريكية ومقرها في أوروبا يفي إلى حد كبير باحتياجات األسواق األوروبية للحواسيب واألجهزة الرقمية وفي الوقت نفسه حافظت الشركات األوروبية على مركزها التجاري القوي في مجال اإللكترونيات االستهالكية. 130 وبوجه عام كفلت الشركات الناشئة في الواليات المتحدة تحقيق درجة أكبر من النشاط وتحو ال أسرع إلى الدوائر المتكاملة الحديثة. واشتركت صناعة أشباه الموصالت اليابانية مع الصناعة األوروبية في بعض القواسم على الرغم من كونها أقل تقدما من الناحية التكنولوجية. واستمرارا للفترات السابقة هيمنت الشركات الكبيرة المتكاملة على هذه الصناعة. وإضافة إلى ذلك رك زت الشركات على السوق االستهالكية وخاصة اآلالت الحاسبة وكانت عازفة عن االنتقال إلى أجهزة السيليكون على سبيل المثال كان الباحثون في جامعة بوردو في أواخر أربعينيات القرن العشرين قاب قوسين أو أدنى من اختراع الترانزستور..Langlois and Steinmueller و( 1999 ) Malerba (1985) االتفاق الذي أبرمه المهندسون التاركون لشركة شوكلي سيميكوندكتور مع شركة فيرتشايلد كاميرا آند إنسترومنت وهي الشركة التي مو لت تأسيس شركة فيرتشايلد سيميكوندكتور كان األول من نوعه وساهم في ظهور شركة رأس مال المخاطرة )2010 Brock,.)Lécuyer and.malerba (1985)

82 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية الجدول 4.2: تطور منظومة أشباه الموصالت )1900 التسعينيات( الصمامات الم فر غة الترانزستورات الدوائر المتكاملة المعالجات الدقيقة الجهات الرائدة شركات كهربائية متكاملة )أوروبا/ أمريكا/ اليابان( أنواع الجهود المبتكرة ابتكار منتجات من خالل اكتشافات علمية 1. شركات كهربائية متكاملة )أوروبا/ أمريكا/ اليابان( ابتكار منتجات من خالل البحوث والهندسة التطبيقية 2. شركات متخصصة )أمريكا( 1. شركات كهربائية متكاملة )أوروبا/ اليابان( 2. شركات ناشئة )أمريكا( 1. صانعو األجهزة المتكاملة )IDMs( )أمريكا/ أوروبا/ اليابان/ كوريا( 2. الشركات غير الم صن عة )أمريكا( 3. المسابك )تايوان/ سنغافورة/ ماليزيا/ تايلند/ الصين( مالحظة: كوريا: جمهورية كوريا تايوان: تايوان )المقاطعة الصينية(. ابتكار منتجات وطرائق صنع ابتكارات تنظيمية ومالية ابتكار منتجات وطرائق صنع ابتكارات تنظيمية المستخدمون الرئيسيون رادارات عسكرية )أمريكا( أسواق استهالكية - التلفزيون والمذياع )أوروبا/ اليابان( إمدادات الطاقة والنقل والصناعات المعدنية )أوروبا( استخدامات عسكرية وحواسيب )أمريكا( أسواق استهالكية - التلفزيون والمذياع )أوروبا/ اليابان( وحدات معالجة مركزية وحواسيب صغيرة )أمريكا( أسواق استهالكية )أوروبا/ اليابان( حواسيب شخصية )أمريكا( سلع إلكترونية واتصاالت وسيارات )أوروبا( سلع إلكترونية )اليابان( وخالل هذه الحقبة كانت التفاعالت بين البحث والتطوير واإلنتاج مهمة لالبتكار. على سبيل المثال اعتمدت شركة تكساس إنسترومنتس هيكال تنظيميا عز ز العالقات بين شتى األقسام. وكان ذلك أحد عوامل نجاح الشركة. 131 وبالمثل كان اختراع الترانزستور المستوي في شركة فيرتشايلد ألشباه الموصالت نتيجة جهود 132 بحثية استندت إلى إحساس لدى م الح ظ عم ال في شعبة اإلنتاج. الم عال جات الدقيقة: نحو زيادة تقسيم العمل بين التصميم واإلنتاج أدت طرائق الصنع الم بتكرة إلى إضعاف االعتماد المتبادل بين البحث والتطوير واإلنتاج. وإضافة إلى ذلك كان تصنيع المعالجات الدقيقة يتطلب استثمارات رأسمالية أكبر نظرا لتعق د المعالجات الدقيقة. ونتيجة لذلك ظهرت ثالثة أنواع من الشركات: شركات أبقت على اإلنتاج والتصميم داخلها وت عرف باسم صانعي األجهزة المتكاملة )IDMs( وشركات متخص صة في التصميم وت سمى الشركات غير الم صن عة )fabless( وشركات متخص صة في التصنيع وت سمى المسابك.)foundries( ومما أسهم أيضا في الت خص ص استخدام أشباه الموصالت في االتصاالت الالسلكية والمنتجات االستهالكية مثل ألعاب الفيديو. وكانت هذه األسواق أكثر تشتتا بكثير وكان دورة حياة منتجتها أقصر بكثير من أسواق الحواسيب. وفي الواليات المتحدة ركزت شركة إنتل الرائدة في سوق المعالجات الدقيقة ومعظم شركات أشباه الموصالت على الشرائح الكثيفة التصميم مما أسفر عن ارتفاع هوامش الربح. واحتفظت بعض هذه الشركات مثل شركة إنتل وشركة تكساس إنسترومنتس بمرافقها اإلنتاجية فتحولت إلى شركات تصنيع أجهزة متكاملة. واختارت شركات أخرى مثل كوالكوم نموذج أعمال الشركات غير الم صن عة وأسندت مهمة التصنيع إلى المسابك. وأصبحت أيضا معظم الشركات اليابانية مثل شركة إن إي سي وتوشيبا وهيتاشي من شركات تصنيع األجهزة المتكاملة ولكنها رك زت على أجهزة أشباه الموصالت الموحدة. وبالمثل أصبحت شركات سامسونج وهيونداي وإل جي إلكترونيكس في كوريا من الشركات العالمية الرائدة في مبيعات رقائق الذاكرة. وتركزت المسابك بوجه خاص في تايوان )المقاطعة الصينية(. ففي عام 1996 أنتجت المسابك الرئيسية في تايوان )المقاطعة الصينية( تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشيورنغ ويونايتد ميكروإلكترونيكس ووينبوند تكنولوجي 40 في المائة من الناتج الذي طلبته الشركات األمريكية غير الم صن عة. 133 وفي أواخر التسعينيات دخلت مجال المسابك شركات من اقتصادات آسيوية أخرى مثل سنغافورة وماليزيا وتايلند والصين. ورك زت الشركات األمريكية على تطبيقات الحاسوب ورك زت الشركات اليابانية على السلع اإللكترونية. وسمح للشركات اليابانية حجم ها وطبيعتها المتنوعة باالعتماد على التحويالت الرأسمالية الداخلية في فترات انخفاض المبيعات مما ضمن استقرار معدالت االستثمار وارتفاعها. ومن السمات األخرى التي ات صفت بها الشركات اليابانية تركيزها على مراقبة الجودة: فقد أدت ممارسة إدارة الجودة الشاملة إلى تعزيز التحك م في العمليات ورصدها آليا. وكانت لذلك آثار ملحوظة في تحسين الجودة واإلنتاجية. وأخيرا قي د نظام التوظيف مدى الحياة السائد في اليابان انتشار المعرفة وفقدان الدراية العملية المكتسبة..Langlois and Steinmueller (1999).133.Morris (1990).131.Lécuyer and Brock (2010)

83 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية واعتمدت الشركات األوروبية استراتيجية االستحواذ على الشركات األمريكية والتعاون في البحث والتطوير مع م نتجي المعالجات الدقيقة المعروفين. ومك نهم ذلك من استخدام التكنولوجيا الجديدة في السلع اإللكترونية واالتصاالت وتطبيقات السيارات. وحافظت شركات فيليبس وسيمنز وإس جي إس تومسون على مركزها التجاري في األسواق الدولية للسلع اإللكترونية وتول دت منها شركات متخص صة في أشباه الموصالت أصبحت ناجحة جدا في 134 وقت الحق. دور الحكومة الحاسم في تمويل البحث واالبتكار وتحفيزهما حفزت الحكومات تطوير أشباه الموصالت من خالل آليات متنوعة ذات اختالفات واضحة بين البلدان. ففي الواليات المتحدة كانت المنحة البحثية التي ق د مت عام 1949 إلى مختبرات بيل وم ن ح البحث والتطوير وعقود التصنيع التجريبية وجميع أشكال الدعم المالي األخرى المباشرة وغير المباشرة كانت تمثل ربع جميع أنشطة البحث والتطوير في هذه الصناعة في أواخر الخمسينيات. 135 واستمر الدعم المالي حتى مشروع سيماتك لعام 1987 الذي أدى أيضا إلى إقامة تعاون بشأن البحث والتطوير بين الشركات المتنافسة. وضمنت الحكومة وهيئاتها العسكرية استمرارية الطلب على أشباه الموصالت األمريكية. واتباع سياسة "اشتر المنتجات األمريكية" جعل العطاءات األجنبية أقل تنافسية من العطاءات الوطنية. وأث رت الحكومة أيضا في الصناعة عن طريق وضع متطلبات تقنية واضحة. ونتج عن ذلك منطق التصغير الدقيق للحجم. وأنشأت البرامج الحكومية مختبرات وشبكات من المنظمات البحثية. وكانت المشروعات البحثية المدعومة من الحكومة الم رك زة على البحوث التطبيقية متعددة التخصصات واشتملت على التعاون الوثيق بين الباحثين والم صن عين. أما فيما يخص البيئة التنظيمية فإن حكما اتفاقيا صدر سنة 1956 بشأن مكافحة االحتكار وأرغم الشركة األمريكية للهاتف والتلغراف )AT&T( على أن تمتنع عن بيع أشباه الموصالت تجاريا فأتاح هذا الحكم فرصة تجارية لكل الشركات الكبيرة والشركات الناشئة. وعز زت أيضا الحكومة األمريكية عملية توحيد مقاييس المنتجات مما جعل الشركات تتمتع بسوق أكبر ومن ثم تستفيد من وفورات اإلنتاج الكبير. وسه ل القانون الوطني 136 للبحوث التعاونية لسنة 1984 إجراء بحوث مشتركة. أما في أوروبا فلم تكن توجد عقود عسكرية وحينما كان الدعم متوفرا كان نصيب التطبيقات التجارية منه قليال. 137 ولم تخصص الحكومات نفس الموارد المالية لدعم تطوير هذه الصناعة. ووصل دعم مالي أكبر بعد ذلك بكثير حينما كانت الشركات األوروبية تحاول اللحاق بركب الشركات األمريكية في المعالجات الدقيقة. وكانت المختبرات البحثية التي أقامتها الحكومات أحرص على البحوث األساسية منها على البحوث التطبيقية. 138 وكانت اإلعانات المالية والتعريفات الجمركية والحواجز غير الجمركية وسياسات المنافسة تدعم الشركات الوطنية العمالقة. وأث رت محدودية نطاق عملياتها 139 التي ترجع إلى تجزئة السوق األوروبية في نتائج هذه السياسات. وإضافة إلى ذلك أد ت المشتريات الوطنية في مجال االتصاالت مثال إلى زيادة تجز ؤ السوق. ولم تؤد المشتريات العسكرية أيضا أي دور في تطوير صناعة أشباه الموصالت اليابانية. ومع ذلك أحدثت الحكومة تأثيرا قويا في هذه الصناعة من خالل وزارة التجارة الدولية والصناعة. وكان من أبعد إجراءاتها أثرا مشروع التكامل الفائق االتساع (VLSI) ) ( وهو اتحاد يضم شركة فوجيتسو وإن إي سي وهيتاشي وميتسوبيشي وتوشيبا. وكما كان الحال في أوروبا آثرت وزارة التجارة الدولية والصناعة في اليابان تطوير صناعة وطنية من خالل التعريفات الجمركية المرتفعة والحواجز غير الجمركية والمعاملة التفضيلية للشركات الوطنية في المشتريات الحكومية. وعرقلت الحكومة أيضا تأسيس شركات مملوكة بالكامل تابعة لشركات أجنبية عبر الرقابة على رأس المال واتفاقات الترخيص الخاضعة للرقابة بين الشركات اليابانية واألمريكية. 140 وكانت البنوك الوطنية التي كان بنك اليابان يسيطر على أموالها تستطيع امتالك أسهم عادية في الشركات التي كانت تحصل من هذه البنوك الوطنية على قروض. ومن ثم دعمت البنوك الشركات الوطنية حتى حينما لم يكن يوجد أي عائد من االستثمار مما سمح للشركات باالحتفاظ بمعدالت استثمار عالية انظر على سبيل المثال حالة حاسوب كولوسوس الذي ص نع خالل الحرب العالمية الثانية في المملكة المتحدة لفك الرموز..Malerba (1985).138.Morris (1990).139 وLanglois Flamm و( 1996 ) Nakagawa (1985).140.Hoeren و( 2015a ) and Steinmueller (1999).Langlois and Steinmueller و( 1999 ) Malerba (1985).134.Tilton (1971).135.Langlois and Steinmueller (1999)

84 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية أشباه الموصالت ونظام الملكية الفكرية تطو رت استراتيجيات التمل ك والملكية الفكرية على نحو طبيعي خالل شتى مراحل االبتكار واالستغالل التجاري. وكانت في الغالب تخص جهات معينة واختلفت اختالفا كبيرا من بلد آلخر أيضا. ومع ذلك لم يتوف ر لها سوى عدد قليل من الخصائص العامة. البراءات: من االستراتيجيات المفتوحة لتسجيل البراءات إلى االستراتيجيات األكثر دفاعا لم ت عتب ر السرية استراتيجية قابلة للتطبيق في الواليات المتحدة نظرا لكثرة تنق ل العلماء في منطقة سيليكون فالي ورغبة الباحثين في نشر اختراعاتهم. أما اليابان فكانت على النقيض من ذلك حيث استفاد الموظفون من التوظيف مدى الحياة ونادرا ما تركوا شركاتهم فظلت المعلومات داخلية. ونادرا ما احت كم إلى قوانين السرية التجارية. وتزامن ابتكار أشباه الموصالت مع االنتفاع الم كث ف بالبراءات. وشهدت جميع المراحل التي نوقشت آنفا إيداعات كثيرة للبراءات معظمها الختراعات كانت حاسمة في مواصلة تطوير هذه الصناعة. وشهدت إيداعات البراءات نموا ملحوظا منذ األيام األولى )انظر الشكل 8.2(. وهذا االنتفاع الكبير بالبراءات الفت للنظر ألنه من الناحية القانونية ال ي عتبر تصميم أشباه الموصالت من حيث المبدأ قابال للحماية عن طريق حقوق البراءات التقليدية. وفي الواقع اعت برت تصميمات الدوائر المتكاملة تنويعات بديهية لتصميمات سابقة وال تستحق الحماية بموجب براءة. 141 وكذلك من وجهة النظر التجارية أدى أيضا قصر الحياة التجارية للدوائر المتكاملة إلى جعل أشكال الت مل ك األخرى أكثر جذبا. وفي الواقع كانت المهلة الزمنية وميزة المتحرك األول وقدرات التصميم والسمعة الطيبة أكثر أهمية في هذا الصدد. 142 ومع ذلك كانت توجد عناصر أخرى لتكنولوجيا أشباه الموصالت قابلة للحصول على براءة. وكانت البراءات ت ستخدم على وجه الخصوص لتحقيق أرباح من السمات الهيكلية المعق دة من الناحية التقنية ألجهزة أشباه الموصالت ومن االبتكارات في معالجة أشباه الموصالت. واألهم من ذلك هو أن البراءات كانت ت ستخدم في الغالب كوسيلة فعالة لتبادل التكنولوجيا فيما بين الجهات الفاعلة الرئيسية. ويرجع ذلك جزئيا إلى استراتيجية األعمال وسياسة الحكومة ونادرا ما تطل ب األمر إنفاذ البراءات. وكانت الشركات تدرك أن تطوير الشرائح يتطلب النفاذ إلى عدد كبير من االختراعات المتداخلة والحقوق التي تملكها أطراف متنوعة. 143 فاستخدمت الشركات على نحو مباشر أو غير مباشر اختراعات أطراف أخرى إما صراحة من خالل ممارسات ترخيص متبادل مرنة وواسعة النطاق أو ضمنيا من خالل تجاهل 144 حقوق البراءات التي يمتلكها آخرون. وأدى الكشف عن االختراعات وتبادل التكنولوجيا وعدم التقاضي إلى تيسير االبتكار التراكمي واالنتشار. وسهلت البراءات أيضا التخصص وساعدت على تعبئة الموارد الالزمة لتغطية تكاليف البحث والتطوير الكبيرة ولتمويل الشركات الناشئة. 145 والتزاي د الحالي لمحافظ البراءات الكبيرة لمنع المنافسين أو لتجنب خطر التقاضي يعتبر في الواقع وفقا للمعايير التاريخية ظاهرة جديدة في هذه الصناعة. والتأثير السلبي الذي ي خشى أن يتعرض له االبتكار الحقيقي 146 قد يكون أيضا أكثر محدودية مما كان يظنه البعض في البداية. ومن المفيد التمييز بين مختلف مراحل استراتيجية الملكية الفكرية بعناية. المرحلة األولى ) (: مهام أكاديمية فردية مع البراءات أرسى المخترعون األكاديميون على اختالف مشاربهم أسس هذه الصناعة في أوائل القرن العشرين. وحتى في هذه المرحلة المبكرة غالبا ما كانت االختراعات ت ود ع أيضا كبراءات وت نشر كأبحاث علمية. إال أن هذه البراءات لم ت ستخدم على وجه الحصر من جانب المخترع دون غيره بل كانت في الحقيقة غير م ستغ لة تجاريا على اإلطالق في معظم األحيان ولكنها أسهمت في نهر المعرفة..Hall and Ziedonis و( 2007 ) Grindley and Teece (1997) (1982) Hippel Von و( 1996 ) Appleyard و.Hoeren و( 2015a ) Motohashi (2008).Hall (2005) انظر مثال (2000) Shapiro و( 2001 ) Hall and Ziedonis و( 2004 ) Jaffe and Lerner لالطالع على مخاوف ذات صلة..Hoeren (2015a).141.Cohen et al و( 2000 ) Levin et al (1987)

85 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية المرحلة الثانية ) (: توازن البراءات والترخيص المتبادل الواسع النطاق تزامن االرتفاع السريع للملكية الفكرية مع االبتكار وذلك من األربعينيات حتى السبعينيات وليس في الواليات المتحدة فحسب بل أيضا في أوروبا واليابان. 147 ولم يستخدم أصحاب البراءات براءاتهم لالحتفاظ بالتكنولوجيات ألنفسهم أو لتجنب المنافسة. وكانت البراءات إما م رخ صة ترخيصا متبادال أو غير م ن ف ذة عمدا. 148 وكانت الشركات الناشئة تستخدم التقنيات القائمة ألشباه الموصالت من أجل االبتكار الالحق. وكان هناك سببان جعال أصحاب الحقوق يمتنعون عن إنفاذ حقوق البراءات. أوال ظن شتى أطراف الصناعة أن إنفاذ حقوق البراءات الفردية في هذه المجال التكنولوجي الم تداخ ل الم عق د سيكون مستحيال وسيأتي بنتائج عكسية. وحتى البراءات األساسية كانت تستند إلى 149 إفصاحات تقنية لبراءات قائمة ويحتمل أن تنتهكها. وأدى إيداع عدد كبير من البراءات دون إنفاذها إلى توازن القوى فكانت توجد اختراعات متنوعة تملكها أطراف متنافسة. وكان التقاضي قاصرا على عدد قليل من الحاالت األولية الحاسمة. على سبيل المثال قام كل من نويس وكيلبي باختراعه الرئيسي بمعزل عن اآلخر ونتج عن ذلك أن طالبت شركتا فيرتشايلد وتكساس إنسترومنتس في الوقت نفسه باستصدار براءة الختراع يكاد يكون متطابقا. وفي البداية قاضت كل شركة من هاتين الشركتين األخرى وات همتها بانتهاك براءة االختراع ولكن وافق كل طرف في تسوية عام 1966 على أال يطعن في صحة براءات منافسه أي تم التوصل إلى اتفاق بعيد المدى للترخيص المتبادل. 150 وأصبح هذا النوع من التسويات شائعا في الصناعة وأصبحت الشركات يوما بعد يوم تؤثر اتفاقات التراخيص المتبادل على التقاضي. وإضافة إلى ذلك كان تنق ل المخترعين وإقامة شركات ناشئة أمرا مستشريا مما أدى إلى زيادة انتشار التكنولوجيات. ولقد ذكرت لجنة التجارة االتحادية األمريكية في عام 1977 أن: "كون الشركات تستطيع أن ي قل د بعضها بعضا بسرعة أمر مهم جدا. فهذا التقليد السريع ناتج عن تنقل الموظفين من شركة إلى أخرى وعدم رغبة معظم الشركات في رفع دعاوى قضائية بشأن األسرار التجارية أو 151 انتهاك البراءات". وعلى الصعيد الدولي لم ت ستخدم البراءات لتفادي المنافسة أيضا. وفي الواقع م نح عدد قليل من البراءات للمقيمين أو لغير المقيمين في اليابان قبل عام 1962 رغم أن اليابان كانت تصير بسرعة المكان الرئيسي إلنتاج أشباه الموصالت. 152 ونتيجة لذلك كان التقاضي بشأن البراءات نادر الحدوث على أساس دولي. ثانيا أدت سياسة المنافسة في الواليات المتحدة دورا أيضا بتواز طريف مع الطائرات )القسم 1.2(. ففي أعقاب الحكم االتفاقي الذي صدر عام 1956 بشأن مكافحة االحتكار )انظر القسم 2.3.2( وافقت الشركة األمريكية للهاتف والتلغراف )AT&T( على منح تراخيص دون إتاوات تخص براءات قائمة وعلى التوقف عن العمل كم نت ج ألشباه الموصالت. وبالمثل كان على جميع براءات بيل المستقبلية أن ت تاح بأسعار معقولة. وفي وقت الحق منعت سياسة مكافحة االحتكار أصحاب البراءات الكبار مثل الشركة األمريكية للهاتف والتلغراف وشركة إنترناشونال بيزنس ماشينز من إنفاذ حقوق براءاتهم في الستينيات والسبعينيات. ثم وضع قادة التكنولوجيا سياسات ترخيص متحررة عزا إليها كثيرون الفضل في تعزيز وتيرة االبتكار السريعة. 153 يقول هورن ((2015a) :(Hoeren "كان لدى بيل مفهوم مثير لالهتمام يتمثل في تبادل تكنولوجيا الترانزستور الجديدة مع خبراء في شتى أنحاء العالم ]...[ ونظمت شركة بيل ثالثة مؤتمرات لعلماء آخرين لالطالع على التكنولوجيا الجديدة ]...[ من مصدر مباشر ]...[ وكان على المهتمين بهذا المؤتمر أن يدفعوا م قد ما رسم ترخيص براءة قدره دوالر أمريكي ي خص م من اإلتاوات المستقبلية ]...[". Levin (1982).147.Shapiro (2000) ح ذف اسم شوكلي من طلب براءة الترانزستور ذي التماس الن ق طي في عام 1948 بعد أن اكتشف محامو بيل أن كتاباته بشأن الترانزستورات كانت "متأثرة للغاية" ببراءة سابقة م نحت سنة 1925 لمهندس اإللكترونيات يوليوس إدغار ليلينفيلد )2006.)Shurkin,.Langlois and Steinmueller (1999).150.FTC (1977) ت ظهر إحدى الحاالت الطريفة أثرا مترتبا على ذلك. ففي شركة سوني اكتشف ليو إساكي "تأثير إساكي" )وحصل على جائزة نوبل عن هذا االختراع( الذي أدى إلى حدوث زيادة كبيرة في السرعة التي كانت تعمل بها أشباه الموصالت. ومع ذلك لم يطلب إساكي قط الحصول على براءة الختراعه بل أطلع باحثين آخرين على أفكاره. وفي عام 1960 أودع أحد موظفي بيل طلب براءة لجهاز يستفيد من "تأثير إساكي"..Levin (1982)

86 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية ومن هذا المنطلق حصل كثير من الشركات األمريكية والدولية معظمها شركات يابانية وأوروبية على تراخيص بالتكنولوجيا من بيل. وبالتبعية ط ولبت الشركات الم رخ ص لها بإتاحة براءاتها بسعر عادل. 154 وسمحت الهندسة العكسية لجميع شركات أشباه الموصالت بفحص المكونات الداخلية للدوائر التي ينتجها منافسوها. وأدى نشر طلبات البراءات إلى تنبيه الباحثين إلى العمل الذي يقوم به بالفعل آخرون وأدى أيضا إلى زيادة احترام كل م خترع لعمل اآلخر. وهذا النهج المفتوح في التعامل مع التكنولوجيات الحاصلة على براءة لم يتوقف عند الحدود الوطنية. فقد ن م ت أوائل شركات الشرائح اليابانية جميعها على تكنولوجيا مرخصة من شركات أمريكية. وحينما زادت تكلفة تصميم الشرائح تعاونت الشركات األمريكية 155 واليابانية وتبادلت تراخيص التكنولوجيات. المرحلة الثالثة ) (: اإلغالق األولي نتيجة للسياسة الصناعية والحروب التجارية وإيجاد حقوق فريدة بدأ نموذج االبتكار والملكية الفكرية المذكور أعاله يتآكل شيئا فشيئا وذلك في األغلب نتيجة للسياسة الصناعية والطبيعة المتغيرة للريادة التكنولوجية. ففي ثمانينيات القرن العشرين بدأت الشركات اليابانية تتفوق على الشركات األمريكية في جودة شرائح أشباه الموصالت. وأثار ذلك القلق في الواليات المتحدة فو ج هت إلى الشركات اليابانية اتهامات بانتهاك حقوق الملكية الفكرية. كما م نعت شركتا فيرتشايلد وتكساس إنسترومنتس من مواصلة االستثمار في اليابان. وعالوة على ذلك لم ت منح شركة تكساس إنسترومنتس في اليابان كامل الحقوق المرتبطة ببراءتها الرئيسية الخاصة بأشباه الموصالت حتى عام 1989 )بالرغم من الموافقة على بعض الحقوق المحدودة في عام 1977( وذلك بعد أكثر من سنة من إيداعها للطلب األصلي. المرحلة الرابعة )من 1984 فصاعدا (: تدف ق براءات أشباه الموصالت وتسجيل البراءات الدفاعي والتقاضي من أوائل الثمانينيات فصاعدا زاد معدل تسجيل براءات أشباه الموصالت والميل إلى استصدار البراءات وبلغ مستويات غير متوقعة في الواليات المتحدة وخارجها. 157 وتشير الدراسات إلى أن ما حدث من زيادة في تسجيل البراءات وتغير في استراتيجية الملكية الفكرية كان بسبب التشريعات الم شج عة على تسجيل البراءات في الواليات المتحدة أي إنشاء محكمة االستئناف للدائرة االتحادية )CAFC( بقانون تحسين المحاكم االتحادية لسنة 1982 وزيادة تكثيف الطبيعة التنافسية لصناعة أشباه الموصالت والميل المتزايد إلى السعي بنشاط أكبر وراء عائدات الترخيص. 158 وعلى وجه الخصوص كان التجاه شركة تكساس إنسترومنتس إلى زيادة استغالل محفظة الملكية الفكرية الخاصة بها والبدء في تحقيق أرباح من منافسيها أثر مضاعف. 159 وأدى أيضا صعود نموذج أعمال جديد ف صل فيه تصميم الشرائح عن إنتاجها دورا في هذا التغير الذي حدث في استراتيجيات تسجيل البراءات فمصم مو الشرائح يحققون أرباحا من بيع تراخيص الملكية الفكرية للشركات الم صن عة. وعالوة على ذلك است خدمت أيضا البراءات تدريجيا لمنع الداخلين والمنافسين المحتملين ولوضع عائق في طريق االبتكار الالحق. وظهر ما يسمى وضع تعطيل البراءات مما أدى إلى المخاطرة 160 حسبما يقول البعض بحدوث تباطؤ في التقدم التكنولوجي. وتشير الدراسات والتقارير الصناعية إلى أن البراءات كان ت ود ع على نحو متزايد بشكل دفاعي لتجنب خطر المقاضاة بسبب التعدي على البراءات. ويبدو أن معدل التقاضي من ق بل شركات أشباه الموصالت األمريكية بوصفها قائمة على إنفاذ البراءات ظل م ستقرا نسبيا على مدى العقدين الماضيين. وفي المقابل كان هناك ارتفاع م وث ق في التقاضي الفعلي من ق بل كيانات غير ممارسة. وتدخ لت الحكومتان األمريكية واليابانية أكثر وأكثر في هذه الصناعة فبدأت كلتاهما تعامل الشركات الوطنية معاملة تفضيلية. وظهرت ات هامات بتقليد أشباه الموصالت فشن ت شركات الشرائح األمريكية واليابانية حرب براءات استمرت لمدة عشر سنوات. وانتهت سياسات الترخيص العابر للحدود المتحررة. وأدى ذلك إلى بذل جهود ضاغطة إلنتاج نظام فريد من نوعه يحمي التصميم المخفي ألشباه الموصالت. وو ضعت قوانين مماثلة على الصعيدين الوطني والدولي وخ لق نوع جديد من حق الملكية الفكرية. بيد أن هذا النهج الفريد من نوعه الخاص بتكنولوجيا معينة لم يحظ بأي قبول أو تأثير ملحوظ كما هو م وث ق في (2015) al Fink et أكبر زيادة في نسبة البراءات األولى للبحث والتطوير على مستوى عالمي حدثت أيضا في فئة "اآلالت الكهربائية والحاسوب والتكنولوجيا السمعية البصرية" التي تشمل أشباه الموصالت..Hall and Ziedonis (2001).158.FTC (2002).159.FTC (2003).160.Levin (1982).154.Motohashi (2008).155.Flamm و( 1996 ) Nakagawa (1985)

87 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية أما كون الوقائع المذكورة آنفا قد أحدثت تغييرا جذريا من عدمه في عالقة البراءات بالبحث والتطوير في مجال أشباه الموصالت وبانتشار التكنولوجيا فهي مسألة فيها نظر. وال يوجد أي دليل قابل للتصديق على أن زيادة المخاوف في الفترة األخيرة إزاء تعط ل البراءات أو التقاضي كان لها أثر ملموس على ابتكار أشباه الموصالت. وفي الحقيقة قد يكون ازدياد تسجيل البراءات ناتجا عن زيادة الكفاءة في االبتكار فيما بين شركات أشباه الموصالت أي أن كل وحدة من وحدات البحث والتطوير ت نتج مزيدا من البراءات. وفي الواقع لم يتغي ر معد ل االبتكار مقاسا بقانون مور رغم أن حدود الفيزياء كانت تمثل تحديا له. وعالوة على ذلك ي قال إن اتفاقات الترخيص المتبادل الصريحة الواسعة النطاق أو االتفاقات الضمنية العهود على عدم المقاضاة ال تزال قائمة باطنيا بين الشركات الرئيسية لتصميم أشباه الموصالت وإنتاجها. 161 وإضافة إلى ذلك تحتوي هذه العقود 162 في الوقت الحاضر على أحكام تتعلق باألسرار التجارية والسرية. محاوالت فاشلة إليجاد حماية فريدة من نوعها ألشباه الموصالت أ نشئ في ثمانينيات القرن العشرين كما أوضحنا آنفا نظام فريد لحماية التصميم المخفي ألشباه الموصالت ولكن لم يحظ قط بأي استخدام ملحوظ من ق بل المخترعين والجهات الفاعلة في االبتكار. وبحثت الجمعيات المهنية عن نظام حماية لمواجهة ما وصفته بتزايد تقليد أشباه الموصالت في الخارج. وزعمت أن قوانين البراءات الحالية فشلت في توفير الحماية الكافية لصناعتهم. 163 وفي النهاية أي د الكونغرس األمريكي فكرة الحماية الفريدة من نوعها. وكان هدف الحماية هو "عمل القناع" أي النموذج الم ستخدم في وضع الدوائر على رقاقة السيليكون من أجل صنع الدوائر المتكاملة. وأوجد قانون حماية شرائح أشباه الموصالت لسنة )SCPA( 1984 في الواليات المتحدة نوعا جديدا من تشريعات الملكية الصناعية التي تحتوي على عناصر البراءات وحق المؤلف وقانون المنافسة. 164 ونشرت اليابان قانونا يشبه قانون حماية شرائح أشباه الموصالت منذ 31 مايو وفي أوروبا اعتمد مجلس الجماعة األوروبية األمر التوجيهي الخاص بالحماية القانونية لمنتجات أشباه الموصالت في عام وكان قانون حماية شرائح الموصالت قائما على مفهوم المعاملة بالمثل. فالرسومات الطبوغرافية وأعمال القناع الخاصة بم نت ج شرائح أجنبي لن ت حمى في الواليات المتحدة إال في حالة االلتزام بمعايير مماثلة لقانون حماية شرائح الموصالت في تلك الوالية القضائية األجنبية. وأخيرا تم تنظيم حماية تكنولوجيا أشباه الموصالت في المواد من 35 إلى 38 من اتفاقية تريبس في عام ومن الطريف أن النظام الفريد من نوعه لم يحظ رغم ذلك بإقبال كبير ولم يكن له تأثير حقيقي على أرض الواقع. أوال وف ر الحق الفريد كما ذكرنا حماية لقناع الشريحة. بيد أن وظيفة الدوائر المتكاملة أكثر قيمة من قناعها. ثانيا رغم أن األقنعة معقدة ويصعب استنساخها فإنه يمكن تعديلها بسهولة من دون اإلضرار بوظائف الشرائح. ومن ثم فإن األقنعة لن تكون محمية من األقنعة الم عد لة الناتجة مثال عن طريق الهندسة العكسية. وهذه الجوانب التقنية للحماية الفريدة قل لت جاذبيتها. وإضافة إلى ذلك أصبحت قرصنة الشرائح أمرا صعبا من الناحية العملية نظرا للقصر المتزايد في عمر الشرائح وارتفاع تكاليف اإلنتاج ومتطلبات التخصيص. ولذلك نادرا ما حدث تقاض إلنفاذ تصميمات أعمال القناع واستمرت الصناعة في االعتماد على البراءات..Levin (1982) الباب الثالث من القانون العام رقم المؤرخ 8 نوفمبر 1984 واآلن مدونة القانون األمريكي 17 القسم 901 وما يليه قوانين ومعاهدات الملكية الصناعية الواليات المتحدة األمريكية - النص قانون بشأن تخطيط الدائرة لدائرة متكاملة بشبه موصالت )القانون رقم 43 المؤرخ 31 مايو 1985( الجريدة الرسمية القانون 36/24 يناير 1987 أمر توجيهي بشأن الحماية القانونية لمنتجات أشباه الموصالت.EEC/54/ انظر (2015a) Hoeren لمزيد من المراجع..Ludlow (2014)

88 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية حق المؤلف لحماية تصميم الشريحة: هل اكتسب أهمية في اآلونة األخيرة اكتسب استخدام حق المؤلف لحماية تصميم الشريحة أهمية في اآلونة األخيرة رغم أنه اعت بر في البداية غير ذي صلة بالموضوع. وكان ي نظر دائما إلى حق المؤلف على أنه وسيلة محتملة لحماية تصميمات الشرائح ال سيما في الواليات المتحدة. ولكن فشلت هذه المحاوالت إلى حد كبير. فعلى سبيل المثال رفض المكتب األمريكي لحق المؤلف تسجيل نماذج على لوحات دوائر مطبوعة وشرائح أشباه موصالت ألنه لم تكن قد أ ثبتت أي جوانب فنية منفصلة. واعت بر النموذج ببساطة غير م نفصل عن الوظيفة النفعية للشريحة. وفي نهاية المطاف وقع االختيار على النهج الفريد الم بي ن أعاله وص رف النظر عن حق المؤلف كوسيلة ممكنة للت مل ك. ومع ذلك يشير خبراء الصناعة إلى أن حق المؤلف اآلن أداة مهمة لتمل ك ابتكار أشباه الموصالت ألن نماذج األعمال الجديدة التي تفصل بين تصميم الشرائح وتصنيعها أصبحت محورية أكثر من أي وقت مضى. وال شك أن قانون حق المؤلف يحمي على وجه التحديد قوائم التوصيالت )netlists( وهي أوصاف رسومية لجميع األجهزة والتوصيالت التي بين كل جهاز تقدمها الشركات غير الم صن عة للمسابك وقد تشتمل على نصوص وبرمجيات ومكتبات وقواعد بيانات ما دامت تتضمن رسومات نصية قيمة للغاية 167 وإبداعية لتصميمات الشرائح انظر على سبيل المثال Netlist_Debugger_Showing_Critial_Circuit_.Hoeren (2015b) وانظر أيضا Fragment_L.gif 87

89 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية 4.2 الدروس المستفادة ت قد م الدراسات اإلفرادية الثالث الواردة في هذا الفصل رؤى متنوعة لكيفية تحفيز االبتكارات الخارقة على النمو وللدور الذي أد اه نظام الملكية الفكرية في منظومة االبتكار ذات الصلة. وكثير من هذه الرؤى يخص التكنولوجيات والسياق التاريخي المتاح بين أيدينا وال يصلح بسهولة للتعميم. وفي الواقع ال يزال االبتكار في الطائرات وأشباه الموصالت والمضادات الحيوية يزدهر في الوقت الحاضر وقد تطورت بدرجة كبيرة المنظومات التي يقوم عليها النشاط االبتكاري في هذه المجاالت. وبغض النظر عن هذا التنبيه فإن األمر يستحق عقد بعض المقارنات بين الحاالت التاريخية الثالث والتساؤل عن الدروس الرئيسية التي يمكن استخالصها. ويحاول هذا القسم األخير أن يقوم بذلك. ويت بع هذا القسم طريقة تنظيم الدراسات اإلفرادية فيركز أوال على مساهمة االبتكارات في النمو ثم يركز على منظومات االبتكارات وأخيرا على دور الملكية الفكرية. المساهمة في النمو تبزر المضاد ات الحيوية عند النظر في كيفية تأثير االبتكارات الثالثة في النمو ألنها عززته من خالل إطالة أعمار القوى العاملة وتحسين صحتها في المقام األول. ومساهمتها في النمو تفوق على األرجح عالج األمراض البكتيرية المعدية ألن االستغالل التجاري للمضادات الحيوية أدى إلى ظهور صناعة المستحضرات الصيدالنية القائمة على البحوث واإلطار التنظيمي المصاحب لها الذي نتجت عنه ابتكارات صيدالنية خارقة أخرى. وأسهمت الطائرات وأشباه الموصالت في النمو على األغلب من خالل تحفيز االستثمار وزيادة إنتاجية الشركات وتحويل الهياكل االقتصادية. وكان التحول االقتصادي بصفة خاصة بالغ األثر. فكال االبتكارين أحدث تغييرات جذرية في سالسل التوريد التي تؤثر في طائفة كبيرة من القطاعات وكانا أساس صناعتين جديدتين تماما. وهذه التأثيرات التي حدثت في النمو استغرقت وقتا لكي تتحقق ولكنها ظلت تنمو على مدى عقود بعد االستغالل التجاري األول واعتمدت أيضا على االبتكار الالحق المستمر ذي الطابع التكنولوجي والتنظيمي على حد سواء. كيف انتشرت االبتكارات الثالثة وحفزت على النمو في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ال تقدم الدراسات اإلفرادية أي دليل كمي إال أنه من المثير لالهتمام أن نذكر أن المنتجات التي أوجدتها االبتكارات الطائرة وأدوية المضادات الحيوية والعديد من منتجات تكنولوجيا المعلومات است خدمت على نطاق واسع نسبيا في االقتصادات النامية. وال بد أن هذا االستخدام قد أسهم في النمو إسهاما مهما. وعلى النقيض من ذلك لم تنتشر الدراية العملية بالتصنيع المرتبطة بهذه االبتكارات على نطاق واسع. فرغم أن بعض االقتصادات النامية نجحت في خلق قدرة تصنيعية في هذه الصناعات ال يزال الجزء األكبر من اإلنتاج يتركز في عدد صغير نسبيا من البلدان حتى يومنا هذا. منظومات االبتكار إن االبتكارات التي و صفت في الدراسات اإلفرادية الثالث نتجت عن جهود مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة في مراحل مختلفة من عملية االبتكار. وكانت الحكومات هي المصدر الرئيسي لتمويل البحوث العلمية التي كان لها في كثير من األحيان دور فع ال في إحداث ابتكارات خارقة. إضافة إلى أن الحكومات في الحاالت الثالث جميعها أدت دورا حاسما في نقل االبتكار من المختبر إلى مرحلة اإلنتاج وكان ذلك في كثير من األحيان بدافع الرغبة في تعزيز الدفاع الوطني. وللمرء أن يخمن أن بعض االبتكارات المرتبطة بالطائرات والمضادات الحيوية وأشباه الموصالت ما كانت لترى النور قط دون تدخل الحكومات أو على األقل ما كانت لتظهر في الوقت الذي ظهرت فيه إلى درجة أن الشركات الفردية واألسواق المالية ما كانت لتستوعب ارتفاع تكاليف المنتجات وزيادة مخاطر تطويرها. وفي الوقت نفسه كانت جهود الشركات على نفس القدر من األهمية وخاصة في تسويق األفكار الواعدة والمشاركة في االبتكارات الالحقة التي سهلت توسيع نطاق اإلنتاج وخف ض التكاليف واستخدام التكنولوجيات الجديدة على نطاق واسع. 88

90 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية إلى أي مدى حد دت المنظومة اتجاه االبتكار في الحاالت التاريخية الثالث لقد نتج االبتكار عن أفكار فردية وقوى ع رضي ة من ناحية كما يتضح بجالء في الرحالت الجوية األولى التي قام بها رواد الطيران وفي اكتشاف البنسلين. ومن ناحية أخرى كانت منظومة االبتكار ذات أهمية واضحة. على سبيل المثال كان األساس العلمي القوي في ألمانيا بالغ األهمية لتحسين تصميم الطائرة وكذلك كانت الجهود التي ب ذلت عن عمد لترجمة معارف الطيران ونشرها. وبالمثل أدى اهتمام الحكومة األمريكية األكبر باستخدام أشباه الموصالت ألغراض الدفاع الوطني مقارنة بأوروبا واليابان إلى جعل الشركات الموجودة في البلدان األوروبية واليابان ت رك ز أكثر على تطبيقات السلع اإللكترونية. وإضافة إلى ذلك كانت منظومة االبتكار في الواليات المتحدة األمريكية أكثر مالءمة لنمو الشركات الناشئة. وهذا ما يفسر السبب الذي جعل الداخلين الجدد إلى السوق محركا رئيسيا لالبتكار في الواليات المتحدة في حين 168 أن االبتكار في أوروبا حدث إلى حد كبير داخل شركات معروفة. ومن الطريف أن أوجه االختالف األولية في الحوافز التي قدمتها منظومات االبتكار الوطنية ات ضح أن لها عواقب طويلة األمد على التنمية والت خص ص الصناعي ين. وأخيرا تطورت المنظومات الثالث تطورا كبيرا ألن االبتكار امتد على مدار سنوات وعقود. واألهم من ذلك كله أن ابتكار الطائرة شه د تحوال واضحا من أندية المخترعين الهواة إلى منظومة تضم شركات تصنيع كبيرة بها أنشطة بحث وتطوير مكثفة وموردين مستقلين لألجزاء والمكونات وروابط قوية بين الصناعة والجامعات وصناعة خدمية تحويلية. كما شهدت منظومتا االبتكار اللتان قامت عليهما المضادات الحيوية وأشباه الموصالت تطورا كبيرا وإن اختلف مداه وطبيعته. وبرز اتجاهان مشتركان في جميع الحاالت الثالث. أوال أصبحت الجهات الفاعلة في االبتكار سواء أكانت أفرادا أو مختبرات جامعية أو شركات متخصصة أ كثر وأ كثر وذلك استجابة لتحديات تكنولوجية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم. وكان أحد االستثناءات الممكنة هو التكامل الرأسي بين شركات األدوية القائمة على البحوث في حالة المضادات الحيوية. ثانيا مع ازدهار االستغالل التجاري توج ه االبتكار نحو التحسين األمثل للتكنولوجيا من أجل االستخدامات المختلفة وجعلها مناسبة الحتياجات السوق. وقد ثبت كما أوضحنا آنفا أن أشكال االبتكار الالحق هذه كانت حاسمة في تحقيق إمكانات كل 169 ابتكار تحقيقا تاما. دور الملكية الفكرية إلى أي مدى كانت حماية الملكية الفكرية مهمة في تاريخ الطائرات والمضادات الحيوية وأشباه الموصالت من المستحيل اإلجابة عن هذا السؤال بأي قدر من الثقة في حالة عدم وجود تاريخ افتراضي لم ت حم فيه الملكية الفكرية. ورغم ذلك فإن الدراسات اإلفرادية الثالث تحمل دورسا عديدة بشأن دور الملكية الفكرية. أوال اعتمد المبتكرون في كثير من األحيان على نظام الملكية الفكرية لحماية ثمار أنشطتهم االبتكارية. وتوسعوا في االعتماد عليها خالل بعض الفترات وخاصة في حالة أشباه الموصالت. واختلفت دوافع قيامهم بذلك اختالفا كبيرا ولكن تشير األدلة المتاحة إلى أن حماية الملكية الفكرية أسهمت إسهاما جزئيا على األقل في الحصول على أموال من أنشطة البحث والتطوير مما يدل على أن حقوق 170 الملكية كانت مهمة في التحفيز على االبتكار. ثانيا ازدهرت منظومات االبتكار في بعض األحيان نتيجة لترتيبات صريحة أو ضمنية لتبادل المعارف. وفي حالة الطائرات كانت أندية المخترعين الهواة األولى تعمل على نحو ال يختلف عن مجتمعات "المصدر المفتوح" الحديثة. وفي وقت الحق منح م صن عو الطائرات األوائل لم صن عين آخرين تراخيصا بتكنولوجيا طيران مشمولة ببراءة وكانت ترتيبات مجمع البراءات الرسمية تسعى صراحة إلى التشجيع على استغالل شتى الم صن عين لطائرات جديدة استغالال تجاريا. وفي حالة المضادات الحيوية ثبت أن التوفر المجاني لألدوات البحثية الجديدة كان مهما في تحفيز مجموعة كبيرة من الباحثين على مواصلة االبتكار. وأخيرا في حالة أشباه الموصالت كانت اتفاقات الترخيص المتبادل واالتفاقات الضمنية على عدم إنفاذ حقوق البراءات مهمة كذلك الستغالل التكنولوجيات الجديدة تجاريا ومواصلة االبتكار. وفي كثير من الحاالت يس ر نظام الملكية الفكرية تبادل المعارف في ضوء االتجاه الم وض ح في القسم 4.1 من الفصل السابق. ومع ذلك اعتمد تبادل المعارف أيضا على المعايير االجتماعية واعتمد في حاالت م حد دة على التدخل الحكومي. وتبعث حالة أشباه الموصالت بوجه خاص على االهتمام فإجراءات التقاضي والسياسة الصناعية تحد ت أساليب الترخيص المتبادل الراسخة ولكن ليس من الواضح إلى أي مدى أحدثت هذه التطورات تأثيرا كبيرا في سرعة االبتكار واتجاهه استعرضت الدراسات االقتصادية رسميا أوجه االختالف في األداء االبتكاري للشركات بالنسبة إلى حجمها خالل دورة حياة منتج الصناعة )1996.)Klepper 169. تتماشى هذه النتائج على وجه العموم مع دراسات دورة حياة المنتج في شتى الصناعات. انظر على سبيل المثال (1996) Klepper و( 2002 ).Malerba 170. ال بد أن أهمية حماية الملكية الفكرية كوسيلة للحصول على أرباح من االستثمار في البحث والتطوير قد اختلفت من قطاع آلخر من القطاعات الثالثة التي شملتها الدراسة. وعلى وجه الخصوص يتطلب إنتاج أشباه الموصالت والطائرات استثمارات رأسمالية مسبقة أكبر مما يتطلبها إنتاج المستحضرات الصيدالنية. وربما يكون ارتفاع تكاليف دخول السوق في حالة صناعتي الطائرات وأشباه الموصالت قد قل ل اعتماد الشركات على حماية الملكية الفكرية عند التنافس في السوق. 89

91 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية ثالثا تكي ف نظام الملكية الفكرية نفسه حسب التكنولوجيات الناشئة حديثا. وقد واجهت المحاكم ومكاتب البراءات في البداية مسائل صعبة بشأن قابلية استصدار براءات الختراعات تأسيسية. وكانت هذه المسائل تتعلق بقابلية حصول تلك االختراعات على براءات من عدمه وفقا للمعايير القانونية السائدة في ذلك الوقت وبمدى اتساع المطالبات االبتكارية. وقد ظهرت المسألة األولى في حالة المضادات الحيوية المبكرة والتصميم التخطيطي ألشباه الموصالت. وكانت المسألة الثانية في صميم النزاعات التي نشأت بشأن براءات األخوين رايت األصلية حيث توصلت المحاكم في الواليات المتحدة وأوروبا إلى استنتاجات مختلفة. وأدت أيضا ترتيبات تجميع البراءات المذكورة آنفا التي كان للحكومات فيها دور ما إلى معايرة نظام البراءات كي يدعم منظومات االبتكار السائدة في ذلك الوقت على أفضل وجه. عالوة على أنه في ظل وجود كثير من التأثيرات الم رب كة واالستهانة بأهمية االستفادة من التجارب السابقة يصعب تقييم ما إذا كان واضعو السياسات قد أحكموا العمل أم ال. ومن الطريف أنه قد ثبت فشل الخروج الجذري عن المجموعة التقليدية لحقوق الملكية الفكرية بإيجاد شكل جديد من أشكال الملكية الفكرية لتصميمات الدوائر المتكاملة بمعنى أنه لم ي ستخدم كثيرا. وإذا كان ثمة درس يمكن استخالصه من هذه التجربة فهو أن واضعي السياسات يجب أن يحرصوا على مراعاة الطبيعة الديناميكية للتكنولوجيا عند إعادة صياغة سياسات الملكية الفكرية. وأخيرا عند النظر إلى المشهد العالمي للملكية الفكرية نجد أن البيانات المتاحة تشير إلى أن الم بتك رين في الحاالت الثالث سعوا بأغلبية ساحقة إلى الحصول على الحماية الممنوحة بموجب البراءات في البلدان ذات الدخل المرتفع التي حدث فيها معظم االبتكارات. ولم يكن يوجد في االقتصادات ذات الدخل المنخفض والمتوسط سوى نسبة قليلة من إيداعات البراءات األولى في المجاالت التكنولوجية ذات الصلة. ويشير هذا بوجه عام إلى أن البراءات لم تكن مفيدة في نشر التكنولوجيا حينما انتشرت وال مضرة حينما لم تنتشر )انظر أيضا القسم 4.1( بل يدل على وجود أو عدم وجود قدرة استيعابية باعتبارها العامل الرئيسي الذي يفسر مدى انتشارها. 90

92 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية المراجع Acemoglu, D., & Johnson, S. (2007). Disease and development: The effect of life expectancy on economic growth. Journal of Political Economy, 115:6. Achilladelis, B. (1993). The dynamics of technological innovation: The sector of antibacterial medicines. Research Policy, 22 (4), Anderson, J. D. (1997). A history of aerodynamics and its impact on flying machines. Cambridge: Cambridge University Press. Appleyard, M. M. (1996). How does knowledge flow? Interfirm patterns in the semiconductor industry. Strategic Management Journal, 17 (S2), ATAG. (2005). The economic and social benefits of air transport. Geneva: Air Transport Action Group. Bentley, R., & Bennett, J. W. (2003). What is an antibiotic? Revisited. Advances in applied microbiology 52: Bentley, R. (2009). Different roads to discovery; Prontosil (hence sulfa drugs) and penicillin (hence β-lactams). Journal of industrial microbiology & biotechnology 36.6: Bhalotra, S. R., & Venkataramani, A. (2012). Shadows of the captain of the men of death: Early life health interventions, human capital investments, and institutions. Bittlingmayer, G. (1988). Property rights, progress and the aircraft patent agreement. Journal of Law & Economics, 31, Boeing (2015). Orders & Deliveries. Retrieved August 21, 2015, from Boeing: Bosworth, B. P., & Triplett, J. E. (2007). Services productivity in the United States: Griliches services volume revisited. In E. R. Berndt & C. R. Hulten (Eds.), Hardto-measure goods and services: Essays in memory of Zvi Griliches (pp ). Chicago: University of Chicago Press. Brooks, P. (1967). The development of air transport. Journal of Transport Economics and Policy, 1 (2), Budrass, L. (1998). Flugzeugindustrie und Luftrüstung in Deutschland, Dusseldorf: Droste. Budrass, L. (2015). The nature of airplanes as a breakthrough innovation and how IP rights shaped this innovation. A European perspective, 1903 to Unpublished background report for the World Intellectual Property Report Byers, R. W. (2002). Power and Initiative in Twentieth Century Germany: The Case of Hugo Junkers. University of Georgia, Athens. Carpenter, D. (2014). Reputation and power: organizational image and pharmaceutical regulation at the FDA. Princeton University Press. Cohen, W. M., Nelson, R. R., & Walsh, J. P. (2000). Protecting their intellectual assets: Appropriability conditions and why U.S. manufacturing firms patent (or not). NBER Working Papers, No Colecchia, A., & Schreyer, P. (2002). ICT investment and economic growth in the 1990s: Is the United States a unique case? A comparative study of nine OECD countries. Review of Economic Dynamics, 5 (2), Constant II, E. W. (1980). The origins of the turbojet revolution. Baltimore, London: The Johns Hopkins University Press. Crouch, T. D. (2002). A Dream of Wings: Americans and the Airplane, New York, London: W. W. Norton. Crouch, T. D. (Ed.). (2000). Blaming Wilbur and Orville: The Wright Patent Suit and the Growth of American Aeronautics. Boston: Kluwer. Cutler, D., Deaton, A., & Lleras-Muney, A. (2006). The determinants of mortality. The Journal of Economic Perspectives, 20 (3), Davies, R. E. G. (1964). History of World s Airlines. Oxford: Oxford University Press. Deere, C. (2008). The Implementation Game: The TRIPS Agreement and the Global Politics of Intellectual Property Reform in Developing Countries. Oxford University Press. Dutfield, G. (2009). Intellectual property rights and the life science industries: past, present and future. World Scientific. Eubank, J. A. (1952). Aeronautical Patent Law. Dickinson Law Review, 56, Fallows, J. (2013) The 50 Greatest Breakthroughs Since the Wheel. The Atlantic magazine, November 2013 Issue. Fink, C., Khan, M., & Zhou, H. (2015). Exploring the worldwide patent surge. Economics of Innovation and New Technology, in press. Flamm, K. (1996). Mismanaged trade?: Strategic policy and the semiconductor industry. Washington, DC: Brookings Institution Press. FTC (1958). Economic Report on Antibiotics Manufacture. US Government Printing Office. Federal Trade Commission. FTC (1977). Economic report on the semiconductor industry: Staff report. Washington, DC: Federal Trade Commission. FTC (2002). Transcript of February 28, 2002 Patent Hearings. Washington, DC: Federal Trade Commission. FTC (2003). To Promote Innovation: The Proper Balance of Competition and Patent Law and Policy. A Report by the Federal Trade Commission. Gibbs-Smith, C. H. (2003). Aviation: An Historical Survey from its Origins to the End of the Second World War (Third Edition ed.). London: Science Museum. Gordon, R. J. (2012). Is U.S. economic growth over? Faltering innovation confronts the six headwinds. NBER Working Papers, No Grindley, P.C., & Teece, D.J. (1997). Managing intellectual capital: Licensing and cross-licensing in semiconductors and electronics. California Management Review, 39 (2), Hager, T. (2006). The demon under the microscope: from battlefield hospitals to Nazi labs, one doctor s heroic search for the world s first miracle drug. Broadway Books. Hall, B. H., & Ziedonis, R. H. (2001). The patent paradox revisited: An empirical study of patenting in the US semiconductor industry, RAND Journal of Economics, 32 (1), Hall, B. H., & Ziedonis, R. H. (2007). An empirical analysis of patent litigation in the semiconductor industry. Paper presented at the American Economic Association annual meeting, Chicago, IL. 91

93 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية Hall, B. H. (2005). Exploring the patent explosion. Journal of Technology Transfer, 30 (1/2), Hanle, P. A. (1982). Bringing aerodynamics to America. Cambridge: The MIT Press. Hansen, J. R. (1987). Engineer in Charge. A History of the Langley Aeronautical Laboratory, Washington, DC: National Aeronautics and Space Administration. Heilbron, J. L. (2003). The Oxford Companion to the History of Modern Science. Oxford: Oxford University Press. Henderson, R., Orsenigo, L., & Pisano, G. P. (1999). The pharmaceutical industry and the revolution in molecular biology: interactions among scientific, institutional, and organizational change. In D. Mowery & R. Nelson (Eds.), Sources of industrial leadership: studies of seven industries (pp ). Cambridge University Press. Hoeren, T. (2015a). Economic growth and breakthrough innovations The semiconductor chip industry and its IP law framework. Unpublished background report for the World Intellectual Property Report Hoeren, T. (2015b). Copyright law and chip design The overlap of industrial property and copyright law protection. Unpublished manuscript. Hummels, D. (2007). Transportation costs and international trade in the second era of globalization. The Journal of Economic Perspectives, 21 (3), ICAO (1960). Annual Report of the Council to the Assembly for Montreal: International Civil Aviation Organization ICAO (2006). Economic Contribution of Civil Aviation (Circular 292). Jaczynska, E., Outterson, K., & Mestre- Ferrandiz, J. (2015). Business Model Options for Antibiotics: Learning from Other Industries. Research Report, publications on Business models and strategy, Big Innovation Centre, London, UK. Jaffe, A. B., & Lerner, J. (2004). Innovation and its discontents: How our broken patent system is endangering innovation and progress, and what to do about it. Princeton, NJ: Princeton University Press. Jayachandran, S., Lleras-Muney, A., & Smith, K. V. (2010). Modern Medicine and the Twentieth Century Decline in Mortality: Evidence on the Impact of Sulfa Drugs. American Economic Journal: Applied Economics, Jorgenson, D. W., & Stiroh, K. J. (2000). Raising the speed limit: U.S. economic growth in the information age. OECD Economics Department Working Papers, No Jorgenson, D. W. (2001). Information technology and the U.S. economy. American Economic Review, 91 (1), Jorgenson, D. W., & Motohashi, K. (2005). Information technology and the Japanese economy. NBER Working Papers, No Kingston, W. (2000). Antibiotics, invention and innovation. Research Policy, 29 (6), Kingston, W. (2001). Innovation needs patents reform. Research Policy, 30 (3), Kingston, W. (2004). Streptomycin, Schatz v. Waksman, and the balance of credit for discovery. Journal of the history of medicine and allied sciences, 59(3): Klepper, S., & Simons, K. L. (1997). Technological extinctions of industrial firms: An inquiry into their nature and causes. Industrial and Corporate Change, 6 (2), Klepper, S. (1996). Entry, exit, growth, and innovation over the product life cycle. American Economic Review, 86 (3), Landau, R., Achilladelis B. & Scriabine, A. (1999) Pharmaceutical innovation: revolutionizing human health. Vol. 2. Chemical Heritage Foundation. Langlois, R. N., & Steinmueller, W. E. (1999). The evolution of competitive advantage in the worldwide semiconductor industry, In D.C. Mowery & R. R. Nelson (Eds.), Sources of industrial leadership: Studies of seven industries (pp ). Cambridge, UK: Cambridge University Press. Le Fanu, J. (2011). The rise and fall of modern medicine. Hachette UK. Lécuyer, C., & Brock, D. C. (2010). Makers of the microchip: A documentary history of Fairchild Semiconductor. Cambridge, Mass: MIT Press. Lesch, J. E. (2007). The first miracle drugs: how the sulfa drugs transformed medicine. Oxford University Press, USA. Levin, R. C. (1982). The semiconductor industry. In R. R. Nelson (Ed.), Government and technical progress: A cross-industry analysis (pp ). New York: Pergamon Press. Levin, R. C., Klevorick, A. K., Nelson R. R., & Winter S. (1987). Appropriating the returns from industrial research and development. Brookings Papers on Economic Activity, 18 (3), Ludlow, T. (2014). Sign of the Times: Trends in Technology IP Licensing. Intellectual Asset Management, 66, Malerba, F. (1985). The semiconductor business: The economics of rapid growth and decline. London: F. Pinter. Malerba, F. (2002). Sectoral systems of innovation and production. Research Policy, 31 (2), Mann, J. (2004). Life Saving Drugs: The Elusive Magic Bullet. Royal Society of Chemistry. McKelvey, M., Orsenigo L., & Pammolli, F. (2004). Pharmaceuticals Analyzed through the Lens of a Sectoral Innovation System. In F. Malerba (Ed.), Sectoral Systems of Innovation (pp. ). Cambridge University Press, Cambridge. Merges, R. P., & Nelson, R. R. (1990). On the complex economics of patent scope. Columbia Law Review: Meyer, P. B. (2013). The Airplane as an Open-Source Invention. Revue économique, 64(1), Miller, R., & Sawers, D. (1968). The Technical Development of Modern Aviation. London: Routeledge & Kegan Paul PLC. Mokyr, J. (2002). The gifts of Athena: Historical origins of the knowledge economy. Princeton University Press, Morris, P. R. (1990). A history of the world semiconductor industry. London: P. Peregrinus on behalf of the Institution of Electrical Engineers. Motohashi, K. (2008). Licensing or not licensing? An empirical analysis of the strategic use of patents by Japanese firms. Research Policy, 37 (9),

94 الفصل 2 ابتكارات خارقة تاريخية Mowery, D. C. (2015). Breakthrough innovations in aircraft and the IP system, WIPO Economic Research Working Paper, no 25. Mowery, D. C., & Sampat, B. N. (2001a). Patenting and licensing university inventions: lessons from the history of the research corporation. Industrial and Corporate Change, 10 (2), Mowery, D. C., & Sampat, B. N. (2001b). University patents and patent policy debates in the USA, Industrial and Corporate Change, 10 (3), Mowery, D. C., Nelson, R. R., Sampat, B. N., & Ziedonis, A.A. (2004). Ivory tower and industrial innovation: University- Industry Technology Transfer Before and After the Bayh-Dole Act. Stanford Business Books, Palo Alto, USA. Nakagawa, Y. (1985). Semiconductor development in Japan. Tokyo: Diamond Publishing. Neushul, P. (1993). Science, government and the mass production of penicillin. Journal of the history of medicine and allied sciences, 48 (4): Nordhaus, W. D. (2002). The health of nations: the contribution of improved health to living standards. No. w8818. National Bureau of Economic Research. OECD (2004). The economic impact of ICT: Measurement, evidence and implications. Paris: OECD Publishing. OECD (2015). The future of productivity. Paris: OECD Publishing. Outterson, K., Balch-Samora, J., & Keller- Cuda, K. (2007). Will longer antimicrobial patents improve global public health? The Lancet infectious diseases, 7(8): Pilat, D., & Wölfl, A. (2004). ICT production and ICT use: What role in aggregate productivity growth?. In OECD, The economic impact of ICT: measurement, evidence and implications (pp ). Paris: OECD Publishing. Podolsky, S. (2015). The Antibiotic Era. Johns Hopkins University Press. PwC (2014). China s impact on the semiconductor industry. New York: PricewaterhouseCoopers. Ristuccia, C.A., & Solomou, S. (2014). Can General Purpose Technology Theory Explain Economic Growth? Electrical Power As a Case Study. European Review of Economic History, 18(3): Rosenberg, N. (1969). The direction of technological change: inducement mechanisms and focusing devices. Economic Development and Cultural Change, Ruttan, V. W. (2000). Technology, growth, and development: An induced innovation perspective. Oxford, UK: Oxford University Press. Ruttan, V. W. (2006). Is War Necessary For Economic Growth? Oxford, UK: Oxford University Press. Sampat, B. (2015). Intellectual Property Rights and Pharmaceuticals: The Case of Antibiotics. WIPO Economic Research Working Papers, no 26. Shapiro, C. (2000). Navigating the patent thicket: Cross licenses, patent pools and standard setting. In A. Jaffe, J. Lerner, & S. Stern (Eds.), Innovation Policy and the Economy Vol. 1 (pp ). Cambridge, Mass.: MIT Press. Sheehan, J. C. (1982) The enchanted ring: the untold story of penicillin. MIT Press (MA). Shurkin, J. N. (2006). Broken genius: The rise and fall of William Shockley, creator of the electronic age. London: Macmillan. So, A. D., Gupta N., Brahmachari, S.K., Chopra, I., Munos, B., Nathan, C., et al (2011). Towards new business models for R&D for novel antibiotics. Drug Resistance Updates, 14(2): Staniland, M. (2003). Government Birds: Air Transport and the State in Western Europe. Oxford: Rowman & Littlefield Publishers. Stiroh, K.J. (2002). Information technology and the U.S. productivity revival: What do the industry data say?. American Economic Review, 92, Taylor, C. T., Silberston, A., & Silberston Z. A. (1973). The economic impact of the patent system: a study of the British experience. Vol. 23. CUP Archive. Temin, P. (1979). Technology, regulation, and market structure in the modern pharmaceutical industry. The Bell Journal of Economics: Temin, P. (1980). Taking your medicine: drug regulation in the United States. Harvard University Press. Tilton, J.E. (1971). International diffusion of technology: The case of semiconductors. Washington, DC: Brookings. Trischler, H. (1992). Luft- und Raumfahrtforschung in Deutschland : Politische Geschichte einer Wissenschaft. Frankfurt, New York: Campus Verlag. Van Ark, B., & Inklaar, R. (2005). Catching up or getting stuck? Europe s problems to exploit ICT s productivity potential. Paper presented at the International Symposium on Productivity, Competitiveness and Globalisation, Paris. Van Ark, B. (2014). Productivity and digitalisation in Europe: Paving the road to faster growth. The Conference Board and the Centre for Innovation Economics. Vogel, D. (1998). The globalization of pharmaceutical regulation. Governance 11(1): Von Hippel, E. (1982). Appropriability of innovation benefit as a predictor of the source of innovation. Research Policy, 11 (2), Wainwright, M. (1990). Miracle cure: The story of penicillin and the golden age of antibiotics. Blackwell. Welch H. (1954). The manual of antibiotics, Medical Encyclopedia, Inc. New York, USA. Wolfson, J. A. (1993). Patent flooding in the Japanese Patent Office: Methods for reducing patent flooding and obtaining effective patent protection. George Washington Journal of International Law and Economics, 27, WSTS (2015). WSTS Semiconductor Market Forecast Spring Retrieved July 9, 2015, from: PRESS-ARCHIVE/WSTS-Semiconductor- Market-Forecast-Spring-2015 Zhegu, M. (2007). La coévolution des industries et des systèmes dínnovation: l industrie aéronautique. Université du Québec à Montréal, Montreal. 93

95 XXX XXX 94

96 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم شهد عالم االبتكار تطورا هائال منذ بدايات النمو القائم على االبتكار. وكما ورد في الفصل 1 لم يخصص االقتصاد العالمي حتى اآلن هذا القدر الكبير من الموارد العامة والخاصة لدفع حدود المعرفة العالمية. وال شك في أن االبتكار بات أكثر تنوعا جغرافيا مقارنة بالقرن الماضي وأصبحت االقتصادات اآلسيوية وال سيما الصين تنشأ كمصادر ابتكار جديدة. ولم يتسم االبتكار قط بهذه التعددية. إذ تشهد المنتجات التي أ طلقت منذ فترة طويلة مثل قطاع السيارات والنسيج تقدما تكنولوجيا مطردا. وإضافة إلى ذلك طرأت مجاالت ابتكار جديدة تفتح آفاقا جديدة لتلبية احتياجات البشرية ومواجهة تحدياتها. وكان لتكنولوجيات المعلومات واالتصاالت تأثير بالغ على مسار االبتكار إذ يس ر االكتشافات العلمية والبحث والتطوير التجاري من خالل تسريع معالجة البيانات وتحفيز التفكير في مختلف المجاالت التكنولوجية. ولكن لم يصبح بالضرورة من األسهل تحقيق تطورات ابتكارية وضمان نشرها في مختلف القطاعات االقتصادية بحيث تولد فوائد طويلة األمد من حيث النمو االقتصادي. وما فتئت المشكالت التكنولوجية تزداد تعقيدا وقد تكون هناك حدود طبيعية على إمكانات تحسين اإلنجازات السابقة كالسفر السريع وارتفاع متوسط العمر المتوقع واالتصاالت عبر مسافات طويلة. وليس من الواضح إلى أي مدى ستتمكن نظم االبتكار المعززة الحالية من التغلب على هذه الصعوبات. ويبحث هذا الفصل ثالثة ابتكارات تبش ر بإمكانات التقدم وهي الطباعة الثالثية األبعاد والنانوتكنولوجيا واإلنساالت. وعلى غرار الدراسات اإلفرادية المختارة في الفصل 2 فإن اختيار مجاالت االبتكار الثالثة المذكورة اختيار اعتباطي إلى حد ما. ومع ذلك فإن المناقشات المعاصرة للتكنولوجيات المحفزة للنمو في المستقبل تتناول كل مجاالت االبتكار المذكورة. 1 وفضال عن ذلك تمتلك كل هذه المجاالت بعض الخصائص التكنولوجية ذات األغراض العامة وخصوصا أن هذه التكنولوجيات تنطوي على مجموعة واسعة من 2 االستخدامات ويمكن تطبيقها في طائفة واسعة من القطاعات. وترد الدراسات اإلفرادية الثالث في األقسام 1.3 )الطباعة الثالثية األبعاد( و 2.3 )النانوتكنولوجيا( و 3.3 )اإلنساالت(. وتتبع المناقشة أسلوب عرض الدراسات اإلفرادية في الفصل 2 أي أنها تبدأ ببحث أصل كل ابتكار وإسهامه في النمو ثم دراسة منظومته وأخيرا النظر في دور الملكية الفكرية. ويسعى القسم 4.3 إلى عرض الدروس المستفادة من البحوث الثالثة. وتجدر اإلشارة إلى أن الطباعة الثالثية األبعاد والنانوتكنولوجيا واإلنساالت ال تزال في مراحل مبكرة من التطور وإن لم تكن جديدة تماما. وخالفا للفصل 2 ال يمكن للدراسات المقد مة في هذا الفصل أن تستند إلى التجارب السابقة ما يؤدي إلى أن تكون بعض المناقشات افتراضية. وفي الواقع تحوم شكوك كبيرة حول سبل تشكيل هذه المجاالت الثالثة للنمو في المستقبل ولن يدعي هذا الفصل خالف ذلك. وعليه فمن األهمية بمكان مراعاة هذا الغموض في قراءة هذه البحوث الثالثة. 1. انظر مثال موكير )2014( وتقارير عالم البراءات بشأن التكنولوجيات الجديدة الواعدة الصادرة عن مكتب المملكة المتحدة للملكية الفكرية والواردة على الرابط التالي: intellectual-property-research-patents. 2. على النحو المذكور في مقدمة الفصل 2 ال يوجد تعريف موحد للتكنولوجيات ذات األغراض العامة. 95

97 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم 1.3 الطباعة الثالثية األبعاد "ستشمل المرحلة المقبلة من الطباعة الثالثية األبعاد طباعة أنواع جديدة تماما من المواد. وسيتسنى في نهاية المطاف طباعة منتجات كاملة بدوائرها ومحركاتها وبطارياتها. ففي هذه المرحلة ال توجد مستحيالت". هود ليبسون مدير مختبر اآلالت االبتكارية التابع لجامعة كورنيل يقصد بالطباعة الثالثية األبعاد المعروفة أيضا باسم التصنيع التتابعي مجموعة من تقنيات التصنيع المستخدمة في استحداث أجسام مجسمة عن طريقة تجميع طبقات متتابعة من المواد بمساعدة برمجيات متخصصة للتحكم في مسار التصنيع وتصميم األجسام المنشودة. ويرصد هذا القسم تطور الطباعة الثالثية األبعاد وإسهامها االقتصادي. ثم يصف المنظومة التي أدت إلى نشأة هذا المجال االبتكاري مع إيالء اهتمام خاص للعوامل الرئيسية التي أدت إلى تقدمها. وأخيرا يركز هذا القسم على دور نظام الملكية الفكرية في تطوير الطباعة الثالثية األبعاد ويشير إلى بعض الصعوبات المحتملة 3 التي قد يثيرها هذا المجال لنظام الملكية الفكرية تطور الطباعة الثالثية األبعاد وأهميتها االقتصادية يعود تاريخ الطباعة الثالثية األبعاد بوجه عام إلى القرن التاسع عشر وبخاصة التصوير المنحوت وعلم التضاريس. ولكن لم تبدأ محاوالت تصنيع أجسام ثالثية األبعاد باستخدام برمجيات متخصصة حتى أواخر الستينات. وأجريت إحدى هذه المحاوالت في معهد باتيل التذكاري في كولومبوس وأجرى وين كيلي سوينسون محاولة أخرى في بيركلي بكاليفورنيا. وبعد عقد من الزمان أفاد العالم الياباني هيديو كوداما بالتوصل إلى أول تقنية طباعة مجسمة في معهد البحوث الصناعية لمقاطعة ناغويا. وظهرت بعدئذ مسارات مختلفة للطباعة المجسمة )انظر الجدول 1.3(. واستند كل من هذه المسارات إلى تقنية طباعة مختلفة واختلف كذلك نوع المواد الخام المستخدمة في الطباعة. واستكماال لمسار الطباعة الثالثية األبعاد كانت هناك حاجة إلى صيغة ملفات جديدة تصف الهندسة السطحية لألجسام الثالثية األبعاد. واستحدثت شركة 3D Systems وهي أول شركة تطلق طابعة تجارية ثالثية األبعاد تقوم على الستيريوليثغرافيا أول ملف من الصيغة المذكورة واسمه.STL 4 وتطورت هذه الصيغة لتصبح الصيغة األساسية المستخدمة في هذا القطاع حتى وقت قريب. وإذ تلقى هذا االبتكار قبوال واسعا في التصنيع التجاري ظهرت شريحة سوقية مختلفة هي الطباعة الثالثية األبعاد الشخصية والمعروفة أيضا باسم التصنيع الشخصي. وفي منتصف األلفية الثانية أطلق باحثون من جامعات مثل جامعة باث ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا وجامعة كورنيل وجامعة ستانفورد هذه الشريحة السوقية من خالل النظر في طرق إتاحة الطباعة المجسمة على نطاق واسع. وكان هدفهم هو استحداث طابعات ثالثية األبعاد صغيرة الحجم ويمكن استخدامها 5 ألغراض عامة. واحد من هذه المشاريع RepRap وقد صممت إلنشاء طابعة الثالثية األبعاد مفتوحة المصدر التي من شأنها إعادة إنتاج نفسها. تطوره جنبا إلى جنب مع دعم المنتجات والخدمات وخفضت بشكل كبير من تكلفة طابعات الثالثية األبعاد الشخصية مما يجعلها في متناول المستهلكين المهتمين. وص مم أحد هذه المشاريع وهو مشروع RepRap الستحداث طابعة مجسمة ومفتوحة المصدر يمكنها أن تصنع نفسها. وأدى استحداثها إضافة إلى المنتجات والخدمات المساعدة لها إلى تقليص تكاليف الطابعات المجسمة الشخصية ما جعلها أكثر توفرا للمستهلكين المهتمين. وأنشأ مشروع RepRap منظومة مزدهرة من مصنعي األجهزة ومطوري البرمجيات ومقدمي الخدمات الذين دعموا جميعا السوق االستهالكي للطابعات المجسمة. وتستند العديد من الطابعات المجسمة الشخصية المتوفرة حاليا إلى البرمجية والعتاد المفتوحين المصدر لمشروع RepRap وما يتضمناه من تكنولوجيات. ولكن ال يمكن ألي شخص أن يمتلك طابعة ثالثية األبعاد وال يمكن ألي شخص أن يصنع طابعة كهذه وعليه أطلق مشروع Fab.Lab وهو مشروع بدأ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في عام 2001 وقاده نيل غيرشنفيلد ويركز على بناء مختبرات تصنيع منخفضة التكلفة ومفتوحة المصدر. ويكمن المبدأ األساسي في تشجيع المستخدمين على تصنيع ما يحتاجونه دون التفاوض على تراخيص للنفاذ إلى أنظمة طباعة مجسمة. وإن Fab Labs هي أساسا عبارة عن مختبرات مزودة بأدوات تصنيع من طراز صناعي وإلكترونيات تقوم على برمجيات مفتوحة المصدر وبرامج أخرى ط ورت في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا. ويمكن للمستخدمين أن يستخدموا هذه المختبرات لتصنيع وطباعة األجسام التي يرغبون فيها أو يحتاجون إليها دون االضطرار لشراء أنظمة طباعة مجسمة. 3. يستند هذا القسم إلى بيكتولد )2015(. 4. يقصد بالمختصر STL الستيريوليثغرافيا ويعرف كذلك بلغة معيار التغطية الفسيفساي ية..5 ليبسون.)2005( 96

98 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الجدول 1.3: بعض مسارات الطباعة الثالثية األبعاد العام* التكنولوجيا النوع المخترعون األصليون الشركة شركة 3D Systems الستيريوليثغرافيا التلبيد االنتقائي بالليزر تقنية لبلمرة الحاويات ضوئيا إذ يصلد بوليمر سائل بمصدر ضوئي شارلز هول )عندما كان هو إشعاع ليزر فوق بنفسجي. ويصلد هذا الليزر األجزاء المكشوفة من في شركة )UPV البوليمر. ويكر ر هذا المسار طبقة تلو طبقة حتى ينتهي تصنيع الجسيم. تقنية صهر طبقة من المسحوق الخام يسلط إشعاع ليزر على طبقة مسحوق خام موضوعة على منصة. ويلبد الليزر المادة لتأخذ الشكل المطلوب. ثم تنخفض المنصة ليلبد الليزر الطبقة التالية. كارل ديكارد )مشروع دكتوراه في جامة تكساس أوستن( جامعة تكساس بأوستين التقنية مرخصة لشركة نوفا أوتوميشيون قبل أن يصبح اسمها DTM Corporation واقتنها شركة 3D Systems في عام البناء بالترسيب المنصهر المعروف أيضا بأساليب البثق بالحرارة )انظر اإلطار 3.2( مسار بثق المواد ت دخل المواد في البثق أو الفوهة على نحو انتقائي. سكوت كرامب ستراتاسيس 1989 الطباعة المجسمة )الطباعة الثالثية األبعاد( *يشير إلى سنة إيداع البراءة األولى. مسار الطباعة بالمادة الالصقة توزع مادة الصقة عبر نفاث طباعة إيمانويل ساكس وفريقه حبري على مسحوق خام على غرار األعمال المصنوعة بطابعة حبر عادية. معهد.MIT مرخص لعدة شركات لتسويقه وال سيما شركة Z Corporation التي اقتنتها شركة 3D Systems في عام 2012 المصدر: بيكتولد )2015(. زيادة األهمية التجارية منذ أن أصبحت الطباعة الثالثية األبعاد متاحة تجاريا كان لها أثر على مسارات التصنيع في مختلف الصناعات والقطاعات. وطب قت أوال في مسار تصنيع نماذج سريعا. واستخدم المهندسون والمصممون الصناعيون هذه التقنية لتسريع تصاميمهم وتصنيعهم للنماذج المطلوبة ما ساعدهم على توفير الوقت والمال. وإذ بدأت تظهر أساليب طباعة مجسمة جديدة باستخدام مواد خام جديدة ط بقت هذه األساليب في صناعة مكونات أو منتجات نهائية في عدة قطاعات صناعية منها الفضاء والطيران والسيارات والبناء والتصاميم الصناعية والمنتجات الطبية والدفاع. وطب قت هذه األساليب أيضا على منتجات استهالكية منها الموضة واألحذية والجواهر والنظارات واألغذية. وتتيح الطباعة الثالثية األبعاد لشركات هذه القطاعات أن تنتج عددا صغيرا من السلع بتكلفة منخفضة. وبفضل هذه التكلفة المنخفضة أصبحت هذه األساليب جذابة للشركات التي تمتلك 6 سالسل إنتاج صغيرة. أما فيما يخص الشريحة السوقية للطباعة المجسمة الشخصية فقد أدى استهالل مبادرات طباعة مجسمة مفتوحة المصدر وانتهاء مدة البراءات المتعلقة بهذه المبادرات إلى خفض تكلفة الطابعات بحيث أصبحت أكثر توافرا )انظر القسم الفرعي بشأن دور البراءات(. 8 ويسرت الطابعات المنخفضة التكلفة ومختبرات التصنيع لالستخدام الشخصي نشر التكنولوجيا في العديد من المجتمعات وساعدها على تلبية احتياجاتها المتنوعة. فعلى سبيل المثال مك نت مختبرات فاب في الهند وغانا وشمال النرويج ومنطقة بوسطن الكبرى في الواليات المتحدة المبتكرين المحليين من تصنيع أدوات لقياس مدى سالمة الحليب واختبار اآلالت الزراعية وبكرات لمساعدة أعمال التطريز المحلية وبطاقات بيانات تتيح الرصد الخلوي للقطعان والخاليا الشمسية والمجوهرات من المعادن الخردة. ويوجد حاليا نحو 550 مختبرا من مختبرات فاب في العالم. وتقع هذه المختبرات أساسا في الواليات المتحدة وأوروبا ولكن يوجد 23 مختبرا في أفريقيا و 58 في آسيا و 54 في أمريكا الالتينية والكاريبي )انظر الشكل 1.3(. وفي العديد من هذه الحاالت تقلص الطباعة الثالثية األبعاد الوقت والتكلفة الالزمين لإلنتاج في هذه الشركات. ويقد ر تقرير استشاري أن الوفورات الناجمة عن استخدام الطباعة المجسمة إلنتاج قطع غيار للصيانة والتصليح والتشغيل في سوق الفضاء العالمي بلغت مليار دوالر أمريكي. بيكتولد وزمالؤه )2015(. 6. باعتبار أن 50 بالمئة من األجزاء مطبوعة بواسطة 7. طابعات ثالثية األبعاد )معهد PWC & M 2014(. 8. انظر ليبسون وكورمان )2013( ووست وكوك )2014( وبيكتولد وزمالءه )2015( وكامبيل وزمالءه )2012(. 97

99 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الشكل 1.3: توجد مختبرات فاب في جميع أنحاء العالم تقريبا توزيع مختبرات فاب بحسب المنطقة عام 2015 ا وروبا 54% ا مريكا اللاتينية والكاريبي 10% ا مريكا الشمالية 19% ثالثا يمكن للطباعة الثالثية األبعاد أن تؤثر تأثيرا بالغا في المناطق الجغرافية البعيدة عن المصانع أو قنوات التوزيع. إذ تمكن الطباعة المجسمة هذه المناطق النائية من تصنيع وإنتاج قطع غيار أو منتجات يصعب الحصول عليها. ومن المناطق المحتملة االقتصادات األقل تقدما التي قد تكون منقطعة عن قنوات التوزيع العادية. وقد تمكنها الطباعة المجسمة من الحصول على منتجات بتكلفة منخفضة من خالل تجاوز قنوات التصنيع والتوزيع التقليدية. 13 وعلى غرار ما ذكر بشأن مختبرات فاب قد يمكن ذلك إيجاد حلول محلية مخصصة لمعالجة المشكالت المحلية ما من شأنه أن يعود بفوائد كبيرة على هذه االقتصادات. ومن المجتمعات النائية األخرى التي قد تستفيد من الطباعة الثالثية األبعاد محطة الفضاء الدولية حيث يكون من الصعب للغاية الحصول على قطع غيار. وأخيرا كلما ازدادت موثوقية الطابعات الثالثية األبعاد الشخصية وتحسن تصميمها وتسويقها ازدادت قدرتها على استقطاب المستهلكين من خالل تقليص التكاليف واآلثار البيئية للمنتجات 14 المطبوعة. ا سيا 11% ا فريقيا 4% ا وقيانيا 1% ا خر 1% المصدر: مؤسسة فاب )2015( األثر الواعد إن التأثير المحتمل للطباعة الثالثية األبعاد بالغ. فقد تؤدي أوال دورا متزايد األهمية في تصنيع نماذج سريعة وكذلك في تصنيع المكونات والمنتجات النهائية. 9 فقد است خدمت مثال في القطاع الطبي إلنتاج مقابس مخصصة الستبدال مفاصل الورك وأجهزة مساعدة على السمع. 10 ومن خالل تجاوز الوسائل التقليدية للتصنيع فقد يتسنى تخصيص منتجات على نطاق واسع وخفض تكاليف التخزين وتحسين تصميم المنتجات. ثانيا قد تؤدي إلى عالم من التصنيع الالمركزي. وإذ إن توليد معلومات عن الجسم منفصل عن إنتاجه في إطار الطباعة الثالثية األبعاد فقد تختل قنوات اإلنتاج التقليدية أي قنوات التزويد والتوزيع. 11 فبوجه عام يمكن استحداث األجسام في مكان وإنتاجها في مكان أقرب إلى العميل أو حتى أن ينتجه العميل نفسه. وقد يؤدي ذلك بعدئذ إلى االبتكار في نماذج األعمال حيث يمكن تحقيق الفعالية في استهداف الفئات السوقية المنشودة وإدماج العمالء 12 في سلسلة القيمة. ونظرا إلى التغييرات التي ستثيرها الطباعة المجسمة في مسارات التصنيع وقنوات التوزيع فمن المرجح أن يؤثر ازدياد استخدام هذا النوع من الطباعة في سوق الوظائف المحلية. 15 فعلى سبيل المثال قد تغير توزيع الوظائف في القطاعات الصناعية التقليدية من خالل نقل الوظائف الشاغرة إلى أماكن حيث يوجد طلب على الطباعة المجسمة. ولكن لم يحاول أي خبير دراسة هذا األثر حتى اآلن. وتختلف تقديرات نمو الطباعة المجسمة وأثرها اختالفا كبيرا. إذ يقدر مراقبو القطاع أن يولد سوق الطباعة المجسمة إيرادات تبلغ 20 مليار دوالر أمريكي بحلول عام ويقدر األثر المالي للتكنولوجيا بمبلغ يتراوح بين 230 و 550 مليار دوالر أمريكي كل سنة بحلول عام 2025 وسيكون الجزء األكبر من هذا األثر على المستهلكين )100 إلى 300 مليار دوالر أمريكي( والتصنيع المباشر )100 إلى 200 مليار دوالر أمريكي( وتصنيع أدوات وحاويات )30 إلى 50 مليار دوالر أمريكي(. 17 ولكن تعد بعض توقعات نمو السوق أكثر حذرا من غيرها )انظر الجدول 2.3(. انظر بيكتولد وزمالءه )2015(. 9. انظر ليبسون وكورمان )2013( وبيكتولد وزمالءه )2015(. 10. انظر ديساي وماغلويكا )2014( وليملي )2014(. 11. غيالسين )2014( وراينا وستريوكوفا )2014(. 12. كينغ وزمالؤه )2014(. 13. انظر ويتبرودت وزمالءه )2013( فيما يخص تكاليف 14. دورة الحياة وكريغير وبيس )2013( وبيكتولد وزمالءه )2015( وليبسون وكورمان )2013( بشأن اآلثار البيئية. ليبسون وكورمان )2013(. 15. وولرز وشركاؤه )2014(. 16. معهد ماكينزي العالمي )2013(

100 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الجدول 2.3: التقديرات السوقية للطباعة المجسمة تختلف اختالفا كبيرا السوق قطاع الطباعة المجسمة العالمي )التكنولوجيات والمنتجات والخدمات المتصلة به( قطاع الطباعة المجسمة العالمي )التكنولوجيات والمنتجات والخدمات المتصلة به( سوق مواد الطباعة المجسمة )ومنها البالستيك والمعادن والخزف وغيرها( الطباعة المجسمة ذات األغراض الطبية المصدر: بيكتولد وزمالؤه )2015(. معدل النمو/الحجم المقد ر 10.8 مليار دوالر أمريكي بحلول عام مليارات دوالر أمريكي بحلول عام 2025 معدل النمو السنوي المركب 19.9% حتى عام مليون دوالر أمريكي بحلول عام 2019 معدل النمو السنوي المركب 15.4% المصدر وولرز وشركاؤه 2013 شركة Markets, 2013 Research and شركة Research, 2014 RnR Market شركة Transparency Market Research 18 يرتهن تحقق تقديرات األثر المستقبلي للطباعة الثالثية األبعاد بقدرة القطاع على التغلب على الصعوبات التقنية. إذ إن تكلفة الطابعات الثالثية األبعاد ال تزال مرتفعة وتتراوح بين دوالر أمريكي و دوالرا أمريكيا وقد تبلغ تكلفة بعض النظم الصناعية أكثر من مليون دوالر أمريكي. 19 وبينما شهدت أسعار الطابعات المجسمة الشخصية انخفاضا ملحوظا من دوالر أمريكي منذ بضع سنوات إلى 1000 دوالر أمريكي اليوم فال تزال هذه الطابعات بعيدة عن متناول العديد. 20 وفضال عن ذلك تعد المواد الخام المالئمة أكثر كلفة بكثير من العديد من المواد الخام المستخدمة في مسارات التصنيع التقليدية. وتقد ر إحدى الشركات االستشارية المتخصصة أن مبلغ قدره مليون دوالر أمريكي قد أ نفق 21 على مواد خام لطابعات ثالثية األبعاد في عام وإضافة إلى ذلك تتسم الطباعة الثالثية األبعاد بالبطء وتتطلب العديد من الساعات أو األيام من الطباعة لالنتهاء من تصنيع شيء. وأخيرا فإن مدى نمو هذا السوق يعتمد على سهولة االستخدام في المستقبل واعتماد هذه التقنية خارج دائرة المتحمسين والقراصنة اإللكترونيين وعلى العديد من العوامل التجارية األخرى. اإلطار 1.3: تحقيق إمكانات الطباعة المجسمة يعتمد على تطوير المنتجات التكميلية تكمن أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في التطبيق الواسع النطاق للطباعة الثالثية األبعاد في تطوير المنتجات التكميلية أي المواد الخام وبرمجيات التصميم. ولم يكن بوسع الطابعات المجسمة األولى أن تطبع سوى المواد البالستيكية ما يس ر مهمة المصنعين التقليديين في عدم استخدام هذه التكنولوجيا نظرا إلى أن تطبيقها محدود. 22 أما اآلن فيمكن للطابعات الثالثية األبعاد أن تستخدم مواد خزفية وسبائك معدنية وزجاج وورق وبوليمرات ويمكنها استخدام إلى حد ما خاليا حية ومواد غذائية. ولم تكن برمجية التصميم المستخدمة لتوليد صور رقمية للطباعة كافية سوى لتطبيق نماذج سريعة في مجالي الهندسة والتصميم الصناعي واحتياجات التصنيع السريعة الخاصة ببعض القطاعات الصناعية. وعلى الرغم من بعض التحسينات فإن الطباعة الثالثية األبعاد ال تزال بعيدة عن رقمنة صور معقدة للغاية مثل الجسم البشري وتحركه. وفضال عن ذلك تتطلب طباعة منتجات متقدمة كإنساالت عاملة عمال تاما استحداث برمجية تصميم أكثر تعقيدا يمكنها أن تراعي عوامل مثل قدرة 23 الكيان على العمل وتصميمه. ولذلك ينبغي توظيف المزيد من االستثمارات في هذه المنتجات التكميلية لتيسير نشر هذا االبتكار في القطاعات الصناعية والبلدان التي تختلف مستويات دخلها المنظومة االبتكارية للطباعة الثالثية األبعاد أسهمت العديد من العوام ل والجهات الفاعلة في تقدم الطباعة الثالثية األبعاد. وإن الجهات الفاعلة من القطاعات الخاصة والعامة وتقدم المنتجات التكميلية التي تدخل في أنظمة الطباعة الثالثية األبعاد وزيادة طلب المستهلكين من قطاع الطباعة والقطاع الخاص تعد بعضا من العوامل التي ساعدت في تقدم هذا المجال. ليبسون وكورمان )2013(. 22. ليبسون وكورمان )2013(. 23. يشار إلى معدل النمو السنوي المركب 18. بالمختصر اإلنكليزي.CARG انظر معهد ماكينزي العالمي )2013( وولرز وشركاءه )2014(. 19. معهد ماكينزي العالمي )2013(. 20. وولرز وشركاؤه )2014(

101 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم وصف العالم االبتكاري للطباعة الثالثية األبعاد تتركز غالبية اختراعات الطباعة المجسمة المحمية بموجب براءة في الواليات المتحدة وألمانيا واليابان ومؤخرا في الصين. ويبين الشكل 2.3 تطور إيداعات البراءات على مدار األعوام بحسب البلدان الستة الكبرى التي يقيم فيها مودعو الطلبات. وفي أوائل الثمانينيات كان مودعو الطلبات اليابانيون مقبلين على إيداع الطلبات الختراعاتهم في مجال الطباعة الثالثية األبعاد حتى تجاوزتهم الطلبات األمريكية في األلفية الثانية. وبحلول عام 2010 أودع مقدمو الطلبات الصينيون طلبات أكثر تخص الطباعة الثالثية األبعاد بحيث أودعوا طلبات تساوي عدد طلبات المودعين اليابانيين واألمريكيين معا. وإضافة إلى ذلك تندرج غالبية مودعي البراءات الخاصة بالطباعة الثالثية األبعاد في فئة الشركات )انظر الشكل 3.3(. وليس ذلك مفاجئا نظرا إلى أن العديد من المخترعين األوائل في هذا المجال يميلون إلى إنشاء شركاتهم الخاصة. وباستثناء عدد محدود من الجهات الفاعلة الكبيرة تنزع الشركات إلى أن تكون شركات صغيرة 24 ومتوسطة. وتزداد مشاركة الجامعات في هذا المجال وإن كانت تشارك أقل من الشركات. وفي الواقع انبثق عدد من أهم مسارات الطباعة الثالثية األبعاد من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ونظام جامعة تكساس وال سيما جامعة تكساس بأوستن. وحتى يومنا هذا تمتلك هاتان الجامعتان محافظ براءات هائلة في هذا المجال. ولكن ترخص براءات الجامعات هذه عادة للشركات الخاصة كي تسوقها. فعلى سبيل المثال رخصت تقنية الطباعة الثالثية األبعاد بالحبر التي استحدثها معهد ماساشوستس للتكنولوجيا لعدة شركات ألغراض تطبيقاتها 25 وتسويقها الخاصة. الشكل 2.3: تستأثر الصين وألمانيا واليابان والواليات المتحدة بنحو 80 بالمئة من جميع إيداعات البراءات في مجال الطباعة الثالثية األبعاد إيداعات البراءات األولى بحسب بلد المنشأ الشكل 3.3: تودع الشركات غالبية براءات الطباعة الثالثية األبعاد ولكن توجد مشاركة متزايدة من القطاعين األكاديمي والعام إيداعات البراءات األولى بحسب نوع مودع الطلب الصين الولايات المتحدة الا مريكية ا لمانيا اليابان المملكة المتحدة جمهورية كوريا ا خر الا سواط الا كاديمية والقطاع العام الا فراد الشركات غير متاح السنة Year 0 المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. لجنة الخبراء للبحث واالبتكار )2015(. 24. وولرز وشركاؤه )2014(

102 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الطباعة الصناعية الثالثية األبعاد يتألف سوق الطباعة الصناعية الثالثية األبعاد أساسا من شركات صغيرة ومتوسطة الحجم ولكن يهيمن مصنعا أنظمة كبيران على القطاع وهما Stratasys وSystems 3D القائمان في الواليات المتحدة. وتعد الشركتان من بين أولى الشركات التي دخلت السوق واستحدثت مسارات طباعة ثالثية األبعاد خاصة بها أي الستيريوليثغرافيا والبناء بالترسيب المنصهر على التوالي وأصبحتا أكبر مودعتي طلبات براءات في القطاع كما يتضح من عدد البراءات المودعة المبي ن في الجدول 3.3. وتشمل الجهات العالمية الهامة األخرى شركة Beijing Tiertime الصينية وشركتي EOS 26 وEnvisiontec الواقعتين في ألمانيا. الجدول 3.3: أكبر عشر شركات أودعت طلبات براءات منذ عام 1995 اسم الشركة 3D Systems البلد الواليات المتحدة عدد إيداعات البراءات األولى 200 Stratasys الواليات المتحدة 200 Siemens ألمانيا 145 General Electric الواليات المتحدة 131 Mitsubishi Heavy Industries Ltd اليابان 120 Hitachi اليابان 117 MTU Aero Engines ألمانيا 104 Toshiba اليابان 103 EOS ألمانيا 102 United Technologies الواليات المتحدة 101 المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. تعد الطباعة الثالثية األبعاد قطاعا يتطلب بحثا مكثفا. وقد تطلب وضع مسار يعمل على النحو الواجب عدة دورات من التحسين مقارنة بمسارات الطباعة الثالثية األبعاد األولى. 27 ويستمر اليوم هذا االعتماد على أنشطة البحث والتطوير المكثفة. ومؤخرا كشفت شركة استشارية متخصصة في الطباعة الثالثية األبعاد أن الشركات تنفق ما متوسطه 19.1 بالمئة من إيراداتها في عام 2013 على 28 استثمارات البحث والتطوير. دعم التطوير من خالل مبادرات عامة وخاصة يسرت مبادرات حكومية مختلفة تطور الطباعة الثالثية األبعاد. ففي العديد من الحاالت ساعدت هذه المبادرات على تعويض مساعي البحث والتطوير المحفوفة بالمخاطر في هذا المجال االبتكاري. وفي أواخر الثمانينيات رخص معهد البحوث الصناعية لمحافظة أوساكا وهو منظمة بحثية يابانية عامة اختراعه الخاص بالطباعة الثالثية األبعاد لعدة شركات يابانية كي تطور هذا االختراع وتصنعه. وال تزال هذه الشركات ومنها شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة وشركة NTT Data لالتصاالت جهات مشاركة كبرى في هذا القطاع حتى اليوم. وفي اآلونة األخيرة است هلت مبادرات حكومية واسعة النطاق في الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي والصين على سبيل المثال ال الحصر. وفضال عن تمويل البحوث العامة من خالل مختلف المؤسسات العلمية الوطنية في العديد من البلدان است هدفت أيضا مشاريع طباعة ثالثية األبعاد. فعلى سبيل المثال كانت وزارعة الدفاع األمريكية والمختبرات الوطنية األمريكية من الجهات الداعمة النشطة لبحوث الطباعة الثالثية األبعاد. 29 وتتعلق بعض هذه المشاريع 30 بتطبيقات تخص الطاقة والقطاع الحربي وحتى الفضاء الخارجي. وخصص االتحاد األوروبي ميزانية إجمالية قدرها 225 مليون يورو لتمويل بحوث الطباعة الثالثية األبعاد للفترة ووظفت الحكومة استثمارات استراتيجية كبيرة في تكنولوجيات الطباعة الثالثية األبعاد في الصين وتكتسي هذه االستثمارات أهمية أكبر في دفع عجلة تقدم االبتكار مقارنة بتقدم البحث والتطوير الذي تقوده الشركة. 31 ويتجلى االستثمار الكبير الذي وظفته الحكومة الصينية في الطباعة الثالثية األبعاد في عدد طلبات البراءات التي أودعتها الجامعات الصينية وتجاوزت هذه اإليداعات في بعض الحاالت إيداعات الجامعات األمريكية واألوروبية )انظر الجدول 4.3 والشكل 4.3(. 26. مع ذلك ال تظهر شركتا Beijing Tiertime وEnvisiontec في قائمة أكبر عشرة مودعي براءات في الجدول 3.3. ويشير ذلك إلى معايير البحث واالنتقاء بناء على أحدث المعلومات المتاحة )انظر أيضا المالحظات التقنية(. 27. برينز وزمالؤه )1997(. 28. وولرز وشركاؤه )2014(. 29. وولرز وشركاؤه )2014(. 30. مولت وكالة المشروعات البحثية المتقدمة والطاقة )ARPA-E( التابعة لوزارة الطاقة األمريكية مؤخرا مشروعا لتوليد محرك يستهلك 30 كيلووات باستخدام تكنولوجيات الطباعة الثالثية األبعاد فقط )النغنو 6 أكتوبر 2014(. وتبحث وكالة ناسا استخدام تكنولوجيات الطباعة الثالثية األبعاد لتصنيع قطع غيار في بعثات فضائية وقاد مركز بحوث النغلي التابع لوكالة ناسا فريق عمل مشترك بين الوكاالت الحكومية األمريكية ومعني بالطباعة الثالثية األبعاد منذ عام 2010 )وولرز وشركاؤه 2014(. 31. لجنة الخبراء للبحث واالبتكار )2015(. 101

103 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الجدول 4.3: مودعو البراءات العشرة األوائل من الجامعات والشركات منذ عام 1995 اسم الجامعة جمعية فرانهوفر األكاديمية الصينية للعلوم جامعة هوازونغ للعلوم والتكنولوجيا معهد ماساشوستس للتكنولوجيا جامعة تشيان جياوتونغ جامعة جنوب كاليفورنيا جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا معهد هاربين للتكنولوجيا منظمة البحوث العلمية التطبيقية جامعة بيجين للتكنولوجيا البلد ألمانيا الصين الصين الواليات المتحدة الصين الواليات المتحدة الصين الصين هولندا الصين عدد إيداعات البراءات األولى المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. تؤدي المبادرات الحكومية دورا ثانيا وهو توفير روابط بين مختلف الجهات الفاعلة في المنظومة المعنية. وتجمع العديد من هذه المبادرات باحثين من الوسط األكاديمي والقطاع الخاص مع مصنعين يعتزمون نشر االبتكار في المجاالت االقتصادية. فعلى سبيل المثال أودعت الواليات المتحدة 50 مليون دوالر أمريكي في شراكة بين القطاعين العام والخاص إلدخال تكنولوجيات الطباعة الثالثية األبعاد في الصناعات العامة. 32 وتجمع هذه الشراكة بين 50 شركة و 28 جامعة ومختبرا بحثيا و 16 منظمة أخرى. وأعلنت الحكومة األسترالية مبادرة مشابهة مؤخرا من شأنها أن تجمع بين 14 شركة مصنعة و 16 جامعة محلية و 4 وكاالت والوكالة الفدرالية األسترالية للبحث العلمي ومعهد فراونهوفر لتكنولوجيا الليزر. وكانت إحدى الشركات المصنعة المشاركة في المبادرة شركة SLM Solutions 33 GmbH وهو مصنع ألماني في مجال الطباعة الثالثية األبعاد. وإضافة إلى ذلك يسعى قطاع الطباعة المجسمة إلى تيسير اعتماد هذا المجال االبتكاري في قطاعات أخرى. وت بذل حاليا جهود لتوحيد المصطلحات والمسارات والواجهات وتكنولوجيات التصنيع في الواليات المتحدة وأوروبا. وتكمن إحدى هذه المبادرات في اللجنة الدولية F42 المعنية بتكنولوجيات الصناعة التتابعية في الواليات المتحدة والتابعة للجمعية األمريكية للرابطة الدولية لالختبار والمواد )ASTM( وتكمن مبادرة أخرى في مشروع االتحاد األوروبي المعنون "دعم جهود التوحيد في قطاع الصناعة التتابعية".)SASAM( وقد اعتمدت جمعية ASTM الدولية أيضا وهي منظمة دولية لوضع المعايير الخاصة بالمواد والمنتجات واألنظمة والخدمات صيغة ملف جديد لنقل معلومات بين برمجيات التصميم وأنظمة الطباعة الثالثية األبعاد. ويمكن للملف الجديد المستند إلى صيغة XML أن يبي ن المعلومات بشأن لون الجسم وملمسه ومواده وبنيته التحتية وخصائصه األخرى. وفي المقابل فإن المعيار االفتراضي في هذا القطاع وهو STL يتيح توضيح معلومات عن السطح الشبكي للجسم. الطباعة الشخصية الثالثية األبعاد خالفا لسوق الطباعة الصناعية الثالثية األبعاد أنشئ سوق للطباعة الشخصية الثالثية األبعاد استنادا إلى بنية تحتية ترمي إلى ضمان أن يكون تصميم االبتكار وتركيبه مفتوحان للجميع من خالل االرتكاز على دينامية تعاونية وتبادلية بين المبتكرين والمستخدمين. وقد أدى ذلك إلى منظومة ابتكارية متميزة تتكون من المتحمسين مفتوحة المصدر الشركات المصنعة لألجهزة المبرمجين البرمجيات ومقدمي الخدمات وأساليب التمويل الرواية والمبتكرين المستخدم. وأدى ذلك إلى منظومة مستقلة لالبتكار تتألف من متحمسين للمصدر المفتوح ومصنعي عتاد ومبرمجين ومزودي خدمات وأساليب تمويل جديدة ومبتكرين من المستخدمين. وفي إطار هذه المنظومة يمكن للمستهلكين أو الشركات المنتجة لطابعات ثالثية األبعاد أن تحقق أوجه التقدم االبتكارية. 34 ويمكن للمستخدمين أن يبحثوا تطبيقات جديدة للطابعات الثالثية األبعاد ويمكن للمستخدمين القلة األكثر اطالعا أن يعدلوا العتاد والبرمجيات القائمة ويحسنوها. ويعد دور المستخدم في االبتكار سمة غير مألوفة من سمات منظومة االبتكار. إذ تعتمد RepRap مثال على نحو 25 مساهما أساسيا ومجتمع دعم كبير للمساعدة في دفع عجلة تقدم التكنولوجيا. ويشمل المساهمون وأعضاء المجتمع متحمسين ومعتمدين مبكرين للتكنولوجيات الناشئة وقراصنة وباحثين أكاديميين. 35 ويدفع غالبيتهم احتياجات شخصية ودوافع 36 ذاتية وأهداف سمعية عوضا عن مكاسب نقدية. وفضال عن ذلك فإن عدم التمييز بين المنتجين والمستخدمين في مجال الطباعة المجسمة الشخصية فيما يخص منشأ االبتكار يعزز أهمية المجتمع وصلته بالمصنعين. ويكمن أحد الروابط الهامة في المنصات الشبكية. وفي الواقع لوال تحقق التقدم في االبتكار الرقمي لما اتسم مجتمع الطباعة المجسمة الشخصية بطابع تعاوني. 32. إن مبادرة "أمريكا تصنع" المستهلة في إطار "الشبكة الوطنية البتكارات التصنيع" اقت رحت في عام انظر مركز البحث التعاوني للتصنيع االبتكاري )2015(. ليبسون وكورمان )2013( وبيكتولد وزمالؤه )2015(. 34. جونز وزمالؤه )2011( ومالون وليبسون )2006(. 35. جونغ وبروجين )2013(

104 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الشكل 4.3: تودع الجامعات ومنظمات القطاع العام نسبة أعلى من طلبات البراءات الخاصة بالطباعة الثالثية األبعاد في الصين مقارنة بمودعي البراءات المقيمين في بلدان رائدة أخرى النسب المئوية إليداعات البراءات األولى بحسب نوع مودع الطلب منذ عام الولايات المتحدة الا مريكية الصين اليابان ا لمانيا السنة الا سواط الا كاديمية والقطاع العام الا فراد الشركات غير متاح 0 المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. ويسرت البنية التحتية لالتصاالت الرقمية مثل منصات االتصال وأنظمة التحكم المفتوحة المصدر ومستودعات البرمجيات فضال عن األسواق الشبكية المنظومة التعاونية لالبتكار الذي يقوم عليه 37 مجتمع الطباعة الثالثية األبعاد والمفتوحة المصدر. وإضافة إلى ذلك ينمو هذا المجتمع كلما اتصل الناس بالعالم الرقمي. أهمية المنتجات والخدمات المكملة للسوق دعما للطبيعة المفتوحة المصدر للطابعات الثالثية األبعاد طورت العديد من برمجيات الطباعة الثالثية األبعاد. وجميع هذه البرمجيات مرخصة إما بموجب تراخيص مفتوحة المصدر أو تراخيص مسجلة الملكية وتخضع لحق المؤلف ولكن غالبيتها تكون مجانية. وفي العديد من الحاالت تدرج هذه البرمجيات المتخصصة في برمجيات طباعة ثالثية األبعاد مثل.Repetier-Host وتوفر برمجيات أخرى مثل Autodesk العديد من برمجيات التصميم المجانية للطباعة الثالثية األبعاد. 37. بيكتولد وزمالؤه )2015( ووست وكوك )2014(. 103

105 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم وإضافة إلى ذلك ظهر مزودو خدمات متخصصون يوفرون الدعم لمجتمع الطباعة المجسمة الشخصية. ويمكن بعض هؤالء المزودين المستخدمين من تبادل ملفات التصاميم الثالثية األبعاد من خالل منصات مثل.Thingiverse ويستخدم بعض آخر خدمات طباعة ثالثية األبعاد مركزية لطباعة كيانات ثالثية األبعاد وإرسالها إلى المستخدم على غرار شركة.Shapeways ففي عام 2012 أرسلت الشركة المذكورة مليون جزء مجسم مطبوع. 38 وفي عام 2014 كشفت الشركة عن كيان مجسم و مالك متجر 39 ومصمم منتجات من 133 بلدا مختلفا. وجذب نجاح هذا السوق شركات قائمة في قطاعات متصلة بهذا السوق. وتقد م شركات مثل Office Depot وStaples وUPS حاليا خدمات طباعة ثالثية األبعاد على أساس تجريبي في عدد مختار من متاجرها. وأخيرا ونظرا إلى أن المبتكرين امتنعوا عن استخدام حماية البراءات لتخصيص عائدات من غالبية أوجه التقدم التقنية في سوق الطباعة المجسمة الشخصية كانت هناك حاجة إلى وضع آليات تمويل جديدة لدعم تنمية هذا المجال. واستفادت مشروعات متنوعة من الطباعة المجسمة الشخصية من منصات لحشد التمويل مثل كيك ستارتر. فقد حشدت 3.4 M3D مليون دوالر أمريكي وFormlabs 2.9 مليون دوالر أمريكي وWobbleWorks 2.3 مليون دوالر أمريكي عبر منصة كيك ستارتر للمشروعات المتعلقة بالطباعة الثالثية األبعاد. 40 وقد أثبتت بعض المشروعات الممولة تمويال جماعيا شعبيتها على منصة كيك ستارتر بسبب الضجة اإلعالمية المحيطة لتقنيات الطباعة الثالثية األبعاد بل أثبتت هذه المشروعات أيضا قدرة هذا المجتمع على حشد تمويل بطرائق جديدة الطباعة الثالثية األبعاد ونظام الملكية الفكرية سيتعلق نظام متكامل للطباعة المجسمة بعدة حقوق ملكية فكرية منها ما يلي: حقوق البراءات الخاصة بالمكونات والمسارات ومواد الطباعة الخام المستخدمة في الطباعة المجسمة وحماية حق المؤلف الخاصة بالتحكم في البرمجيات وحماية تصاميم الكيانات الثالثية األبعاد وحماية حق المؤلف للكيانات الثالثية األبعاد وحماية العالمة التجارية لمنتجات الطباعة الثالثية األبعاد. وأثر الجمع بين كل من حقوق الملكية الفكرية هذه في تقدم مجال الطباعة المجسمة االبتكاري للصناعات واألفراد ومن المرجح أن يؤثر في االبتكارات المقبلة. ويؤثر ذلك في سرعة حصول المبتكرين على عائدات مما وظفونه من استثمارات بحث وتطوير فضال عن نشر االبتكار. تمكين التطورات المبكرة يبدو أن المخترعين األوائل في مجال تكنولوجيا الطباعة الثالثية األبعاد اعتمدوا على نظام البراءات إلثبات جدة اختراعاتهم ولترسيخ مكانتهم في السوق. وبدأ العديد منهم شركاتهم الخاصة استنادا إلى اختراعاتهم المحمية بموجب براءة ثم أطلقوها في األسواق. وعليه يبدو أن البراءات ساعدت المبتكرين على ضمان مكانتهم في السوق وقد أدت دورا هاما في تطوير القطاع. وعلى الرغم من أن هذا القطاع قد شهد العديد من عمليات االندماج واالستحواذ فال تزال بعض الشركات الرائدة األولى قائمة حتى اآلن. وأدى الترخيص أيضا دورا هاما في نشر تكنولوجيات الطباعة الثالثية األبعاد بين معاهد البحوث والمعاهد والشركات بل القارات. وسعت بعض التراخيص إلى ترويج بيع االختراعات بينما سعى بعضها اآلخر إلى تيسير استخدامها في مجاالت صناعية أوسع نطاقا. ومع ذلك يصعب تحديد مدى أهمية البراءات في منع المنافسين من تقليد التكنولوجيا. إذ يصعب عكس أنظمة الطباعة الثالثية األبعاد سواء صناعية أو شخصية عكسا هندسيا. 41 وتنتج غالبا بعض الشركات المتخصصة المواد الخام التي تتحكم في مخزونها والتي تكون غالبا محددة الملكية ما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة تقليد أي من هذه الطابعات. وإضافة إلى ذلك ثمة العديد من تكنولوجيات الطباعة الثالثية األبعاد المختلفة التي تستخدم مواد ومسارات متنوعة ظهرت بعد منح أول براءة على الطباعة المجسمة. ويختلف الطلب على كل نوع من أنواع تكنولوجيات الطباعة الثالثية األبعاد باختالف االحتياجات وأنواع التطبيقات. وعليه فإن هذه التكنولوجيات ال تتنافس وقد ال تنتهك حقوق ملكية أي منها. 41. وولرز وشركاؤه )2014(. معهد ماكينزي العالمي )2013(. 38. موزومدار.)2014(.39 انظر. 104

106 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الشكل 5.3: يميل غالبية مودعو براءات الطباعة المجسمة إلى التماس الحماية في الواليات المتحدة توزيع أسر البراءات في العالم التي الت مست لها الحماية في بلد بعينه منذ عام 1995 مودعو الطلبات الحماية في بلد بعينه منذ عام 1995 (%) أسر families البراءات )%( Patent or %60 more أو أكثر 60% 40-60% % % % % % % %5-1 1% أقل than من %1 less المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. ومع ذلك ثمة أدلة قوية تشير إلى أن شركات الطباعة المجسمة تنفذ اختراعاتها المملوكة في القطاع الصناعي. وتشمل هذه الشركات بعض الجهات الفاعلة الكبرى في السوق مثل 3D 42 وStratasys. وEnvisiontec وEOS وDuPont Systems ويبين الشكل 5.3 الواليات المختلفة التي تلتمس فيها حماية براءات الختراع محدد. إذ تتلقى الواليات المتحدة حصة كبيرة من إيداعات البراءات في مجال الطابعة المجسمة إذ أودعت فيها أكثر من 60 بالمئة من البراءات. وتستأثر الصين وباقي دول أوروبا بحصة كبيرة من إيداعات البراءات تبلغ نحو 40 إلى 60 بالمئة بينما يودع أقل من 20 بالمئة من البراءات في البلدان المتوسطة الدخل مثل األرجنتين والبرازيل وماليزيا وجنوب أفريقيا. وتشير هذه النسب إلى أن االختراعات المحمية ببراءة في مجال الطباعة المجسمة تنتقل إلى البلدان المتوسطة الدخل وإن كان ذلك بدرجة أقل بكثير من البلدان األربعة األولى حيث نشأت براءات الطباعة المجسمة )الصين واليابان وألمانيا والواليات المتحدة(. كيف تتعلق الملكية الفكرية بسوق الطباعة المجسمة الشخصية حيث يدفع المبتكرون احتياجاتهم الشخصية ودوافعهم الذاتية وأهداف سمعة عوضا عن مكاسب نقدية الجواب القصير هو أن الملكية الفكرية ال تزال هامة. ومسار الستيريوليثغرافيا الذي ابتكره هول وانتهت صالحية البراءتين في عام وقد يكون انتهاء صالحية هذه البراءات أحد أسباب ازدهار سوق الطباعة المجسمة الشخصية. وثانيا وفي حين أن زيادة التنفيذ المفتوح المصدر لهذه المسارات تتزامن مع انتهاء البراءات الرئيسية المعنية فإن إدخال تحسينات مقبلة على هذه االختراعات ال يزال محميا بموجب حقوق الملكية الفكرية المختلفة مثل البراءات و/أو األسرار التجارية. وعلى سبيل المثال فقد حافظت شركة MakerBot التي تأسست كشركة مصنعة في مجال الطباعة المجسمة الشخصية المفتوحة المصدر في عام 2009 على سر شبه جميع خصائص تصميمها وتصنيعها 43 لطابعة.Replicator 2 وثالثا فإن األكواد المفتوحة المصدر التي يتبادلها المستخدمون تعتمد على حق المؤلف وتأثيره التناقلي المتفاقم لتيسير هذا التبادل 44 من خالل الحفاظ على الطابع العلني للبرمجية. وأخيرا يجوز حماية ملفات التصميم التي يضعها ويرفعها أفراد بموجب حق المؤلف وحماية الشكل الخارجي للمطبوع بموجب تصميم صناعي الذي قد يختار األفراد حمايته وإنفاذه. أوال لوال التطورات األولى في الشريحة السوقية للمصنعين لما تسنى تحقيق التقدم في الطباعة المجسمة الشخصية. إذ تعد العديد من التكنولوجيات المستخدمة في أسواق الطباعة المجسمة الشخصية تكنولوجيات تمتلكها شركات تعمل في الشريحة الصناعية. فعلى سبيل المثال تقوم RepRap وغيرها من منصات الطباعة المجسمة المفتوحة المصدر على تقنية البناء بالترسيب المنصهر التي ابتكرها سكوت كرامب وانتهت صالحية البراءة األصلية في عام ويستند مشروع آخر لطابعة مجسمة مفتوحة المصدر استهلته شركة Fab@Home إلى تقنية البناء بالترسيب المنصهر ويست وكوك )2014(. 43. انظر نادان )2002( مثال انظر ين-تزو وهسين-نينغ )2014(. 105

107 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم اإلطار 2.3: فرض قيود على استخدام مصطلح "النمذجة بالترسيب المنصهر" )FDM( في الواليات المتحدة النمذجة بالترسيب المنصهر هي تقنية اخترعها سكوت كرامب في أواخر الثمانينيات. وفي عام 1989 م نح كرامب براءة على هذا المسار من مكتب الواليات المتحدة للبراءات والعالمات التجارية )البراءة األمريكية 5,121,329( وبدأ تسويقها من خالل شركة ستراتاسيس التي أنشأها باالشتراك مع زوجته ليزا كرامب. وبعد مرور 15 عاما تقريبا استهل أدريان بويار مشروع RepRap المفتوح المصدر الذي سيؤدي إلى تصنيع طابعة مجسمة تطبع نفسها. وص نعت هذه الطابعة استنادا إلى تقنية الطباعة المجسمة التي يمتلكها كرامب. واحتج البعض بأن بويار اختار هذا المسار ألنه سهل البناء ويحقق أفكاره المثالية بشأن تصنيع طابعة مجسمة ومفتوحة المصدر تصنع نسخا لنفسها. واحتج بعض آخر بأن توقيت هذا التصنيع تزامن مع انتهاء مدة 45 صالحية البراءة في عام أما اليوم فتقوم غالبية منصات الطباعة المجسمة المفتوحة المصدر على الكود المصدري لمشروع RepRap وال تزال تستخدم تقنية كرامب. وعلى الرغم من انتهاء البراءة على هذه التقنية وتمكن مصنعي تلك الطابعات من دخول السوق دون التفاوض على ترخيص من شركة ستراتاسيس أو مواجهة مخاطر انتهاك أية حقوق فال يجوز لهم أن يشيروا إلى تقنية الطباعة باسم "النمذجة بالترسيب المنصهر". ويعزى ذلك إلى أن الشركة المذكورة حصلت على عالمة تجارية لمصطلح "النمذجة بالترسيب المنصهر" في 28 يناير 1991 )العالمة التجارية األمريكية رقم ( ما حد من استخدام المصنعون اآلخرون لهذا المصطلح. وإنما يستخدم المصنعون اآلخرون مصطلحات مثل " البناء بالفتيل المنصهر" و"الطباعة بنفث البالستيك" أو بوجه عام" البثق بالحرارة" 47 لوصف هذا المسار تحديدا من مسارات الطباعة المجسمة. تصاعد التوتر بين قطاعي السوق بدأ التمييز بين قطاعي السوق أي القطاع الصناعي والقطاع الشخصي للطباعة المجسمة يختفي تدريجيا إذ أصبح القطاع الشخصي أكثر جدوى تجاريا. فعلى سبيل المثال بدأت الجهات الفاعلة في قطاع الطباعة المجسمة الصناعية في إيالء المزيد من االهتمام للسوق الشخصي. وفي معرض اإللكترونيات للمستهلكين الذي ع قد في يناير 2012 قد مت شركة 3D Systems نسختها من الطابعة المجسمة الشخصية واسمها the Cube )المكعب(. وأصدرت شركة Stratasys بعدئذ في يونيو 2013 بيانا صحفيا أعلنت فيه اندماج الشركة مع MakerBot أحد الشركات الرئيسية المعنية بالطباعة المجسمة الشخصية. ويتضح هذا التوتر عندما تتقاطع استراتيجيات األعمال في قطاعي السوق ال سيما عندما يدخل العاملون في القطاع الصناعي السوق الشخصي وعليه تطرأ مسألة األنظمة المفتوحة واألنظمة الربحية. وقد أقيمت منظومة الطباعة المجسمة الشخصية بناء على فلسفة التبادل المفتوح بينما تعتمد الطباعة الصناعية على المعارف والتكنولوجيات المحددة الملكية لتحقيق التقدم في هذا المجال االبتكاري. وقد ينطوي أي تقدم جديد في هذا المجال على أكواد مفتوحة المصدر ستدرج بعدئذ في عتاد مغلق ومحدد الملكية. وقد وردت بعض ردود الفعل السلبية من مجتمعات الطباعة المجسمة المفتوحة بشأن هذا التوتر. وأحد حلول المجتمع ألي محاولة للحصول على براءة الختراع ما كان مفتوح المصدر هو المشاركة في مناقشة طلبات البراءات عن طريق مبادرة "من األقران إلى البراءات" في مكتب الواليات المتحدة للبراءات والعالمات التجارية. 48 ولكن ال تزال سبل تأثير ذلك في التبادل في إطار منظومة الطباعة المجسمة الشخصية غير واضحة. صعوبات نظام الملكية الفكرية في سوق الطباعة المجسمة الشخصية يطرح سوق الطباعة المجسمة الشخصية صعوبات جديدة لنظام الملكية الفكرية وال سيما بشأن سبل إنفاذ حقوق الملكية الفكرية القائمة. إذ يمكن ألي شخص لديه طابعة ثالثية األبعاد أن يطبع أي شيء على أن يمتلك الوصف الرقمي لهذا الشيء. وعليه فإن النسخ المقلدة للتصاميم التي قد تكون محمية بموجب حق تصاميم صناعية أو حق مؤلف يمكن استنساخها وبيعها دون الحصول على موافقة مالك الحق. وتتفاقم مشكلة االنتهاك هذه لحق ملكية فكرية قائم عندما يشارك عدة أفراد في إنتاج وبيع نسخ غير مشروعة بهدف الربحية. ومن ثم تثير الطباعة المجسمة الشخصية قضايا انتهاك مستخدمي الطباعة الثالثية األبعاد لحقوق الملكية الفكرية القائمة على نطاق واسع. وتستند هذه الصعوبة إلى التوتر بين ما هو قانوني وما هو قابل لإلنفاذ عمليا. وإضافة إلى ذلك ثمة فوائد محتملة وغير مباشرة قد تعود على السوق الصناعية من جراء ازدهار القطاع الشخصي والعكس صحيح. 45. انظر فريمان )2013(. 46. مصطلح "النمذجة بالترسيب المنصهر" غير محمي بموجب عالمة تجارية ولكن يمكن شركة Stratasys أن تعتمد على القانون العام األمريكي لحق العالمة التجارية حيث يتصل المصطلح بالشركة ما يمنع الغير من استخدامه..47 بانوات.)2013( 48. موظفو العيادات )2013( سامويلز )2013(. انظر شابيرو )2003( بشأن مبادرة مكتب الواليات المتحدة للبراءات والعالمات التجارية. 106

108 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم فمن حيث المبدأ عندما يطبع مستخدم كيانا ثالثي األبعاد محدد الملكية باستخدام طابعته الثالثية األبعاد أو يرسل هذا الكيان إلى خدمة طباعة مجسمة فقد ينتهك عدة حقوق ملكية فكرية. فقد ينتهك حق التصميم أو المؤلف الذي يحمي الشكل األصلي للكيان. وإذا كان التصميم مميزا بما يكفي لتحديد مصدر الكيان بحيث يصبح مؤهال للحصول على الحماية بموجب عالمة تجارية فقد تنتهك الطباعة الثالثية األبعاد وغير المرخصة أيضا حق العالمة التجارية المذكور. ولكن يرتهن اعتبار النسخة المجسمة غير المرخصة لكيان محمي انتهاكا للملكية الفكرية بحجم المطبوع والقواعد التي تنظم االستثناءات والتقييدات على حقوق الملكية الفكرية في الواليات المختلفة. ويمكن لالنتهاكات المحتملة الواسعة النطاق أن تؤثر تأثيرا سلبيا بالغا على قدرة أصحاب حقوق الملكية الفكرية في تحقيق عائدات على استثماراتهم. وقد تؤدي هذه االنتهاكات إلى تقليص مبيعات أصحاب الملكية الفكرية وقد تؤدي حتى إلى القضاء على عالماتهم التجارية. ومع ذلك ثمة العديد من المسائل العملية التي تصعب إنفاذ حقوق الملكية الفكرية في السوق الشخصي. ويكمن أولها فوجود العديد من المنتهكين المحتملين ويصعب تحديد المنتهكين الفعليين. أما ثانيها فهو أن المنتهكين هم غالبا من عمالء أصحاب حق الملكية الفكرية. وتؤدي هذه العوامل إلى مشكلة أخيرة هي أن اإلنفاذ مكلف وسيسيئ إلى سمعة الشركات. ومن سبل إنفاذ أصحاب حقوق الملكية الفكرية لحقوقهم هو استهداف الوسطاء الذين يقدمون خدمات طباعة مجسمة شخصية المعنية. ومع ذلك فإن هؤالء الوسطاء يؤدون وظيفة هامة كمنصة تيسر استخدام الطباعة الثالثية األبعاد وعليه فإن استهدافهم سيؤثر سلبا على نمو هذه الصناعة. وفضال عن ذلك فقد يؤدي ذلك إلى تقويض نمو االبتكار. ويؤدي الوسطاء العديد من الوظائف المفيدة لسوق الطباعة الثالثية األبعاد. إذ تمكن السوق الجديدة من تبادل المحتويات وتوزيعها وتيسر توزيع التصنيع. وإن تحميل الوسطاء مسؤولية انتهاكات المستهلكين المحتملين قد يؤدي إلى كبح االبتكار في توزيع وتصنيع الطابعات المجسمة. ويذك ر هذا الوضع بسيناريو مماثل يتعلق بصعود قطاع الصناعة الرقمية وانتهاك حق المؤلف. وقد تساعد الدروس المستخلصة من االبتكارات الرقمية األخرى في توضيح السبل الممكنة لمعالجة انتهاكات الملكية الفكية. أوال قد تنظر الجهات العاملة في سوق الطباعة الثالثية األبعاد في تغيير استراتيجيات أعمالها. فقد تقرر مثال أن تحول تركيزها على التربح من سوق الطباعة الثالثية األبعاد إلى السوق الثانوي للمواد ما من شأنه أن يحد من حجم االنتهاك من خالل تحديد أسعار مرتفعة تؤدي إلى درء منتهكي الملكية الفكرية المحتملين. وثانيا قد تنظر الجهات العاملة في استيعاب سلوك المستخدمين المنتهكين عوضا عن مكافحته. فقد تؤدي بعض االبتكارات التي دفعها المستخدمون إلى إضفاء قيمة ملحوظة على االبتكار األصلي. وإن التواصل مع مجتمعات المستخدمين هذه سيؤدي إلى تبادل اآلراء النقدية بين الصناعة والمستهلكين ما سيسهم في استحداث 49 منتجات أفضل وتعزيز والء المستهلكين للعالمة التجارية. وأخيرا يمكن ألصحاب الملكية الفكرية أن يعتمدوا على تدابير تكنولوجية لحماية نماذج أعمالهم القائمة. فيمكنهم مثال أن يعتمدوا نهجا مماثال إلدارة الحقوق الرقمية في قطاع الموسيقى عن طريق التحكم في سبل نفاذ واستخدام المستهلكين للمنتج المحدد الملكية. ومع ذلك ثمة فرق كبير بين سوق الطباعة المجسمة الشخصية والقطاع الرقمي. إذ إن حجم االنتهاكات المتعلقة بالطباعة المجسمة صغير مقارنة بالقطاع الرقمي ما يبي ن أن هذا السوق ال يزال يمر بمراحله األولى. 50 وثمة العديد من القيود التي تواجه ازدهار الطباعة المجسمة الشخصية. إذ تتطلب هذه الطباعة النفاذ إلى طابعة ثالثية األبعاد ومواد خام وتتطلب التمتع بمهارات في البرمجة بغية استخدام وتعديل الملفات من صيغة CAD وثمة عوامل تتطلب من المستخدم استثمارات كبيرة من حيث الوقت والمال )انظر القسم الفرعي واإلطار 1.3(. وعلى النقيض فإن األدوات واالستثمارات الالزمة لتحميل مواد محمية بموجب حق المؤلف من اإلنترنت واستنساخها أصغر حجما. إذ إن غالبية المنازل مزودة بالعتاد والبرمجيات والمهارات الالزمة لتحميل واستنساخ محتوى محمي بموجب حق المؤلف. انظر جونغ وبرويجن )2013(. 49. انظر منديس وزمالءه )2015(

109 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم 2.3 النانوتكنولوجيا "النانوتكنولوجيا هي التصنيع بالذرة". ويليام بوويل أحد كبار خبراء النانوتكنولوجيا في مركز غودارد لرحالت الفضاء التابع لوكالة ناسا النانوتكنولوجيا هي التكنولوجيا على مستوى النانومتر أي حجم الذرات والجزيئات. والنانومتر هو واحد من مليار من المتر أو طول نحو 3 إلى 20 ذرة. وجزيئات النانو ليست جديدة ولكن تمكن العلماء في العقود الماضية فقط من تصوير ومراقبة الظواهر النانوية على النحو الصحيح. وقد توصل الباحثون إلى اكتشافات غير مسبوقة في مجال العلوم والهندسة الجزيئية مع تطبيقات تجارية واسعة النطاق. وفي البداية تجدر اإلشارة إلى أن مصطلح "النانوتكنولوجيا" يشمل مجموعة واسعة من االبتكارات. وفي حين توجد بعض التعاريف الصريحة للنانوتكنولوجيا فقد يصعب إدراج تكنولوجيا محددة في تعريف معين. 51 وتسعى المناقشة التالية إلى تلخيص الكتابات الكثيرة عن النانوتكنولوجيا ويجب مراعاة غموض التعريف في 52 قراءة هذه الدراسة تطور النانوتكنولوجيا وأهميتها االقتصادية على غرار معظم مجاالت االبتكار تعتمد النانوتكنولوجيا على التقدم العلمي السابق. فلوال االبتكارات النظرية في أوائل القرن العشرين والتي شملت الفهم األساسي للتركيب الجزيئي وقوانين ميكانيكا الكم التي تنظم التفاعالت النانوية لكانت التطورات التكنولوجية في أواخر القرن العشرين مستحيلة. وإن التطورات األساسية في الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والهندسة مهدت الطريق لمجموعة واسعة من التطبيقات الحالية. وشملت أول منتجات النانوتكنولوجيا للمستهلكين اإلضافات النانوية السلبية لتحسين خصائص المواد مثل مضارب التنس والنظارات والمواد الواقية من الشمس. ويضم مجال النانوتكنولوجيا أيضا العديد من التطورات في مجال التكنولوجيا الحيوية والطب. ويعمل عالم الجزيئية البيولوجية على مستوى النانو: إذ يبلغ قطر الحمض النووي نانومترين تقريبا ويبلغ حجم العديد من البروتينات حوالي 10 نانومترات. وسخ ر العلماء هذه الجزيئات الحيوية والمواد النانوية للتشخيص والعالجات الطبيعية مثل توجيه األدوية لعالج السرطان. ولإللمام بنطاق التكنولوجيا وإمكاناتها فمن المفيد أن نلقي نظرة فاحصة على المسارات الثالث التالية لالبتكار في مجال النانوتكنولوجيا: اإللكترون واالستجهار بالمجس الماسح اللذان يعدان أداتا بحث أساسيتان لفهم وتصنيع أجهزة نانوية والفلورين وأنابيب الكربون النانوية والجرافين وهي بعض المواد النانوية الواعدة واإللكترونيات النانوية التجارية التي تتراوح بين الترانزستورات والذاكرة المغناطيسية. أدوات البحث: اإللكترون واالستجهار بالمجس الماسح إن القدرة على تصور البنية النانوية ذات أهمية بالغة لتطور النانوتكنولوجيا. وال يمكن مشاهدة الخصائص النانوية بأقوى المجاهر البصرية ألنها أصغر من طول موجة الضوء. ومع ذلك فإن اإللكترونات لها طول موجي أصغر بكثير من الضوء المرئي وهو اكتشاف فاز بفضله الفيزيائي الفرنسي لويس دي برولي 1929 بجائزة نوبل وعليه يمكن استخدامها لتصوير معالم أصغر من ذلك بكثير. ونشر ماكس نول وطالب الدكتوراه إرنست روسكا في الجامعة التقنية لبرلين صورا ألول صور مستمدة من مجهر إلكتروني نافذ في عام وبدأ تصنيع مجاهر إلكترونية نافذة تجارية بعد سنوات قليلة ما يسر جزئيا انتقال روسكا إلى شركة سيمنز في عام وظهرت تكنولوجيات جديدة تقوم على االستجهار اإللكتروني في الثالثينيات وهي المجهر اإللكتروني الماسح والمجهر اإللكتروني الماسح النافذ. ولكن لم يبدأ تصنيعها تجاريا سوى بعد مرور بعض العقود وباعت شركة كامبريدج لألدوات أول مجهر إلكتروني ماسح في عام 1965 وباعت الشركة البريطانية VG للمجاهر أول مجهر إلكتروني ماسح نافذ في عام واليوم يمكن لغالبية المجاهر اإللكترونية أن تولد مستوى دقة يقترب من 0.13 نانومتر للعينات الرقيقة. 51. على سبيل المثال يعرف مكتب الواليات المتحدة لسياسات العلوم وااللنانوتكنولوجياتكنولوجيا بالمعنى العام بأنها أي تكنولوجيا تنطوي على "فهم ومعاملة المادة في أبعاد تتراوح بين نانومتر و 100 نانومتر حيث تتيح ظواهر فريدة من التوصل إلى تطبيقات جديدة". 52. يستند هذا القسم إلى أويليت )2015(. 108

110 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم وتكمن تقنية مختلفة لتصوير األسطح النانوية في االستجهار بالمجس الماسح الذي ينطوي على قياس التفاعل بين سطح ومجس رقيق للغاية يمسحه ما يولد صور ثالثية األبعاد لسطح. واستحدث غيرد بينينغ وهاينريش رورير اللذان كانا يعمالن في شركة آي بي إم زيوريخ أول مجهر مسح نفقي في عام وفازا بجائزة نوبل للفيزياء في عام 1986 لهذا االختراع المشترك إلى جانب إرنست روسكا الختراعه أول مجهر إلكتروني. وفي عام 1985 اخترع بينينغ نوعا مختلفا من المجاهر بالمجس الماسح وهو مجهر القوة الذرية الذي اخترعه بالتعاون مع باحثين من جامعة ستانفورد وشركة آي بي إم. وبفضل هذا المجهر الجديد أصبح من الممكن تصوير مواد غير موصلة للكهرباء. وتمتلك شركة آي بي إم البراءات األساسية لمجهر المسح النفقي ومجهر القوة الذرية. وتعد األداتان اآلن أداتين روتينيتين لفحص مواد نانوية بدقة ذرية. المواد النانوية الواعدة: الفلورين وأنابيب الكربون النانوية والغرافين بعض المواد النانوية الواعدة هي هياكل رتبت فيها ذرات الكربون على شكل سداسي بما في ذلك الهياكل على هيئة كرة القدم المعروفة باسم الفلورين واالسطوانات المعروفة باسم أنابيب الكربون النانوية والورق المعروف باسم الغرافين. واكتشف روبيرت كورل وهارولد كروتو وريتشارد سمولي الفلورين في عام 1985 في جامعة رايس وعليه حصلوا على جائزة نوبل للكيمياء في عام وفي عام 1990 اكتشف علماء فيزياء في معهد ماكس بالنك للفيزياء النووية وجامعة أريزونا طريقة إلنتاج الفلورين بكميات أكبر. وأدى هذا التقدم إلى نشاط كبير في طلبات البراءات المتعلقة بالفلورين التي أودعتها كيانات من باحثين أكاديميين وشركات شهدت فرصا تجارية حقيقية. وقد است خدمت الفلورين تجاريا لتعزيز المنتجات مثل مضارب تنس الريشة ومستحضرات التجميل ولكن تتعلق تطبيقاتها األكثر وعدا في مجال اإللكترونيات العضوية والعلوم الحيوية. وأفاد باحثون تابعون لشركة NEC باليابان وباحثون في شركة IBM بكاليفورنيا بتشكيل أنابيب نانوية كربونية أحادية الجدار وهي أسطوانات بجدران مصنوعة من طبقة ذرية واحدة من الكربون في آن واحد في عام وانطلقت منذئذ البحوث الخاصة بأنابيب الكربون النانوية إذ كانت األنابيب الناوية في المؤسسة الوطنية األمريكية للعلوم ثاني أكبر موضوع ممول في مجال النانوتكنولوجيا بين 2001 و وعلى غرار الفولرين تستخدم مجموعة من المنتجات التجارية أنابيب الكربون النانوية ومنها اإللكترونية ذات األغشية الرقيقة. ولكن تبدو التطبيقات الواعدة التطبيقات التي تستفيد من الخصائص الكهربائية لألنابيب النانوية الفردية بعيدة 54 عن المرحلة التجارية. أما الغرافين وهي أحدث مادة نانوية قائمة على الكربون فقد وصفت نظريا في عام 1947 ولكن لم ت عزل فيزيائيا حتى عام 2004 عندما أثبت أندري غيم وكونستانتين نوفوسيلوف وزمالؤهما في جامعة مانشستر أن بإمكانهم استخدام شريط الصق الستخراج صحائف الغرافين الفردية من بلورات الغرافيت. وفي عام 2010 فاز غيم ونوفوسيلوف بجائزة نوبل ألعمال الغرافين. ودفع هذا االبتكار العلمي إلى إيداع عدد هائل من البراءات المتعلقة بالغرافين وإن لم تكن هناك سوى بضعة منتجات تجارية في ذلك الوقت. وينطوي الغرافين على تطبيقات محتملة تتراوح بين اإللكترونيات واالستشعار الحيوي ولكن يواجه تنفيذها عوائق كبيرة. فعلى سبيل المثال يعد دمج الغرافين في الخاليا والبطاريات الشمسية واعدا لتحسين تحويل الطاقة وتخزينها ولكن يتطلب هذا التقدم تحسينات 55 في مسارات التصنيع والنقل الكبيرة الحجم. 53. في حين أن اكتشاف أنابيب الكربون النانوية يعزى غالبا إلى الفيزيائي األكاديمي الياباني سوميو ليجيما في عام 1991 فقد نشر العلماء السوفيتيين إل في رادوشكيفيتش وفي إم لوكيانوفيتش صورة من مجهر إلكتروني نافذ ألنبوب كربون نانوي قطره 50 نانومترا في عام 1952 وأعيد اكتشاف األنابيب النانوية عدة مرات منذئذ. انظر مونثيو وكوزنيتسوف )2006(. 54. انظر دي فولدير وزمالءه )2013(. 55. انظر بوناكورسو وزمالءه )2015(. 109

111 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم اإللكترونيات النانوية التجارية على الرغم من أن العديد من التطبيقات المحتملة للمواد النانوية القائمة على الكربون ال تزال افتراضية فقد أثرت التطورات األخرى في مجال النانوتكنولوجيا تأثيرا بالغا في السوق. وقد أدت النانوتكنولوجيا إلى تحسينات كبيرة في مجال اإللكترونيات التجارية بما في ذلك تحسين الترانزستورات والذاكرة المغناطيسية. فمنذ عام 2010 مثال 60 بالمئة من السوق األمريكي ألشباه الموصالت ينطوي على ميزات نانوية بقيمة سوقية تناهز 90 مليار دوالر أمريكي. ويشير التقلص المستمر في حجم الجهاز إلى استمرار "قانون مور" الذي يصف مضاعفة عدد الترانزستورات في كل رقاقة كل شهرا )انظر القسم 3.2(. ولتقليص حجم األجهزة لدون 100 نانومتر تعين على الباحثين التغلب على تحديات كبيرة. فقد استحدثوا مثال موادا جديدة توفر العزل الالزم بين بوابات الترانزستورات والتيارات المتسربة وتحسين تقنيات الطباعة الحجرية الضوئية للسماح بزخرفة 30 ميزة نانومترية الحجم. وتعتمد هذه التطورات على أوجه التقدم األساسية في التصنيع والتوصيف النانوي وي عتقد أن استمرار توسيع نطاق التصنيع سيتطلب المزيد من أوجه التقدم األساسية 56 قد تشمل أنابيب الكربون النانوية أو الغرافين. المساهمة االقتصادية النانوتكنولوجيا وإمكانات نموها للنانوتكنولوجيا تأثير على مجموعة واسعة من المجاالت التكنولوجية. ويرى بعض المراقبين أن التصنيع النانوي لديه القدرة على تحويل االقتصادات تحويال جذريا على غرار ابتكارات الكهرباء وأجهزة الكمبيوتر واإلنترنت. وهناك تطبيقات محتملة عبر مجموعة واسعة من القطاعات من تحسين المركبات التي تعمل بالبطاريات إلى عالجات طبية أكثر استهدافا وتعزيز تمهيد الطرق بأنابيب نانوية لالستشعار عن بعد. فمن حيث المبدأ تتمتع النانوتكنولوجيا بالقدرة على تحفيز النمو من خالل كل القنوات المحددة في القسم 2.1 نظرا إلى طبيعتها الواسعة. وللنانوتكنولوجيا أيضا إمكانية تعزيز الرفاه االجتماعي من خالل معالجة تحديات االستدامة العالمية. فعلى سبيل المثال كان هناك تقدم كبير في إيجاد حلول لمعالجة المياه وتحليتها وإعادة استخدامها استنادا إلى النانوتكنولوجيا. وحس ن الباحثون في مجال النانوتكنولوجيا سالمة األغذية واألمن البيولوجي وأنتجوا مكونات نانوية خفيفة الوزن ولكنها قوية لبناء مركبات فعالة من حيث استهالك الوقود واستحدثوا أساليب لفصل ثاني أكسيد الكربون عن الغازات األخرى وحسنوا فعالية الخاليا الشمسية البالستيكية تحسينا شديدا. ويصعب قياس المساهمة االقتصادية الحالية ناهيك عن النمو االقتصادي المقبل المحتمل لجميع التطورات في مجال النانوتكنولوجيا إن لم يكن ذلك مستحيال. وبغض النظر عن قيود توافر البيانات ليس من الواضح كيف يمكن تقدير قيمة اختراع في مجال النانوتكنولوجيا يعد مكونا صغيرا ولكنه أساسي في منتج مركب. فعلى سبيل المثال يندرج حجم الميزات في أشباه الموصالت الحديثة عادة في نطاق النانو وتبلغ قيمة أسواق أشباه الموصالت واإللكترونيات ما يزيد على 200 مليار دوالر أمريكي وتريليون دوالر أمريكي على التوالي. 57 ومع ذلك ليس من الواضح الحصة المنسوبة إلى النانوتكنولوجيا في هاتين القيمتين. وتكمن صعوبة أخرى في تحديد المنتجات والخدمات التي تندرج في إطار النانوتكنولوجيا كما ذ كر في بداية هذا القسم. ويبين الجدول 5.3 تقديرات مختلفة لحجم السوق المتعلق بالنانوتكنولوجيا ويوضح مدى تأثير التعاريف المختلفة في اختالف التقديرات. ومع ذل يتجلى من هذه األرقام أن النانوتكنولوجيا قد أثرت في النشاط االقتصادي. 56. انظر روكو وزمالءه )2010(. 57. انظر بوناكورسو وزمالءه )2015(. 110

112 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الجدول 5.3: التقديرات المختلفة لمساهمة النانوتكنولوجيا االقتصادية تعريف النانوتكنولوجيا النطاق الجغرافي التقدير منتجات محسنة بمزايا نانوية عالمي إيرادات قدرها 731 مليار دوالر أمريكي في عام 2012 تعريف ضيق لتطبيقات النانوتكنولوجيا عالمي حجم سوقي قدره 26 مليار دوالر أمريكي في عام 2014 أدوية نانوية عالمي حجم سوقي قدره 100 مليار دوالر أمريكي في عام 2011 )غير واضح( عالمي قيمة سوقية للمنتجات النهائية قدرها 300 مليار دوالر في عام 2010 المصدر Lux Research BCC Research BCC Research Roco (2001) منظومة االبتكار في مجال النانوتكنولوجيا في أي منظومة تزدهر النانوتكنولوجيا كخطوة أولى يجدر النظر في عالم البراءات في مجال النانوتكنولوجيا. فعلى الرغم من أنه ليس مرآة مثالية لعالم االبتكار توفر بيانات البراءات معلومات غنية عن بعض الجهات الفاعلة الرئيسية في مجال االبتكار وال سيما الجهات العاملة في مجال تطوير التكنولوجيات ذات اإلمكانات التجارية. واستكماال لهذه الصورة ستعرض الدراسة بعض برامج الدعم العام الرئيسية للبحث والتطوير في مجال النانوتكنولوجيا وتقد م معلومات عن الجهات الرئيسية في مجال البحث والتطوير وتبحث سبل تدفق المعرفة عبر النانوتكنولوجيا إلى منظومة لالبتكار. عالم البراءات استنادا إلى مسح البراءات الوارد في هذا التقرير يبين الشكل 6.3 عدد إيداعات البراءات األولى على الصعيد العالمي في مجال النانوتكنولوجيا من 1970 إلى وتعد إيداعات البراءات األولى المقياس اإلحصائي األقرب إلى مفهوم االختراعات الفريدة. ويبي ن الشكل النمو السريع للحصول على براءات في مجال النانوتكنولوجيا فمنذ عام 1995 سجل الحصول على براءات بما متوسطه 11.8 بالمئة كل عام. وتستأثر المجاالت الثالثة لالبتكار في عالم النانوتكنولوجيا المناقشة في القسم الفرعي السابق بغالبية نشاط البراءات خالل هذه الفترة. ومن المثير لالهتمام أن طلبات البراءات في هذه المجاالت بلغت ذروتها في عام 2004 وأن الطلبات األخرى المتعلقة بالنانوتكنولوجيا قد شهدت نموا سريعا في طلبات البراءات. الشكل 6.3: النمو السريع في طلبات البراءات الخاصة بالنانوتكنولوجيا وبخاصة منذ منتصف التسعينيات إيداعات البراءات األولى بحسب مجال النانوتكنولوجيا ,000 6,000 4,000 2,000 0 ا دوات البحث ا لكترونيات النانو مواد النانو نانو ا خرى السنة المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. ويبين الشكل 7.3 إيداعات البراءات نفسها الواردة في الشكل 6.3 ولكنه يقدم توزيعا حسب منشأ مقدم الطلب. ويظهر زيادة التنوع الجغرافي. وحتى أواخر التسعينيات استأثر المقيمون في الواليات المتحدة واليابان بغالبية إيداعات البراءات المتعلقة بالنانوتكنولوجيا ولكن بدأت بلدان أخرى تزداد أهمية منذئذ. وتجدر اإلشارة بوجه خاص إلى زيادة البراءات في جمهورية كوريا في أوائل األلفية الثانية وفي الصين خالل اآلونة األخيرة. ومن المثير لالهتمام أن المبدعين في جمهورية كوريا أودعوا براءات للمواد النانوية واإللكترونيات النانوية بينما ركز مبدعو الصين على تطبيقات النانوتكنولوجيا الخارجة عن المجاالت الثالثة المناقشة في القسم الفرعي السابق. 59 ومنذ منتصف األلفية الثانية تراجع نشاط البراءات في الواليات المتحدة واليابان في مجال النانوتكنولوجيا مقارنة ببلدان المنشأ األخرى التي تجاوزتها من حيث األعداد المطلقة. 58. تخص أحدث البيانات المتاحة عام 2011 نظرا إلى أن طلبات البراءات ت نشر بعد مهلة. انظر المالحظات التقنية لهذا التقرير لالطالع على وصف للمنهجية المستخدمة في رصد البراءات في مجال النانوتكنولوجيا بالمئة من براءات النانوتكنولوجيا المودعة في الصين بين عامي 1995 و 2011 تندرج في فئة "آخر" مقارنة بنسبة 37 بالمئة في اليابان و 44 بالمئة في جمهورية كوريا و 38 بالمئة في الواليات المتحدة. 111

113 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الشكل 7.3: زيادة التنوع الجغرافي لالبتكار في مجال النانوتكنولوجيا إيداعات البراءات األولى بحسب بلد المنشأ ,000 6,000 4,000 الولايات المتحدة الا مريكية اليابان الصين جمهورية كوريا ا لمانيا هولندا ا خرى برامج الدعم العامة تدعم الحكومات االبتكار في مجال النانوتكنولوجيا من خالل مجموعة متنوعة من اآلليات بما في ذلك اإلنفاق المباشر على البحث والتطوير باستخدام منح وعقود شراء وجوائز ابتكار وحوافز ضريبية للبحث والتطوير. وإن قياس أهمية هذه اآلليات ليس بديهيا. وال تضم مصادر البيانات المتاحة في كثير من األحيان معلومات عن الحصة المحددة الخاصة بالنانوتكنولوجيا في برامج الدعم العامة وخاصة بالنسبة للبرامج المحايدة تكنولوجيا مثل االمتيازات الضريبية للبحث والتطوير. وإن التعريفات المختلفة للنانوتكنولوجيا وحقيقة أن بعض البرامج تعمل على مستوى الدولة تزيد من تعقيد مهمة القياس. وبمراعاة هذه القيود فإن البيانات المتاحة تشير إلى ما يلي: السنة 2,000 0 المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. يقدم الشكل 8.3 لمحة عامة شاملة لنشاط البراءات في مجال النانوتكنولوجيا. وإضافة إلى البلدان المذكورة أعاله سجلت العديد من البلدان المتوسطة الدخل األخرى وخاصة البرازيل والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا مستوى معينا من البراءات حتى ولو كان العدد اإلجمالي أقل بكثير من عدد البراءات في بلدان اإليداع الرئيسية. وأخيرا فمن المهم بحث أهمية إيداع البراءات األكاديمية في مجال النانوتكنولوجيا. ويبين الشكل 9.3 إسهام مختلف أنواع مقدمي الطلبات في البراءات اإلجمالية منذ عام ونظرا إلى األصول العلمية للنانوتكنولوجيا قد ي توقع أن تزداد حصة الشركات من البراءات مع مرور الوقت. ومع ذلك فإن العكس هو الصحيح في هذه الحالة. فقد ارتفعت حصة البراءات األكاديمية من 8.6 بالمئة في عام 1980 إلى 16.1 بالمئة في عام 2000 ووصلت إلى 40.5 بالمئة في عام 2011 وهي أعلى نسبة تسجيل براءات أكاديمية لالبتكارات المبينة في هذا التقرير. وثمة اختالفات واضحة في بلدان المنشأ. وفي حين أن حصة البراءات األكاديمية ارتفعت في معظم البلدان فقد بلغ متوسطها 8.2 بالمئة في اليابان و 19.3 بالمئة في ألمانيا و 26.9 بالمئة في الواليات المتحدة و 35.6 بالمئة في كوريا و 73.0 بالمئة في الصين. 60 وفي الواقع تفسر هيمنة مقدمي الطلبات األكاديميين في إيداعات البراءات الصينية الزيادة الملحوظة في حصة البراءات األكاديمية العالمية منذ منتصف األلفية الثانية )انظر الشكل 9.3(. وقد يفسر ذلك أيضا التركيز التكنولوجي المختلف لإليداعات الصينية كما ذ كر أعاله. تكمن غالبية برامج الدعم العام الخاص بالنانوتكنولوجيا تحديدا في منح مباشرة سواء للبحث األساسي ولمرحلة التسويق المبكرة. ووضعت أكثر من 60 بلدا برامج وطنية للبحث والتطوير في مجال النانوتكنولوجيا بين عامي 2001 و وأول وأكبر هذه البرامج هي المبادرة الوطنية األمريكية للنانوتكنولوجيا التي وفرت نحو 20 مليار دوالر للدعم منذ عام عن طريق وكاالت فدرالية مختلفة. تشير التقديرات إلى أن اإلنفاق الحكومي العالمي على البحث والتطوير في مجال النانوتكنولوجيا بلغ 7.9 مليار دوالر أمريكي في عام 2012 وتتصدر الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي هذا اإلنفاق بنحو 2.1 مليار دوالر أمريكي لكل منهما. 62 وتليهما اليابان بمبلغ قدره 1.3 مليار دوالر أمريكي فروسيا بمبلغ قدره 974 مليون دوالر أمريكي فالصين وجمهورية كوريا بأقل من 500 مليون دوالر أمريكي لكل منهما. وتشمل البلدان المتوسطة الدخل األخرى التي شهدت إنفاقا حكوميا ملحوظا على النانوتكنولوجيا دولتي البرازيل والهند. يصعب تقدير الحوافز الضريبية للبحث والتطوير ولكنها ال تقل أهمية عما سبق نظرا إلى أن عشرات المليارات من الدوالرات تنف ق كل عام على هذه الحوافز عالميا وال شك في أن البحث 63 والتطوير الخاص بالنانوتكنولوجيا سيستفيد منها. جوائز االبتكار ليست أداة سياسية رئيسية في مجال النانوتكنولوجيا. ومع ذلك هناك جوائز خاصة غير ربحية واقتراحات للحصول على جائزة فدرالية للنانوتكنولوجيا في 64 الواليات المتحدة. 60. تخص هذه الحصص كل إيداعات البراءات األولى بين 1990 و انظر أويليت )2015(. 61. في حالة االتحاد األوروبي يشمل ذلك إنفاق كل 62. من الحكومات الوطنية والمفوضية األوروبية. انظر شركة لوكس للبحوث )2014(. انظر منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي )2011(. 63. انظر هيميل وأويليت )2013(

114 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الشكل 8.3: الخريطة الكاملة لالبتكار في مجال النانوتكنولوجيا إيداعات البراءات األولى بحسب بلد المنشأ منذ عام ,000 10,000-40,000 10,000 10,000 5,000-10,000-5,000 5,000 1,000-5,000 1,000 1, , المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. الشكل 9.3: البراءات األكاديمية تزداد أهمية وكما هو موضع أعاله تعتبر الحكومات نفسها جهات فاعلة حاسمة في منظومة النانوتكنولوجيا. وتؤدي قدرا كبيرا من البث والتطوير عبر مختبرات وطية وجامعات تدعمها الدولة. وتعد الجامعات الخاصة وغيرها من مؤسسات البحوث غير الربحية جهات رئيسية وتعمل عادة من خالل منح حكومية. ونظرا إلى أن العديد من البحوث الجامعية ت نشر فإن أحد سبل تحديد منظمات البحوث الرائدة في مجال النانوتكنولوجيا هي النظر في إجمالي المطبوعات. ويبي ن الجدول 6.3 ذلك باالستناد إلى عدد المطبوعات في قاعدة بيانات Web of Science وهي إحدى أكبر قواعد البيانات التي تضم مطبوعات علمية. 65 وألغراض المقارنة فإنه يعرض أيضا عددا من البراءات التي أودعتها تلك المنظمات ألول مرة. وإن المؤسسات التي لديها أكبر عدد من المنشورات عن النانوتكنولوجيا هي األكاديميات الصينية والروسية للعلوم والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في فرنسا وثالث جامعات يابانية. وتودع المؤسسات العلمية العشرون األولى براءات الختراعات في مجال النانوتكنولوجيا. ومع ذلك فإن نواتج النشر والبراءات ال تبين تالزما واضحا ما يبين االختالفات في االستراتيجيات المؤسسية وسياسات تسجيل البراءات. حصة إيداعات البراءات األولى بحسب نوع مقدم الطلب السنة الا سواط الا كاديمية والقطاع العام الا فراد الشركات غير متاح المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. الجهات العاملة في البحث والتطوير في مجال النانوتكنولوجيا تتألف منظومة االبتكار في مجال النانوتكنولوجيا من جهات فاعلة مختلفة منها مختبرات حكومية وجامعات وغيرها من مؤسسات البحوث غير الربحية وشركات كبيرة وشركات ناشئة صغيرة. وثمة أيضا أصحاب رؤوس األموال وغيرهم من الوسطاء الذين ظهروا لتيسير تدفق رأس المال والمعرفة بين تلك الجهات. 65. تختلف المنهجيات المستخدمة لحصر المطبوعات والبراءات في مجال النانوتكنولوجيا )انظر شين وزمالءه )2013( والمالحظات التقنية(. ومع ذلك ينبغي للمقياسين أن يكونا قابلين للمقارنة. 113

115 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الجدول 6.3: أبرز 20 منظمة بحث في مجال النانوتكنولوجيا منذ عام 1970 منظمة البحوث األكاديمية الصينية للعلوم األكاديمية الروسية للعلوم المركز الوطني للبحث العلمي جامعة طوكيو جامعة أوساكا جامعة توهوكو جامعة كاليفورنيا بيركلي المجلس األعلى للبحث العلمي جامعة إيلينوي معهد ماساشوستس للتكنولوجيا جامعة سنغافورة الوطنية جامعة الصين للعلوم والتكنولوجيا جامعة بيجين المعهد الهندي للتكنولوجيا جامعة كامبريدج جامعة نانجينغ جامعة زيجيانغ جامعة سيول الوطنية المجلس الوطني للبحوث جامعة كيوتو البلد الصين روسيا فرنسا اليابان اليابان اليابان الواليات المتحدة إسبانيا الواليات المتحدة الواليات المتحدة سنغافورة الصين الصين الهند المملكة المتحدة الصين الصين جمهورية كوريا إيطاليا اليابان * يشير إلى النواتج من المنشورات والبراءات لكل المنظمات المنتمية إلى األكاديمية المعنية عدد المنشورات عدد إيداعات العلمية البراءات األولى *705 * , na ,591 12,543 8,105 6,932 6,613 6,266 5,936 5,585 5,580 5,567 5,535 5,527 5,294 5,123 5,040 5,035 4,836 4,831 4,679 4,540 تتعلق إيداعات البراءات األولى بنظام جامعة كاليفورنيا ككل. المصدر: شين وزمالؤه )2013( والويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. تشارك شركات من جميع األحجام في البحث والتطوير في مجال النانوتكنولوجيا. وتشير أحد التقديرات إلى أن إنفاق الشركات العالمي على البحث والتطوير في مجال النانوتكنولوجيا بلغ 10 مليارات دوالر في عام ويتجاوز هذا المبلغ تقدير اإلنفاق الحكومي العالمي على البحث والتطوير في مجال النانوتكنولوجيا )انظر أعاله( مما يدل على الجدوى التجارية للنانوتكنولوجيا. والبلدان التي تعد شركاتها األكثر إنفاقا على البحث والتطوير هي الواليات المتحدة واليابان وألمانيا التي أنفقت شركاتها مجتمعة 7 مليارات دوالر 66 أمريكي في عام الجدول 7.3: أبرز 20 مقدم طلبات براءات منذ عام 1970 اسم مقدم الطلب سامسونغ إلكترونيكس نيبون ستيل وسوميتومو ميتال آي بي إم توشيبا كانون هيتاشي جامعة كاليفورنيا باناسونيك هوليت باكارد تي دي كي دو بون سوني فوجيفيلم تويوتا هانيويل األكاديمية الصينية للعلوم جامعة تسينغوا فوجيتسو معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وسترن ديجيتال بلد المنشأ جمهورية كوريا اليابان الواليات المتحدة اليابان اليابان اليابان الواليات المتحدة اليابان الواليات المتحدة اليابان الواليات المتحدة اليابان اليابان اليابان الواليات المتحدة الصين الصين اليابان الواليات المتحدة الواليات المتحدة عدد إيداعات البراءات األولى 2,578 1,490 1,360 1,298 1,162 1,100 1,055 1, المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. ويرد في الجدول 7.3 أبرز 20 مقدم براءات في مجال النانوتكنولوجيا وغالبيتهم من الشركات. وتستأثر تلك الشركات بنسبة 22.8 بالمئة من جميع إيداعات البراءات األولى المحددة في مسح البراءات في هذا التقرير. ويهيمن مقدمو الطلبات من شرق آسيا على هذه القائمة بعشر شركات يابانية وسامسونغ إلكترونيكس وجامعة تسينغوا واألكاديمية الصينية للعلوم بينما ينتمي باقي أبرز مقدمي الطلبات العشرين إلى الواليات المتحدة. وفي حين أن جميع مقدمي الطلبات من الشركات في مجموعة الشركات العشرين األولى هي شركات راسخة ومتعددة القوميات فتشير أدلة في الواليات المتحدة إلى أن حصة البراءات التي تودعها الشركات الصغيرة قد ازدادت مع مرور الوقت. 67 وفضال عن ذلك تهيمن الشركات المركزة على اإللكترونيات النانوية على قائمة مودعي طلبات البراءات في الجدول 7.3. أما فيما يخص التطبيقات التكنولوجية النانوية األخرى فقد يكون النافذين الجدد إلى السوق أكثر بكثير. 66. جميع تقديرات البحث والتطوير مستمدة من شركة لوكس للبحوث )2014(. 67. انظر فرنانديز ريباس )2010(. 114

116 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الروابط وتدفقات المعرفة ما هي اآلليات التي تربط بين مختلف الجهات المعنية باالبتكار في مجال النانوتكنولوجيا وكيف تتدفق المعرفة فيما بينها إن اتفاقيات الترخيص الرسمية مهمة ولكن قدرا كبيرا من النقل يحدث عبر قنوات غير رسمية. وخلصت دراسة واحدة عن قطاع النانوتكنولوجيا في الواليات المتحدة إلى أن "اآللية األكثر انتشارا لنقل التكنولوجيا هي المنشورات وعرض النتائج التقنية في المؤتمرات وحلقات العمل والدروس والندوات الشبكية وما إلى ذلك". 68 وتؤدي الجمعيات المهنية واألكاديمية دورا هاما في تيسير هذه التفاعالت. ويتبع االبتكار في مجال النانوتكنولوجيا أحيانا تقدما منتظما من البحث األكاديمي فتطوير الشركات فتسويق المنتج ولكن تشيع كذلك المسارات "غير الخطية". ويمكن لرؤوس األموال االستثمارية أن تكون جسرا بين الوسطين األكاديمي والصناعي ولكن لم يبلغ االستثمار العالمي لرؤوس األموال في النانوتكنولوجيا سوى 580 مليون دوالر أمريكي في عام 2012 أي 3 بالمئة من التمويل اإلجمالي البالغ 7.9 مليار دوالر والوارد من الحكومات إضافة إلى 10 مليارات دوالر من شركات. 69 فبعبارة أخرى تؤدي الحكومات والشركات الغنية بالسيولة دورا بالغ األهمية في تيسير تطوير النانوتكنولوجيا. وإن إحدى الطرق الهامة التي تيسر من خاللها الحكومات نقل التكنولوجيا هي تزويد مختلف الجهات العاملة ببنية تحتية نانوية. ويميل البحث والتطوير في مجال النانوتكنولوجيا إلى أن يتطلب رأسماال مرتفعا إذ يتطلب البحث قاعات نظيفة توضع فيها أدوات التصنيع والقياس الباهظة الثمن مثل المجاهر المتخصصة المذكورة في القسم الفرعي فعلى سبيل المثال مولت المؤسسة الوطنية األمريكية للعلوم 14 مرفقا في جامعات أمريكية التي تؤلف شركة البنية الوطنية للنانوتكنولوجيا. 70 وقدم أعضاء الشبكة الدعم للتصنيع والتخصيص على المستوى النانوي لجميع المستخدمين المؤهلين بما في ذلك الشركات. وتستخدم الحكومات المنح المباشرة أيضا للمساعدة في نقل التكنولوجيات من األوساط األكاديمية إلى القطاعات الصناعية وتمويل الشركات التجارية الناشئة التي تسعى إلى تسويق النانوتكنولوجيا. وتوجد برامج من هذا النوع مثال في الواليات المتحدة وألمانيا وفرنسا والصين. 71 ويساعد هذا التمويل المباشر على التخفيف من خطر دخول السوق للمشاريع التجارية الجديدة وتحسين جدواها التجارية. وكانت الشركات الكبيرة نشطة في المساعدة على تسويق المنتجات التكنولوجية النانوية بما في ذلك تمويل البحث األكاديمي والتعاون مع شركات أصغر حجما. وخلصت دراسة واحدة عن االبتكار التكنولوجي النانوي العالمي إلى أنه يوجه عام "تؤدي الشركات دورا رئيسيا في المشاركة في إنتاج ونقل المعرفة في مجال النانوتكنولوجيا بوصفها همزة وصل مباشرة ومركزية بين شبكة التسجيل المشتركة للبراءات 72 في القطاعات الصناعية والبحوث العامة". وتوجد مجموعات مختلفة من القنوات لتدفقات المعرفة بين البلدان بما في ذلك لنشر النانوتكنولوجيا في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتشمل تطبيقات النانوتكنولوجيا ذات األهمية الخاصة لالقتصادات األفقر تخزين الطاقة والتحسينات اإلنتاجية الزراعية ومعالجة المياه والتكنولوجيات الصحية. ونحو 60 بلدا منخرطة في أنشطة البحث والتطوير في مجال النانوتكنولوجيا ومجموعة متنوعة من البلدان قد استضافت مؤتمرات عن النانوتكنولوجيا وشاركت فيها. ويحدث االنتشار الدولي من خالل اتفاقات تعاون رسمية مثل المركز الدولي للنانوتكنولوجيا والمواد المتقدمة الذي تشارك فيه الجامعات األمريكية والمكسيكية. وتنتشر النانوتكنولوجيا أيضا من خالل هجرة العمالة الماهرة. وعلى سبيل المثال فإن الغالبية الساحقة لعلماء النانوتكنولوجيا في الواليات المتحدة هم من المولودين في الخارج وهناك بلدان مثل الصين والهند تسعى إلى تنفيذ سياسات "عكس هجرة األدمغة" لتحفيز عودة مواطنيها. ودور االستثمار األجنبي المباشر في تيسير نشر النانوتكنولوجيا أقل وضوحا. وعلى سبيل المثال وجدت دراسة واحدة أنه في حين كانت الصين مقصدا لالستثمار األجنبي المباشر بوجه عام فإن المحافظات التي تستقطب المزيد من االستثمار األجنبي المباشر ال تولد المزيد من البراءات المتعلقة بالنانوتكنولوجيا وإنما يبدو أن تطوير النانوتكنولوجيا في الصين يدفعه االستثمار 73 في القطاع العام. انظر المجلس الوطني للبحوث )2013(. 68. انظر شركة لوكس للبحوث 69. انظر الذي سيستعاض 70. عنه بالبنية الوطنية المنسقة للنانوتكنولوجيا. انظر أويليت )2015(. 71. انظر جونيه وزمالؤه )2012(. 72. انظر هوانغ ووو )2012(

117 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم النانوتكنولوجيا ونظام الملكية الفكرية عرضت المناقشة السابقة سبل اعتماد مختلف الجهات العاملة في مجال النانوتكنولوجيا على نظام البراءات لحماية ثمار أنشطتهم االبتكارية. ويبحث هذا القسم الفرعي دور نظام الملكية الفكرية في مجال النانوتكنولوجيا. فينظر أوال في مدى أهمية البراءات للحصول على عائدات على استثمارات البحث والتطوير وسبل حماية المبتكرين لبراءاتهم على الصعيد الدولي. ثم تقي م أهمية وظيفة الكشف للبراءات ويتساءل عما إذا كانت ملكية البراءات تبطئ االبتكار التراكمي وتناقش القيود المحتملة على نطاق األهلية للحصول على براءة. وأخيرا يقدم آراء موجزة عن دور األسرار التجارية في مجال 74 االبتكار التكنولوجي النانوي. استراتيجيات تسجيل البراءات كما هو موضح في الفصل 1 تختلف أهمية البراءات في توليد عائد على استثمارات البحث والتطوير باختالف القطاعات. ففي بعض القطاعات ال سيما قطاع المستحضرات الصيدالنية والمواد الكيميائية تؤدي البراءات دورا محوريا في إعطاء الشركات ميزة تنافسية. وفي حاالت أخرى ال سيما العديد من قطاعات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تكتسي األولوية والعالمات التجارية وغيرهما من اآلليات أهمية بالغة. وفي حين أن البراءات ال تزال تؤدي دورا هاما في توليد عائدات لهذه القطاعات على األقل بالنسبة لبعض التكنولوجيات الرئيسية فإن الشركات تودع براءات جزئيا لضمان حريتها في العمل وترخيص تكنولوجيتها للغير. وال تتوفر أي أدلة لتسليط الضوء على دور البراءات في توليد عائدات على استثمارات البحث والتطوير تتعلق تحديدا بالنانوتكنولوجيا. ومع ذلك وبالنظر إلى الطبيعة الشاملة لالبتكار التكنولوجي النانوي فمن المرجح أنه ال يوجد أي نمط وأن دور البراءات يعتمد على قطاع التطبيق. وعلى سبيل المثال قد تؤدي براءات النانوتكنولوجيا المتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية والكيمياء دورا أكبر في توليد عائدات مقارنة ببراءات اإللكترونيات النانوية. ولالستخدام االستراتيجي للبراءات أيضا تأثير هام على مدى التماس المبدعين في مجال النانوتكنولوجيا للحماية بموجب براءة خارج أسواقهم المحلية. ويوضح الشكل 10.3 البلدان التي التمس فيها مقدمو طلبات البراءات الحماية بموجب براءة الختراعاتهم. ويعرض حصة أسر براءات النانوتكنولوجيا في جميع أنحاء العالم والتي التمس لها مقدمو الطلبات الحماية. وتعد الواليات المتحدة أكثر البلدان شيوعا إليداع البراءات حيث يلتمس مقدمو الطلبات الحماية لنسبة 85 بالمئة من اإليداعات األولى العالمية. وتليها اليابان وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا بحصص تتراوح بين 37 و 52 بالمئة. وفي المتوسط يردي إيداع براءات أول الختراع في مجال النانوتكنولوجيا إلى نحو ثالثة إيداعات براءات الحقة تتعلق باالختراع ذاته. 75 وباستثناء الصين وتركيا وعدة بلدان في شرق أوروبا تبلغ 76 حصة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل أقل من 5 بالمئة. يمكن استخالص عدة استنتاجات من مشهد البراءات العالمي. أوال على الرغم من أن العديد من تطبيقات النانوتكنولوجيا لها امتداد عالمي يلتمس المبدعون أساسا حماية البراءات في عدد محدود من البلدان المرتفعة الدخل. فمن ناحية يشير ذلك إلى أن الشركات لديها وسائل أخرى لتوليد عائدات على استثمارات البحث والتطوير كما هو موضح أعاله. ومن ناحية أخرى فإنه يشير إلى أن المبدعين ال يرون أن هناك خطرا كبيرا بتقليد تكنولوجياتها في البلدان ذات القدرات التكنولوجية المحدودة. وثانيا ومن وجهة نظر معظم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل فمن غير المرج أن تصبح ملكية البراءات عائقا رئيسيا لنشر التكنولوجيا. 77 وفي الوقت نفسه فإن االهتمام المحدود بتسجيل البراءات يشير إلى أنه قد يكون هناك عقبات أخرى أمام زيادة اعتماد التكنولوجيات النانوية في تلك البلدان. 74. العالمات التجارية هامة لحماية مزايا المبتكر األول وثمة تساؤالت عن جدوى تنظيم استخدام النعت "النانوي" بموجب قوانين العالمات التجارية الخاصة بالخداع. وفضال عن ذلك قد تثير الصناعات اإلبداعية على المستوى النانوي أسئلة عن قانون حق المؤلف. ولكن لن تناقش أشكال الملكية الفكرية هذه في هذا التقرير. 75. يشير هذا الرقم إلى براءات النانوتكنولوجيا المودعة منذ عام النسب العالية لإليداع في تركيا وبلدان شرق أوروبا وهي جميعها أعضاء في االتفاقية األوروبية للبراءات يشير على األرجح إلى طلبات البراءات في المكتب األوروبي للبراءات ويرجح أال يسفر العديد منها عن تثبيت وطني في البلدان المعنية. 77. يجب االنتباه إلى نقطتين هنا. أما أولها فهي أنه في حين أن الحصص اإلجمالية منخفضة فقد يعزى ذلك إلى أن مقدمي الطلبات يلتمسون الحماية ألهم البراءات تجاريا في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وثانيا ال تشمل قاعدة بيانات PATSTAT التي يقوم عليها الشكل 10.3 جميع البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ما يقلل من حصة هذه البلدان من اإليداعات. 116

118 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الشكل 10.3: مقدمو طلبات البراءات في مجال النانوتكنولوجيا يلتمسون أساسا الحماية في البلدان المرتفعة الدخل حصة أسر البراءات في شتى أنحاء العالم حيث التمس مقدمو الطلبات الحماية في بلد محدد منذ عام 1995 (%) أسر families البراءات )%( Patent or %60 more أو 60% أكثر % % % % % % % % 1% أقل than منless %1 المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. الكشف عن طريق البراءات على الرغم من أن الكشف هو سمة محورية من سمات نظام البراءات منذ إنشائه فثمة أدلة محدودة على سبل إسهامه في نشر المعرفة مواصلة االبتكار. وفي الواقع يشك بعض األكاديميين في أن العلماء يقرأون البراءات التي ينظر إليها غالبا كوثائق قانونية حررها محامون. ومع ذلك وجدت دراسة استقصائية عن النانوتكنولوجيا أن عددا كبيرا منهم يجد معلومات تقنية مفيدة في البراءات. 78 ومن أصل 211 باحثا مقيما أساسا في الواليات المتحدة أفاد 64 بالمئة منهم بأنهم قرأوا براءات وقال 60 بالمئة أنهم يقرؤونها ألسباب علمية ال قانونية وأنهم وجدوا فيها معلومات تقنية مفيدة. وورد في الردود أنه يمكن للبراءات أن تبين "كيفية عمل جهاز بعينه" ويمكنها أن "توضح سياق األفكار والبحوث وتوفر ]...[ بعض اآلراء المعقولة فيما يخص" أبحاث أصحاب الردود ويمكنها أن تحول دون "شروع ]الباحثين[ في طريق س لك مسبقا ". وفي حين تشير هذه الدراسة االستقصائية إلى قيمة كشف البراءات فإنها تبي ن أيضا أنه يمكن تحسين وظيفة الكشف للبراءات. فإن 36 بالمئة من المستطلعين لم يطلعوا قط على براءات و 40 بالمئة من المطلعين للحصول على معلومات تقنية لم يجدوا أي معلومة مفيدة. وتكمن الشكاوى األربعة الرئيسية في أن البراءات مكتوبة بصيغة غامضة وأنها غير موثوق بها ألنها ال تخضع لمراجعة نقدية خالفا لمقاالت المنشورات العلمية وأنها تكرر المقاالت الصحفية وأنها قديمة. وفضال عن ذلك رأى 62 بالمئة من قراء البراءات أن البراءات ال توفر كشفا كافيا للباحثين في مجال النانوتكنولوجيا كي يتسنى له إعادة تصنيع االختراع دون معلومات إضافية. وبناء على ذلك تضم هذه الدراسة عدة توصيات لتحسين وظيفة الكشف في براءات النانوتكنولوجيا: إذ يجب تطبيق متطلبات الكشف القائمة تطبيقا أكثر صرامة ويجب نشر البراءات أسرع مما سبق وخاصة البراءات التي ال تتطلب سرية كبيرة. وينبغي تحسين الوصول إلى البراءات من خالل أدوات البحث والشرح وينبغي استحداث حوافز لالستشهاد بالبراءات في المنشورات العلمية. 78. انظر أويليت )2015(. 117

119 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم االبتكار المتراكم وتكدس البراءات على غرار معظم النشاط االبتكاري فإن االبتكار في مجال النانوتكنولوجيا تراكمي أي تستند االختراعات الجديدة إلى االختراعات السابقة. ويثير ذلك مسألة إبطاء أو تأخير حقوق البراءات لالبتكار التراكمي وهو مصدر قلق أثير بشأن عدد من التكنولوجيات 79 األخرى. وورد في إحدى الدراسات القانونية عن تسجيل البراءات في مجال النانوتكنولوجيا أن هذا المجال يختلف عن الكثير من مجاالت االختراع الهامة األخرى على مدى القرن الماضي إذ إن العديد من االختراعات التأسيسية حصلت على براءة منذ بداياتها. 80 وأبدى معلقون آخرون 81 شواغلهم إزاء احتمال تكدس البراءات في مجال النانوتكنولوجيا. وإذا كانت البراءات مجزأة ومتداخلة بصورة مفرطة فقد تعيق االبتكار ألن تكاليف معامالت المساومة ترتفع ويزداد خطر التعرض آلثار التعطيل. وتنسب دراسة حقوق البراءات المتداخلة إلى مكاتب البراءات التي تعاني من معالجة هذ التكنولوجيا الجديدة المتعددة التخصصات التي ال تندرج بوضوح في أنظمة تصنيف البراءات القائمة. 82 ولكن على الرغم من هذه الشواغل والنمو السريع لتسجيل البراءات منذ التسعينيات )انظر الشكل 6.3( ال توجد سوى أدلة قليلة على وجود مشكالت تكدس براءات فعلية حتى اآلن. وقد يكون األمر كذلك نظرا إلى أن سوق منتجات النانوتكنولوجيا ال تزال حديثة وعليه لم يكن هناك مجال لظهور تلك المشكالت أو قد يدل ذلك على أن أسواق ترخيص التكنولوجيات النانوية كانت أكثر 83 فعالية مما كان متوقعا. وباإلضافة إلى ذلك في حين كان هناك بعض التقاضي على براءات النانوتكنولوجيا في الواليات القضائية الرئيسية مثل الواليات المتحدة ال يتجلى أي أمر عن التقاضي بشأن براءات النانوتكنولوجيا مقارنة بالقضايا الخاصة بالبراءات بوجه عام. وبالمثل تشير األدلة إلى أن براءات النانوتكنولوجيا قد تواجه مشكالت مثل الفترات الطويلة قبل منح البراءات والعدد الكبير من التطبيقات التي يصعب البحث فيها ولكن هذه مشكالت تؤثر في نظام البراءات ككل وليست 84 مشكالت محددة وخاصة بتسجيل براءات النانوتكنولوجيا. نطاق البراءات تطرح التكنولوجيات الجديدة غالبا تساؤالت عن نوع المطالبات اإلبداعية التي ينبغي أن تكون مؤهلة للحماية بموجب براءة. ويشترط القانون الدولي عموما إتاحة البراءات المتعلقة بأي "اختراع ]...[ في جميع مجاالت التكنولوجيا". 85 ومع ذلك فإنها تسمح ببعض االستثناءات التي قد تنطبق على بعض االختراعات التكنولوجية النانوية بما في ذلك أساليب التشخيص الطبي واالختراعات التي قد تهدد الصحة أو البيئة. وإضافة إلى ذلك أدخلت بعض البلدان حدودا معينة قد تستبعد بعض تطورات النانوتكنولوجيا من أهلية الحصول على براءات. واألهم من ذلك أن المحكمة العليا للواليات المتحدة قررت مؤخرا أن "نواتج الطبيعة" مثل الحمض النووي الجيني و"قوانين الطبيعة" كطريقة لمعايرة الجرعة المناسبة من دواء يمكن استبعادها من أهلية الحصول على براءة. 86 وتثير هذه القرارات تساؤالت عن صحة العديد من البراءات المتعلقة بالنانوتكنولوجيا في الواليات المتحدة. 87 وتوجد العديد من المواد النانوية في الطبيعة مثل الجسيمات النانوية الكربونية الناجمة عن لهيب الشمع العادي أو الغرافين الناجم عن الكتابة بقلم رصاص. وال يبدو أن هناك أي طعون بعد لبراءات النانوتكنولوجيا على ضوء قرار المحكمة العليا ولكن قد يصبح ذلك مصدر قلق ألصحاب البراءات. وأثار علماء آخرون تساؤالت عن االفتقار للجدة في بعض االختراعات التكنولوجية النانوية فيما يتعلق بالتقنية الصناعية السابقة واالفتقار للخطوة اإلبداعية إذا غيرت االختراعات حجم التكنولوجيات القائمة فقط. 88 ومع ذلك ال يوجد أي دليل على أن هذه المخاوف قد تصبح عائقا كبيرا أمام البراءات في الممارسات العملية. 79. انظر الويبو )2011( لمناقشة معمقة أكثر عن سبل تأثير البراءات في مسارات االبتكار التراكمي. 80. انظر ليملي )2005(. قال ليملي إن الطائرات )بين 1903 و 1917 ( واإلذاعة )بين 1912 و 1929 ( كانت آخر التكنولوجيات الناشئة التي حصلت أفكارها األساسية على براءات. 81. انظر مثال سابيتي )2004( وباوا )2007( وسيلفستر وبومان )2011(. 82. انظر باوا )2004(. 83. انظر أويليت )2015(. 84. انظر غانغولي وجاباد )2012(. انظر اتفاق الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية )تريبس(. 85. انظر أويليت )2015(. 86. انظر سمولي )2014(. 87. انظر غانغولي وجاباد )2012( بشأن المسألة األولى 88. وبلييكر وزمالءه )2004( بشأن المسألة الثانية. 118

120 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم األسرار التجارية نظرا إلى صعوبة تطبيق الهندسة العكسية على العديد من االختراعات في مجال النانوتكنولوجيا قد يفضل المبدعون االحتفاظ بها سرا عوضا عن تقديم طلب بالحصول على براءة. وتشير الدالئل إلى أنه من المرجح لالبتكارات العملية النانوتكنولوجية أن تكون محمية بموجب األسرار التجارية. 89 وفضال عن ذلك من المرجح أن يعتمد منتجو المواد الخزفية النانوية والمعادن النانوية الهيكل والمواد المحفزة على األسرار التجارية مقارنة بمنتجي المواد النانوية. وبناء على ذلك فإن مجرد النظر في البراءات النانوتكنولوجية يعطي صورة ناقصة وربما متحيزة لعالم النانوتكنولوجيا. وكما يتضح من الشكل 9.3 تجرى الكثير من البحوث في مجال النانوتكنولوجيا في الجامعات وال تتمتع سوى بحوافز قليلة للحفاظ على سرية االختراعات. ولكن تعد األسرار التجارية استراتيجية هامة للعديد من الشركات كي تولد عائدات على استثمارات البحث والتطوير. وإن قضايا األسرار التجارية الملحوظة في الواليات المتحدة تشير إلى أن هذا الشكل من أشكال حماية الملكية الفكرية هام. فعلى سبيل المثال رفعت نانوجين في عام 2000 دعوى قضائية على موظف سابق لسوء استخدامه أسرارا تجارية محتجة بأن طلبات البراءات التي أودعها بشأن رقاقات بيولوجية قائمة على النانوتكنولوجيا كشفت عن أسرار تجارية تمتلكها شركة نانوجين. ووصل مبلغ التسوية إلى نحو 11 مليون دوالر أمريكي. وفي حالة أخرى حصلت أجيلينت للتكنولوجيا على تعويضات قدرها 4.5 مليون دوالر أمريكي بعد مالحقة موظفين سابقين لسوء استخدام أسرار 90 تجارية تتعلق بالفصل االستشرابي الذي يستخدم جزيئات نانوية. وعلى غرار مجاالت االبتكار األخرى يجب لسياسة األسرار التجارية أن توازن بين الحوافز المقدمة إلى الشركات كي تستثمر في البحث والتطوير ونشر المعرفة التكنولوجية دون قيود مفرطة. وأحد األسئلة الرئيسية في هذا الصدد هي مدى إمكانية نقل موظفي الشركات االبتكارية المعرفة للمنافسين. ووفقا لما ورد في القسم الفرعي قد يكون حراك العمال قناة هامة لنشر المعارف المخصصة المتعلقة باالبتكار التكنولوجي النانوي في شتى المجاالت االقتصادية. ومع ذلك ال تعد هذه المسألة مصدر قلق للنانوتكنولوجيا تحديدا. فوفقا لما ورد في هذا القسم تعد منظومة االبتكار التكنولوجي النانوي نموذجا مصغرا من المنظومة الكاملة لالبتكار ويبدو أن دور نظام الملكية الفكرية فيما يخص النانوتكنولوجيا مشابها لدوره بوجه عام. انظر شركة لوكس للبحوث )2007(. 89. انظر أويليت )2015( للمزيد من التفاصيل

121 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم 3.3 اإلنساالت "كلنا إنساالت في قرارة أنفسنا. فهو علم محاكاة حياتنا والتساؤل عن سبل عملنا". رود غروبين مدير مختبر اإلنساالت اإلدراكية جامعة ماساشوستس أميرست علم اإلنساالت هو المجال التكنولوجي الذي يدفع تصنيع إنساالت للتطبيق في مجاالت متنوعة مثل مصانع السيارات ومواقع البناء والمدارس والمستشفيات والمنازل الخاصة. وما انفكت األذرعة اآللية الصناعية ت ستخدم ألتمتة عملية تصنيع السيارات وغيرها ومن القطاعات الصناعية ألكثر من ثالثة أو أربعة عقود. ولكن ج معت مختلف المجاالت البحثية القائمة والجديدة مثل الذكاء االصطناعي واالستشعار في السنوات الماضية إلنتاج إنساالت "متقدمة" ومستقلة تتمتع باستخدام محتمل أوسع نطاقا في 91 االقتصاد والمجتمع تطور اإلنساالت وأهميتها االقتصادية تعرف موسوعة بريتانيكا اإلنسالة بأنها "أي آلة تعمل تلقائيا ويستعاض بها عن الجهد البشري". ووفقا لالتحاد الدولي لإلنسالية فإن "اإلنسالة آلية متحركة وقابلة للبرمجة في محور أو اثنين وتتمتع بقدر من االستقالل وتتحرك في بيئتها الخاصة بغية أداء 92 المهام المحددة". وي ستخدم غالبا مصطلح االستقاللية للتشديد على الفرق بين اإلنساالت واآلالت األخرى وتمتلك اإلنسالة القدرة على تفسير بيئتها وضبط إجراءاتها الرامية إلى تحقيق هدف. ومن حيث المسار التكنولوجي تتطور اإلنساالت من التشغيل اآللي المبرمج إلى أنظمة مستقلة أكثر تعقيدا مرورا باألنظمة شبه االستقاللية. وإن األنظمة المستقلة بالكامل قادرة على العمل واتخاذ "قرارات" إلنجاز مهام دون تدخل بشري. تاريخ اإلنساالت: أذرعة آلية ألتمتة العملية الصناعية اإلنساالت في أبسط أشكالها ليست جديدة. وبدأ تاريخ اإلنساالت في اليونان القديمة باآلالت التلقائية وهي أساسا آالت متحركة وغير اإللكترونية وتعرض أجساما متحركة. وما انفكت اآلالت التلقائية تتطور منذئذ ولكن ازدهر تطور اإلنساالت في شكلها الحالي مع عملية التصنيع ألداء مهام متكررة. وفي تاريخ أحدث لإلنساالت الصناعية يتجلى عدد صغير من االختراعات الرئيسية في مجالين أديا إلى أول إنتاج لإلنساالت ألغراض األتمتة الصناعية. 93 أوال أتاحت نظم التحكم للبشر أو الحواسيب التحكم في اإلنساالت وتوجيهها عن بعد وثانيا أنظمة التحكم الميكانيكية مثل األذرعة والسيقان اآللية لتحريك أجسام أو اإلمساك بها. وفيما يتعلق بنظم التحكم عن بعد فإن اختراع قارب مزود بنظام تحكم عن بعد في عام 1898 وحصل على براءة وأ ظهر في حديقة 94 في نيويورك أثبت دوره المحوري في هذا المجال. أما بالنسبة ألنظمة التحكم الميكانيكية فقد است حدثت أول إنسالة صناعية في عام 1937 على شكل رافعة صغيرة. وواصل دابليو جي والتر تطوير األذرعة والسيقان اآللية واستحدث أول إنسالة مستقلة في أواخر األربعينيات. 95 ومع ذلك لم تحدث طفرة التقدم في صناعة اإلنساالت إال عندما اخترع جورج ديفول وسجل براءة 96 ألول ذراع آلي مبرمج وتلقائي العمل في منتصف الخمسينيات. ثم أقام ديفول شراكة مع جوزيف إنغيلبيرغير الذي يعتبره العديد من العلماء "أبو اإلنسالية" إلنشاء شركة تدعى يونيميشون التي أنتجت إنسالة في عام 1956 استنادا إلى براءات ديفول. وبدأ ذلك 97 تسويق اإلنساالت الصناعية. وض بطت وحسنت األذرعة اآللية منذ ذلك الحين. فقد طور معهد كيس للتكنولوجيا وجامعة كيس وسترن ريسرف بالواليات المتحدة مثال أول ذراع كهربائي ملتف وحاسوبي التحكم. وفي عام 1969 اخترع باحثون في جامعة ستانفورد ما يعرف باسم ذراع التحكم 98 العالمي المبرمج الذي أتاح تحكما أكثر تعقيدا للتجميع واألتمتة. وكان فيكتور شاينمان أحد هؤالء الباحثين ولقد أنشأ شركة فيكارم لتصنيع الذراع ما أصبت أهميته األساسية لتطور صناعة اإلنساالت وباع الشركة في نهاية المطاف إلى شركة يونيميشون في عام يستند هذا القسم إلى كيسنير وزمالئه )2015( وسيجفارت.)2015( 92. انظر االتحاد الدولي لإلنسالية. انظر االتحاد الدولي لإلنسالية )2012(. 93. البراءة األمريكية 613, البراءة األمريكية 2,679,940. ويالرد إل في بوالرد وهارولد 95. إيه روسيلوند العامالن في شركة ديفيلبيس أودعا براءة ألول بخاخ طالء ميكانيكي ومبرمج في عام البراءة األمريكية 2,988,237. انظر كذلك نوف )1999(. 96. انظر روشايم )1994(. 97. شاينمان.)2015(

122 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم وفي عام 1961 أطلقت خطوط تجميع جينيرال موتورز في الواليات المتحدة أول إنساالت تجارية استنادا إلى أعمال المخترعين والشركات المذكورين أعاله. 99 ورك ب أول إنسالة صناعية "يونيميت" في أوروبا بالسويد في عام وفي عام 1969 عرضت شركة ترالفا بالنرويج أول إنسالة تجارية للطالء. وفي عام 1973 أطلقت شركتا ABB Robotics وRobotics KUKA أول إنساالت لها في األسواق. وحس نت منذئذ وظائف األجزاء اإلنسالية والميكانيكية ونظام التحكم فيها تدريجيا في قطاع اإلنساالت. وبعد عشر سنوات من إيداع شركة ديفول براءته بدأت شركات يابانية في تطوير وإنتاج إنساالت خاصة بهم عمال باتفاق ترخيص مبرم مع يونيميشون. وبحلول عام 1970 انتشرت صناعة اإلنساالت في جميع مجاالت صناعة السيارات في الواليات المتحدة واليابان. وبحلول أواخر الثمانينيات كانت اليابان التي قادتها أقسام اإلنساالت في فانوك وماتسوشيتا للصناعات الكهربائية ومجموعة ميتسوبيشي وشركة هوندا موتور البلد الرائد العالمي في مجال تصنيع واستخدام اإلنساالت الصناعية. وأدت اختراعات رئيسية موازية في مجال إنساالت التعبئة والتغليف مثل إنسالة دلتا للتعبئة والتغليف التي است حدثت في المعهد الفدرالي للتكنولوجيا في لوزان وأسفرت عن 28 براءة إلى تحديث قطاع التعبئة والتغليف. واست حدثت إنسالة بحجم بشري في جامعة واسيدا في اليابان وأرست أساسا لمتابعة االبتكارات في الميدان ما يسر وعزز التفاعل بين البشر واإلنساالت الذي يكتسي أهمية بالنسبة إلى أسواق اإلنساالت الموجهة نحو المستهلكين. نحو أنظمة ذاتية مبنية على الذكاء االصطناعي واالتصال سعيا إلى تصنيع إنساالت أكثر كفاءة عمل الباحثون منذئذ على زيادة استقاللية اإلنساالت وتحسين التفاعل بين البشر واإلنساالت. وتعد مواد وابتكارات جديدة في مجاالت متنوعة خارج مجال اإلنسالية مثل الذكاء االصطناعي والميكاترونيكس والمالحة واالستشعار عن بعد والتعرف على األجسام ومعالجة المعلومات التطورات 100 التكنولوجية الجوهرية التي تسهم في تقدم اإلنساالت اليوم. وأصبحت البحوث متعددة التخصصات أكثر مما سبق. وسيصبح االبتكار في مجال البرمجيات والذكاء االصطناعي بوجه خاص التكنولوجيات الرئيسية إلنساالت الجيل الجديد. وهذا أمر مهم لمساعدة اإلنساالت على التعامل مع العقبات وتفاديها. وحقق التقدم االبتكاري في وضع خوازميات محورية لتخطيط مسار اإلنساالت في منتصف الثمانينات. 101 وتزداد األهمية المحورية للخوارزميات من حيث سبل اتخاذ اإلنساالت قرارات أكثر تعقيدا مثل سبل محاكاة اإلنساالت المنزلية والعملية للمشاعر. ويعمل الباحثون حاليا على برمجية تحاكي المخ البشري وتحسن المهارات اللغوية ومهارات اتخاذ القرارات. واستنادا إلى تحسن االتصال وأجهزة االستشعار وقوة المعالجة ازداد اعتماد اإلنساالت على البيانات وارتباطها عبر شبكات أكثر ذكاء. وعلى هذا النحو يتزايد تعلق االبتكار بالبرامج وإدماج العتاد وعليه تشغيل اإلنساالت المتكاملة واألنظمة التشغيلية الذكية. وعلى مستوى التطبيق فيعد تطوير مركبات وطائرات بدون طيار كامتداد لإلنساالت. المساهمة االقتصادية لإلنساالت لإلنساالت تأثير واضح وكبير على سبل التصنيع. ومنذ بداية األتمتة الصناعية في السبعينيات ازداد اإلقبال على اإلنساالت في الصناعة التحويلية ازديادا ملحوظا. وقدرت قيمة سوق اإلنساالت الصناعية بمبلغ قدره 29 مليار دوالر أمريكي في عام 2014 ويشمل ذلك المبلغ تكلفة البرمجيات واألجهزة الثانوية وتصميم األنظمة )انظر الجدول 8.3( كوماريسان وميازاكي )1999( سميث وشيزمان )1986(. 99. االتحاد الدولي لإلنساليات )2012(. 121

123 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم 250, , , ,000 50,000 0 الجدول 8.3: تقديرات مختلفة لعائدات صناعة اإلنساالت التقدير 29 مليار دوالر أمريكي )2014( 33 مليار دوالر أمريكي )2017( مليار يورو )2020( 3.6 مليار دوالر أمريكي التعريف سوق عالمي لإلنساالت الصناعية سوق عالمي لإلنساالت الصناعية سوق المي إلنساالت الخدمة )منها 1.7 مليار دوالر لالستخدام المنزلي( المصدر االتحاد الفدرالي لإلنساليات ) 2014 أ( eurobotics (2014) االتحاد الفدرالي لإلنساليات ) 2014 ب( كما هو موضح في الشكل 11.3 )أعلى( يزداد عدد اإلنساالت المباعة بحيث بلغ نحو وحدة بيعت في عام 2014 ارتفاعا من نحو وحدة في عام 1995 ويتوقع أن يزداد هذا العدد سريعا على مدى السنوات القليلة المقبلة. وكانت اليابان والواليات المتحدة وأوروبا أكبر البلدان من حيث حجم السوق. ومن المثير لالهتمام أن حصص مختلف مناطق العالم من حيث مبيعات اإلنساالت عالميا لم تختلف كثيرا إذ تحتل آسيا الصدراة وتليها أوروبا وأمريكا الشمالية وتستأثر أمريكا الجنوبية وأفريقيا بحصص صغيرة. ولكن في آسيا تجاوزت الصين اليابان بوصفها أكبر سوق لإلنساالت بعدما كانت بلدا دون أية إنساالت في عام وتعد جمهورية كوريا اآلن ثاني أكبر مستخدم لإلنساالت 102 الصناعية في آسيا. ومن حيث القطاعات ال يزال قطاع صناعة السيارات المحرك الرئيسي لألتمتة وتليه قطاعات اإللكترونيات )انظر الشكل 11.3 أسفل(. وسيتيح االبتكار تصنيعا صغير الحجم وأكثر مرونة. الشكل 11.3: تزايد شحنات اإلنساالت الصناعية في العالم بقيادة آسيا وقطاع السيارات الشحنات بآالف الوحدات )أعلى( ا فريقيا ا مريكا الجنوبية ا خر ا مريكا الشمالية ا وروبا ا سيا / ا ستراليا حصة القطاعات كنسبة مئوية من إجمالي الشحنات 2014 )أسفل( طعام وشراب 4% مواد كيمياي ية ومطاطية وبلاستيكية 6% مستحضرات صيدلانية وتجميلية 1% ا خر 21% معادن وا لات 9% ا جهزة كهرباي ية/ ا لكترونيات 20% سيارات 39% مالحظة: تعتمد جميع المناطق على تعريف االتحاد الفدرالي لإلنسالية. المصدر: قاعدة بيانات اإلنساالت العالمية لالتحاد الفدرالي لإلنساليات من حيث كثافة اإلنساالت اتسمت جمهورية كوريا بأكبر كثافة إنسالية في العالم بنسبة 437 وحدة لكل شخص عامل في القطاع الصناعي وتلتها اليابان )323( فألمانيا )282(. وبالمقارنة تبلغ الكثافة اإلنسالية في الصين 30 و 9 في البرازيل و 2 في الهند )االتحاد الفدرالي لإلنسالية 2014 أ(. 122

124 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم يكمن ميدان جديد في علم اإلنساالت في إنتاج إنساالت خدماتية واستخدامها في مجاالت غير التصنيع. وتشمل هذه الفئة اإلنساالت المصنوعة "ألغراض مهنية" في الزراعة والتعدين والنقل بما في ذلك المجال الواسع للمركبات الجوية بدون طيار والمركبات األرضية واستكشاف الفضاء والبحر والمراقبة بدون طيار والصحة والتعليم 103 وغيرها من المجاالت. وبلغ العدد اإلجمالي لإلنساالت الخدماتية 3.6 مليار دوالر أمريكي في عام 2014 ومن المتوقع أن يدفع ذلك نمو استخدام اإلنساالت في الفترة المقبلة. 104 وإن أكبر األسواق هي اليابان وجمهورية كوريا والواليات المتحدة وأوروبا. وإن القطاعات الرائدة في استخدام هذه اإلنساالت هي الدفاع والخدمات اللوجستية والصحة. ويتوقع أ تبلغ قيمة سوق اإلنساالت الجراحية 20 مليار دوالر أمريكي بحلول 105 عام 2021 ارتفاعا من 3.2 مليار دوالر أمريكي في عام وباإلضافة إلى ذلك شهدت اإلنساالت ذات التطبيقات الشخصية والمنزلية وهي مجال جديد في علم اإلنساالت نموا عالميا قويا بعدد قليل نسبيا من المنتجات المطلقة في األسواق على نطاق واع مثل اإلنساالت المعنية بتنظيف األرضيات والجز والتعليم ومساعدة كبار السن. 106 وإذ سجلت المبيعات في عامي 2012 و 2013 حجما ضئيال أو شبه معدوما فقد ازدهرت مبيعات هذه األنواع من اإلنساالت ازدهارا شديدا اعتبارا من عام وقد شددت تقارير استشارية قليلة على المجموعة الواسعة من الوفورات المحققة من خالل اإلنساالت المتقدمة في مجاالت الرعاية الصحية والتصنيع والخدمات ووضع تقديرات عالية للفوائد على النمو االقتصادي. 107 ومع ذلك يصعب قياس مساهمة تعزيز إنتاجية اإلنساالت تحديدا. ويمكن لإلنساالت أن تؤدي إلى زيادة إنتاجية العمل وخفض تكاليف اإلنتاج وتحسين جودة المنتج. وفي قطاع الخدمات بوجه خاص يمكن لإلنساالت أيضا أن تسهم في وضع نماذج تجارية جديدة تماما. وتوفر اإلنساالت الخدماتية المساعدة للمعوقين وجز العشب ولكنها ت ستخدم أيضا استخداما متزايدا في قطاعات الخدمات مثل المطاعم والمستشفيات. وترتبط المكاسب االقتصادية لإلنساالت جزئيا باستبدال وعليه أتمتة جزء من القوة العاملة الموظفة حاليا. 108 فمن جهة تساعد زيادة إنتاجية العمل على أن تظل الشركات الصناعية تنافسية ما يتفادى إعادة توطينها في الخارج وإتاحة وظائف عالية األجور. ومن جهة أخرى فإن استخدام اإلنساالت سيؤدي ال محالة إلى القضاء على الوظائف المتدنية المهارات وكذلك بعض أنواع الوظائف العالية المهارات ما سيؤثر في األتمتة. أما بالنسبة إلى التوازن فإن تأثير اإلنساالت غير مؤكد حاليا. ومن حيث الفوائد االقتصادية الشاملة فتتعلق مسألة أخرى بانتشار االبتكار في مجال اإلنساالت في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل التي تتمتع بآثار ملحوظة. وال تزال قاعدة اإلنساالت خارج بعض االقتصادات المرتفعة الدخل وبعض االستثناءات كالصين محدودة في بلدان مثل البرازيل أو الهند وبخاصة في االقتصادات األقل تقدما. ومع ذلك يتوقع أن تحتاج الشركات المزاولة ألنشطة تصنيع وتجميع لصالح سالسل توريد عالمية أو محلية إلى تحديث استخدامها لإلنساالت حتى في بعض االقتصادات المتوسطة الدخل أو حتى المنخفضة الدخل التي تتنافس حتى اآلن على العمالة الرخيصة وحدها. وتنتشر اإلنساالت أيضا في البلدان المنخفضة الدخل لمعالجة مسائل الجودة في التصنيع المحلي منظومة االبتكار الخاصة بعلم اإلنساالت تتميز منظومة االبتكار الخاصة بعلم اإلنساالت في يومنا هذا ببعض السمات األساسية إذ تنتقل من عصر األتمتة الصناعية إلى استخدام علم اإلنساالت في شتى مجاالت االقتصاد. التركز في بلدان رئيسية وتكتالت إنسالية ضيقة تجمعها روابط قوية 109 يحقق االبتكار اإلنسالي أساسا في بعض البلدان والتكتالت. وتزدهر هذه التكتالت بفضل البحوث المشتركة بين القطاعين العام والخاص بينما تسوق شركات نتاج هذا االبتكار. ومن حيث الرفاهية تساعد اإلنساالت البشر على تجنب األعمال الشاقة أو الخطرة. ولديها القدرة أيضا على اإلسهام في حل تحديات اجتماعية مثل رعاية السكان المتقدمين في السن أو وضع وسائل مواصالت مراعية للبيئة انظر االتحاد الفدرالي لإلنساليات االتحاد الفدرالي لإلنساليات ) 2014 ب( 105. شركة وينترغرين للبحوث )2015( االتحاد الفدرالي لإلنسالية ) 2014 ب( يقدر معهد ماكيزني العالمي أن تطبيقات اإلنساالت المتقدمة قد تولد نموا اقتصاديا من 1.7 تريليون دوالر أمريكي إلى 4.5 تريليون دوالر أمريكي في السنة بحلول عام 2025 بما في ذلك أكثر من 2.6 تريليون دوالر أمريكي مولدة من استخدامات الرعاية الصحية )معهد ماكينزي العالمي 2013( ميترا مارتيك )2011( وميلر وأتكينسون )2013( وفري وأوزبورن )2013( وبراينجولفسون وماكافي )2014( غر ين )2013(. 123

125 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم ويبي ن تحليل لقواعد بيانات الشركات المتخصصة في علم اإلنساالت أن التكتالت اإلنسالية موجودة بصورة أساسية في الواليات المتحدة وأوروبا وتحديدا في ألمانيا وفرنسا وإلى حد ما في المملكة المتحدة واليابان وبصورة متزايدة أيضا في جمهورية كوريا والصين. 110 واستنادا إلى إجمالي الناتج المحلي أو عدد السكان تبرز كندا والدانمرك وفنلندا وإيطاليا وإسرائيل وهولندا والنرويج واالتحاد الروسي وإسبانيا والمملكة المتحدة والسويد وسويسرا كاقتصادات تتمتع فيها شركات متخصصة في علم اإلنساالت بحضور قوي. الشكل 12.3: النمو السريع لتسجيل البراءات في مجال اإلنساالت خصوصا في أواخر الثمانينيات وابتداء من عام 2005 إيداعات البراءات األولى بحسب بلد المنشأ الصين اليابان جمهورية كوريا الولايات المتحدة ا لمانيا فرنسا ا خرى 10,000 8,000 6, ا خرى 4,000 2,000 وهذه الصورة التي تبي ن النشاط اإلبداعي المترك ز في بعض البلدان والذي تتسع رقعته حاليا ليشمل بلدان آسيوية مبتكرة تتجلى أيضا من خالل البيانات الخاصة بمنح البراءات. ويبي ن الشكل 12.3 عدد إيداعات البراءات األولى عالميا في مجال تطوير اإلنساالت بين عامي 1960 و فيظهر أوال أهمية المخترعين في الواليات المتحدة وأوروبا ثم اليابان وظهور جمهورية كوريا في أواخر األلفية الثانية والصين مؤخرا. 111 وبينما بلغت حصة الصين من البراءات اإلجمالية في مجال تطوير اإلنساالت في عام 2000 واحد بالمئة فقط ارتفعت هذه النسبة إلى 25 بالمئة بحلول عام وبلغت حصة الجمهورية الكورية من ذلك 16 بالمئة في عام وتراجعت حصة اليابان من 56 بالمئة في عام 2000 إلى 21 بالمئة في عام ومن بين هذه البلدان القليلة تتركز التكتالت اإلنسالية في مدن أو مناطق محددة غالبا في أفضل الجامعات المتخصصة في هذا المجال. وعلى سبيل المثال ت عتبر بوسطن وسيليكون فالي وبيتسبورغ في الواليات المتحدة بصورة عامة التكتالت اإلنسالية الثالث الرئيسية. وفي أوروبا تبرز منطقة إيل دو فرانس في فرنسا )تحديدا في مجال تطوير الطائرات المدنية بدون طيار( وميونيخ في ألمانيا وأودنس في الدانمرك وزيوريخ في سويسرا وروبوتدالن في السويد وغيرها. وفي آسيا تعد بتشون في كوريا وأوساكا وناغويا في اليابان ومقاطعة شانغهاي ولياونينغ في الصين التكتالت اإلنسالية الرئيسية. وتقع بعض الشركات التي تتفوق في مجال االبتكار اإلنسالي خارج هذه التكتالت. وهي عادة شركات كبيرة تأسست في قطاع صناعة السيارات أو بصورة متزايدة شركات اإلنترنت المترسخة في مجالها الخاص. فهي تملك اإلمكانات المالية والمهارات التي تتيح لها استخدام خبراء إنساليين واستخدام المعارف المستمدة من أماكن أخرى غالبا عن طريق شراء مؤسسات جديدة. المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. ويشير الشكل 13.3 إلى منشأ مودعي البراءات األوائل خالل الفترة من 2000 إلى والبلدان التي سجلت أعلى عدد طلبات هي اليابان والصين وجمهورية كوريا والواليات المتحدة إذ أودعت كل منها أكثر من براءة وتستحوذ مجتمعة على نسبة 75 بالمئة من إجمالي البراءات وتليها ألمانيا بنحو 9000 براءة ثم فرنسا بأكثر من 1500 براءة. أما البلدان األخرى مثل أستراليا والبرازيل وعدد من بلدان أوروبا الشرقية واالتحاد الروسي وجنوب أفريقيا فتسجل نشاطا جديدا في مجال إيداع البراءات وإن كان مستوى هذا النشاط منخفضا. وفيما يتعلق باالبتكار اإلنسالي والشركات الناشئة يتركز الجزء األكبر من النشاط في البلدان المرتفعة الدخل باستثناء الصين مرة أخرى. إذ شهدت الصين طفرة قوية في البراءات المتعلقة باإلنساالت وتضم عددا من المنشآت األسرع نموا في مجال اإلنساالت مثل شركة DJI )شركة طيارات بدون طيار( ومصن عي إنساالت صناعية جديدة مثل شركتي Siasun وEstun اللتين تخفضان كلفة اإلنساالت انظر توبي انظر أيضا مكتب المملكة المتحدة للملكية الفكرية )2014(. 124

126 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الشكل 13.3: تنوع جغرافي متزايد ولكن محدود في االبتكار اإلنسالي إيداعات البراءات األولى بحسب بلد المنشأ ,000 20,000-20,000 10,000 5,000 10,000-10,000-5,000 1,000 5,000-5,000 1, ,000-1, المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. منظومة ابتكار اإلنساالت التشاركية العالية الفعالية والمرتكزة على تكثيف البحوث تتألف منظومة االبتكار في مجال اإلنساالت من شبكة متماسكة من الجهات الفاعلة المتعاونة فيما بينها وتشمل أفرادا ومؤسسات بحوث وجامعات ومنشآت كبيرة وصغيرة الحجم تركز أنشطتها على التكنولوجيا. ويجمع علم اإلنساالت اإلنجازات المتنوعة في مجال العلوم والتكنولوجيا من أجل ابتكار تطبيقات جديدة وقد نشأ علم اإلنساالت منذ فترة طويلة ولكنه يستمر في تقديم اختراعات جديدة من مواد جديدة وقوة محركة ونظم تحكم ونظم استشعار ونظم سيبرانية. وكما يبي ن القسم أدى رواد األعمال األفراد وشركاتهم الناشئة دورا حاسما في إطالق شرارة صناعة علم اإلنساالت والمضي في تطويرها. وتعتبر بعض مؤسسات البحوث المرموقة في القطاع العام جهات فاعلة أساسية في منظومة االبتكار في مجال علم اإلنساالت. وتشمل أمثلة الجامعات الطليعية جامعة ماك غيل في كندا وجامعة كارنيغي ميلون في الواليات المتحدة وجامعة ETH في سويسرا وجامعة إمبيريال كولدج في المملكة المتحدة وجامعة سيدني في أستراليا وجامعة أوساكا في اليابان وجامعة شنغهاي جياو تونغ في الصين. أما مؤسسات البحث العامة مثل المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا وفراونهوفر في ألمانيا ومعهد البحوث الصناعية التكنولوجية في تايوان )المقاطعة الصينية( واألكاديمية الروسية للعلوم فهي أيضا ذات أهمية. وتضطلع هذه المؤسسات العلمية تقليديا بدور بارز في االبتكار وذلك عموما من خالل إجراء بحوث بعيدة األمد لن تتحقق تطبيقاتها التجارية إال في المستقبل البعيد. وفضال عن ذلك ما انفكت هذه المؤسسات تضطلع بدور هام في مجال اإلنساالت من خالل تجزئة الشركات وإنشاء فروع لها وإيداع براءات )انظر القسم 3.3.3( والتعاون الوثيق مع الشركات. 112 وتشمل أمثلة عمليات إنشاء شركات فرعية شركة Empire Robotics المنبثقة عن جامعة كورنيل وشركة Schaft المنبثقة عن جامعة طوكيو. ويجمع تعاون وثيق أيضا بين المنشآت ومؤسسات البحث العامة مثل التعاون الذي يجمع شركة KUKA لتطوير اإلنساالت الخفيفة الوزن والمعهد األلماني لإلنساليات والميكاترونيات. وفضال عن ذلك اكتست إتاحة شهادات رسمية في علوم تطوير اإلنساالت بصورة متزايدة أهمية أساسية في تطوير المهارات ونشرها إذ توظ ف المنشآت متخرجين جدد. أما فيما يتعلق بالشركات اإلبداعية في مجال اإلنساالت فيمكن تحديد ثالثة أنواع منها يلي بيانها: أوال هناك الشركات الناشئة الصغيرة الحجم أو الشركات المتخصصة في علم اإلنساالت والتي يؤسسها غالبا مخترعون من األفراد ينتسبون إلى المراكز األكاديمية المتخصصة في علم اإلنساالت أو التكتالت التي تعنى بعلم اإلنساالت والتي تحظى أحيانا بدعم حكومي كبير سواء أكان بصورة مباشرة أم غير مباشرة. ومن األمثلة على ذلك شركة Universal Robots المنبثقة عن تكتل يعنى بعلم اإلنساالت في الدانمرك ويتصل بمعهد التكنولوجيا الدانمركي والتي تحظى بالتمويل األولي من الحكومة..112 نوف.)1999( 125

127 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم ورغم أن بعض أجزاء الصناعة تعد أكثر نضوجا اليوم فما زالت القدرات الكامنة للشركات الناشئة في مجال اإلنساالت كبيرة. وفي مراحل االبتكار الجذري األولى تظهر الشركات الناشئة الصغيرة الحجم قدرا أكبر من المرونة والسرعة وتفاعال وثيقا مع األوساط األكاديمية. وتزداد منظومة االبتكار مهنية مما يتيح ظهور شركات متخصصة في المجال. وتعد األطراف الثالثة من المطورين الخارجيين أكثر فأكثر جزءا من منظومة االبتكار في مجال اإلنساالت نظرا إلى أن المنصات اإلنسالية المرتكزة غالبا على برمجيات مفتوحة المصدر هي نقطة االنطالق لمزيد من التطوير. وباإلضافة إلى ذلك يوفر عدد متزايد من الشركات خدمات ذات صلة بعلم اإلنساالت من قبيل نظم الحراك وإدارة اآلالت. وفضال عن ذلك يتيح بروز منشآت جديدة تركز تركيزا أكبر على المستهلك وآليات تمويل جديدة تأسيس شركات ناشئة أولية صغيرة الحجم. فعلى سبيل المثال تمكنت شركة Play-i التي أصبح اسمها Wonder Workshop والتي تركز على استحداث ألعاب إنسالية تثقيفية مؤخرا من حشد أموال عبر منصات التمويل الجماعي. وثانيا فإن الشركات الضخمة المتخصصة في مجال اإلنساالت والتي تركز أنشطتها األساسية على البحوث الصناعية في هذا المجال وفي اإلنتاج حصرا مثل شركة ABB )سويسرا( وKawasaki للصناعات الثقيلة وياسكاوا وفانوك )اليبان( وKUKA )ألمانيا( تنشط كل ها في مجال البحث والتطوير الخاص باإلنساالت. فالحجم مهم إذ يحتاج االبتكار في مجال المعدات الحاسوبية إلى رأس مال كبير إذ إن البحث يستغرق أعواما ليصبح واقعا. والعمالء المهمون في قطاع المركبات اآللية مثال مستعدون حصرا للشراء من شركات ضخمة وموثوق بها ومتخصصة من أجل تفادي المخاطر المتعلقة بالسالمة. وتنبثق كذلك شركات كبيرة متخصصة في مجال اإلنساالت عن التوجه الجديد لتطوير إنساالت خدماتية ومنزلية. ومن األمثلة على ذلك شركة irobot )الواليات المتحدة(. فقد انبثقت أساسا عن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وهي اليوم شركة ضخمة تنتج إنساالت للشركات والمنازل ولألمن إال أنها تحقق معظم دخلها من استحداث تطبيقات عسكرية. وثالثا اكتسبت الشركات الضخمة التي ال تعنى بالصناعة في مجال اإلنساالت مهارات ذات صلة بهذه الصناعة. فالشركات مثل BAE Systems )المملكة المتحدة( العاملة في مجال الدفاع والفضاء الجوي واألمن لطالما كانت وتبقى جهات فاعلة هامة في االبتكار اإلنسالي. وإضافة إلى ذلك تحافظ الشركات العاملة في قطاع المركبات اآللية على أهميتها وذلك إلى حد كبير بفضل استخدامها الخاص لإلنساالت. ويكمن أحدث التطورات في انخراط شركات اإللكترونيات وتكنولوجيا المعلومات واالتصال مثل شركة Samsung )جمهورية كوريا( وDyson )المملكة المتحدة( انخراطا متزايدا في هذا المجال. وبينما يزداد تعويل تطوير اإلنساالت على االتصال وشبكات تكنولوجيا المعلومات واالتصال تنضم إلى المنافسة شركات اإلنترنت أو المعنية بتكنولوجيا المعلومات مثل Infosys عن شركة فضال وFacebook وGoogle Amazon الهندية لتوفير خدمات تكنولوجيا المعلومات واالتصال وAlibaba الصينية وFoxconn التايوانية )المقاطعة الصينية( وتستحوذ غالبا على حصص أو تتملك الشركات المتخصصة في علم اإلنساالت. وفضال عن ذلك تبرز شركات عاملة في قطاع الصحة على نحو متزايد في البحوث المتعلقة باإلنساالت. فتشمل قائمة الرائدين في السوق في مجال اإلنساالت الجراحية مثال شركات Intuitive.Hansen وMedical وStryker Surgical وعموما يبدو تبادل المعارف ضمن منظومة اإلنساالت حاليا شامال وسلسا. ويفيد ذلك طبيعة االبتكار اإلنسالي التي ترتكز بصورة كبيرة على العلوم والدور الهام الذي تضطلع به مؤسسات العلوم والبحوث وتضطلع به أيضا على نحو ال يمكن إنكاره مجاالت متقدمة في علم اإلنساالت. كما تؤدي المنشورات والمؤتمرات العلمية مثل الدورة الدولية المعنية باإلنساالت الصناعية دورا أساسيا في نقل المعارف. أما المسابقات والجوائز الممنوحة لمكافأة إيجاد الحلول لتحديات معينة في مجال اإلنساالت فتمك ن الباحثين من التعل م وقياس تقدمهم وتمك نهم من سد الفجوة بين العرض والطلب في مجال اإلنساالت. ويجمع تعاون وثيق بين أنواع الشركات الثالثة المذكورة أعاله. وأخيرا يرجح أن يزداد االبتكار غير المركزي والذي تتيحه البرمجيات في المستقبل مع انتشار اإلنساالت على نحو أوسع وتوحيد مقاييس منصات تطوير اإلنساالت ونظمها بصورة أكبر. أما عمليا فستتمكن مجموعة أوسع من الشركات والشركاء الخارجيين من توفير حلول مخصصة للمنصات البرمجية اإلنسالية المحددة الملكية. وسيتيح ذلك تحكما أكبر في االبتكار. 126

128 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم دور الحكومة الكبير في تنظيم االبتكار وتمويله اضطلعت الحكومات ومؤسساتها بدور كبير في دعم االبتكار في مجال علم اإلنساالت. فقد دعمت مجموعة السياسات المعيارية الحكومية والحيادية المتعلقة باالبتكار بصورة كبيرة االبتكار في مجال اإلنساالت وخصوصا من خالل سياسات تتعلق باإلمداد وتكمن في تمويل البحث أو دعم البحث والتطوير في قطاع األعمال. وإضافة إلى تمويل البحث الهام التدابير المعيارية لدعم االبتكار يجدر ذكر بعض تدابير الدعم المحددة: إنشاء مؤسسات خاصة بالبحث أو شبكات بحوث: تشمل األمثلة على ذلك المركز الوطني السويسري لمهارات البحث في مجال اإلنساالت الذي دعم مختبرات البحث ومعهد دعم صناعة اإلنساالت الكوري المؤسس لتعزيز نقل التكنولوجيا. تمويل البحث والتطوير والمنح والشراء العمومي: تمو ل الحكومات وغالبا الجهات العسكرية االبتكار في مجال اإلنساالت وتولد الطلب بواسطة المنح أو غالبا بواسطة الشراء العمومي السابق للتسويق. ففي الواليات المتحدة يكمن المحفز األهم في عقود البحث والتطوير بما فيها العقود التي توفرها المعاهد الوطنية لشؤون الصحة أو وكالة مشاريع البحوث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع. 113 ويعد الشراء العمومي السابق للتسويق والمتعلق بالحلول اإلنسالية لصالح قطاع الرعاية الصحية مثال جزءا من المنح الممنوحة في إطار برنامج آفاق االتحاد األوروبي لعام تنظيم مسابقات وتحديات ومنح جوائز: أدت الحكومات دورا في تنظيم مسابقات خاصة باإلنساالت. وأعلنت اليابان تنظيم ألعاب أولمبية خاصة باإلنساالت وأجرت المملكة المتحدة في الفترة األخيرة مسابقة للسيارات بدون سائق باإلضافة إلى التحدي الذي تجريه وكالة مشاريع البحوث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع والذي يعتبر مرجعا في هذا المجال. األنظمة والمعايير: أخيرا تؤثر اللوائح التي تضعها الحكومات على هيئة معايير وأنظمة خاصة باالختبار والسالمة في نشر تكنولوجيا تطوير اإلنساالت. وإضافة إلى ما ذكر أعلنت عدة بلدان مرتفعة الدخل والصين خطط عمل خاصة بمجال اإلنساالت في السنوات الماضية )انظر الجدول 9.3(. وتعلن هذه الخطط في اإلجمال استثمارات مالية محددة لدعم البحث واالبتكار في مجال اإلنساالت بما في ذلك تحسين التعليم في هذا المجال ونقل التكنولوجيا. الجدول 9.3: المبادرات اإلنسالية الوطنية المبادرة اإلنسالية الوطنية والشراكة المتقدمة للتصنيع خارطة الطريق الفرنسية لإلنساالت مشروع اإلنساالت آفاق عام 2020 الثورة الصناعية الجديدة بقيادة اإلنساالت )"ثورة اإلنساالت"( تصنيع اإلنساالت الصناعية من الجيل الجديد خارطة الطريق الخاصة بالتكنولوجيا اإلنسالية في إطار الخطة الخمسية الثالثة عشرة ) ( اإلنساالت ونظام الملكية الفكرية الواليات المتحدة )2011( فرنسا )2014/2013( االتحاد األوروبي )2015( اليابان )2015( جمهورية كوريا )2015( الصين )2015( يتحول تركيز االبتكار في مجال اإلنساليات من األتمتة الصناعية إلى إنساالت أكثر تقدما تشمل مجاالت تكنولوجية متنوعة وجهات فاعلة وقطاعات اقتصادية. ونتيجة لذلك فإن استراتيجيات الملكية الفكرية وغيرها المتعلقة بتوليد عائدات على استثمارات االبتكار ال تزال في مراحلها األولى وعليه فإن فهمنا لها غير كامل. ومع ذلك فإن بعض النتائج األولية بشأن استراتيجيات العائدات تظهر على أساس األدبيات والبيانات واألفكار المستمدة من العاملين في الصناعة والباحثين اإلنساليين. حوافز التعاون ونقل التكنولوجيا والتمويل والحضانة: من خالل المنح أو العقود ستحتاج الحكومات غالبا إلى التعاون ونقل التكنولوجيا. فالمشروع الخاص باإلنساالت في إطار آفاق االتحاد األوروبي لعام 2020 يحفز تنفيذ مشاريع متعددة االختصاصات يتعاون فيها القطاعان العام والخاص. وإضافة إلى ذلك تهدف األنشطة الحكومية إلى تيسير تكوين التكتالت وريادة األعمال وإقامة شبكات صناعية. وتيسر الحكومات أيضا تمويل االبتكار في مجال اإلنساالت مثل صندوق Capital" "Robolution للتمويل األولي الخاص بالحكومة الفرنسية..113 ميريليس )2006( وسبرينغر )2013( وسيجوارت.)2015( 127

129 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الشكل 14.3: تتركز البراءات المتعلقة باإلنساالت في بضعة بلدان مختارة فقط حصة أسر البراءات في شتى أنحاء العالم حيث التمس مقدمو الطلبات الحماية في بلد محدد منذ عام 1995 (%) أسر families البراءات )%( Patent or %60 more أو 60% أكثر % % % % % % % % 1% أقل than منless %1 المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. زيادة دور البراءات وظيفتها القيمة والتحديات المحتملة يؤدي شكالن من أشكال حماية الملكية الفكرية دورا هاما في مساعدة الشركات على تحقيق عائدات على استثماراتها في البحث والتطوير وهما البراءات وإلى حد أقل التصاميم الصناعية التي تحمي المالمح الخارجية لإلنسالة. وكان المخترعون األصليون وهم غالبا من األكاديميين يسجلون براءات اختراعاتهم اإلنسالية الرئيسية ويؤسسون شركة لتصنيع هذا االختراع أو يحولون بفعالية الملكية الفكرية إلى شركات مصنعة قائمة. ونتيجة لذلك شهدت براءات اإلنساالت زيادة ملحوظة في أواخر الثمانينيات إذ ازدهرت أتمتة المصانع على نطاق واسع والبحوث اإلنسالية )انظر الشكل 12.3(. وبعد استقرار معدل نشاط إيداع ابراءات بين الثمانينات وعام 2000 أعطى التحول إلى إنساالت أكثر تقدما زخما جديدا لنشاط إيداع البراءات اإلنسالية استمر حتى اليوم. ويبين الشكل 14.3 أن االستئثار الفعلي بالبراءات المتعلقة باإلنساالت مركز جغرافيا. إذ تعد اليابان الجهة الرائدة بنحو 39 بالمئة من أسر اإلنساالت العالمية التي توجد معادالت لها هناك وتليها الواليات المتحدة والصين بنحو 37 بالمئة وألمانيا بنسبة 29 بالمئة ثم بلدان أوروبية رئيسية أخرى وجمهورية كوريا. وفي المقابل ال تمتلك سوى 1.4 بالمئة من أسر براءات اإلنساالت معادالت لها في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل باستثناء الصين. مازالت شركات السيارات واإللكترونيات أكبر الشركات المودعة للبراءات المتعلقة باإلنساالت )انظر الجدول 10.3( ولكن بدأت أطراف فاعلة جديدة تنشأ في بلدان وقطاعات مختلفة كالتكنولوجيات الطبية. وتزداد محافظ هذه الشركات من البراءات المتعلقة باإلنساالت حجما إذ تكو ن هذه الشركات محافظها بأنفسها أو تشتري شركات ذات مخزون من البراءات الممنوحة. الجدول 10.3: أكبر 10 مودعي براءات تخص إنساالت منذ عام 1995 اسم الشركة تويوتا سامسونغ هوندا نيسان بوش دينسو هيتاشي باناسونيك )ماستوشيتا( ياسكاوا سوني البلد اليابان جمهورية كوريا اليابان اليابان ألمانيا اليابان اليابان اليابان اليابان اليابان عدد إيداعات البراءات األولى 4,189 3,085 2,231 1,910 1,710 1,646 1,546 1,315 1,124 1,057 المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. وتجدر اإلشارة أيضا إلى المخزون الكبير والمتزايد للبراءات التي تملكها جامعات ومؤسسات البحث العامة. ويرد في الجدول 11.3 قائمة بأكبر أصحاب البراءات وتهيمن الجامعات الصينية حاليا على هذه القائمة. وفي حين يشير خبراء القطاع إلى خطوة قوية نحو "المصادر المفتوحة" في الجيل الجديد لعلماء اإلنساالت في الجامعات فإن محافظ الملكية الفكرية للجامعات تزداد حجما أيضا ما قد ييسر تسويق التكنولوجيات الجديدة على النحو المبين في األقسام السابقة ولكن قد يطرح ذلك أيضا صعوبات جديدة للجامعات ومؤسسات البحث العامة في إدارة هذه المحافظ الكبيرة واستخدامها. 128

130 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم الجدول 11.3: أكبر 10 أصحاب براءات خاصة باإلنساالت من حيث الجامعات ومؤسسات البحث العامة منذ عام 1995 أكبر 10 أصحاب براءات في العالم جامعة شنغهاي جياو تونغ األكاديمية الصينية للعلوم جامعة زيجيانغ معهد كوريا للعلوم والتكنولوجيا معهد بحوث اإللكترونيات واالتصاالت السلكية والالسلكية جامعة تسينغوا جامعة هاربين للهندسة المختبر الوطني للفضاء معهد هاربين للتكنولوجيا معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا 811 الصين أكبر 10 أصحاب براءات في العالم )باستثناء الصين( معهد كوريا للعلوم والتكنولوجيا الصين معهد بحوث اإللكترونيات واالتصاالت السلكية والالسلكية الصين المختبر الوطني للفضاء جمهورية كوريا معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا جمهورية كوريا المركز األلماني للفضاء الصين جمعية فراونهوفر لتشجيع األبحاث التطبيقية الصين جامعة كوريا اليابان جامعة هانيانغ الصين جامعة سيول الوطنية جمهورية كوريا المعهد الوطني للعلوم والتكنولوجيا الصناعية المتقدمة مالحظة: يودع المخترعون األكاديميون البراءات باسمهم أو باسم شركاتهم في بعض البلدان. وال ترد هذه المعلومات هنا. المصدر: الويبو على أساس قاعدة بيانات PATSTAT )انظر المالحظات التقنية(. 69 جمهورية كوريا جمهورية كوريا اليابان جمهورية كوريا ألمانيا ألمانيا جمهورية كوريا جمهورية كوريا جمهورية كوريا اليابان ومن الصعب أن نفهم العوامل المختلفة التي تدفع الشركات العاملة في مجال صناعة اإلنساالت إليداع براءات نظرا إلى قاعدة األدلة الحالية. وال يوجد أي استقصاء واسع النطاق بشأن شركات اإلنساالت أو أية أعمال قياس كمية أخرى توضح هذه العوامل. ويصعب كذلك تقديم رد نهائي بشأن آثار براءات اإلنساالت على االبتكار الالحق من خالل الكشف والترخيص والتعاون القائم على الملكية الفكرية. ومع ذلك فإن عددا من النتائج تتجلى من وجهات نظر خبراء الصناعة 114 من محامين وإنساليين. وعلى غرار القطاعات األخرى المعنية بأحدث التكنولوجيات وتحسبا للمكاسب التجارية الكبيرة المتوقعة من صناعة اإلنساالت تسعى شركات اإلنساالت إلى استخدام البراءات الستبعاد الغير وضمان حريتها في العمل وترخيص التكنولوجيات وتبادل التراخيص وتجنب التقاضي. وبالنسبة للشركات الصغيرة والمتخصصة في اإلنساالت بوجه خاص تعد البراءات أداة اللتماس االستثمار أو وسيلة لحماية أصول الملكية الفكرية الخاصة بها من الغير أي غالبا من الشركات األكبر حجما. ويصعب أيضا القول إن حماية البراءات تحول دون دخول السوق أو تقيد االبتكار اإلنسالي بوجه أعم من خالل فرض قيود على التكنولوجيا. وتبين األدلة المتاحة وجود حاالت تقاضي قليلة أو معدومة في مجال اإلنساالت. إذ كانت شركة واحدة هي irobot طرفا في غالبية حاالت التقاضي على الملكية الفكرية المتصلة 116 باإلنساالت على مدى السنوات العشر الماضية. ويصعب كذلك التحقق من أهمية براءات بعينها لالبتكار اإلنسالي. فلم تحدد حتى اآلن أية براءات كمعيار أساسي وال يوجد أي تجمع معروف للبراءات في مجال اإلنساالت. وثمة بعض التعاونات أو التبادالت الرسمية والمكشوفة التي تؤدي فيها الملكية الفكرية دورا محوريا. ولم يتلق إال اتفاق ترخيص رئيسي واحد في التاريخ الحديث لإلنساالت اهتماما كبيرا. 117 ومع ذلك تشهد عمليات االستحواذ على 118 الشركات التي تنطوي على تحويل الملكية الفكرية زيادة كبيرة. ومن حيث آثار نظام البراءات على االبتكار يبدو نظام االبتكار الحالي خصب نسبيا. 115 فالتعاون الذي يشمل التفاعل ببين الجامعات والصناعات متين وثمة بحوث مستفيضة لتنمية الوسطين المذكورين. ويبدو أن البراءات تساعد على تخصيص الشركات ما يكتسي أهمية لتطور نظام االبتكار اإلنسالي كايسنر وزمالؤه )2015( كايسنر وزمالؤه )2015( كان االتفاق األبرز في التاريخ الحديث هو اتفاق التنمية المشتركة وتبادل التراخيص في يوليو 2011 بين شركة آي روبوت وإن تاتش للتكنولوجيا كايسنر وزمالؤه )2015( كايسنر وزمالؤه )2015(. 129

131 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم وفيما يتعلق بالكشف تستخدم بعض شركات البراءات لمعرفة التطورات التقنية الجديدة والحصول على نظرة ثاقبة في خطط المنافسين لتحسين أو تصنيع منتجات وكذلك معرفة إذا اعتزم منافسون الحصول على حماية براءة يجب الطعن فيها. 119 وتستخدم االستشهادات بالبراءات غالبا في مجال اإلنساليات وخارجها كإشارة إلى وجود ابتكار تدريجي واالستناد إلى اختراعات سابقة. ولكن هذه االستشهادات تكون التزاما قانونيا فقط وبخاصة في إطار نظام البراءات األمريكي ما يصعب تقييم آثارها. ونتيجة لذلك فإن القيمة اإلجمالية للكشف عن البراءات في مجال اإلنساالت ال تزال غير مقدرة إلى حد بعيد. وستحل العديد من األسئلة المطروحة أعاله مع مرور الوقت. فيمكن القول إن الملكية الفكرية ال تستخدم استخداما كامال في مجال اإلنساالت المتقدمة وعليه ال تسخر إمكاناته الكاملة. ومقارنة باالبتكار اإلنسالي الصناعي المعياري السابق ينطوي نظام االبتكار اإلنسالي الحالي المزيد من الجهات الفاعلة ومجاالت تكنولوجية متنوعة وإيداعات براءات أكثر بكثير. وعليه تتجلى استراتيجيات الملكية الفكرية الهجومية والدفاعية األكثر كثافة والقائمة في 120 مجاالت تكنولوجية متطورة أخرى. والسؤال المحوري هو إذا كانت زيادة المخاطر والفرص التجارية في مختلف القطاعات ستؤدي إلى التقاضي المكلف على غرار التكنولوجيات المتقدمة والمعقدة األخرى. فثمة قضايا وإن لم تكن كثيرة حتى اآلن رفعتها كيانات غير ممارسة في هذا المجال على شركات اإنساالت. 121 وتشير التقارير الصحفية بوجه خاص إلى إمكانية حدوث ظاهرة تصيد البراءات في مجال اإلنساالت الجراحية 122 واإلنساالت الطبية على نطاق أوسع. وقد يزيد عنصران من احتمال المنازعات. أوال فإن الخبراء المستشارين في سياق إعداد هذا التقرير أبدوا شواغلهم إزاء المطالبات الواسعة جدا في حالة براءات اإلنساالت وبخاصة فيما يتعلق بالبراءات األقدم. وثانيا فإن األهلية للحصول على براءة الختراعات متعلقة بالحاسوب وجدة هذه االختراعات موضع نقاش في بعض البلدان. وينطبق ذلك بخاصة على الواليات المتحدة حيث عزز قرار المحكمة العليا المؤخر في قضية Alice Corp ضد CLS Bank نهجا تقييدا بشأن أهلية البرمجيات في الحصول على براءات. 123 ونظرا إلى المكون البرمجي الكبير والمتنامي لالبتكار اإلنسالي فقد تؤدي الشواغل إزاء أهلية حصول البرمجيات على براءة إلى صعوبات من حيث البراءات الحالية والمقبلة للبراءات. منصات اإلنساالت وتعايش الملكية الفكرية والمصدر المفتوح كما هو موضح في القسم تزداد منصات اإلنساالت المستخدمة في الجامعات واألعمال التجارية أهمية في االبتكار اإلنسالي. وهذه المنصات مفتوحة المصدر على نحو متزايد وتعتمد غالبا على برمجيات مفتوحة المصدر مثل نظام تشغيل اإلنسالة. وتدعو هذه المنصات اإلنسالية المفتوحة المصدر األطراف إلى استخدام و/أو تحسين المحتوى القائم دون التفاوض الرسمي على حقوق الملكية الفكرية أو تسجيلها. وإنما توزع البرمجيات أو التصاميم بموجب رخصة المشاع اإلبداعي أو رخصة جنو العمومية وهي رخصة برمجية مجانية. ويتيح ذلك وضع نماذج سريعة وتجارب مرنة انظر قضية Siemens AG مع.Roy-G Biv وانظر أيضا شركة هوك لألنظمة التكنولوجية التي رفعت قضية على شركة فانوك لإلنساليات وقضية شركة سونيك ضد شركة آي روبوت..122 سباراباني.)2015( 123. ثايير وباتاشاريا ) 2014 أ 2014 ب( كايسنر وزمالؤه )2015( كايسنر وزمالؤه )2015(. 130

132 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم والفكرة بسيطة. تميز الجهات الفاعلة بين مستويين من مستويات االبتكار. فمن جهة يوجد التطوير التعاوني للبرمجيات والمنصات اإلنسالية واالبتكار اإلنسالي. وقد يكون هذا االبتكار ملحوظا ولكنه سابق لمرحلة التنافس إذ إن مجاالت االستخدام بسيطة إلى حد ما وال تؤدي إلى التمييز بين المنتجات. وعليه تعتمد الجهات الفاعلة نهوجا تعاونية مفتوحة المصدر للحصول على منصات إنسالية مشتركة إذ يمكنها ذلك من تقاسم االستثمار المقدم الملحوظ وتفادي ازدواجية الجهود وتحسين النهوج القائمة. أما من جهة أخرى فتستثمر الشركات االبتكارية في جهودها الخاصة للبحث والتطوير وتسعى إلى حماية اختراعاتهم بشدة عندما يتعلق األمر بعناصر االبتكار اإلنسالي التي تميز المنتجات النهائية. ويؤدي هذا التطبيق التعاوني والتنافسي الموازي إلى تعايش نهوج التنافس والمصدر المفتوح في معالجة الملكية الفكرية. وتدعم منظمات ومشاريع مختلفة وغير ربحية تطوير وتوزيع واعتماد برمجيات مفتوحة المصدر لالستخدام في البحوث اإلنسالية وتطوير التعليم والمنتجات. وتعد منصة icub مثال منصة إنسالية معرفية مفتوحة المصدر يمولها االتحاد األوروبي واعتمدها عدد ملحوظ من المختبرات. أما Poppy فهي منصة مفتوحة المصدر استحدثتها منظمة "مخترعون من أجل العالم الرقمي" في مدينة بوردو INRIA( )Bordeaux الختراع واستخدام وتبادل إنساالت مطبوعة وثالثية األبعاد وتفاعلية. وتشمل أمثلة أخرى مشروع Dronecode وتحدي تطبيقات الفضاء الدولي لوكالة ناسا. وينطوي بعض ذلك على تحول متزايد نحو إشراك المستخدمين النهائيين أو العلماء الهواة في التفاعل مع تطبيقات اإلنسالية القائمة وتحسينها. وو ضعت العديد من المنصات المنخفضة التكلفة والموجهة نحو المستخدم والمستحدثة الستخدام في المنزل أو الصفوف الدراسية مثل TurtleBot وMindstorms LEGO على أساس منصات مفتوحة المصدر. ونهج المنصة المفتوحة المصدر هذا ال يقتصر على البرمجيات وإنما يشمل أيضا المخططات والرسومات الفنية ومنها التصاميم. وتهدف المنصة اإلنسالية المفتوحة مثال إلى إتاحة التصاميم العتادية لإلنساالت لمجتمع اإلنساالت بموجب ترخيص مفتوح العتاد وتتبادل أوجه التقدم في صفوف المجتمع المذكور. وبوجه عام سيكون من المثير لالهتمام مشاهدة مدى نجاح نظام االبتكار اإلنسالي في الحفاظ على مزيجها السلس من النهوج المحددة الملكية فيما يخص جوانب الملكية الفكرية التي تنطوي على مخاطر تجارية أعلى فضال عن النهوج غير المحددة الملكية الرامية إلى ترويج جوانب أعمل من العلوم المعنية من خالل مسابقات وكذلك التعاون بين اإلنساليين الشباب والهواة المهتمين بتطبيقات مفتوحة المصدر. حماية االبتكارات اإلنسالية من خالل التعقيد التكنولوجي والسرية التكنولوجية لعل التعقيد التكنولوجي والسرية التكنولوجية لألنظمة اإلنسالية أكثر أهمية من البراءات إذ ت ستخدم غالبا كأداة رئيسية لتوليد عائدات على االبتكار. وينطبق ذلك على العناصر الميكانيكية والعتادية المعيارية. وإن شركات اإلنساالت التي تصنع عددا محدودا من اإلنساالت المكلفة للغاية والمستخدمة في تطبيقات تشمل التطبيقات ال تخشى عادة أن يحصل المنافسون على هذه اإلنساالت لعكسها هندسيا. ويصعب كذلك عكس الخوارزميات وغيرها من الميزات 124 اإلنسالية المتقدمة هندسيا. وثمة أسباب تاريخية أيضا الختيار شركات اإلنساالت االحتفاظ بمعلومات بوصفها أسرارا تجارية. 125 وفي الثمانينيات حققت اإلنساالت العديد من التطورات الهامة وأودعت شركات عددا كبيرا من البراءات )الشكل 12.3(. ولكن لم تسوق سوى بعض هذه االختراعات سريعا. ونتيجة لذلك أنفقت الشركات مبالغ كبيرة للحصول على براءات انتهت صالحيتها قبل تسويق منتجاتها. وتبي ن من هذه التجربة أنه يمكن للبراءات أن تكون مكلفة وأال تؤدي إلى أي مكافأة وبخاصة بالنسبة إلى االبتكارات التي ح ققت قبل إمكانية استخدامها في منتج جاهز للتسويق بعشرات السنين. وتكتسي حماية األسرار التجارية أهمية أيضا عندما يكون حراك الموظفين عاليا. وكانت هناك بعض الحاالت حيث ادعت شركات اإلنساالت انتهاك أسرار تجارية وبخاصة في الحاالت التي وافق فيها 126 موظف على العمل لدى شركة منافسة. وأخيرا يمكن لألسئلة المؤخرة بشأن أهلية البرمجيات للحصول على براءات في الواليات المتحدة وغيرها أن تؤدي إلى زيادة الحوافز لحماية االختراعات في هذا المجال عبر السرية عوضا عن البراءات ماكغورك وماندي )2014( كايسنر وزمالؤه )2015( مثاالن من عام 2013 هما ISR Group ضد Manhattan Blue Belt ضد Mako وSurgical Partners.Technologies وانظر كايسنر وزمالءه )2013(. 131

133 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم دور األول في السوق والسمعة والعالمات التجارية القوية اكتست األولوية في السوق وقوة خدمة ما بعد البيع والسمعة والعالمة التجارية أهمية حاسمة في االبتكارات اإلنسالية الماضية وال تزال هذه العوامل هامة اليوم نظرا إلى أن الصناعات تبتعد عن المصانع وتتجه نحو تطبيقات تتميز باتصال مباشر مع المستهلكين. وفي حالة األتمتة الصناعية كان طلب شركات صناعة السيارات على مشغلين قليلين وموثوق بقدرتهم على تصنيع عدد كبير من اإلنساالت الموثوق بها وصيانتها على نحو مالئم. وهيمنت شركة يونيميشون في بداية األمر على توريد اإلنساالت الصناعية ثم سادت شركات كبيرة مثل شركة فانوك. وفي حين أن المشهد أكثر تنوعا اليوم فال تزال األولوية في السوق والتمتع بسمعة وعالمة تجارية قوية تكتسي أهمية حاسمة. وستعتمد جهات فاعلة مثل المستشفيات والمؤسسات التعليمية والجيش على شركات صناعة إنساالت متقدمة وعالمات تجارية موثوق بها. وفي مجال صانعي اإلنساالت الطبية توجد أمثلة من إنسالة DaVinci الجراحية وإنساالت CorPath لجراحة األوعية الدموية ونظام Accuray Cyberknife للجراحة اإلشعاعية. وحتى في المجاالت المتعلقة بتطبيقات حربية أو تطبيقات مشابهة فإن العالمات التجارية هامة وفقا لما تبين من استخدام عالمات تجارية مثل BigDog التابعة لشركة بوسطن ديناميكس. ولكن العالمات التجارية القوية هامة أيضا عندما تباع اإلنساالت مباشرة إلى المستخدمين النهائيين إذ تعتمد "مكنسة رومبا الكهربائية" بشدة على قيمة عالمتها التجارية. وتسجل غالبية شركات اإلنساالت أسماءها وأسماء إنساالتها كأسماء تجارية وأدى ذلك إلى زيادة عدد العالمات التجارية التي تتضمن مصطلح "إنسالة". 127 وإضافة إلى ذلك ي ستخدم المظهر التجاري وهو أحد أشكال الملكية الفكرية لتحديد المصدر في حماية المظهر اإلجمالي لإلنسالة. وفضال عن ذلك ي حمى الكود المصدري والبرمجية اللذان يشغالن اإلنسالة بموجب حق المؤلف. وإن المثال النموذجي اللتماس شركات اإلنساالت الحماية بموجب حق المؤلف يتعلق بكود برمجي ي عتقد أنه فريد وأصلي. ومن حيث الممارسة تستخدم شركات اإلنساالت عادة إنفاذ حق المؤلف لمنع الغير من نسخ كودها الحاسوبي أو النفاذ إليه. 128 وبغض النظر عن الخالفات بين الشركات وعلى الرغم من أن التشريعات الوطنية تنص غالبا على استثناءات للهندسة العكسية فقد است خدمت تشريعات حق المؤلف أيضا 129 عندما يفك عالم هاو شفرة كود برمجية ويغيره. ماذا يحدث لالختراعات أو المصنفات اإلبداعية التي تنتجها إنساالت في المستقبل يرجح أن تجد اإلنساالت المبرمجة ألداء مهمة حلوال جديدة لمشكالت وعليه أن تنتج منتجات أو نواتج مادية أو غير مادية يمكنها نظريا أن تعد ملكية فكرية مثل االختراعات أو المصنفات اإلبداعية أو العالمات التجارية الجديدة. ويمكن لهذا العنصر من االبتكار اإلنسالي أن يثير أسئلة هامة بشأن بنية وحدود نظام الملكية الفكرية الحالي. هل تعد األجسام أو شفرات البرمجيات أو غيرها من األصول التي تنتجها إنساالت إنتاجا مستقلة مؤهلة للحصول على حماية بموجب حق المؤلف أو براءة إذا كان الرد باإليجاب فكيف يحقق ذلك ومن يمتلك حقوق الملكية الفكرية هذه ومن هو المنتج أهو مستخدم اإلنسالة أم اإلنسالة نفسها 130 وتنظر بعض البلدان مثل اليابان وجمهورية كوريا في توسيع نطاق الحقوق لتشمل اآلالت. وإن التقييم القانوني الكامل لهذه المسألة المتعلقة بتصنيع اإلنساالت المستقلة يتجاوز نطاق هذا التقرير وال شك في أن مسألة صاحب حقوق الملكية الفكرية المتصلة باختراعات أنتجتها إنساالت ستكون موضع نقاش كبير في المستقبل. حق المؤلف تكتسي حماية حق المؤلف أهمية أيضا في مجال اإلنساالت فيما يخص العديد من الجوانب. وخالفا لآلالت التقليدية يمكن لإلنسالة أن تتمتع بطابع مميز وشخصية مميزة ويمكن حماية هذه السمات من خالل حق المؤلف و/أو العالمات التجارية و/أو التصاميم الصناعية. وعلى سبيل المثال قد يكون تصميم معين إلنسالة أو مكون مؤهال للحصول على حماية حق المؤلف بينما يمكن حماية الموسيقى التي تستخدمها اإلنسالة بموجب حق المؤلف كايسنر وزمالؤه )2015( في حالة كلب سوني اآللي آيبو فك مستخدمون الكود األصلي للبرمجية وأدخلوا تغييرات عليه ووزعوا البرمجية الجديدة على مستهلكين آخرين ما مكن هؤالء المستهلكين من "تعليم" الكلب جملة مهارات منها الرقص والتحدث. انظر موليغان وبيرزانوفسكي )2007(..130 ليرو.)2012( 127. كايسنر وزمالؤه )2015(. 132

134 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم 4.3 االستنتاجات توفر الدراسات اإلفرادية للطباعة الثالثية األبعاد والنانوتكنولوجيا واإلنساليات آراء متنوعة لطبيعة ومنظومة ثالثة ابتكارات راهنة تنطوي على إمكانات االزدهار. وكما ذكر في الفصل 2 يتعلق عدد كبير من التوقعات بالتكنولوجيات المتوفرة تفاديا الستخالص استنتاجات عامة. وتجدر اإلشارة كذلك إلى النقاط المشتركة وأوجه االختالف بين الحاالت الثالث وهو الهدف المنشود من هذا القسم األخير. فهو يتبع بنية الدراسات اإلفرادية مركزا في البداية على اإلسهام في نمو االبتكارات ثم على منظومة كل منها وأخيرا على دور الملكية الفكرية. اإلسهام في النمو خلفت االبتكارات الثالثة التي تناولها هذا الفصل أثرا في النشاط االقتصادي. فبدأت اإلنساالت الصناعية تؤتمت بعض أنشطة التصنيع منذ فترة طويلة وتندرج تطبيقات النانوتكنولوجيا في عدد كبير من األجهزة اإللكترونية. فما حجم القدرات الكامنة لهذين االبتكارين التكنولوجيين باإلضافة إلى الطباعة الثالثية األبعاد من أجل تحقيق النمو في المستقبل قد يبدو أن نطاق هذه االبتكارات في تحسين اإلنتاجية في مجال التصنيع واسع. إال أن اإلسهام في النمو االقتصادي النهائي قد يبدو ضئيال نظرا إلى حجم قطاع التصنيع الصغير نسبيا في معظم االقتصادات )انظر القسم 1.1(. ويمكن أن يحقق نمو إضافي نابع من المنتجات الجديدة الناتجة عن هذه االبتكارات والتي يمكن تطبيقها في شتى مجاالت االقتصاد ال سيما في قطاع الخدمات. وفضال عن ذلك واستنادا إلى ما توصلت إليه الدراسات اإلفرادية قد يسرع استخدام الطابعات الثالثية األبعاد واإلنساالت الذكية إعادة تنظيم سلسلة اإلمداد ويحتمل أن تتحقق مكاسب من حيث الفعالية. ويستخلص من التجارب السابقة أن مختلف أنواع االبتكار التكميلي ونماذج األعمال الجديدة وتطوير المهارات الجديدة ستكون الزمة لتحقيق إمكانات النمو الكامنة. وإضافة إلى ذلك يعتمد نشر هذه االبتكارات من بين جملة محددات على الديناميات التنافسية والحصول على التمويل ووضع المعايير واألنظمة التقنية. ووفق ما ذكر في القسم 5.1 يساور بعض الخبراء االقتصاديين قلق إزاء عدم توليد تكنولوجيات العصر الحاضر طلبا كبيرا على توظيف استثمارات جديدة مما يتسبب على األرجح بتدني معدل الفائدة السائد في عدد كبير من االقتصادات المتقدمة. وأ عرب عن شواغل عموما تتعلق بتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ويصعب تقييم سبل معالجة الطباعة الثالثية األبعاد والنانوتكنولوجيا واإلنساليات لتلك المشكلة. 131 وقد يقال إن هذه التكنولوجيات الثالث ال تتطلب بنى أساسية استثمارية ترتكز بصورة كبيرة على رأس المال بالمقارنة مع التكنولوجيات ذات األغراض العامة مثل سكك الحديد أو السيارات أو الكهرباء أو االتصاالت. ولكن سيعتمد الكثير على شكل وقدرات ونطاق استخدام االبتكارات. وإن التكنولوجيات القوية الجديدة التي تطبق على نطاق واسع في شتى مجاالت االقتصاد قد يترتب عليها طلب كبير على االستثمار بما في ذلك الطلب على رأس المال غير المادي. وتسود شكوك جم ة حول سبل انتشار التكنولوجيات الثالث في االقتصادات النامية. وطالما أن التكنولوجيات من قبيل الطباعة الثالثية األبعاد واإلنساالت تتيح تحقيق وفورات من خالل تخفيض تكلفة القوة العاملة فقد تتراجع حوافز اعتمادها في االقتصادات التي تتمتع بقوة عاملة منخفضة التكاليف نسبيا. إال أن هذا النوع من الحوافز يختلف باختالف الصناعات والبلدان ويعتمد على ما ستؤول إليه التكنولوجيات الجديدة المرتكزة بصورة كبيرة على رأس المال. وفضال عن ذلك يرتقب أن تلبي بعض تطبيقات االبتكارات الثالثة احتياجات خاصة في االقتصادات النامية. فقد تكون للطابعات الثالثية األبعاد مثال استخدامات خاصة في المناطق النائية المفصولة عن قنوات التوزيع التقليدية. وتنطوي النانوتكنولوجيا كذلك على إمكانية تحسين سالمة األغذية واألمن البيولوجي واالستدامة البيئية. وإذا حققت هذه اإلمكانية فيستشف من التجارب السابقة أنها ستكتسي أهمية بالنسبة إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من أجل تطوير الطاقة االستيعابية بغية انتهاز أي فرصة تكنولوجية قد تنشأ عن ذلك انظر بالدوين وتولينغز )2015(. 133

135 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم منظومات االبتكار تجمع المنظومات التي تزدهر فيها االبتكارات الثالثة بصورة مثيرة لالهتمام أوجه تشابه عديدة مع المنظومات التاريخية المعروضة في الفصل 2. وكان التمويل الحكومي أساسيا في دفع حدود المعارف العلمية قدما وتمهيد الطريق للشركات كي تبحث الفرص التجارية. كما اضطلعت الحكومات بدور هام في نقل التكنولوجيا الواعدة من مختبر البحوث إلى السوق خصوصا من خالل إيجاد الطلب في السوق. إال أن هذا الدور يبدو أكثر أهمية بالنسبة إلى اإلنساالت مقارنة بالطباعة الثالثية األبعاد والنانوتكنولوجيا ما يؤثر على نحو كبير في استخدام اإلنساالت ألغراض الدفاع الوطني. وكانت قوى السوق التنافسية بدورها أساسية في توفير الحوافز من أجل البحث والتطوير في القطاع الخاص وتكييف التكنولوجيات الجديدة مع اإلنتاج الضخم وتطوير منتجات تلبي احتياجات مختلف المستهلكين. وباإلضافة إلى ذلك وعلى غرار الحاالت المعروفة شهدت منظومة االبتكارات الراهنة تخصصا متزايدا مع مرور الوقت ويعزى ذلك جزئيا إلى مواجهة التحديات التكنولوجية التي تزداد تعقيدا من جهة وإلى التركيز على تطبيقات محددة من التكنولوجيا من جهة أخرى. لكن ثمة أيضا أوجه اختالف هامة. فبداية يبدو أن النظام العلمي والروابط الرسمية بين المؤسسات العلمية والشركات أكثر أهمية اليوم مما كانا عليه في الماضي. فحصة الجامعات من البراءات مثال تتراوح بين 15 و 40 بالمئة بين التكنولوجيات الثالث التي يتناولها هذا الفصل. وقد يبرز ذلك جزئيا الجهود المبذولة على مستوى السياسات من أجل تسخير نتائج البحوث العلمية لغرض التطوير التجاري. غير أن هذه الجهود المبذولة في إطار السياسات تقر بالدور الحاسم الذي يضطلع به البحث قبل التنفيذ في إتاحة التقدم التكنولوجي ما بعد التنفيذ. وفضال عن ذلك في حين يركز الجزء األكبر من البحث والتطوير في القطاع الخاص على عدد ضئيل نسبيا من االقتصادات فقد اتسعت رقعة االقتصادات المبتكرة في العقد الماضي لتشمل اقتصادات شرق آسيوية عديدة. ونظرا إلى حجم االقتصاد يجدر التنويه بصورة خاصة ببروز الصين مؤخرا كمصدر استثمار هام في مجال البحث والتطوير. وتشير الدراسات اإلفرادية الثالث المعروضة في هذا الفصل أن الهيئات الصينية تنشط في االبتكار في مجال الطباعة الثالثية األبعاد والنانوتكنولوجيا واإلنساالت. ومن المثير لالهتمام أن البيانات بشأن إيداعات البراءات تشير إلى أن عالم االبتكار في الصين يختلف بصورة كبيرة عن االقتصادات المركزة على البحث والتطوير: إذ تستحوذ الجامعات ومؤسسات البحث العامة على حصة أكبر من البراءات في الصين مقارنة بنظيراتها من االقتصادات األخرى إذ تبلغ 80 بالمئة في مجال النانوتكنولوجيا كحد أقصى. وقد يعني ذلك قدرة محدودة على إجراء البحث والتطوير في الشركات الصينية أكثر من غيرها مما ينطوي على معدل أدنى من التسويق للتكنولوجيا. وفي الوقت عينه واستنادا إلى ما التجارب السابقة فمن شأن قاعدة علمية متينة أن تعزز على المدى البعيد بروز شركات وصناعات جديدة عندما تحقق إنجازات. دور الملكية الفكرية نظرا إلى دور نظم الملكية الفكرية يبدو مجددا أن هناك نقاط مشتركة وأوجه اختالف مع الحاالت السابقة المبينة في الفصل 2. فأوال اعتمد المبتكرون في مجال الطباعة الثالثية األبعاد والنانوتكنولوجيا واإلنساالت كسابقيهم اعتمادا كبيرا على نظام البراءات لحماية نتاج أنشطتهم البحثية. وفي حين يتعين مراعاة غياب أي أدلة مضادة حقيقية تفيد الدراسات اإلفرادية الثالث بأن نظام البراءات أدى دورا مفيدا في تحقيق عائدات على استثمارات البحث والتطوير ما عزز االبتكار الالحق من خالل الكشف التكنولوجي وتيسير التخصص. ومراعاة للعدد الكبير إليداعات البراءات وللشواغل التي أعرب عنها بعض المراقبين بشأن تكدس البراءات يبدو أن عدد النزاعات المحيطة بحقوق الملكية الفكرية منخفض نسبيا. وفي حالة الطباعة الثالثية األبعاد واإلنساالت ازدهرت المجتمعات المفتوحة المصدر إلى جانب نهوج محددة الملكية فيما يتعلق بإدارة المعارف. وبصورة عامة يبدو أن نظام الملكية الفكرية الءم ودعم آليات مختلفة لتبادل المعرفة. وفي الوقت عينه وعلى غرار نوادي المخترعين األوائل في حالة الطائرات يبدو أن المعايير االجتماعية هامة في تنظيم تبادل المعارف في مختلف مجتمعات االبتكار اليوم. 134

136 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم ولكن من األهمية بمكان مراعاة أن العديد من التكنولوجيات التي تناولها هذا الفصل ما زالت في مرحلة مبكرة نسبيا من التطوير ولم يشهد بعضها أي تسويق بعد. وما إن ترتفع مخاطر التسويق تظهر التجارب السابقة أن نزاعات أكبر قد تنشأ فيما يتعلق بالملكية الفكرية. ويتمتع واضعو السياسات بالحكمة الالزمة لضمان التوازن المستمر في نظام الملكية الفكرية الذي يحفز توليد المعارف دون فرض قيود عل االبتكارات الالحقة على نحو غير مالئم. وكما بينت الحاالت السابقة فقد تواجه المحاكم في مرحلة ما تساؤالت بعيدة المدى بشأن قابلية منح براءات عن التكنولوجيات الناشئة حديثا. فهذه األسئلة ط رحت مثال فيما يتعلق بقابلية منح براءات عن منتجات النانوتكنولوجيا تعد من نواتج الطبيعة أو قابلية منح براءات عن برمجيات خاصة باإلنساالت. ويتعلق قاسم مشترك آخر مع الحاالت السابقة بحال البراءات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. فرغم أن العالقات التجارية الدولية وثيقة أكثر مما كانت عليه قبل قرن سعى المبتكرون بشكل كبير في هذه الحاالت الثالث إلى حماية البراءات في البلدان المرتفعة الدخل حيث يحقق القدر األكبر من االبتكار في مجال الطباعة الثالثية األبعاد والنانوتكنولوجيا واإلنساالت. ولم يتمتع سوى جزء صغير من طلبات البراءات األولى في مجاالت التكنولوجيا المعنية بمقابل في االقتصادات المنخفضة والمتوسطة الدخل. وبالقيمة االسمية يعني توزيع البراءات هذا أيضا أن نشر التكنولوجيا سيحدد أساسا باالستناد إلى درجة الطاقة االستيعابية لالقتصادات المتلقية. وأخيرا سلطت الدراسات اإلفرادية الثالث الضوء على اعتبارات جديدة عدة من شأنها رسم مالمح السياسة المتعلقة ببراءات االختراع في المستقبل. وتضم هذه االعتبارات ما يلي: بات حق المؤلف يتعلق بصورة متزايدة باالبتكار التكنولوجي. وتزامن ذلك مع إدراج البرمجيات في مجال المواضيع القابلة للحماية بموجب حق المؤلف. وبما أن البرمجيات أصبحت جزءا من عدد كبير من التكنولوجيات الجديدة ومنها الطابعات الثالثية األبعاد واإلنساالت فقد اتسع أيضا نطاق دور حق المؤلف. وباإلضافة إلى ذلك بوسع هذه الحقوق أن توفر الحماية لكل أنواع التعبير الرقمي بما يشمل تصاميم األجسام الثالثية األبعاد وتصميم رقاقات الحواسيب. 132 وليس واضحا بعد إذا كان هذا التوجه يعني االنتقال إلى استخدام أشكال مختلفة من الملكية الفكرية أو إذا كان يطرح تحديات جذرية على مستوى السياسات. ينطوي نشوء الطباعة الثالثية األبعاد المنخفضة الكلفة على إمكانية إتاحة إعادة إنتاج أي كيان قد يحمى بموجب تصميم صناعي أو حقوق ملكية فكرية أخرى. فهل سيزيد هذا التطور من صعوبة إنفاذ تلك الحقوق كما كان الحال مع الثورة الرقمية فيما يخص حماية حق المؤلف الشامل للكتب والموسيقى واألفالم وغيرها من المصنفات اإلبداعية قد يبدو سيناريو مماثل مستبعدا حتى اآلن وثمة أوجه اختالف كبيرة بين الطباعة الثالثية األبعاد ونسخ المحتويات الرقمية. غير أن الخبرة في مجال صناعة المحتوى الصناعي وفق ما يرد في القسم تنطوي على خالصات قيمة بشأن سبل إدارة سيناريو مماثل على أفضل وجه. لطالما كانت األسرار التجارية شكال هاما من أشكال حماية الملكية الفكرية ولو كانت غير واضحة وضوحا كبيرا. وتوفر الدراسات اإلفرادية الثالث أدلة مبدئية ولكن ثمة دواع تدفع الفتراض أن سياسة السرية التجارية أصبحت ذات أهمية أكبر. ويعزى ذلك أساسا إلى الحراك المتزايد للعاملين في مجال المعارف. 133 ورغم سهولة توافر المعارف المقننة يبقى الناس على حذر من استخدام هذه المعارف استخداما فعليا. غير أن تنظيم سبل انتشار المعارف بين الناس يحدد مالمح نتائج االبتكار ونشر التكنولوجيا انظر القسم الذي يتناول حق المؤلف في حماية تصميم الرقاقات فيما يتعلق باألدلة المرتكزة على المخترعين المدرجين في مستندات البراءات انظر ميغيليز وفينك )2013(. 135

137 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم المراجع Baldwin, R., & Teulings, C. (2015). Introduction. In C. Teulings & R. Baldwin (Eds.), Secular Stagnation: Facts, Causes, and Cures. London: CEPR. Banwatt, P. (2013, July 14). 3D Printing Law: Trademarks -- Why FDM isn t for everybody. Bawa, R. (2004). Nanotechnology Patenting in the US. Nanotechnology Law and Business, 1(1), Bawa, R. (2007). Nanotechnology Patent Proliferation and the Crisis at the U.S. Patent Office. Albany Law Journal of Science and Technology, 17(3), Bechthold, L., Fischer, V., Hainzlmaier, A., Hugenroth, D., Ivanova, L., Kroth, K., et al. (2015). 3D Printing: A Qualitative Assessment of Applications, Recent Trends and the Technology s Future Potential. Bechtold, S. (2015). 3D Printing and the Intellectual Property System. WIPO Economic Research Working Paper No. 28. Bleeker, R. A., Troilo, L. M., & Ciminello, D. P. (2004). Patenting Nanotechnology. Materials Today, 7(2), Bonaccorso, F., Colombo, L., Yu, G., Stoller, M., Tozzini, V., Ferrari, A. C., et al. (2015). Graphene, related twodimensional crystals, and hybrid systems for energy conversion and storage. Science, 347(6217). Brynjolfsson, E., & McAfee, A. (2014). The Second Machine Age: Work Progress, and Prosperity in a Time of Brilliant Technologies. New York: W. Norton & Company. Campbell, I., Bourell, D., & Gibson, I. (2012). Additive Manufacturing: Rapid Prototyping Comes of Age, Rapid Prototyping Journal (Vol. 18, pp ). Chen, C., Roco, M. C., Son, J., Jiang, S., Larson, C. A., & Gao, Q. (2013). Global Nanotechnology Development from 1991 to 2012: Patents, Scientific Publications, and Effect of NSF Funding. Journal of Nanoparticle Research, 15(9), Clinic Staff. (2013, January 25). Crowdsourcing Prior Art for 3D Printing. edu/cyberlawclinic/2013/01/25/ crowdsourcing-prior-art-for-3d-printing/ De Volder, M. F. L., Tawfick, S. H., Baughman, R. H., & Hart, A. J. (2013). Carbon Nanotubes: Present and Future Commercial Applications. Science, 339(6119), Desai, D. R., & Magliocca, G. N. (2014). Patents, Meet Napster: 3D Printing and the Digitization of Things, Georgetown Law Journal (Vol. 102, pp ). eurobotics (2014). Strategic research agenda for robotics in Europe Retrieved August 10, 2015, from SRA2020_SPARC.pdf Expertenkommission Forschung und Innovation. (2015). Gutachten zu Forschung, Innovation und technologischer Leistungsfähigkeit Deutschlands Unpublished manuscript. Fernández-Ribas, A. (2010). International Patent Strategies of Small and Large Firms: An Empirical Study of Nanotechnology. Review of Policy Research, 27(4), Freeman, C. (2013, July 14). Why did RepRap pick FDM and not other 3D printing tecnique? post/ /why-did-reprap-pickfdm-and-not-another-3d-printing/ Frey, C. B., & Osborne, M. A. (2013). The future of employment: How susceptible are jobs to computerisation? Oxford: Oxford University. Ganguli, P., & Jabade, S. (2012). Nanotechnology Intellectual Property Rights: Research, Design, and Commercialization. Boca Raton: CRC Press. Genet, C., Errabi, K., & Gauthier, C. (2012). Which Model of Technology Transfer for Nanotechnology? A Comparison with Biotech and Microelectronics. Technovation, 32(3-4), Ghilassene, F. (2014). L impression 3D: Impacts Economique et Enjeux Juridiques: Institut National de la Propriété Industrielle. Green, T. (2013). Rising Power and Influence of Robotics Clusters. Robotics Business Review, February 22, Hemel, D. J., & Ouellette, L. L. (2013). Beyond the Patents-Prize Debate. Texas Law Review, 92, Huang, C., & Wu, Y. (2012). State-led Technological Development: A Case of China s Nanotechnology Development. World Development, 40(5), Innovative Manufacturing CRC (2015). New Industry-led centre to help transform Australian manufacturing [Press Release]. Retrieved from release---imcrc-funding-announcement- 26-may-2015.html. IFR. Service Robots. Retrieved August 3, 2015, from International Federation of Robotics: IFR. (2012). History of Industrial Robots: From the first installation until today. Frankfurt am Main: International Federation of Robotics. IFR. (2014a). World Robotics 2014 Industrial Robots. Frankfurt am Main: International Federation of Robotics. IFR. (2014b). World Robotics 2014 Service Robots. Frankfurt am Main: International Federation of Robotics. Jones, R., Haufe, P., Sells, E., Iravani, P., Olliver, V., Palmer, C., et al. (2011). RepRap: the Replicating Rapid Prototyper, Robotica (Vol. 29, pp ). Jong, J. P. J., & Bruijn, E. d. (2013). Innovation Lessons from 3-D Printing, MIT Sloan Management Review (Vol. 54, pp ). Keisner, A. C. (2013). Keeping Things Confidential: Robotics Trade Secrets 1.0. Robotics Business Review, October 21,

138 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم Keisner, A. C., Raffo, J., & Wunsch- Vincent, S. (2015). Breakthough technologies robotics, innovation and intellectual property. WIPO Economic Research Working Paper No. 30. King, D. L., Babasola, A., Rozario, J., & Pearce, J. M. (2014). Mobile Open- Source Solar-Powered 3-D Printers for Distributed Manufacturing in Off-Grid Communities. Challenges in Sustainability, 2, Kreiger, M., & Pearce, J. M. (2013). Enrivonmental Life Cycle Analysis of Distributed Three-Dimensional Printing and Conventional Manufacturing of Polymer Products, ACS Substaniable Chemistry & Engineering (Vol. 1, pp ). Kumaresan, N., & Miyazaki, K. (1999). An integrated network approach to systems of innovation the case of robotics in Japan. Research Policy, 28(6), Langnau, L. (2014, Oct. 6). Will We 3D-Print Electric Motors? Make Parts Fast: A Design World Resource. Lemley, M. A. (2005). Patenting Nanotechnology. Stanford Law Review, 58(2), Lemley, M. A. (2014). IP in a World Without Scarcity.Unpublished manuscript. Leroux, C. (2012). EU Robotics Coordination Action: A green paper on legal issues in robotics. Paper presented at the International Workshop on Autonomics and Legal Implications. Lipson, H. (2005, May). Homemade: The Future of Functional Rapid Prototyping. IEEE Spectrum, Lipson, H., & Kurman, M. (2013). Fabricated: The New World of 3D Printing. Indianapolis: Wiley. Lux Research Inc. (2007). The Nanotech Report (5 th ed. Vol. 1-3). Lux Research Inc. (2014). Nanotechnology Update: Corporations Up Their Spending as Revenues for Nano-Enabled Products Increase. Malone, E., & Lipson, H. (2006, August). Fab@Home: The Personal Desktop Fabricator Kit. Paper presented at the 17 th Solid Freeform Fabrication Symposium, Austin, Texas. McGurk, M. R., & Mandy, J. (2014). Building a Strong Robotics IP Portfolio. Retrieved December 2014: com/resources/articles/articlesdetail. aspx?news=89c6e508-ddb1-46f4-895daa4521c64811 McKinsey Global Institute. (2013). Disruptive Technologies: Advances that will Transform Life, Business, and the Global Economy. Mendis, D., Secchi, D., & Reeves, P. (2015). A Legal and Empirical Study into the Intellectual Property Implications for 3D Printing: Executive Summary. Research Commissioned by the Intellectual Property Office No. 2015/41. Metra Martech. (2011). Positive Impact of Industrial Robots on Employment. London: Metra Martech Limited. Miguelez, E., & Fink, C. (2013). Measuring the International Mobility of Inventors: a New Dataset. WIPO Economic Research Working Paper Series No. 8. Miller, B., & Atkinson, R. D. (2013). Are Robots Taking Our Jobs, or Making Them? Washington, D.C.: The Information Technology and Innovation Foundation. Mireles, M. S. (2006). States as Innovation System Laboratories: California, Patents, and Stem Cell Technology. Cardozo Law Review, 1133(374). Mokyr, J. (2014). Secular Stagnation? Not in Your Life. In C. Teulings & R. Baldwin (Eds.), Secular Stagnation: Facts, Causes and Cures. London: CEPR Press. Monthioux, M., & Kuznetsov, V. L. (2006). Who Should Be Given the Credit for the Discovery of Carbon Nanotubes? Carbon, 44(9), Mulligan, D. K., & Perzanowski, A. K. (2007 ). The Magnificence of the Disaster: Reconstructing the Sony BMG Rootkit Incident. Berkeley Technology Law Journal, 22(1157), 151. Muzumdar, M. (2014, July 14). Shapeways in 2014: A year in 3D printing and what s next for www. shapeways.com/blog/archives/ shapeways-in-2014-a-year-in-3d-printingand-whats-next-for-2015.html Nadan, C. H. (2002). Open Source Licensing: Virus or Virtue? Texas Intellectual Property Law Journal, 10, National Research Council. (2013). Triennial Review of the National Nanotechnology Initiative. Washington, D.C.: National Research Council. Nof, S. Y. (1999). Handbook of Industrial Robotics. West Sussex Wiley. OECD. (2011). The International Experience with R&D Tax Incentives, Tax Reform Options: Incentives for Innovation: United States Senate Committee on Finance. Ouellette, L. L. (2015). Economic Growth and Breakthrough Innovations: A Case Study of Nanotechnology. WIPO Economic Research Working Paper No. 29. Prinz, F. B., Atwood, C. L., Aubin, R. F., Beaman, J. J., Brown, R. L., Fussell, P. S., et al. (1997). JTEC/WTEC Panel on Rapid Prototyping in Europe and Japan. PwC, & M Institute. (2014). 3D Printing and the New Shape of Industrial Manufacturing: PricewaterhouseCooper. Rayna, T., & Striukova, L. (2014). The Impact of 3D Printing Technologies on Business Model Innovation. In P. J. Benghozi, D. Krob, A. Lonjon & H. Panetto (Eds.), Digital Enterprise Design & Management (Vol. 261, pp ): Springer International Publishing. Roco, M. C., Mirkin, C. A., & Hersam, M. C. (2010). Nanotechnology Research Directions for Societal Needs in 2020: Retrospective and Outlook. Boston: Springer. Rosheim, M. E. (1994). Robot Evolution: The Development of Anthrobotics: John Wiley & Sons, Inc. Sabety, T. (2004). Nanotechnology Innovation and the Patent Thicket: Which IP Policies Promote Growth? Nanotechnology Law and Business, 1(3), Samuels, J. (2013). EFF s Fight for Open 3D Printing Continues at Ask Patents. effs-fight-open-3d-printing-continuesaskpatentscom 137

139 الفصل 3 االبتكارات ذات إمكانات التقدم Scheinman, V. (2015). Robotics History Narratives. Interview retrieved from roboticshistory.indiana.edu/content/vicscheinman Shapiro, C. (2003). Antitrust analysis of patent settlements between rivals The RAND Journal of Economics, 34(2), Siegwart, R. (2015). Report for WIPO on intellectual property and robotics. Unpublished background report for the World Intellectual Property Report Smalley, L. W. (2014). Will Nanotechnology Products be Impacted by the Federal Courts Products of Nature Exception to Subject-Matter Eligibility Under 35 U.S.C. 101? John Marshall Review of Intellectual Property, 13(2), Smith, R. C., & Cheeseman, P. (1986). On the Representation and Estimation of Spatial Uncertainty. The International Journal of Robotics Research, 5(4), Sparapani, T. (2015, June 19). Surgical robotics and the attack of the patent trolls. Forbes. Springer, P. J. (2013). Military Robots and Drones: A Reference Handbook. Santa Barbara: ABC-CLIO Sylvester, J. D., & Bowman, D. M. (2011). Navigating the Patent Landscapes for Nanotechnology: English Gardens or Tangled Grounds? In S. J. Hurst (Ed.), Biomedical Nanotechnology: Methods and Protocols (pp ). Totowa: Springer. Subcommittee on Nanoscale Science, Engineering, and Technology, Office of Science and Technology Policy. (2015). The National Nanotechnology Initiative Supplement to the President s 2015 Budget, available at: gov/sites/default/files/microsites/ostp/ NNI_FY15_Final.pdf. Thayer, L., & Bhattacharyya, A. (2014a). Patent Eligibility of Software in the Wake of the Alice Corp. v. CLS Bank Decision Robotics Business Review, August 14, Thayer, L., & Bhattacharyya, A. (2014b). Will Supreme Court Rein in Software Patents? Robotics Business Review, March 4, The Fab Foundation. (2015). Fab Labs World Map. Retrieved August 10, 2015: Tobe, F. (2015). The Robot Report s Global Map. Retrieved August 10, 2015: UKIPO. (2014). Eight Great Technologies - Robotics and Autonomous Systems: A patent overview. London: UK Intellectual Property Office. West, J., & Kuk, G. (2014). Proprietary Benefits from Open Communities: How MakerBot Leveraged Thingiverse in 3D Printing. SSRN. Wintergreen Research Inc. (2015). Surgical Robots Market Shares, Strategies, and Forecasts, Worldwide, 2015 to Dublin: Research and Markets. WIPO. (2011). World Intellectual Property Report 2011: The Changing Face of Innovation. Geneva: World Intellectual Property Organization. Wittbrodt, B. T., Glover, A. G., Laureto, J., Anzalone, G. C., Oppliger, D., Irwin, J. L., et al. (2013). Life-cycle Economic Analysis of Distributed Manufacturing with Open-source 3-D Printers, Mechatronics (Vol. 23, pp ). Wohlers Associates. (2014). Wohlers Report 2014: 3D Printing and Additive Manufacturing State of the Industry: Annual Worldwide Progress Report. Yen-Tzu, C., & Hsin-Ning, S. (2014, July 2014). Understanding patent portfolio and development strategy of 3D printing technology. Paper presented at the Portland International Conference for Management of Engineering and Technology (PICMET), Kanazawa. 138

140 XXX XXX 140

141 Acronyms STL STM TEM TFP TNO TRIPS UK UKIPO UN UN ECE US USD USDA USPTO VC WIPO XML Standard tessellation language Scanning tunneling microscope Transmission electron microscope Total factor productivity Netherlands Organisation for Applied Scientific Research Agreement on Trade-Related Aspects of Intellectual Property Rights United Kingdom United Kingdom Intellectual Property Office United Nations United Nations Economic Commission for Europe United States of America United States dollar US Department of Agriculture United States Patent and Trademark Office Venture capital World Intellectual Property Organization Extensible markup language 3D AFM AI ARPA-E ASTM AT&T BEA CARG DARPA DNA EU FDA FDI GDP GPT IBM IC ICT IDM IFR IMF IP IPC MAA MIT MITI NACA NASA NEC OECD PC PRO R&D ROS SCPA SEM STEM Three dimensional Atomic force microscope Artificial intelligence Advanced Research Project Agency-Energy American Society for Testing and Materials American Telephone & Telegraph Bureau of Economic Analysis Compounded annual rate of growth Defense Advanced Research Projects Agency Deoxyribonucleic acid European Union US Food and Drug Administration Foreign direct investment Gross domestic product General purpose technology The International Business Machines Corporation Integrated circuit Information and communication technology Integrated Device Manufacturer International Federation of Robotics International Monetary Fund Intellectual property International Patent Classification Manufacturer s Aircraft Association Massachusetts Institute of Technology Ministry of International Trade and Industry National Advisory Committee on Aeronautics National Aeronautics and Space Administration Nippon Electric Company Organisation for Economic Co-operation and Development Personal computer Public research organization Research and development Robot operation system Semiconductor Chip Protection Act Scanning electron microscope Scanning transmission electron microscope 141

142 مالحظات فنية فئات الدخل القطري يستند هذا التقرير إلى تصنيف البنك الدولي لفئات الدخل لسنة 2014 لإلشارة إلى مجموعات بلدان معينة. ويقوم التصنيف على الدخل القومي اإلجمالي للفرد ويصنف البلدان إلى أربع مجموعات هي: اقتصادات ذات دخل منخفض )045 1 دوالر ا أمريكيا أو أقل( اقتصادات ذات دخل أقل من المتوسط )من دوالر ا أمريكيا إلى دوالر ا أمريكي ا( واقتصادات ذات دخل فوق المتوسط )من دوالر ا أمريكيا إلى دوالر ا أمريكيا( واقتصادات ذات دخل مرتفع ) دوالرا أمريكيا أو أكثر(. ويتوفر المزيد من المعلومات حول هذا التصنيف على الرابط التالي: رسم خرائط البراءات تستند الدراسات اإلفرادية في الفصلين 2 و 3 إلى عمليات رسم خرائط البراءات التي أجريت خصيص ا ألغراض هذا التقرير. وقد وردت بيانات البراءات المستخدمة في رسم الخرائط من قاعدة بيانات إحصاءات الويبو وقاعدة بيانات المكتب األوروبي للبراءات PATSTAT( أبريل 2015(. وتشمل العناصر المنهجية الرئيسية التي يقوم عليها نشاط رسم الخرائط ما يلي: وحدة التحليل 134 تعد وحدة التحليل األساسية هي اإليداع األول لالبتكار المعني. ومن ثم فإن التاريخ المرجعي لحسابات البراءات هو تاريخ اإليداع األول. وفيما يخص بعض السجالت التاريخية لم يتوفر تاريخ تقديم الطلب على سبيل المثال وثائق مكتب الواليات المتحدة للبراءات والعالمات التي تسبق وفي هذه الحاالت است خدم تاريخ أقرب إيداع الحق أو تاريخ المنح الخاص باإليداع األول. حيث ي عزى أصل االبتكار إلى مودع الطلب األول لإليداع األول وعندما ال تتوفر المعلومة ت طبق استراتيجية إسناد وذلك على النحو المذكور أدناه. ولم نحد عن هذا النهج سوى عند تحليل حصة أسر البراءات التي تطلب الحماية في كل مكتب براءات )انظر األشكال 6.2 و 5.3 و 10.3 و 14.3 (. ففي هذه الحالة است خدم تعريف أسر البراءات الممتدة المعروفة بأسر براءات المركز الدولي لوثائق البراءات عوض ا عن التعريف الذي يستند إلى اإليداعات األولى. فضال عن ذلك لم يؤخذ في االعتبار في هذا التحليل سوى أسر البراءات التي تتضمن طلب ا ممنوح ا واحد ا على األقل ويعد التاريخ المرجعي هو تاريخ أقرب إيداع داخل نفس األسرة الممتدة. ويعد األساس المنطقي الستخدام تعريف أسرة البراءات الممتدة واشتراط براءة ممنوحة واحدة على األقل داخل األسرة هو التخفيف من أي انتقاص ناجم عن هياكل اإليداع التالية المعقدة مثل الطلبات المنبثقة أو المتابعات وكذلك عن أسر البراءات الصغيرة ذات الجودة األقل كالتي أودعت في بلد واحد فقط ور فضت أو س حبت قبل الفحص. إسناد بلد المنشأ حينما لم تتوفر معلومات حول بلد إقامة المودع األول في اإليداع األول ط بق التسلسل التالي: "1" استخراج معلومات البلد من عنوان المودع "2" استخراج معلومات البلد من اسم المودع )انظر أدناه( "3" االستعانة بالمعلومات الواردة من الشركات المتطابقة )على النحو المذكور أدناه( "4" االعتماد على بلد اإلقامة األكثر شيوع ا للمودع األول داخل نفس أسرة البراءات )يستخدم تعريف أسرة البراءات الممتدة( "5" االعتماد على بلد اإلقامة األكثر شيوع ا للمبتكر األول داخل نفس أسرة البراءات )مرة أخرى يستخدم تعريف أسرة البراءات الممتدة( "6" فيما يخص بعض السجالت التاريخية الباقية يستخدم مكتب الملكية الفكرية لإليداع األول بالنيابة عن المنشأ. تنقيح أسماء المودعين وتعيين أنواع المودعين ص نف المودعون إلى 3 فئات عريضة: )أ( الشركات والتي تشمل غالب ا الشركات والمؤسسات والشركات المملوكة للدولة أيض ا )ب( الجهات األكاديمية والقطاع العام وتشمل الجامعات الحكومية والخاصة )وأمنائها ومجالس إدارتها( ومؤسسات البحوث العامة وغير ذلك من المؤسسات الحكومية كالوزارات ودوائر الدولة والكيانات المتصلة بها )ج( األفراد وتشمل المودعين األوائل األفراد الذين قد يكونوا منتسبين أو غير منتسبين إلى شركات أو جهات أكاديمية أو غير ذلك من الكيانات. وثمة فئة أخرى وهي "د" غير متاح وتشمل جميع مودعي الطلبات األوائل غير المصنفين. ولتعيين فئات عريضة ألنواع المودعين األوائل اتخذت مجموعة من الخطوات المؤتمتة لكل من مجاالت االبتكار الست التي تقوم عليها الدراسات اإلفرادية وذلك لتنقيح أسماء مودعي الطلبات وتنسيقها. وف حصت نتائج هذه العملية المؤتمتة يدوي ا خاصة فيما يتعلق بالمودعين الذين هم على رأس كل نوع مما دعا إلى مراجعة االستراتيجية وتعديل المعايير في تكرارات عديدة. وكانت نقطة البداية هي المعلومات األصلية بشأن اسم المودع األول في اإليداع األول. وحينما لم يتوفر هذا االسم أخذ في االعتبار اسم المودع األول األكثر شيوع ا داخل نفس أسرة البراءات مع استخدام التعريف الممتد. وقد ح للت هذه القائمة باألسماء المنقحة للمودعين األوائل تلقائي ا في تكرارات عديدة من أجل: "1" تنسيق األحرف "2" حذف الرموز والمعلومات الزائدة عن الحاجة )مثل "الكلمات المستبعدة" واالختصارات( "3" حذف اإلشارات الجغرافية )المستخدمة لتحسين المعلومات المتعلقة ببلد إقامة المودع( و" 4 " الحصول على أي معلومات قيمة حول أسماء المودعين التي تستوفي معايير اعتبارها إما "أ" شركات أو "ب" جهات أكاديمية وقطاع عام تشمل عمليات رسم الخرائط بيانات حول نماذج المنفعة حيثما وجدت. 142

143 مالحظات فنية وبعد ذلك أ جري بحث عن المقاطع المتشابهة باستخدام أمر "matchit" في برنامج Stata 135 من أجل الكشف عن ط رق الهجاء البديلة واألخطاء اإلمالئية في أسماء المودعين وو ل دت األنواع وفق ا لذلك. فضال عن ذلك سمحت نتائج توحيد الشركات )انظر أدناه( أيض ا باستعادة بعض أسماء مودعي الطلبات غير المصنفة كالشركات. وأخير ا ن سب من في فئة األفراد فقط إلى السجالت غير المصنفة الباقية عندما ظهروا كمبتكرين في نفس البراءة أو أشير إليهم كأفراد في قاعدة بيانات إحصاءات الويبو فيما يتعلق بأسر البراءات التي تتضمن طلب ا مودع ا بناء على معاهدة التعاون بشأن البراءات. وأشار تحليل السجالت غير المصنفة إلى أن أغلبها يتضمن أسماء مودعين مفقودة في قاعدة بيانات المكتب األوروبي للبراءات.)PATSTAT( ويرجع معظم هذه األسماء المفقودة إلى وثائق براءات أصلية مكتوبة بحروف غير التينية ودون إيداعات براءات الحقة. توحيد مودعي الطلبات توح د التصنيفات الواردة فيما يتعلق باالبتكارات الثالثة الحالية المقدمة في الفصل 3 إيداعات البراءات لمودعين أوائل مختلفين. وقد أ جري فحص وتوحيد يدويين فيما يخص مودعي الطلبات األكثر شيوع ا في كل دراسة إفرادية ابتكارية. و ح د مودعو الطلبات الذين يشتركون في المالك النهائي ليصيروا واحد ا. وفي حالة أعلى 30 شركة فيما يخص كل ابتكار استخدمت ملفات الملكية الواردة في قاعدة بيانات الملكية الخاصة بمكتب فان دايك. ولم يؤخذ في االعتبار في التوحيد سوى الشركات التابعة المملوكة باألغلبية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. استراتيجيات رسم الخرائط استندت استراتيجية رسم خرائط البراءات لكل من االبتكارات الستة إلى األدلة القائمة واقتراحات الخبراء. وقد اخت برت كل استراتيجية وفق ا للمصادر البديلة الحالية متى أمكن. وتستند عملية رسم خرائط الطباعة المجسمة إلى جهود بالغة األهمية من مكتب المملكة المتحدة للملكية الفكرية 136 حيث ج مع بين رموز التصنيف الدولي للبراءات وتصنيف البراءات المشتركة على سبيل المثال B29C 67/005 وB22F مع البحث عن المصطلحات النصية في العناوين والملخصات على سبيل المثال الصناعة التجميعية والبناء بالترسيب المنصهر والتلبيد االنتقائي بالليزر والستيريوليثغرافي. وتستند عملية رسم خرائط الطائرات إلى قوائم البراءات الحالية المجمعة من خالل عمل بالغ األهمية أتمه كل من ماير )2010( وشورت )2015( ووثائق عامة في مجموعة براءات رابطة مصنعي الطائرات وحافظة براءات كيرتس رايت. 137 وقد مك نت هذه البراءات تحديد رمزي التصنيف الدولي للبراءات وتصنيف البراءات المشتركة األكثر وجاهة وتقييمهما وهما B64C وB64B. أما عملية رسم خرائط المضادات الحيوية فاستندت إلى تركيبة جديدة من رموز التصنيف الدولي للبراءات وتصنيف البراءات المشتركة على سبيل المثال A61K 31/18 و 31/43 A61K و 31/7036 A61K مع قائمة واسعة من المصطلحات النصية التي ن ق ب عنها في العناوين والملخصات مثل عقار السلفا والبنسلين والستربتومايسين من بين مصطلحات عديدة أخرى. وقد ج م عت قائمة المصطلحات من مؤشر منظمة الصحة العالمية ATC/ WHO DDD 2015 ومؤشر ميرك )النسخة 15( والكتاب البرتقالي إلدارة األغذية واألدوية من بين مصادر أخرى. واستندت استراتيجية النانوتكنولوجيا إلى رمزي التصنيف الدولي للبراءات وتصنيف البراءات المشتركة: B82Y و 977 Y10S بما في ذلك المستويات األدنى منهما. حيث استغلت هذه المستويات األدنى في التمييز بين أدوات البحث واإللكترونيات النانوية والمواد النانوية. واستندت استراتيجية علم الروبوتات إلى عمل بالغ األهمية أتمه مكتب المملكة المتحدة للملكية الفكرية 138 حيث ج مع بين رموز التصنيف الدولي للبراءات وتصنيف البراءات المشتركة على سبيل المثال B25J 9/16 و 901/00 Y10S مع البحث عن المصطلحات النصية في العناوين والملخصات على سبيل المثال روبوت وعلم الروبوتات. واستندت عملية رسم خرائط أشباه الموصالت إلى رمز التصنيف الدولي للبراءات وتصنيف البراءات المشتركة H01L بما في ذلك جميع المستويات األدنى متاح من خالل أرشيف عناصر البرمجيات اإلحصائية )SSC( وعبر موقع الويبو اإللكتروني انظر مكتب المملكة المتحدة للملكية الفكرية )2013( الطباعة المجسمة: استعراض البراءات. نيوبورت: مكتب المملكة المتحدة للملكية الفكرية ماير ب.ب. )2010(. بعض البيانات حول ابتكار الطائرة وصناعة الطائرات الجديدة. مخطوطة غير منشورة. مكتب اإلنتاجية والتكنولوجيا مكتب إحصاءات العمل األمريكي واشنطن العاصمة الواليات المتحدة. قاعدة بيانات براءات الطيران األمريكي لشورت س. سيمين. استرجعت في 25 أغسطس 2015 من psychology.msstate.edu/patentdatabase.html.138 انظر Technologies: UKIPO (2013) Eight Great Robotics and Autonomous Systems A Patent Overview. Newport: UK Intellectual Property Office. 143

144 ا سهم سعي الا نسان ا لى ا يجاد حلول ابتكارية في حفز النمو البشري وتحويل العالم الذي نعيش فيه. فقد ا دت الابتكارات المنجزة على مدى قرنين من الزمن ا لى زيادة نمو دخل الفرد الواحد في الاقتصادات الراي دة بنسبة 15 ضعفا. ويستعرض تقرير الويبو العالمي للملكية الفكرية 2015 ست تكنولوجيات تحويلية ويستكشف الدور الذي تو ديه الملكية الفكرية في مجال الابتكار دولار ا مريكي الناتج المحلي الا جمالي للفرد الواحد (بقيمة الدولار الا مريكي في عام 1990) 200 سنة من الابتكار والنمو الصورة: Depositphotos.com الصورة: Depositphotos.com كوك وويتستون يحميان ببراءة التلغراف الخماسي الا بر ا رسال ا ول برقية عبر المحيط الهادي بيسمر يحمي ببراءة تحسينا ا دخله على تصنيع الحديد والفولاذ القاطرة البخارية ا ول براءة مرقمة تصدر في الولايات المتحدة الا مريكية بشا ن محرك القاطرة البخاري المواد البلاستيكية اختراع ا ول بلاستيك من صنع الا نسان وحمايته ببراءة وبعلامة تجارية تحت تسمية باركيسين التلغراف الكهرباي ي صناعة الفولاذ الاستيلاد العلمي للنباتات منشور مندل العلمي بشا ن تهجين النباتات النجاح في استنباط ا ول قمح هجين عالي الا نتاج الصورة: جيني 1876 الهاتف بيل يحمي ببراءة تحسينا ا دخله على تقنية الا رسال التلغرافي 3000 دولار ا مريكي الصورة: جون ت. دانييلس (مكتب الصورة: Depositphotos.com الصورة: Depositphotos.com الصورة: كوكا روبوتير كونغرس الولايات المتحدة الا مريكية) الصورة: (1468 IWM (TR الصورة: فرانك هوفمان وزارة الطاقة التلفزيون التصنيع في الوقت المناسب المصباح الكهرباي ي ا ديسون يحمي ببراءة المصباح الكهرباي ي الراديو تويوتا تطبق نظام كانبان لضمان ا نتاج مقتصد ماركوني يحمي ببراءة ا رسال ا شارات كهرباي ية 1911 الطاقة النووية ماركي كوري تفوز بجاي زة نوبل للمر ة الثانية المحطة النووية APS-1 تنتج الكهرباء للاستعمال التجاري جنكينس يحمي ببراءة "ا رسال الصور بالوساي ل اللاسلكية" ابتكارات سلاسل الا مداد حماية الشفرة العمودية ببراءة الطاقة المستدامة حماية الخلايا الشمسية ببراءة الهاتف المحمول دولار ا مريكي ا ول مكالمة بهاتف محمول ا رسال ا ول رسالة قصيرة 1987 الطباعة المجس مة تسويق الطابعات المجس مة الصناعية 2009 تسويق طابعات مجس مة با سعار ميسورة السيارات بنز يحمي ببراءة مركبة ذات محرك غازي با عداد كبيرة T فورد ينتج سيارة فورد سانتوس دومون يطير بطاي رته - 14 بيس الا خوان رايت يحميان ببراءة الا لة الطاي رة فلمنغ يكتشف البنسلين ا نتاج البنسلين بكميات كبيرة 1950 شبه الموصلات اكتساب مختبرات بيل براءة شبه الموصلات بيع ا ول حاسوب من حواسيب كومودور الدقيقة علم الروبوتات ا ول روبوت صناعي 1996 ديب بلو يتغلب على بطل الشطرنج كاسباروف نشر شبكة ا ربانت استحداث شبكة الويب العالمية في المنظمة الا وروبية للبحوث النووية استحداث تقنية الفحص المجهري بالمسبار الماسح 2005 دراجة ذات هيكل مصنوع بالا نابيب النانوية تشارك في دورة فرنسا للدراجات المستحضرات الصيدلانية الا نترنت النانوتكنولوجيا الطاي رات الصورة: مو سسة سميثسونيان الصورة: مكتبة ويلكوم لندن الصورة: Depositphotos.com الصورة: ريكو شين الصورة: الويبو 5000 دولار ا مريكي دولار ا مريكي دولار ا مريكي 7500 دولار ا مريكي دولار ا مريكي المصدر: التقرير العالمي للملكية الفكرية 2015 الشكل التوضيحي: ا نفوغرافيكورد/الويبو دولار ا مريكي

145 المنظمة العالمية للملكية الفكرية 34, chemin des Colombettes P.O. Box 18 CH-1211 Geneva 20 Switzerland الهاتف: الفاكس: لالطالع على تفاصيل االتصال بمكاتب الويبو الخارجية ي رجى زيارة الموقع التالي منشور الويبو رقم 944A ISBN